علماء السوء

الساري كتب:http://justpaste.it/nlly

بسم الله

والصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن اتبع هداه

هذه مقالة ، مهمة تشرح موضوع السلطة الطاغوتية في حكم الشعوب ، وتسييسها لفرض السلطة وممارسة الطغيان بجميع أشكاله وصوره

عنونتها ( علماء السوء ، و دورهم في تثبيت عروش الطواغيت )



مقدمة

لو نظرنا لطبيعة النفس البشرية ، وطبيعة الشعوب بشكل عام ، لوجدنا أن بينهما ارتباط وثيق ، فالشعوب هي مجموعة من هذه اﻷنفس ، وهذه اﻷنفس في الغالب ، تحتاج لقياد ومن تسير خلفه

ليحكمها و ينظم أمرها و يسير شؤون حياتها ومعاشها ، بحيث تكون له السلطة و التنظيم و الإعمار و توفير معيشة كريمة حسنة ، وهي بدورها تعينه ، بالعمل و الدفع إن دهمه العدو وتسمع له وتطيع

ولكن تلك الشعوب ليست سواء ، فمنهم الجاهل و العالم و المتوسط ، و المؤهل وغير المؤهل ، والقادر والعاجز و الذكر و اﻷنثى ، فهم أخلاط متباينة في معارفها وقدراتها

وهذا يعطي السلطة الطاغوتية ، نوع من إحكام السيطرة على الشعوب ، باستغلال النخبة المتعلمة فيها و القادرة على تثبيت العروش و اﻷركان لتلك الدولة ، و إضفاء الشرعية عليها



▪ ومن هنا يتضح لنا خطر علماء السوء في تثبيت عروش الطواغيت ، وهدم صرح الدين العظيم



● وقفة و تشخيص

نريد أن نقف وقفة مع هذه الشعوب التي ﻻ تدرك كثيرآ مما يحاك وﻻ تدري عمن يقودها و إلى أين تتجه ، وﻻبد من معرفة هذا التشخيص ليتضح لنا مدخل علماء السوء عليهم و حقيقة السيطرة

⬅النفس البشرية ، مركب قدر فيه صفات جبلية ، طبعت منذ خلقها و مطبوعة على طينة معينة تتباين فيما بينها ، بحيث تحدث في الكيان المجتمعي نوع من التوازن في صراع الحياة و توافق العيش

فلا يمكن أن تطبع النفوس على صفات واحدة و إﻻ لفسدت المجتمعات ، وقدر في كل نفس من النقص ما يجعلها ، بحاجة للتعلم و التدريب لكي تكتسب مهاراتها وتسعى في اﻷرض

ويحصل العدل بالسعي و الجد ، فمن جد منها وجد ، ومن زرع منها حصد ، هذا النقص المقدر هو ما يجعل في كل نفس اﻻحساس بحاجتها للغير كالنخبة ممن يقودها ويصحح لها المسار

وتكتفي هي باﻻتباع المطلق مع الثقة ، لضعف همتها في البحث عن الحقيقة ، و ضعف قدراتها على فهم اﻷمور ، و ﻹشباع قصورها في الوصول إلى ما تريد بأقصر طريق

° ولو أردنا توسيع الدائرة أكثر ، ليدخل الجاهل والنخب وغالب المجتمع تحت مظلة واحدة ، ﻻتضح لنا اﻷمر وانكشف ، فكل هؤﻻء يدخل تحت مظلة واحدة

وهي الحاجة للدين و فهمه ومعرفة أمر الله و نهيه و ما يحب وما يبغض ومن يمتدح ومن يذم ، كل هؤﻻء يملكون اﻹذعان لهذه القوة العظيمة التي تملك أزمة حياتهم الدنيوية و اﻷخروية

فكان سوق الناس من خلال الدين ، أعظم مسيطر على دينهم ودنياهم و بقاء هذه العروش الطاغية المهيمنة ، وشرعنة بقاءها و سياستها وحكمها واتباعها ومكانها في دين الله



● نظرة في تاريخ علماء السوء " قساوسة الكنيسة "

لو أخذنا نظرة خاطفة على التاريخ ، لوجدنا مفهوم إضفاء الشرعية على السلطة ، وفرض السياسة و الحكم بقوة الدين ، أمر ظاهر لما قدمناه من حال اﻷنفس و الشعوب

فالحكم السائد في دول أوربا قديمآ ، قد حكمت فيه الكنيسة على مدار خمس عشرة قرن ، تنزل باسم الدين أحكامها على أتباعها ، فعانت الشعوب من حكمها زمنآ طويلآ ، حتى خالفتها وحجمت سلطتها

فصارت أحكامها ﻻ تتعدى باب الكنيسة ، وانتشرت بعد ذلك الحريات

لك أن تنظر في التاريخ العريض للرافضة و عمائمهم وكيف يسوسونهم ليفرضوا عليهم شرائعهم و يحكموا في دنياهم ، ويطوعوا الناس لتثبيت العرش اﻹيراني ، بالحكم المعروف المسمى بوﻻية الفقيه

وكذا لو نظرنا إلى الصوفية وطرقها و شعائرها ، واستغلال حاجة اﻷنفس للإشباع الروحي ، ونهب وسلب اﻷموال باسم الدين و أوامر الرب سبحانه لعرفنا أن المبدأ هو نفسه

وانظر إلى حكم الطاغوت المصري و إلى دار اﻷزهر و بعض العلماء فيه مع المفتي في تثبيت عرش الفراعنة

وارجع إلى الجزيرة لترى هيئة كبار العملاء و كثير من مشايخ الجامعات و مشايخ الفضائحيات نزوﻵ إلى الدعاة الصغار و دورهم في تقديس وتعظيم وﻻة أمورهم المرتدين

كذلك لو نظرت للملل والنحل من غير المنتسبين للإسلام لرأيت العجب العجاب من انقياد الشعوب لمثل هذه الخرافات المصبوغة باسم الدين التي تسد فراغ أنفسهم و ترسل لهم رسائل

مفادها : أن هناك قوة عظمى تفهم هذه الدعوات منكم وتهتم بكم و ستقضي كل شؤونكم وحاجاتكم ، فما عليكم إﻻ أن تبذلوا أموالكم لتصرف همومكم و أحزانكم

وما ذكرت لكم غير أمثلة بسيطة جدآ مما نراه ونشاهده اليوم ، حتى ندلل على مبدأ تسيييس الشعوب من خلال الدين القائم على = العارفون به



● نظرة في شرع الله حول علماء السوء

لقد ذم القرآن الكريم هذا النوع من البيع و التقايض بآيات الله ، فالعلم أمانة وليس ثوب زينة يتزين به العالم أمام العامة وﻻ هو سوق رائجة يباع بالعرض من الدنيا ، قال الله " وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاق الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب لَيُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورهمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ "

وقال سبحانه عمن آتاه آياته فانسلخ منها و أتبعه الشيطان " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)

وانظر أيها المسلم إلى سبب تشبيه الله له بالكلب و لهثه وذمه وكأن الله يشبه اليوم علماء السوء اللاهثين بتثبيت عروش الطواغيت ، الداعين لشرعنة الردة الصريحة و العمالة الناضحة الواضحة

البائعين دينهم بعروض دنيا زائلة ، قال سبحانه :