هل ينتج عن المصالحة بين السعودية وقطر ”سايكس بيكو“ خليجي؟!
2 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
هل ينتج عن المصالحة بين السعودية وقطر ”سايكس بيكو“ خليجي؟!
تؤثر المصالحة المفاجئة بين المملكة العربية السعودية وقطر بشكل هائل على الحرب في سوريا وخارجها مع احتمالية تقسيم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين كل من «عبدالله» و«آل ثاني» بطريقة أعمق أثرًا مما فعلته ”سايكس بيكو“ قبل ما يقرب من 100 عامًا.
وأنهت المملكة العربية السعودية وحلفائها البحرينيين والإماراتيين حربهم الباردة مع قطر يوم الأحد الماضي، وأعلنوا عودة السفراء إلى الدوحة بعد ثمانية أشهر من غياب هؤلاء السفراء احتجاجًا على دعم قطر لجماعة «الإخوان المسلمين» التي ينظرون إليها على أنها تهديد لحكمهم، وقبل بضعة أيام من هذا الإعلان المهم، حدث ما لم يكن يتوقعه أحد؛ وهو التقاء «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» (والتي يُقال إنها تابعة لقطر) وتنظيم «الدولة الإسلامية» (يُقال إنه على علاقة بأثرياء سعوديين) للعمل معًا نحو إسقاط الحكومة السورية، وهو الأمر الذي يتهدد المصالحة القطرية السعودية. والآن وفي ظل وصول قطر والسعودية لاتفاقٍ يقضي بتهدئة المنافسة بينهما، فإنهما على الأرجح سيقومان بتقسيم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما بينهما لتجنب أي صراع مصالح مستقبلي بينهما، هذا التقسيم سيُفضي إلى نفوذ قطري على غرب مصر والمملكة العربية السعودية على الشرق منها.
القاهرة الحد الفاصل
على ما يبدوا أن مصر ستكون الحد الفاصل بين النفوذ القطري والسعودي. خلال فترة حكم الرئيس «محمد مرسي» كان يدير مصر جماعة «الإخوان المسلمين» الموالية لقطر، والرئيس السابق نفسه متهم بالتخابر مع قطر لتسليمه أسرار الدولة لها. وقبل شهر من الإطاحة به في يوليو/تموز 2013م غيّر سياسة بلاده بشكل جوهري تجاه سوريا عن طريق قطع العلاقات مع الحكومة الشرعية، وتعهد بالدعم المالي للمتمردين. وبنظرة متأنية في الأمر يتبين أن «مرسي» قدم الدعم لنفس القوات التي تدعمها قطر في الحرب؛ الأمر الذي اعتبرته السعودية بمثابة تهديدات توسعية بكل وضوح.
تم تغيير هذه السياسات فجأة عندما أطاح «السيسي» بـ«مرسي» ووضعه في السجن. ومنذ ذلك الحين؛ انحازت مصر بشدة إلى المملكة العربية السعودية وحلفائها الذين قدموا مساعدات مالية فاقت 20 مليار دولار بالإضافة إلى الاستثمارات. لقد تمّ فتح باب حوار واسع بين الرياض والقاهرة، ليس فقط بشأن التعاون القوي مع «مجلس التعاون الخليجي» الذي تقوده السعودية، بل أيضًا مشاركة مصر في «تحالف مكافحة المتشددين» مع المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى الأخبار المتواترة بشأن تعاون مصر والإمارات في توجيه ضربات جوية ضد المسلحين في ليبيا قبل بضعة أسابيع، ما أظهر مدى جديتهم في محاربة الإسلاميين هناك. ويمكن تفسير دعم السعودية ودول «مجلس التعاون الخليجي» لمصر العلمانية على أنه قلق بالغ من اتساع دائرة نفوذ حكومة جماعة «الإخوان المسلمين» من حكومة أخرى علمانية تتعارض مع النفوذ القطري.
ميادين قطر والسعودية
قطر:
بموجب هذا الاتفاق تقوم قطر والسعودية بتقسيم نفوذهما على غرب وشرق مصر على التوالي. وبالنظر إلى «الميدان» القطري؛ قد يبدو في البداية أنه محدود الفائدة أو القيمة. لكن عند النظر إلى ليبيا المنهارة في الوقت الراهن؛ فإن قطر تمتلك نفوذًا قويًا بين المليشيات هناك، ولا تزال الدولة تمتلك أكبر احتياطي للنفط في إفريقيا (لم يتوقف تدفقه). وبغض النظر عن كيفية تسوية الصراع، فمن المحتمل جدًا أن أحزاب الإسلام السياسي المرتبطة بقطر سيكون لها دور بشكل أو بآخر في الحكومة، وبالتالي رفع النفوذ الإقليمي للدوحة. وفي تونس المجاورة؛ ورغم أن «حركة لنهضة» التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» قد خسرت السباق لصالح العلمانيين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا إن الإسلاميين لا يزالون قوة سياسية شرعية ومؤسسية هناك، ما يعني أن «النهضة» قد يكتسب طاقات جديدة في الفترة القادمة تؤهله للفوز بالانتخابات المقبلة.
وبالنسبة للجزائر التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث تصدير الغاز لأوروبا وأحد أكبر منتجي النفط في إفريقيا، فإن رئيسها الذي أصابته الشيخوخة «عبد العزيز بوتفليقة» نُقل مرة أخرى إلى المستشفى، مما يثير تساؤلات حول ما سيحدث بعد وفاته. ويُعدّ «بوتفليقة» الزعيم الوحيد الذي عرفته الجزائر منذ نهاية الحرب الأهلية التي دامت عقدًا من الزمن ضد «جبهة الإنقاذ الإسلامية» التي فازت بانتخابات 1991م ليشتعل الصراع. ومع أخذ تاريخ الجزائر في الاعتبار؛ فإن قطر قد تحاول دعم وإحياء الإسلام السياسي في مرحلة ما بعد «بوتفليقة» لكسب السيطرة على قيادة هذا البلد المهم من الناحية الجغرافية والاستراتيجية، تمامًا كما حاولت أن تفعل في مصر بعد «مبارك».
المملكة العربية السعودية:
وإلى الشرق من الخط الفاصل، فإن الأمور تبدوا أكثر تحفظًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فالمملكة العربية السعودية وشركائها يريدون حماية ممالكهم ضد الإسلام السياسي، ومن ثمّ فإنه طالما تحافظ قطر على إبقاء شركائها «الإخوان» بعيدًا عن دول الخليج فلن تكون هناك أي مشكلة. ربما تسمح دول «مجلس التعاون الخليجي» بانضمام المملكة الأردنية لناديها لتعزيز الهوية الملكية للمجموعة.
وفي سوريا؛ من المحتمل أن ينضم وكلاء قطر والسعودية إلى القوات لتعزيز مناهضة الحكومة، واجتثاث الاقتتال الداخلي العقيم. وعلى الرغم من ضبابية مشهد البلاد في حالة إسقاط حكومة شرعية بطريقة غير شرعية، إلا إن السيناريو المتوقع هو تقسيم سوريا إلى «إمارات» تحت قيادة أمراء حرب تسارع كل من السعودية وقطر لأخذ حصتهما من الغنائم.
وعندما يتعلق الأمر بالعراق، فإن البلد يسير بخطىً سريعة نحو التفكك إلى ثلاثة كيانات مستقلة بحكم طبيعة سكانه؛ الأكراد والسنة والشيعة، يكون للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران نفوذًا على كل كيان منها على التوالي.
ورغم مظاهر الانفراجة بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية، إلا إنه قد يكون من السابق لأوانه القول بأن جميع المشاكل قد تم حلها. مستقبل عُمان – العضو بمجلس التعاون الخليجي - بعد وفاة السلطان «قابوس بن سعيد آل سعيد» قد يتسبب في قطيعة جديدة بينهما، فمنذ أن حكم البلاد عام 1970م لم يعين خليفة له أو يتحدث عنه بشكل صريح.
البطاقة العمانية
وأثارت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي العديد من التكهنات بشأن من يخلف السلطان «قابوس»، ليس فقط لأن السلطان الذي بلغ من الكبر عتيًا طالت فترة بقائه في ألمانيا لتلقي العلاج الطبي – تحديدًا منذ يوليو/تموز - ولكن أيضا لأن عمان كان تستضيف محادثات غير رسمية متعلقة ببرنامج إيران النووي. وإذا كان هناك انتقال سلس للسلطة بحيث يجلس سلطان جديد على العرش فلن تكون هناك مشكلة بالنسبة للسعودية، ولكن إذا تعقّدت الأمور وسعت قوى الإسلام السياسي (المدعوم من قطر) للحصول على نصيب في السلطة فإن المصالحة بين الرياض والدوحة ستنهار برُمتها. أي نوع من زعزعة الاستقرار هناك من الممكن أن يؤدي إلى التدخل العسكري السعودي، سواءً بالطريقة التي تدخلت بها في البحرين لتوطيد دعائم الأسرة الحاكمة ضد الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011م، أو عكس البحرين؛ بمعنى التدخل ضد حكومة إسلامية لاستعادة النظام الملكي إلى السلطنة.
وباستثناء التطورات غير المتوقعة في عمان، فإنه يبدوا أن قطر والمملكة العربية السعودية قد قامتا بتقسيم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينهما بدقة. وقد يشهد العالم الإسلامي تكرارًا لــ«سايكس بيكو» لكن بشكل أوسع وخالي تمامًا من أي ملامح ديمقراطية.
* نشر النص الأصلي بعنوان: Reconciliation between Saudi Arabia and Qatar: Implications for the War in Syria
المصدر | أندرو كوربيكو، جلوبال ريسيرش
فالح المطيري- وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا
- عدد المساهمات : 255
تاريخ التسجيل : 29/08/2014
رد: هل ينتج عن المصالحة بين السعودية وقطر ”سايكس بيكو“ خليجي؟!
أخي/ فالح المطيري
اتفاقية الحدود المصطنعة سايكس وبيكو لا تعني الكاتب الاجنبي إلا في التفرقة بين المسلمين .. والله المستعان
اتفاقية الحدود المصطنعة سايكس وبيكو لا تعني الكاتب الاجنبي إلا في التفرقة بين المسلمين .. والله المستعان
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
مواضيع مماثلة
» داعش، قلم سايكس بيكو الجديد، والوقود شبابنا المخدوع
» هآرتس: تقارب إسرائيلي - خليجي !!
» خلافات مصر وقطر .. هل هي عابرة أم متراكمة ؟
» الذكاء لا يصنع قائداً.. بل قد ينتج فاسداً!
» أخطر تفاصيل ملف المصالحة المصرية – القطرية
» هآرتس: تقارب إسرائيلي - خليجي !!
» خلافات مصر وقطر .. هل هي عابرة أم متراكمة ؟
» الذكاء لا يصنع قائداً.. بل قد ينتج فاسداً!
» أخطر تفاصيل ملف المصالحة المصرية – القطرية
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى