ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عذاب جهنم

اذهب الى الأسفل

عذاب جهنم Empty عذاب جهنم

مُساهمة  الحالم السبت فبراير 01, 2014 1:02 pm



الحمد لله ذي العز المجيد، والبطش الشديد، المبديء والمعيد، الفعال لمايريد، المنتقم لمن عصاه بالنار بعد الإنذار والوعيد، المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد، فسبحانه من قسم خلقه قسمين وجعلهم فريقين {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده ذو العرش المجيد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد العبيد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، عباد الله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

عباد الله،
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ويخشوه ويخافونه، ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه خوف الإجلال، ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه، التي أعدها لمن عصاه ليقوه بصالح الأعمال، ولهذا كرر سبحانه وتعالى في كتابه ذكر النار، وما أعده فيها من العذاب والنكال، وما احتوت عليه من الزقوم والضريع، والحميم ولسلاسل والأغلال، إلى غير ذلك مما فيها من الأهوال، ودعا عباده إلى خشيته وتقواه، والمسارعة إلى امتثال ما يحبه ويرضاه، واجتناب ما يكرهه ويأباه.

كم هي الآيات التي جاءتنا بالتهديد والوعيد، وكم هي الأحاديث التي تحذرنا من يوم الوعيد، وكم هي المواعظ والنذر تخوفنا نارًا قعرها بعيد وحرها شديد، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

ما بالنا نسمع ولا نعي، ما بالنا نذكر ولا نرعوي، أترانا في مأمن من العذاب أم المراد غيرنا في هذا التهديد والوعيد. عجبًا لمن يسمع التهديد والوعيد وهوواقع في موجباته، ولا يتحرك قلبه، و لاترتعش أطرافه خوفًا من مصيره.

قال تعالى {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 43، 44] عن ابن جريج قال أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.

وقال الضحاك هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض، فأعلاها فيها العصاة من أهل التوحيد يعذبون على قدر ذنوبهم، ثم يخرجون، والثاني فيه النصارى، والثالث فيه اليهود، والرابع فيه الصابئون، والخامس فيه المجوس، والسادس فيه مشركوا العرب، والسابع في المنافقون.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة)).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم)) قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: ((فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها)).

وفي صحيح مسلم أيضًا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)).

عباد الله،
ومن شدة ما في جهنم من العذاب فإن قطرة من الزقوم تفسد على أهل الدنيا معيشتهم، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدنيا معيشتهم)).

وعن كعب قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يومًا وأنا عنده: ياكعب خوفنا، قلت: يا أمير المؤمنين، أو ليس فيكم كتاب الله وحكمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بلى،، ولكن خوفنا، قلت: يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيًا لازدرأت عملك مما ترى، فأطرق عمر مليًا، ثم أفاق، فقال: زدنا يا كعب، فقلت يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق، ورجل بالمغرب لغلى دماغه، حتى يسيل من حرها، فأطرق عمر مليًا ثم أفاق، فقال: زدنا ياكعب، فقلت يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثيًا على ركبتيه، يقول نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي .

وماذا عن الطعام والشراب يا عباد الله؟
ورد في سنن الترمذي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون  {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 50]، قال فيقولون ادعوا مالكا فيقولون: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]، قال فيجيبهم {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}، قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وبين إجابة مالك إياهم ألف عام قال فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 106، 107]، قال فيجيبهم {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، قال فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل[1].

الخطبة الثانية
قال شفي بن ماتع: إن في جهنم واد فيه حيات وعقارب، في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم، والعقرب منهمو مثل البغلة الموكفة . وقال أبو المثنى الأملوكي: إن في النار أقوامًا يربطون بنواعير من نار، تدور بهم تلك النواعير مالهم فيها راحة ولا فترة، وقال أحمد بن الحواري، قال لي سليمان الداراني ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نار، وربما رأيتني أموت بينهما، فكيف يهنأ بالدنيا من هذه صفته، قال فحدثته أن الحسن قال: ما في جهنم واد ولا مغار ولا غل ولا سلسلة إلا واسم صاحبها مكتوب عليها، فبكى وعدت إليه في بعض الأيام وهو يبكي، فقلت ما يبكيك؟ قال أبكي لذلك الغم الذي ليس فيه فرج ولذلك الأمد الذي ليس له انقطاع.



الحالم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى