الصراط في ذكر تأويل بعض الأشراط

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا مُحمد وعلى آله وحصبه أجمعين، وبعد..
فقد جاء في كتاب قواعد تفسير الأحلام المُسمى "البدر المُنير في علم التعبير" ص(475- 477): [باب: 15] الباب الخامس عشر: في الساعة وأشراطها.
طلوع الشمس أو القمر من المغرب: دالٌّ على رجوع الغياب، والأكابر من أسفارهم، وعلى عود المتولي إلى ولايته، والمريض إلى مرضه، ومن خرج من سجن: عاد إليه، وعلى توبة الفاسق، وعلى الأخبار المؤلمة، ويدل على الخوف، وعلى نصر المظلومين -انظر: الإشارات لابن شاهين ص(46) في طلوع الشمس من المغرب-.
قال المُصنّف: واعتبر أشراط الساعة. كما قال لي إنسان: رأيتُ في زمن البرد أن الشمس رجعت ودفئت بحرها. قلتُ: قد ضاع لك ثوب أو كساء وسيعود. ومثاله قال آخر، قلت: أنت مريض بالحماو الباردة، الساعة تعود إلى العافية. فعاد. وقال آخر: رأيت القمر قد غاب ثم عاد. قلت: ضاعت لك مرآة؟! قال: نعم. قلت: ستعود. فعادت. ومثله قال آخر، قلت: ضاع لك قطعة فضة، وستعود. وقال آخر: رأيت أنني فرحت بمغيب الشمس في المنام ثم طلعت فحزنت لذلك. قلت: أردت أنك تعمل شيئًا مخفيًّا ما تم لك مُراد. قال: صحيح. فافهمه.
فصل: ظهور الدابة أو عصا موسى عليه السلام: دالٌ على ما دلت عليه الشمس أو القمر، وعلى ظهور ملك جديد عادل، وعلى أخبار غريبة. وأما ظهور يأجوج ومأجوج: فدليل على ظهور عدو يخرج من الجهة التي قدموا منها -يعني في المنام. وانظر: الإشارات لابن شاهين ص(51)، وتعطير الأنام للنابلسي ص(217) في الدابة-.
قال المصنف: واعتبر الدابة. كما قال لي ملك مصر: رأيت أن الدابة قد ظهرت. قلت: يقدم عندك -يعني في ملكك- حيوان غريب. فعن قليل قدم الكركيد ولم يكن أبصره. وقد تدل على الجراد أيضًا. وقال بعض العامة: رأيتُ الدابة تحكمي والناس ينظرون إليها. قلت: أنت تفرج الناس على الدب. قال: صحيح. وقال آخر: رأيت ابنتي قد صارت الدابة المذكورة في القرآن العزيز -يعني في قوله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنَا لَهُم دَآبَةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم.. الآية)-. قلت: تصير واعظة. فصارت. وقالت أخرى: رأيت أنني صرت الدابة والناس يهربون مني. قلت: تصيرين نائحة في الأعزية. فصارت.
وأما عصا موسى: فقال إنسان رأيت أنها في يدي وهي ملويّة. قلت: أنت رجلٌ تلعب بالحيات. وقال آخر: رأيت أنني أسجد لها. قلت: يفسد دينك لأجل يهودي. وقال آخر: رأيت أنني ركبتها. قلت: أنت تجامع امرأة يهودية. ومقله قال آخر. قلت: أنت تتعانى السيمياء -نوع من أنواع السحر. انظر: أضواء البيان للشنقيطي (4/ 491)-.
ودلَّت الدابة والعصا على الملوك؛ لكون الدابة تأمر وتنهى، والعصا انتصر بها موسى عليه السلام.
واعتبر ظهور يأجوج ومأجوج. كما قال لي إنسان: رأيتُ أن يأجوج ومأجوج قد كثروا في البلد. قلتُ: نزل مكانك منهم أحد؟! قال: نعم. قلتُ: ينزل بها لصص أو أقوام مفسدون فاحترز. ومثله قال آخر، قلتُ: يخرج من في السجون من المفسدين. ومثله قال آخر، قلتُ: تنكسر طائفة من دين النصرانية، فكان كذلك؛ لأن عيسى عليه السلام يهرب بالناس من يأجوج ومأجوج إلى الطور. اهـ.

هذا، والله أعلم.

اخي الكريم أشراط الساعة.

بارك الله فيك
وجزيت خيراً

إختيار موفق وباب الفتن وعلامات الساعة الصغرى والكبرى هو الذي سنركز عليه في هذا الملتقى بحول الله وقوته. والله أعلم

صائد الرؤى كتب:اخي الكريم أشراط الساعة.

بارك الله فيك
وجزيت خيراً
..

وفيك بارك الرحمن وجزاك خيرًا.

السلام عليكم

رؤية عيسى عليه السلام في المنام

جاء في تفسير ابن سيرين: دلت رؤياه على أنه رجل نافع مبارك كثير الخير كثير السفر.. ثم ساق خبرًا عن الحسن رضي الله عنه فيه ما يدل على ذلك. ثم قال:.. وقيل إن رأت إمرأة عيسى بن مريم عليه السلام وهي حامل؛ ولدت ابنًا حكيمًا. اهـ.
وزاد النابلسي في تفسيره على ذلك -أن من رآه في المنام فإنه رجل مبارك كثير الخير كثير السفر- فقال:.. صاحب نسك ويرضى بالقليل ويرزق معرفة الطلب، أو أنه لا يصيبه مكروه في تلك السنة، أو يصير زاهدًا سائحًا في الأرض وينجو مما يخاف، ومن رآه كثيرًا فإنه يرزق علم الطب، ومن رآه في مدينة أو جامع وكان الناس في شدة أو بلاء فإنهم ينجون من ذلك؛ لأنه روح الله ورحمته، وإن كانت أمه معه فهي آية عظيمة تظهر في ذلك المكان. ومن رأى أنه تحول في صورته أو لبس ثوبًا من أثوابه وكان سلطانًا عظم سلطانه، وإن كان عالمًا كثر نفعه وظهرت فضائله، وإن كان طبيبًا كثر توفيقه، وإن رآه وكان خائفًا أمن، وتدل رؤياه على العز والبركة أينما حل، وإذا رآه المريض نجا وشفي، ورؤياه تدل على ظهور شيء يتعجب الناس منه، وعلى حصول العدل والرخاء، والمرأة الحامل إذا رأت عيسى عليه السلام ولدت غلامًا طبيبًا. ورؤيا عيسى عليه السلام تدل على الشك في الدين، فإن اليهود قالوا: قتلناه وصلبناه، قال تعالى:(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُم). وقال تعالى: (وَقَالَتْ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللهِ). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ). وربما اتهم الرائي بتهمة وهو منها بريء أو ربما كذب عليه، أو على أمه. وربما دلت رؤيته على البشارة؛ لأنه بشرنا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وربما دلت رؤيته على إجابة الدعاء أو على الغضب والسخط، ولأن الذين سألوا المائدة ولم يؤمنوا بها ولا بعيسى مسخوا خنازير، كما مسخ الذين اعتدوا في السبت من قوم موسى عليه السلام قردة، وتدل رؤيته على التردد من مصر إلى الشام، ومن الشام إلى مصر، وإن كان الرائي خامل الِذكْر في بدء أمره دل على حسن توفيقه؛ لأنه ينزل من السماء في آخر الزمان ويقتل الدجال ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا، وهذا النزول يدل على البركات وهلاك الكافرين ونصر المؤمنين. اهـ.
وذكر ابن شاهين مدلولات أُخرى لرؤيته فقال: إنه يحيى أشغاله الميتة ويقوى على الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات. وقيل: من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى، وربما كثرت أسفاره وينجو مما يخاف، وربما يرزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله. اهـ.

والله أعلم.

عاشقة السماء كتب:أكرمك الله أخي أشراط الساعة
وشكراً لتفضلك الكريم

وما تفضلت به أخي يشعرنا بأن فقه التأويل يسير فهمه بتدبر القرآن والسنة النبوية وما صح مما أثر..

جزاك الله خيرًا وبارك بك.

في الحقيقة أصول التأويل عديدة؛ أساسها التأويل بدِلالة الكتاب والسنة، لكن في بعض الأحيان يُحتاج إلى التأويل بدِلالات أُخرى، كدِلالة المعنى أو دِلالة الضد والقلب وغيرها، وفي هذا تفصيل.

وأنصح بالإطلاع على كتاب (تعبير الرؤيا) لابن قتيبة الدينوري، بتحقيق الأستاذ إبراهيم صالح، طبعة دار البشائر بدمشق. ففيه تفصيل لهذا. ذكر في الصفحات (32- 45): [باب أصول التأويل] أ- التأويل بالأسماء. ب- التأويل بالقرآن. جـ- التأويل بالحديث. د- التأويل بالمثل السائر واللفظ المبذول. هـ- التأويل بالضدِّ والمقلوب. و- التأويل بالزيادة والنقص. ز- التأويل بالوقت.
وكتاب (قواعد تفسير الأحلام المُسمى "البدر المنير في علم التعبير") لأبي العباس ابن سرور المقدسي، بتحقيق وتعليق الأستاذ حسين بن محمد جمعة، طبعة مؤسسة الرؤيان بلبنان. وفيه أيضًا تفصيل لهذا. ذكر في الصفحات (140- 165) عدّة اعتبارات لدى التأويل، منها: ضابط كون الرؤيا للحاضر أو الماضي أو المستقبل (اعتبار الوقت)، وكون الرؤيا مختصة به أو به وبغيره أو بغيره فقط (العموم والخصوص باعتبار الحال على حسب السياق الواحد)، دِلالة عدة رؤى على شئ واحد ورؤيا واحدة على عدة أشياء، واعتبار الاشتقاق والتصحيف، واعتبار المعكوس من الاشتقاق، واعتبار المعكوس الخفي (دِلالة المعنى).. وغيرها من الاعتبارات والدِلالات.
وأخيرًا كتاب (تعجيل السُّقيَا في تعبير الرؤيا) للأستاذ أحمد فريد، طبعة مكتبة الصحابة بجدة - الشرقية. وقد اعتنى بهذا التقسيم جدًّا واعتمد عليه في التعبير بشكل عام. ذكر في الصفحات (41- 75): (أ) التأويل بدِلالة الكتاب. (ب) التأويل بدلالة السنة. (جـ) التأويل بدلالة الأسماء. (د) التأويل بدلالة الشِعْر. (هـ) التأويل بدلالة الأمثال. (و) التأويل بدلالة المعنى. (ى) التأويل بدلالة الضد والقلب.

والله الموفق.

أشراط الساعة كتب:..
في الحقيقة أصول التأويل عديدة؛ أساسها التأويل بدِلالة الكتاب والسنة، لكن في بعض الأحيان يُحتاج إلى التأويل بدِلالات أُخرى، كدِلالة المعنى أو دِلالة الضد والقلب وغيرها، وفي هذا تفصيل.

..

نقل ابن حجر رحمه الله في الفتح (12/ 437) قول ابن بطَّال في معرض رده على الأشعري في أن الرؤيا أصل تعبيرها بالتوقيف قال: لكن الوارد عن الأنبياء في ذلك وإن كان أصلًا فلا يعم جميع المرائي. فلا بد للحاذق في هذا الفن أن يستدل بنظره. فيّرُدَّ ما لم يُنَصّ عليه إلى حُكم التمثيل، ويحكم له بحكم النسبة الصحيحة فيجعل أصلًا يحلق به غيره، كما يفعله الفقيه في فروع الفقه. اهـ. قُلتُ: يُريد ملكة القياسُ في ذلك وفق ضوابطه.

وقد نبّه ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي (9/ 152): أن البَراعةَ في علم الرؤيا والتعبير لا يكون إلا لمُتبحّرٍ في العُلوم كلها، فإن تفسير الرؤيا لا يُستمدّ من بحرٍ واحد. بل أصله الكتاب والسنة وأمثال العرب وأشعارها والعُرف والعادة. اهـ. بمعناه.

وقال ابن شاهين في الإشارات ص(29): ولو اعتمد المُعبِّرون على ما كُتِبَ في الكتب خاصة؛ لعَجَزُوا عن أشياء كثيرة لم تُذكر في الكتب؛ لأن علم التعبير واختلاف رؤيا الناس كبحر ليس له شاطئ. اهـ.
وقال أيضًا ص(647): وقد اعتذرتُ أنه لو اعتمدَ المُعبِّرونَ على كتبِ التعبيرِ خاصّةً؛ لعجزوا عن أشياء كثيرة، ولكن يحتاج المعبر أن يكون عالمًا بأصول التعبير ويُعبّر بما يظهر له من المعاني. اهـ.

وقال النابلسي في تعطير الأنام ص(10): وللمعبرين طرق كثيرة في استخراج التأويل، وذلك غير محصورٌ بل هو قابلٌ للزيادة، باعتبار معرفة المُعبّر وكمال حذقه وديانته والفتح عليه بهذا العلم. اهـ.

واعلم أن هذا العلم كغيره من العلوم، يتفاوت الناس فيه بحسب القوة القريبة والبعيدة، وسرعة الإدراك وبُطئه، وقِلّة التحصيل وكثرَته، وحضور الذهن وغيبته، وكمال بيان المُتكلّم وضعفه. انظر: الصواعق لابن القيّم (2/ 510- 511_ ت الغامدي).
قال ابن عبدالبر رحمه الله: إنما العلماء أهل الأثر والتفقّهُ فيهِ، ويتمايزون فيه بالإتقان والميز والفهم. اهـ. نقله عنه الشاطبي في الاعتصام (2/ 847_ ت الهلالي).
وقد قال الله تعالى: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ .. الآية) [الأنبياء: 79].
وفي صحيح البُخاري (7352) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر). فإذا كان عالمًا بالاجتهاد جامعًا لآلته ثم أخطأ عذرناه في اجتهاده. بخلاف غيرُ العالم المتكلّف. كما أشار إلى ذلك ابن المنذر والخطابي ونقله عنهما ابن حجر في الفتح (13/ 331). ففي مسائل التضاد نقول أن المصيبَ في الحُكم واحد من المجتهدين، وفي الأجر كلاهما. وأما في اختلاف التنوّع فنقول فيهما أنه مُصيبٌ في الحُكم والأجر. وعامة تعبير الرؤيا من هذا القبيل، فإنما يُذكر فيه ما يُمكن أن تُعبّرَ به بالقرائن والأحوال والمناسبة والدِلالات، ومصداق ذلك ودليله الوقوع؛ لأنه من باب الأخبار فيُقابل بالتصديق أو التكذيب، ومحلّ ذلك الواقع، فإذا وقعت كان تصديقًا لها ودِلالة على أن ذلك التأويل معقول المعنى متصوّرٌ عقلًا. فالوقوع دليل التصوّر، فإذا وقعت صدق خبره الوقوع كما أخبر، ودلّ على أن ذلك متحققٌ في الخارج ومتصورٌ في الداخل. وقد قال يوسف عليه السلام: (يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ .. الآية) [يوسف: 100]. ثم قال: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ .. الآية) [يوسف: 101].

قال المناوي في فيض القدير (4/ 49): قال المسيحي الفيلسوف: لكل علم أصولٌ لا تتغير، وأقيسة مُطردةٌ لا تضطّرب، إلا علم تعبير الرؤيا؛ فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس وهيئاتهم وصناعتهم ومراتبهم ومقاصدهم ومللهم ونحلهم وعاداتهم. وينبغي كون المعبر مطّلعًا على جميع العلوم، عارفًا بالأديان والمِلل والنحل والمراسم والعادات بين الأُمم، عارفًا بالأمثال والنوادر ومأخذ اشتقاق الألفاظ، فطِنًا ذكِيًّا حسن الاستنباط، خبيرًا بعلم الفراسة وكيفية الاستدلال من الهيئات الخَلْقِيَّةِ على الصفات، حافظًا للأمور التي تختلف باختلاف تعبير الرؤيا. فمن أمثلة التعبير بحسب الاشتقاق.. لكن التعبير بحسب اشتقاق الألفاظ العربية إنما هو للعرب، وغيرهم ينظر إلى اللفظ في لغتهم. اهـ.
(فائدة على الهامش): المسيحي هذا هو أبو سهل عيسى بن يحيى الجُرجاني الطبيب النصراني (ت452 هـ)، له كتاب مُستقل في التعبير أشار إليه حاجي خليفة في كشف المظنون (1/ 416)، وله كتبٌ كثيرة في الطب.

وقد استحسن ابن رجب كلامًا للقرافي المالكي -صاحب القواعد- وذكره في ذيل طبقات الحنابلة (2/ 337- 338) وفيه: اعلم أن تفسير المنامات قد اتّسعت تقييداته، وتشعّبت تخصيصاته، وتنوّعت تفريعاته، بحيث صار لا يقدر الإنسان يعتمد على مُجرد المنقولات لكثرة التخصيصات بأحوال الرائين. بخلاف تفسير القرآن الكريم، والتحدث في الفقه، والكتاب والسنة، وغير ذلك من العلوم؛ فإن ضوابطها محصورة أو قريبة من الحصر. وعلم المنامات مُنتشرٌ انتشارًا شديدًا، لا يدخل تحت ضبط، لا جرم إن احتاج الناظر فيه -مع ضوابطه وقوانينه- إلى قوّة من قوى النفس المعينة على الفراسة والاطلاع على المغيبات، بحيث إذا توجّه الحزر إلى شئ لا يكاد يُخطئ، بسبب ما يخلقه الله تعالى في تلك النفسِ من القوّة المعنيّة على تقريب الغيب أو تحقيقه. فمن الناس من هو كذلك، وقد يكون ذلك عامًّا في جميع الأنواع، وقد يَهِبُهُ الله تعالى ذلك باعتبار المنامات فقط.. فلا يفتح له صحّة القول والنُطقِ في غيره. ومن ليس له قوّة نفس في هذا النوع صالحة في ذلك لعلمِ تعبير الرؤيا لا يكاد يُصيب إلا على الندور، فلا ينبغي له التوجّه لعلم التعبير. ومن كانت له قوة نفس هو الذي يُنتفع بتعبيره.. اهـ.

ويُراجع كتاب قواعد تفسير الأحلام المُسمى "البدر المنير في علم التعبير" للشهاب العابر حاشية الفقرة [11] ص(157) وما بعدها، وكذا الفقرة [17] منه ص(162).

والله أعلم.

أخي اشراط الساعة.

بارك الله فيك
وجزيت خيرا

يعجز اللسان عن شكرك فما تقدمه لنا في كل مرة يثري المنتدى ويزيده نورا إلى نور. فأسأل الله أن ينير لك الطريق إلى جناته جنات النعيم. والله أعلم

صائد الرؤى كتب:أخي اشراط الساعة.

بارك الله فيك
وجزيت خيرا

يعجز اللسان عن شكرك فما تقدمه لنا في كل مرة يثري المنتدى ويزيده نورا إلى نور. فأسأل الله أن ينير لك الطريق إلى جناته جنات النعيم. والله أعلم

وفيك بارك الرحمن وجزاك ربي خيرًا، وأسأل الله لكم بالمثل وزيادة أخي المفضال.

أخي/ أشراط الساعة

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيراً

واشراط الساعة خصوصاً منها ما يدل على فتنة او حرب كالدجال ويأجوج ومأجوج ومنها ما يدل على الخير والتيسير بعد المشقه والهداية بعد الضلالة كعيسى ابن مريم عليه السلام والمهدي رضي الله عنه .. وهذه النقطة تحديدا كثيرا ما تلتبس على من يرى رؤيا فيها المهدي أو عيسى بن مريم .. والله أعلى وأعلم

جعبة الأسهم كتب:أخي/ أشراط الساعة

بارك الله فيك .. وجزاك الله خيراً

واشراط الساعة خصوصاً منها ما يدل على فتنة او حرب كالدجال ويأجوج ومأجوج ومنها ما يدل على الخير والتيسير بعد المشقه والهداية بعد الضلالة كعيسى ابن مريم عليه السلام والمهدي رضي الله عنه .. وهذه النقطة تحديدا كثيرا ما تلتبس على من يرى رؤيا فيها المهدي أو عيسى بن مريم .. والله أعلى وأعلم

أحسنت أخي الكريم جعبة الأسهم.
وفيك بارك الرحمن وجزاك الله خيرًا.

أشراط الساعة كتب:السلام عليكم

رؤية عيسى عليه السلام في المنام

...

وفيه قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُونَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ..) [الزّخرف: 61].
http://alfetn.com/vb3/showthread.php?p=601018#post601018
http://alfetn.com/vb3/showthread.php?p=671912#post671912

السلام عليكم

رؤية الدخّان في المنام

اتّفق أهل التعبير على أنه يُحمل -بشكل عام- على الهول والعذاب من الله تعالى، ولهم في ذلك تفصيلات راجعها أدناه.
ومدلول ذلك التأويل من القرآن في قول الله عز وجل: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ۝ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ۝ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ۝ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ۝ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ۝ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ۝ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [الدخان: 10- 16].

قال ابن سيرين -رحمه الله- في منتخب الكلام في تفسير الأحلام ص(139): "والدخان هول وعذاب من الله وعقوبة من السلطان. فمن رأى دخّانًا يخرج من حانوته فإنه يقع في خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قِبَل السلطان، فإن كان دخان قدر فيها لحم نضيج فإنه خير وخصب وفرح بعد هول يناله. ومن رأى الدخان قد أضلَّهُ(كذا في الأصل، ورُبما المقصود: أظلّه) فهو حُمّى تأخذه. ومن أصابه حرّ الدخان فهو غمّ وهمّ". اهـ.
وفسّر النابلسي رؤيا الدخان بالهول والعذاب من الله وبالعقوبة من السلطان كذلك، فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته أو بيته فإنه يقع في خير وخصب بعد هول وفضيحة وحمى ويكون ذلك من قبل السلطان، فإن كان الدخان تحت قِدر فيها لحم يطبخ فإنه خير وخصب وفرح بعد هول يناله، وإن كان دخان شيء ليس له سوء رائحة فإنه هول يتبعه قبح وفضيحة. ومن رأى أن الدخان قد أظله فيصاب بالحمى، ومن أصابه حر الدخان في الشتاء والصيف فإنه هم وغم، ورؤية الدخان هول عظيم وقتال شديد، فإن كان يلتهب فهو قتل ذريع يصيب الناس، وإن لم يكن يلتهب فجمع بلا حرب وفتنة بلا قتال، والدخان في المنام إذا أذى الناس وغشى أبصارهم كان دليلًا على الهموم والأنكاد والظلم، أو العذاب من الله تعالى بفناء أو قحط. وربما دلّ الدخان على الأخبار من الجهة التي ظهر منها. انتهى.
وكذا فسره ابن شاهين بالهول العظيم والقتال الشديد والحرب، قال: وإن كان مع ذلك الدخان لهب فإنه قتل ذريع يصيب الناس، وإن كان دون لهب فجمع بلا حرب وفتنة بلا قتل. انتهى.

والله أعلم.

أشراط الساعة كتب:السلام عليكم

رؤية الدخّان في المنام

...

http://alfetn.com/vb3/showthread.php?p=777143#post777143