العلاقة بين الثيوصوفية والقاديانية والبهائية

تعتبر الثورة الفرنسية في فكر المؤرخين العلامة الفارقة, والحدود المفصلية في تغير المجتمع الأوروبي من الناحية الفكرية والاقتصادية والمالية والأدبية والعلمية وبنظام لم تألفه الطبقات الارستقراطية, حينما انتزعت الجماهير المشاركة الفعلية في إدارة الدولة لصالح محافل سرية لم تكن تعلم بتحركاتها وتسخيرهم لأهدافها.
ومن بين حطام الأحداث في الفترة الانتقالية, برز اسمًا لامعًا في السياسة وعالم الجاسوسية والعلوم والتنجيم والذي يتحرك في نفق بين باريس ولندن و روسيا, ليدير أعمال مرتبطة بما حدث في أوروبا والتي تنتهي جميع الخيوط إليه لمعرفة حقائق ما يدور خلف الستار.
الكونت سان جيرمان الذي حير الكثير من الأدباء والمؤلفين بشخصيته الغامضة لم تنتهي حدود أنفاقه بين العواصم الأوروبية المؤثرة في تطويع الأحداث في القارة الأوروبية, ولكن تمتد إلى زمن سحيق كما يذكر احد الأعضاء البارزين ما يسمى روبسبير والذي عمل في محافله في إدارة الثورة الفرنسية, وتعرف على أسرار خارج حدوده ولم يكن ينبغي أن يطلع عليه, لتنتهي حياته إلى المقصلة بعد أن قال:
إنني لا أجرؤ على تسميتهم هنا وفي هذا الوقت .. كما إنني لا استطيع تمزيق الحجاب الذي يغطي هذا اللغز منذ أجيال سحيقة .. غير أنني استطيع أن أؤكد, إن بين مدبري هذه المؤامرة تابعين لذلك المذهب القائم على الفساد والإسراف وهما الوسيلتان الأكثر فعالية بين جميع الوسائل التي اخترعها الغرباء لتفسيخ الدولة, وأعني بهؤلاء كهنة الإلحاد الدنسين ومبدأ الرذيلة الذي يعيشون عليه .
لو لم يتفوه روبسبير بهذه الكلمات لكان من الممكن أن ينتصر ... كان روبسبير قد تلفظ في الواقع بأكثر مما يجب, ولذلك فقد تلقى طلقة نارية في فكه, أخرسته بصورة عملية حتى اليوم التالي الذي سيق فيه للمقصلة.

يعتبر الكونت سان جيرمان لغزا محيرا, ويعتقد أهل التصوف المسيحي قد يكون احد (السادة الكبار) والذين أرسلوا ليظهروا للرجال أخطاء طرقهم, ويعتقدون انه ما زال متجول في الأرض منتظرا الوقت المناسب للظهور, وهذا المعتقد نجده في فرق إسلامية بان الخضر والذي قابل موسى عليه السلام ما زال حيًا ويتجول في الأرض في فتن ترتبط ببعضها لأنها من مصدر واحد.
ويعرف بالإنسان الخالد والمتجول اليهودي والخيميائي وإكسير الحياة بالمذكرات الماسونية ولديه فهم كامل للموسيقى والفن لأنه الفارابي في الإسلام وموتسارات وبيير بورشليه الفرنسي الذي تحدثنا عنهم سابقا, ولأنه بيتهوفن ( كتاب حقيقة نهاية العالم), وبسبب نشاطه في عالم الجاسوسية هرب إلى انجلترا ثم ظهر في روسيا باسم الجنرال سولتيكوف ولعب دورا كبيرا في ثورة فرنسا.
عندما سافر هذا الرجل المتجول في الأرض إلى روسيا في هذه الفترة, ظهرت كوكبة من علماء الروس من خلال التنقلات المستمرة بين لندن وباريس وبطرسبيرغ, وظهرت المحافل الماسونية بالتحرك الكبير لليهود في تلك الأراضي, وما حدث لفرنسا وانجلترا سوف نشاهده في روسيا من تغيير نظام الحكم القائم على الدستور المطلق إلى نظام استبدادي يتبع بأيدلوجيته إلى مصدره الأساسي؛ وهي الجمعية السرية.
وسوف نضع جدول للمسيح الدجال ( الكونت سان جيرمان) والأماكن الذي ذهب إليها وسوف نكشف عن الفتن التي أحدثها في كل فترة , ومدى اتساق الفتن مع تحركات هذا الرجل الذي يدعى في المجتمع الأوروبيي والأمريكيي؛ الرجل الذي لا يموت.
ولكن الحقيقة إن هذا الرجل؛ هو المسيح الدجال الذي حذر جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام من فتنه, وجميع الفتن على الأرض هي امتداد لفتنه الرئيسية.



الكوت هنري
محامي وتاجر وروحاني امريكي, أسس محفل الثيوصوفية (Theosophical Society ) في أمريكا, وهو محفل يدعو إلى إحياء أفكار وثنية قديمة لدمجها بفتن جديدة لتكوين أيدلوجية لنشرها بالعالم, وتضليل البشرية عن الوجود من خلال تعلم التنجيم والسحر والإيمان بتناسخ الأرواح.
ساعد هذا المحفل على نهضة الوثنية البوذية ونشرها في العالم من خلال مكاتب ترعى هذا المحفل, كما سوف نتعرض لمحفل القاديانية والبهائية لنكشف عن أعظم فتنة وقع الكثير في فتنها والمتنوعة في كل المجتمعات.



أسس العقيد الكوت هنري محفل الثيوصوفية في نيويورك, وقرر أن ينقل محفله الى الهند, وفي جدول الكونت سان جيرمان وفي نفس الفترة كان في نيويورك ثم انتقال الى الهند.
غادر العقيد الكوت هنري مع صديقته الأوكرانية في العمل الروحاني هيلينا بلافاتسكي بيتروفنا نيويورك عام 1878م الى الهند, ووصلوا بومباي في 16 فبراير 1879م.

أسس الدجال العقيد هنري محفله الجديد الثيوصوفية في مدينة تشيناى عاصمة ولاية تاميل تادو. وفي هذا الوقت كان الكونت سان جيرمان في نفس المدينة الهندية ولكن باسم آخر وهو العقيد هنري من خلال الجدول والتي يبين ظهور الرجل الذي لا يموت في الثقافة الأوروبية والأمريكية في أوقات وأماكن معينة في العالم إثناء سفره.



وفي كل فترة يعمل الدجال على تغذية فتنه بأسماء يلعب دورها, لترسيخ عقائد فاسدة للبشرية وهي تناسخ الأرواح, وفي كتاب حقيقة نهاية العالم فصلنا احد هؤلاء الأسماء وهو الأمير شرنزي لند والذي تحدث في باريس بجميع اللغات التي طرحت عليه من الصحفيين, لتتكامل المعلومات بشان أعظم فتنة في التاريخ.
وفي فترة وجود الدجال في الهند نجد زيارة لضابط يعمل في الجيش الانجليزي في الهند لزيارة مكة المكرمة ويتحدث هذا الرحال 29 لغة بالإضافة إلى الكثير من اللهجات.
وفي موقع شبكة الإعلام العربية لمقالة بقلم الكاتبة شيماء فؤاد نذكر التالي:
" دخل بيرتون الضابط بالجيش البريطاني في الهند إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة متنكرا في ثياب درويش أفغاني, زعم البعض أنه كان جاسوسا للعرش البريطاني, اشتهر بيرتون من خلال ترجمته لحكايات ألف ليلة وليلة, وتعلم 29 لغة وعدد كبير من اللهجات.



عندما وصف بيرتون المدينة المنورة ومكة في كتابه كان يستعين بآيات من القرآن الكريم, والحديث الشريف, وكان وصفه للمناسك يصدر عن احترام للإسلام, وكتب بيرتون " عندما قربنا المدينة, أنخنا الجمال, وكأنها استجابت لأمر شفهي , ونزلنا من على ظهورها, تشبهًا بالسلف الصالح, جلسنا – ونحن في أقصى حالات البؤس والجوع والسأم – لنمتع ناظرينا برؤية المدينة المقدسة من بعيد.
وحكي عن اللصوص الذين هاجموا قافلتهم إلى مكة ونجاحهم في صد الهجوم وإصابة الجمل برصاصة استهدفته هو, وواصلت القافلة سيرها حتى وصلت لمكة في ذات ليل الهجوم, وكان على بيرتون انتظار الفجر بشغف ليرى للمرة الأولى الكعبة والمسجد الحرام, وحينما رآها قال: أخيرًا وصلت إليها, هي مطلبي الأول وهدفي النهائي من كل رحلتي المضنية وتخطيطي منذ سنين , رأيتها كتابوت ضخم تغطيه ظلال قائمة , لكن كان هناك من الخيال سراب ليس من احد اشد إيمانا أو أكثر صدقًا من الحجاج والمصلين يعطيها فتنة مميزة وسحرًا خاصًا, الآتين من أقصى الشمال, أولئك الذين يتعلقون بأستار الكعبة وهم يبكون أو يلصقون قلوبهم الخافقة بأحجارها.
وكتب بيرتون بتوسع عن عادات وتقاليد سكان الحجاز , ولاحظ أن وسط الجموع بجبل عرفات هناك من ينادون على أشخاص, واكتشف بعد ذلك أن هناك من يكلفون أقاربهم بمناداة أسمائهم كاستبشار لقيامهم بالحج في العام المقبل.
دخل بيرتون وزملائه داخل الكعبة بأذن من أحد أفراد بني شيبة المسئولة عن فتح الكعبة, وحى عن شعوره بالرهبة داخلها, وقام بصلاة ركعتين داخل الكعبة والدعاء, وقال: لقد رأيت احتفالات دينية في بلدان كثيرة, لكنني لم أر في مكان مشهدًا عظيمًا مثل هذا المشهد".
بيرتون هو مستكشف ومستشرق ومترجم وعسكري انجليزي, اشتهر بأعماله الأدبية وترجمة حكايات ألف ليلة وليلة.
في قصة هذا الرحال ومضات تنير لنا حقيقة الخدعة ومعرفة ما وراء الأكمة, وحينما بحثنا عن تحركات الجمعية التاريخية في العراق والأندلس وجنوب أوروبا, وذكرنا أحد الأساليب والتي تعطينا أثر حقيقي لتحركات المسيح الدجال وهي ترجمة أدبياته في الحضارات السابقة ونقل علومه, وتحدثنا عن الأديب الايطالي إليغيرا والذي نقل رسالة الغفران من أبو العلاء المعري, وتحدثنا عن جون ميلتون بسيرة حياة مشابهة لأبو العلاء المعري فكريا وشكليًّا.
هذه المميزات التي وجدناها في الأديب والعسكري والمستكشف توضح حقيقة, وتكشف عن خطوات أعظم فتنة في التاريخ الإنساني, عن رجل معمر في الأرض لم يترك مكان إلا وترك خطواته في السعي والوصول إلى غايته وهي فتنة البشرية, وفي سيرة بيرتون وترجمته حكايات ألف ليلة وليلة إلى انجليزية بصمات على ترحكاته وسيرته.

وبمقارنة الصورة الحقيقية بين العقيد الكوت هنري و والضابط بيرتون , نتأكد بأنه إنسان واحد معمر في الأرض, بغض النظر عن التغيرات والمظاهر الخارجية والتي يمكن تغييرها, إلا أن الحقيقة تبرز من جوانب كثيرة ترابطت واتسقت لتكتمل الصورة.

أخي/ مسافر

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا

يشرفني مرورك اخي جعبة الاسهم
وجزاك الله خير

علاقات قيونودجاليه