إن الله لَا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

قال تعالى: {إن الله لَا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وتفسيرها في الحديث الصحيح: " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذُلًّا لَا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم "، فإلى دينكم أيها المسلمون حكاما ومحكومين

في هذه الاية الكريمة .. يوضح الله سبحانة وتعالى .. ان هناك تغيير بقوم او اقوام .. حتى يقوم هؤلاء القوم او الاقوام بتغيير مافي انفسهم .. ودرج لدينا فهم .. ان التغيير للافضل .. اذا غيرنا ما بانفسنا والتزمنا بطاعة الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر


ولكن الاية والحديث يوضح .. عكس هذا تماما ً.. ان التغيير للاسوء وليس للافضل .. لان الانسان او القوم غيروا ما بانفسهم من حب الاخرة الى حب الدنيا ..

الله سبحانة وتعالى يقول (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)

الاساس ان الله سبحانة وتعالى انقذنا من الكفر وجعلنا مسلمين مؤهلين كلنا بدخول جنته .. وانتظار حسابة في الاخرة .. فمتى حدث التغيير بالنفس .. حتى يغير الله ما بحالنا ..

هناك الكثير من التيارات الاسلامية المغرره والفاهمه فهم خاطئ .. تقنع الفقراء والاطفال والجهله .. بانهم اذا قاموا بالالتزام بطاعة الله والاجتهاد .. فان الله سبحانة وتعالى يغنيهم في الدنيا ويجعلهم فاحشي الثراء .. .. وان رزقهم مرتبط بمدى طاعتهم الله .. مما يجعلهم يقومون بالعباده من اجل ثمن دنيوي وهو الرزق .. فيكونوا بعيدين كل البعد عن طاعة الله .. لانهم منتظرين في المقابل اموال وثراء في الدنيا .. وبذلك يكونوا بعيدا كل البعد عن معرفة الله وطاعة ... الله سبحانة وتعالى جعل فرعون ملك وصحاب عروش وكنوز وغني وهو كافر .. وجعل طالوت او جالوت اغنياء واصحاب اموال هائلة وهم جبابره وكفار .. وجعل قوم عاد وهود اغنياء واصحاب مباني ومصانع هائلة وهم كفار .. وكذلك الان امريكا واروبا .. وغيرها من الدول المشركة .. تعيش افضل من المسلمين في مستوى معيشتهم المادي

فهذا يوضح ان الرزق او الفقر والغناء .. ليس مرتبط بان تكون مسلم او كافر .. بالعكس .. من رحمة الله في عبادة .. الكافر يجعله مرتاح مادي في الدنيا ويعيش في احسن احواله .. لانها جنته التي رضى بها .. اما المسلم فهو مبتلي ويعاني من الصعاب والمشاكل .. لا عطاء الله وجزائة ياتيه في الاخره .. ويدخله جنات تجري من تحتها الانهار..

فانا اعتقد والله اعلم .. ان هذه الاية (إن الله لَا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هي تغيير ما ابنفسنا من حب الاخره والرضاء بحب الدنيا .. فغير الله حالنا للاسوء .. وقد يكون التغيير .. بطريقه عسكية .. اي يزيد من اموالنا ونصبح اثرياء وغناء فاحش .. لاننا رضينا بما نريده من الدنيا .. فيكون نتجية هذا الغناء الفاحش ان ناخذ اذناب البقر ونهتم بالزرع والمزروعات ونترك الجهاد .. فيسلط الله علينا ذل واهانه .. كما نشاهد اليوم


او تشوفون ياخوان فهم مختلف

والله المستعان

اكيد يا اخي التغيير على جميع المستويات الفكرية والعملية

لان تكامل الصورة بدون اختلال في احد اركانها يؤدي الى نقلة كبيرة

ولك التقدير والاحترام

أخي/ الهمداني

الشاهد من الآية الكريمة من القواعد المحكمة في القرآن الكريم .. ومثله (ولا تزر وازرة وزر أخرى) .. فقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هذه قاعدة عامة .. والسياق هو الذي يحدد طبيعة هذا التغيير .. فإن كان الوضع القائم سيء فتعني ان التغيير للأسوأ بسبب من انفسكم .. قال تعالى: (بل هو من عند انفسكم ..) الآية .. وإن كان التغيير للأحسن فهو لما حققناه على الارض من ما أمرنا الله به .. فهنا التغيير للأحسن يكون بتطويع النفس لما يريده الله عز وجل .. قال تعالى: (ما اصابك من حسنة فمن الله ..) الآية .. والله أعلى وأعلم