حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
+3
عاشقة السماء
عبد من عباد الله
ابو صالح
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
الواجب على أخوتنا المجاهدين في بلاد الشام الحذر من التسرع في تطبيق الشريعة بالقوة ولكن بالرفق والموعظة الحسنة ولنا في في العراق عبرة فقد وصلت الاخبار من العراق في فترة الفتنة بين اهل السنة هناك ان اخوتنا المجاهدين وبحسن نية ارادوا تطبيق الشريعة واقامة الحدود والمجتمع العراقي يرى ان هذا الامر جديد عليه ولم يعهدة فكانت موجة من الغضب في عامة الناس على المجاهدين واعتبروا انهم اتوا بدين جديد يخالف ما كان عليه أبائهم فكانت هي شرارة الفتنة وضعف اهل السنة واستحواذ الرافضة على مقدرات العراق والسيطرة على الحكم فيه...
ونحن نعلم ان النظام النصيري الرافضي البعثي قد جثم على اخوتنا في الشام عشرات السنيين ونشر في الارض الفساد ..
ويجب ان يكون الهم الاول هو التخلص من النظام النصيري واعوانة وفي نفس الوقت وبعده علينا بالدعوة الى الله بما يتناسب مع واقع الحال..
قال الله تعالى: }ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ [النحل: 125].
1- فالدعوة بالحكمة بحسب حال المدعو وفهمه وقبوله:
ومن الحكمة: العلم و الحلم والرفق واللين والصبر على ذلك.
2- بالموعظة الحسنة: وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
3- المجادلة بالتي هي أحسن: وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً ولغة وعرفا.
مراتب تغيير المنكر
1- يجب إزالة المنكر باليد إذا قدر.
2- ثم باللسان.
3- ثم بالقلب: وهو أضعف الإيمان قال صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم، فمن لم يبغض المعاصي والعصاة بقلبه فليس عنده من الإيمان شيء.
.... وصلى الله على سيدنا محمد وعل آله وصحبه وسلم...
ونحن نعلم ان النظام النصيري الرافضي البعثي قد جثم على اخوتنا في الشام عشرات السنيين ونشر في الارض الفساد ..
ويجب ان يكون الهم الاول هو التخلص من النظام النصيري واعوانة وفي نفس الوقت وبعده علينا بالدعوة الى الله بما يتناسب مع واقع الحال..
قال الله تعالى: }ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ [النحل: 125].
1- فالدعوة بالحكمة بحسب حال المدعو وفهمه وقبوله:
ومن الحكمة: العلم و الحلم والرفق واللين والصبر على ذلك.
2- بالموعظة الحسنة: وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
3- المجادلة بالتي هي أحسن: وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً ولغة وعرفا.
مراتب تغيير المنكر
1- يجب إزالة المنكر باليد إذا قدر.
2- ثم باللسان.
3- ثم بالقلب: وهو أضعف الإيمان قال صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم، فمن لم يبغض المعاصي والعصاة بقلبه فليس عنده من الإيمان شيء.
.... وصلى الله على سيدنا محمد وعل آله وصحبه وسلم...
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
لن يسمح العرب والغرب والعالم كله للمجاهدين في سوريا او العراق او مصر او اي ارض ان يطبقوا الشريعة.
الشريعة لن تطبق ابدا الا في ظل دولة خلافة.
كل حديث عن تطبيق الشريعة في بلد قطري هو امر من الصعب جدا بلوغه.
الناس في مصر
سوريا
غزة
الضفة
تونس
ليبيا
السودان
الجزيرة
كل مكان حتى في ماليزيا واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش
الناس لا تريد شريعة
فئة من الناس تريد شريعة. فئة فقط
الشريعة لا تطبق الا بالطريقة التالية:
دولة خلافة كبيرة بخليفة واحد وجيش واحد وكلمة واحدة
هذه الدولة بها خليفة لا يخاف إلا
الله جل جلاله
لا يخاف
برلمان
جيش
محكمة دستورية
امريكا
اوروبا
الجن الأزرق
خليفة يكفر بكل الدنيا وما فيها
يؤمن بكتاب الله تعالى وسنة نبيه
يطبق الشرع حتى ولو على رقبته هو شخصياً
وجيش يسنده يأتمر بأمره ولا يأتمر بأمر الشرق والغرب
وهيئة شورى من الصالحين تعين على تطبيق الشرع في هذه الدولة مترامية الاطراف
حاكم يلبس ثيابه لا ثياب اشترتها له الدولة
حاكم يركب بعيرا او سيارته لا سيارة اشترتها له الدولة
حاكم يسكن في شقته وليس في قصر اشترته له الدولة
حاكم يعلن في اول يوم من حكمه انه لا يمتلك نصف ريال او دولار ان كان معدما فلا يخرج من الحكم وقد ورث اهله عنه الملايين
حاكم لا يسرق فيرى الناس كم هو نظيف فتتراجع في نفوسهم نوازع المخالفة والمعارضة والمشاكسة
حاكم يحترم اوجاع بطون الجائعين في ليلهم الطويل في اكواخهم البعيدة النائية في جبل ما او واد ما او سهل ما في دولة مترامية
الشريعة لا يمكن ان يطبقها إلا دولة قوية
ان تطبيق الشريعة اكبر واعظم من امتلاك قنبلة نووية
والله ان قنبلة المسلمين النووية هي في دولة تطبق الشرع
هذه هي القنبلة النووية
وليست القنبلة النووية هي تلك التي امتلكتها هذه الدولة او تلك
تلك ليست قنابل نووية
المجاهدين اينما كانوا قسمين
قسم خرج في تجارة مع الله تعالى فيقضي نحبه
وقسم ينتظر ومن ينتظر هم الممهدون الذين سيستفيد منهم الاسلام في قابل السنين لا يعلم وقتها إلا الله تعالى.
الشريعة لن تطبق ابدا الا في ظل دولة خلافة.
كل حديث عن تطبيق الشريعة في بلد قطري هو امر من الصعب جدا بلوغه.
الناس في مصر
سوريا
غزة
الضفة
تونس
ليبيا
السودان
الجزيرة
كل مكان حتى في ماليزيا واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش
الناس لا تريد شريعة
فئة من الناس تريد شريعة. فئة فقط
الشريعة لا تطبق الا بالطريقة التالية:
دولة خلافة كبيرة بخليفة واحد وجيش واحد وكلمة واحدة
هذه الدولة بها خليفة لا يخاف إلا
الله جل جلاله
لا يخاف
برلمان
جيش
محكمة دستورية
امريكا
اوروبا
الجن الأزرق
خليفة يكفر بكل الدنيا وما فيها
يؤمن بكتاب الله تعالى وسنة نبيه
يطبق الشرع حتى ولو على رقبته هو شخصياً
وجيش يسنده يأتمر بأمره ولا يأتمر بأمر الشرق والغرب
وهيئة شورى من الصالحين تعين على تطبيق الشرع في هذه الدولة مترامية الاطراف
حاكم يلبس ثيابه لا ثياب اشترتها له الدولة
حاكم يركب بعيرا او سيارته لا سيارة اشترتها له الدولة
حاكم يسكن في شقته وليس في قصر اشترته له الدولة
حاكم يعلن في اول يوم من حكمه انه لا يمتلك نصف ريال او دولار ان كان معدما فلا يخرج من الحكم وقد ورث اهله عنه الملايين
حاكم لا يسرق فيرى الناس كم هو نظيف فتتراجع في نفوسهم نوازع المخالفة والمعارضة والمشاكسة
حاكم يحترم اوجاع بطون الجائعين في ليلهم الطويل في اكواخهم البعيدة النائية في جبل ما او واد ما او سهل ما في دولة مترامية
الشريعة لا يمكن ان يطبقها إلا دولة قوية
ان تطبيق الشريعة اكبر واعظم من امتلاك قنبلة نووية
والله ان قنبلة المسلمين النووية هي في دولة تطبق الشرع
هذه هي القنبلة النووية
وليست القنبلة النووية هي تلك التي امتلكتها هذه الدولة او تلك
تلك ليست قنابل نووية
المجاهدين اينما كانوا قسمين
قسم خرج في تجارة مع الله تعالى فيقضي نحبه
وقسم ينتظر ومن ينتظر هم الممهدون الذين سيستفيد منهم الاسلام في قابل السنين لا يعلم وقتها إلا الله تعالى.
عبد من عباد الله- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 729
تاريخ التسجيل : 21/01/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
أكرمك الله أخي أبو صالح
أخي عامة الناس منقادة للفئة الحاكمة التي تقودهم وفقاً لعقيدتها نحو الخير أو الشر.
والذي يخشى منه أن يتكرر في سوريا هو إنشاء جيش الصحوات الذي يقف في طريق المشروع الجهادي النقي الساعي لاعلاء كلمة الله، وهو ما حدث في العراق.
أما عن تطبيق الشريعة فنحسب من يسعون لتحكيمها بالناس مدركون جيداً لفقه التدرج في تطبيقها سيما في الحدود، ونشير هنا لهذه الدراسة:
اتحاف البررة في مسألة تطبيق الحدود في المناطق المحررة:
https://t3beer.ahlamontada.com/t1020-topic
أخي عامة الناس منقادة للفئة الحاكمة التي تقودهم وفقاً لعقيدتها نحو الخير أو الشر.
والذي يخشى منه أن يتكرر في سوريا هو إنشاء جيش الصحوات الذي يقف في طريق المشروع الجهادي النقي الساعي لاعلاء كلمة الله، وهو ما حدث في العراق.
أما عن تطبيق الشريعة فنحسب من يسعون لتحكيمها بالناس مدركون جيداً لفقه التدرج في تطبيقها سيما في الحدود، ونشير هنا لهذه الدراسة:
اتحاف البررة في مسألة تطبيق الحدود في المناطق المحررة:
https://t3beer.ahlamontada.com/t1020-topic
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
عبد من عباد الله كتب:لن يسمح العرب والغرب والعالم كله للمجاهدين في سوريا او العراق او مصر او اي ارض ان يطبقوا الشريعة.
الشريعة لن تطبق ابدا الا في ظل دولة خلافة.
كل حديث عن تطبيق الشريعة في بلد قطري هو امر من الصعب جدا بلوغه.
الناس في مصر
سوريا
غزة
الضفة
تونس
ليبيا
السودان
الجزيرة
كل مكان حتى في ماليزيا واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش
الناس لا تريد شريعة
فئة من الناس تريد شريعة. فئة فقط
الشريعة لا تطبق الا بالطريقة التالية:
دولة خلافة كبيرة بخليفة واحد وجيش واحد وكلمة واحدة
هذه الدولة بها خليفة لا يخاف إلا
الله جل جلاله
لا يخاف
برلمان
جيش
محكمة دستورية
امريكا
اوروبا
الجن الأزرق
خليفة يكفر بكل الدنيا وما فيها
يؤمن بكتاب الله تعالى وسنة نبيه
يطبق الشرع حتى ولو على رقبته هو شخصياً
وجيش يسنده يأتمر بأمره ولا يأتمر بأمر الشرق والغرب
وهيئة شورى من الصالحين تعين على تطبيق الشرع في هذه الدولة مترامية الاطراف
حاكم يلبس ثيابه لا ثياب اشترتها له الدولة
حاكم يركب بعيرا او سيارته لا سيارة اشترتها له الدولة
حاكم يسكن في شقته وليس في قصر اشترته له الدولة
حاكم يعلن في اول يوم من حكمه انه لا يمتلك نصف ريال او دولار ان كان معدما فلا يخرج من الحكم وقد ورث اهله عنه الملايين
حاكم لا يسرق فيرى الناس كم هو نظيف فتتراجع في نفوسهم نوازع المخالفة والمعارضة والمشاكسة
حاكم يحترم اوجاع بطون الجائعين في ليلهم الطويل في اكواخهم البعيدة النائية في جبل ما او واد ما او سهل ما في دولة مترامية
الشريعة لا يمكن ان يطبقها إلا دولة قوية
ان تطبيق الشريعة اكبر واعظم من امتلاك قنبلة نووية
والله ان قنبلة المسلمين النووية هي في دولة تطبق الشرع
هذه هي القنبلة النووية
وليست القنبلة النووية هي تلك التي امتلكتها هذه الدولة او تلك
تلك ليست قنابل نووية
المجاهدين اينما كانوا قسمين
قسم خرج في تجارة مع الله تعالى فيقضي نحبه
وقسم ينتظر ومن ينتظر هم الممهدون الذين سيستفيد منهم الاسلام في قابل السنين لا يعلم وقتها إلا الله تعالى.
اولا الحمد لله على السلامة .. وان شاء الله تكون في صحة وعافية
فهم خاطئ .. لا يوجد من قبل العالم او العرب او غيرهم اعتراض على تطبيق الشريعه الاسلامية .. ما تقوم به الجماعات الاسلامية ان كانت في العراق او غيره .. هو تطبيق شريعه خاطئة وفهم خاطئ للدين الاسلامي .. عندما يقوم شخص بسرقه يقوم اي عضو قيادي بقطع يديه .. باي حق يقوم بذلك دون ان ينظر القضاء فيه .. وهو ليس سلطة شرعيه وانما هم عصابة .. وياريت القطع يوافق حسب الشرع .. ولكن يتم قطع يده من خلاف .. وهذا خطاء .. المقصود بقطع يد السارق هي قطع الاصابع بحيث تبقي ما يتوضاء به وغيره من الاعمال .. واذا استمر يتم سجنه .. ولا يوجد قطع اليد من الخلاف الا قاطع الطريق القاتل المتجبر على الناس ..
لا يحق رجم او جلد الزاني او الزانية الا من قبل القاضي وبعد اربعه شهود .. واي شخص يقوم بهذا يمثل عصابة او جماعة اسلامية خاطئ في شرع الاسلام
القوانين التي تدير شئون الناس في دولنا العربية والاسلامية هي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. وكثير منها وضعية .. تعتمد على البرهان والدليل .. ولا يمكن لاي حاكم او فصيلة او جماعة اسلامية تقوم بالعدل او الشرع على اكمل وجهه ابدا حتى ياتي الله سبحانة وتعالى امره لمن يشاء من عباده .. مدعوم بالايات وغيره لا اقامة الخلافة الاسلامية الحقيقية
اما ما تسمي الان نسفها جماعات اسلامية هم مجرد قتلة وخوارج .. الاسلام والمسلمين متبري منهم
الهمداني- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خير. انا اختلف الأخ عبد من عباد الله فخليفه واحد يحكم ثلث الكره الأرضية لن يستطيع وحده تطبيق الشريعه ما لم يكن هناك قوانين تحاكي الشريعه الإسلاميه ( التي تسمونها وضعيه)
أعطيكم مثال : هل إذا سرق رجل عاطل مبلغ 10 آلاف يطبق عليه حد السرقه؟ لماذا يطبق عليه هذا الحد و هو مبلغ لا يستحق ذلك. السجن في هذه الحالة أو إلزام بعمل لدفع المبلغ هو الأفضل . قطع اليد هنا لا ينطبق و إلا لكان طبق على الألوف من المسلمين . يجب أن تكون القوانين الوضعيه مطبقه مع الشريعه الإسلاميه في أن واحد لا يتعارضان معا.
أعطيكم مثال ثاني طفل في الرابعة عشر من عمره تسبب بإعاقه لزميله دون قصد و لم يتعمد ذلك هل سيطبق عليه العين بالعين و السن بالسن؟نحن بحاجة إلى قوانين تحاكي الشريعه الإسلاميه و تكون عادله مع الأخذ بالأسباب .
ما يميز النظام العلماني أن قوانينه على الرغم من أنها وضعيه إلا أنها تحمي الضعيف في المجتمع كما تطبق القوانين على الجميع بعض النظر عن لونه ، جنسيته، منصبه و نسبه . في حين أن الشريعه الإسلاميه تطبق بطريقة عجيبه فيتم تطبيقها على الضعيف و الفقير في أغلب الأحوال أما الغني و القوي فتوجد لديه ألف طريقه ليتحايل على القوانين و هذا لا يحدث في قوانين النظام العلماني.
هناك ثغرات في القضاء الإسلامي و أحكام الشريعه و يرجع ذلك لقلة الأبحاث و المفكرين الإسلاميين و لو استمر الحال كذلك فأعتقد أن من سينهض بالأمه من جديد هم المسلمين غير العرب وقد يكونون مسلمي آسيا أو أوروبا و الله تعالى أعلم .
جزاك الله خير. انا اختلف الأخ عبد من عباد الله فخليفه واحد يحكم ثلث الكره الأرضية لن يستطيع وحده تطبيق الشريعه ما لم يكن هناك قوانين تحاكي الشريعه الإسلاميه ( التي تسمونها وضعيه)
أعطيكم مثال : هل إذا سرق رجل عاطل مبلغ 10 آلاف يطبق عليه حد السرقه؟ لماذا يطبق عليه هذا الحد و هو مبلغ لا يستحق ذلك. السجن في هذه الحالة أو إلزام بعمل لدفع المبلغ هو الأفضل . قطع اليد هنا لا ينطبق و إلا لكان طبق على الألوف من المسلمين . يجب أن تكون القوانين الوضعيه مطبقه مع الشريعه الإسلاميه في أن واحد لا يتعارضان معا.
أعطيكم مثال ثاني طفل في الرابعة عشر من عمره تسبب بإعاقه لزميله دون قصد و لم يتعمد ذلك هل سيطبق عليه العين بالعين و السن بالسن؟نحن بحاجة إلى قوانين تحاكي الشريعه الإسلاميه و تكون عادله مع الأخذ بالأسباب .
ما يميز النظام العلماني أن قوانينه على الرغم من أنها وضعيه إلا أنها تحمي الضعيف في المجتمع كما تطبق القوانين على الجميع بعض النظر عن لونه ، جنسيته، منصبه و نسبه . في حين أن الشريعه الإسلاميه تطبق بطريقة عجيبه فيتم تطبيقها على الضعيف و الفقير في أغلب الأحوال أما الغني و القوي فتوجد لديه ألف طريقه ليتحايل على القوانين و هذا لا يحدث في قوانين النظام العلماني.
هناك ثغرات في القضاء الإسلامي و أحكام الشريعه و يرجع ذلك لقلة الأبحاث و المفكرين الإسلاميين و لو استمر الحال كذلك فأعتقد أن من سينهض بالأمه من جديد هم المسلمين غير العرب وقد يكونون مسلمي آسيا أو أوروبا و الله تعالى أعلم .
تباشير- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 707
تاريخ التسجيل : 27/05/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
لا يوجد ثغرات في القضاء الاسلامي .. هناك فهم خاطئ للنظام الاسلامي ..
القاعدة في العراق او اي تيار اسلامي .. كان يقوم باشياء ليست من الدين والسبب ان هذا شيعي وهذا سني وهذا مسيحي
فهل يصح للشيعه تعذيب للسنة بالمخدير او الدريل .. هل يصح للسنة قتل الاسراء دون محاكمة .. هل يجوز رجم امراه لمجرد اتهامها انها تقوم بالدعاره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل ووحي من السماء والقران فاهمه حرف حرف وكلمة كلمة .. واتت امراه تعترف انها زنت .. لم يحكم عليها من اول مره .. بل عطاها فترات للاعتراف وفتره للارضاع .. وما قام عليها الحد الا وهو يعرف مدى توبتها وانها في الجنة .. وانا اقسم لكم بالله العظيم .. لو ما تابت خلال تلك الفترة التي اعطيت لها وقربها من الله .. لن يقيم عليها الحد بل سوف يعطيها فرصة جديدة للحياة وتكفير عن ذنبها
ياخوان الدين يسر وليس عسر .. والله غني عن العباد .. احنا في مملكته .. لا نساوي جناح بعوضه .. فما حاجته لنا او يعذبنا
الله سبحانة وتعالى بيخرج ناس من النار كفار كفار كفار .. رحمة الله سبقة غضبة .. من انتم من يسمي نفسه الان جماعات اسلامية ويريدون اقامة دولة اسلامية .. الله لا حاجة له بهؤلاء القوم الذين يحلون قتل الانسان وقتل المسلم .. ليسوا انبياء او رسل او صالحين حتى ليكون على ايديهم خلافة اسلامية .. هؤلاء في احلام .. وغضب الله عليهم قريب
القاعدة في العراق او اي تيار اسلامي .. كان يقوم باشياء ليست من الدين والسبب ان هذا شيعي وهذا سني وهذا مسيحي
فهل يصح للشيعه تعذيب للسنة بالمخدير او الدريل .. هل يصح للسنة قتل الاسراء دون محاكمة .. هل يجوز رجم امراه لمجرد اتهامها انها تقوم بالدعاره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل ووحي من السماء والقران فاهمه حرف حرف وكلمة كلمة .. واتت امراه تعترف انها زنت .. لم يحكم عليها من اول مره .. بل عطاها فترات للاعتراف وفتره للارضاع .. وما قام عليها الحد الا وهو يعرف مدى توبتها وانها في الجنة .. وانا اقسم لكم بالله العظيم .. لو ما تابت خلال تلك الفترة التي اعطيت لها وقربها من الله .. لن يقيم عليها الحد بل سوف يعطيها فرصة جديدة للحياة وتكفير عن ذنبها
ياخوان الدين يسر وليس عسر .. والله غني عن العباد .. احنا في مملكته .. لا نساوي جناح بعوضه .. فما حاجته لنا او يعذبنا
الله سبحانة وتعالى بيخرج ناس من النار كفار كفار كفار .. رحمة الله سبقة غضبة .. من انتم من يسمي نفسه الان جماعات اسلامية ويريدون اقامة دولة اسلامية .. الله لا حاجة له بهؤلاء القوم الذين يحلون قتل الانسان وقتل المسلم .. ليسوا انبياء او رسل او صالحين حتى ليكون على ايديهم خلافة اسلامية .. هؤلاء في احلام .. وغضب الله عليهم قريب
الهمداني- عضوية ملغية "ايقاف نهائي"
- عدد المساهمات : 3554
تاريخ التسجيل : 30/04/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
باعتقادي لا يمكن الدمج بين الاحكام الشرعية والاحكام الوضعية ولعل هذا الموضوع يوضح المسألة:
القوانين الشرعية امام القوانين الوضعية
https://t3beer.ahlamontada.com/t250-topic
القوانين الشرعية امام القوانين الوضعية
https://t3beer.ahlamontada.com/t250-topic
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
الرحمة في الحروب النبوية .. د/ راغب السرجاني
المطلب الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم بالصغار
لقد كانت قاعدة عامة في حروبه صلى الله عليه وسلم : أنه لا يقتل أبدًا الأطفال في معاركه.
سُئِل ابن عباس عن قَتْلِ الولدان فقال للسائل: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْتُلْهُمْ، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْهُمْ؛ إِلَّا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يوصي قادة الجند بالتقوى ومراقبة الله عز وجل ليدفعه إلى الالتزام بأخلاق الحروب، وبالرحمة في المعاملات حتى في غياب الرقابة البشرية عليه، ولم يكن يكتفي بذلك بل كان يأمر أوامر مباشرة بتجنب قتل الولدان .
يقول بريدة -رضي الله عنه-: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وكان مما يقوله: «.. وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا..» .
وفي رواية أبي داود يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»
فانظر -رحمك الله- إلى النصائح الرقيقة الرفيقة التي يوجهها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى قائدٍ يذهب إلى قتال عدوه، ثم هو في النهاية يأمره بأعلى درجات الخير، وهي درجة الإحسان، فيقول: «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فهذا هو سلوكه صلى الله عليه وسلم مع أعدائه!!
ويروي الأسود بن سرِيع –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَلَمَّا جَاءُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: «أَوَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا».
ففي هذا الموقف الفريد لا يكتفي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بفصل ملف الأطفال عن قضية آبائهم المشركين المقاتلين، بل إنه يرفع من قدرهم ليستدرَّ رحمة جنوده عليهم، فيذكر أن عظماء المسلمين ما كانوا إلا أولاد مشركين! وإلا فمن هم آباء عمر وخالد وأبو حذيفة وعكرمة وغيرهم وغيرهم؟!
بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجاوز الرحمة بعموم الغلمان والصغار إلى أولئك الذين أتوا لحرب المسلمين، أو لمعاونة سادتهم في الحرب، رغم أن تلك المعاونة هي من صميم أعمال الحرب، لكنه صلى الله عليه وسلم كان يرحم طفولتهم؛ ففي أحداث غزوة بدر ذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، في نفرٍ من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه ( أي على الماء)؛ فأصابوا راويةً لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج، وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد، فأتوا بهما فسألوهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورَجَوْا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما؛ فقالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسجد سجدتيه، ثم سلم وقال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟! صدقا، والله إنهما لقريش». ثم خاطب صلى الله عليه وسلم الغلامين بلينٍ ورفقٍ قائلاً لهما: «أخبراني عن قريش؟» .
ومع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المشرك المُعادي، ويُمِدَّان الجيش بالماء، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاتب صحابته الكرام لأجلهما، وأنكر عليهم ضربهما؛ مما اضطر الغلامين إلى الكذب نجاةً من الضرب.
ويقول ابن القيم رحمه الله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ فِي الْمُقَاتِلَةِ، فَمَنْ رَآهُ أَنْبَتَ قَتَلَهُ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتِ اسْتَحْيَاهُ . والمقاتلة هم الذين يقاتلون بالفعل، ومع ذلك فهو صلى الله عليه وسلم لا يقتل غير البالغين منهم؛ لأنهم غير مكلَّفين، ومدفوعين بغيرهم؛ فلذلك رحمهم.
وقد فعل ذلك أيضًا مع صبيان بني قريظة مع شدة جرم قبيلتهم، إلا أنه لم يأخذ الأطفال بجريرة أقوامهم، فقد رحمهم، وأبقى على حياتهم . قال عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ عُرِضْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ خُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَكُنْتُ مِمَّنْ لَمْ يُنْبِتْ فَخُلِّيَ سَبِيلِي" .
إن من ينظر إلى هذه الصور النبيلة حفظ طفولة الصغار ثم يقارن بينها وبين ما يحدث في زماننا من انتهاك صارخ لطفولة الصغار ليدرك الفارق الهائل بين المنهج الإسلامي ومناهج العالم المختلفة!
المطلب الثاني: رحمته صلى الله عليه وسلم بكبار السن
مر بنا في المطلب السابق كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الشيوخ، فقال: «وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا..»، وهي قاعدة عامة لا يُستثنى منها إلا من كان مقاتلاً بنفسه، أو مشتركًا في القتال برأيه، وهذا الذي يُفسِّر قبوله صلى الله عليه وسلم لقتل دريد بن الصمَّة يوم حنين لأنه كان من أصحاب الرأي والخبرة في القتال، وكان يدلُّ المشركين على الخطط المناسبة لحرب المسلمين ، أما غير ذلك من كبار السن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمهم ولا يقتلهم.
بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترم الشيوخ ويجلُّهم، وما أروع ما فعله مع أبي قحافة يوم فتح مكة، فقد روت أسماء بنت أبي بكر أنه لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَعُودُهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَأَسْلَمَ" . فهذه الرقَّة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وبارزة مع كون الشيخ ما زال كافرًا، ومع كونه أحد أفراد شعبٍ مهزوم، ولا يتأتى مثل ذلك إلا من عظيم! وإن شئت فقارن هذا مع أحوال كبار السن في الحروب الحديثة! فصلي اللهم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.
المطلب الثالث: رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء
وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الأطفال كان ينهى كذلك عن قتل النساء؛ فقد روى ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً؛ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ .
وَعَنْ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَرَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ؛ فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ: انْظُرْ: «عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ؟» فَجَاءَ؛ فَقَالَ: عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ؛ فَقَالَ: "مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ". قَالَ: وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ: «قُلْ لِخَالِدٍ: لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلا عَسِيفًا».
ولم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كلها إلا بقتل عدد قليل جدًا من النساء، وكل واحدة منهن كانت تُقتل لسبب معتبر، ولحجة ظاهرة.
فمِنْ هؤلاء النسوة واحدة من قبيلة بني قريظة، فكما تروي عائشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَحَدَّثُ مَعِي تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّوقِ إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَيْلَكِ وَمَا لَكِ؟ قَالَتْ: أُقْتَلُ قَالَتْ قُلْتُ: وَلِمَ قَالَتْ: حَدَثًا أَحْدَثْتُهُ قَالَتْ: فَانْطُلِقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنْسَى عَجَبِي مِنْ طِيبِ نَفْسِهَا وَكَثْرَةِ ضَحِكِهَا وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ".
أما لماذا قُتِلت دون غيرها فقد ذكر ابن هشام أنها هي التي طَرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، فهي بذلك قُتِلت قصاصًا، ولم يبدأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقتلها، ولم يَقتل غيرها من بني قريظة.
كذلك مر بنا في المبحث السابق قتله صلى الله عليه وسلم لامرأة يهودية واحدة في خيبر، وذلك عندما قتلت الصحابي الجليل بشر بن البراء بن معرور، وكان قد عفا عنها قبل ذلك عندما حاولت قتله هو شخصيًا صلى الله عليه وسلم ، ولكنه قتلها قصاصًا بعد ثبوت وفاة بشر بن البراء من السمِّ الذي دسَّته المرأة له.
ومن الجدير بالذكر أنه لم تثبت حالة واحدة لاغتصاب امرأة من جيش العدو، ولا تعمُّد لإهانة نساء الدولة المعادية، وليقارن أي محلل للتاريخ هذه المواقف بما تفعله الجيوش القديمة والحديثة عند التمكن من نساء الأعداء (صورة 5)، وليست أحداث البوسنة والهرسك منا ببعيد!
المطلب الرابع: رحمته صلى الله عليه وسلم بالرهبان والمتفرغين للعبادة
إن هذه الطائفة من غير المسلمين قد انقطعت للعبادة، واعتزلت الناس، وبالتالي فهي غير مشتركة في القتال بأي صورة من الصور، حتى وإن كانت دولتهم أو قبيلتهم مقاتلة، ولذلك فقد رحمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بعدم التعرض لهم بسوء، هذا مع أنهم يدرِّسون للناس دينًا مخالفًا لدينه، وعلى الأغلب فهم يعرفون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم، ولكنهم يخفونها عامدين عن أقوامهم، ومع ذلك لم يتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك مبررًا لإيذائهم، وهذا من كمال رحمته صلى الله عليه وسلم . وقد أقرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران بهذا الحق فقال في عهده لهم: «.. لَا تُهْدَمَ لَهُمْ بَيْعَةٌ، وَلَا يُخْرَجَ لَهُمْ قَسٌّ، وَلَا يُفْتَنُوا عَنْ دِينِهِمْ..» .
وعلى هذا جرى العمل في شريعة الإسلام، وما أرحم ما وصى به أبو بكر الصديق أسامةَ بن زيد –رضي الله عنهما- حين بعثه إلى الشام مقاتلا، وذلك حين قال له: "إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ فَذَرْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ.." ، ولعله من الواضح من صياغة الجملة عدم اقتناع الصديق –ري الله عنه- بما هم عليه من عبادة، ومع ذلك حذَّر من إيذائهم، وهو بذلك يؤكد على المعنى الراقي الذي أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهذا هو الإسلام لمن لا يعرفه، وهذه هي شريعتنا لمن غفل عنها!
المطلب الخامس: رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحاب الظروف الخاصة
وقد وسعت رحمةُ الرسول صلى الله عليه وسلم أعداءَه الذين آذَوه وقاتلوه، وحرَّضوا على قتاله؛ ولكن كانت لهم ظروف خاصة. ومن هؤلاء أبو عزة الجمحي، وكان شاعرًا، وكان يؤلِّب قريشًا على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ فلما جاءت غزوة بدر أسره المسلمون، وكان مِن أمره ما يرويه سعيد بن المسيب رحمه الله في قوله: أَمَّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الأسارى يوم بدر أبا عزة عبد الله بن عمرو بن عبد الجمحي، وكان شاعرًا، وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد، إنَّ لي خمس بنات ليس لهنَّ شيءٌ فتصدق بي عليهنَّ.. ففعل، وقال أبو عزة: أُعطِيك موثقًا أن لا أقاتلك، ولا أُكَثِّرَ عليك أبدًا، فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلمَّا خرجت قريش إلى أُحد جاءه صفوان بن أمية؛ فقال: اخرج معنا؛ فقال: إني قد أعطيت محمدًا موثِقًا أن لا أقاتله؛ فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قُتِلَ، وإن عاش أعطاه مالاً كثيرًا، فلم يزل به حتى خرج مع قريش يوم أحد؛ فأُسِرَ ولم يُؤْسَرْ غيرُه من قريش؛ فقال: يا محمد إنما أُخرِجتُ كُرْهًا، ولي بنات فامنُن عَلَيَّ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أين ما أعطيتني من العهد والميثاق؟ لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول: سَخِرْتُ بمحمدٍ مرتين". قال سعيد بن المسيب: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنّ الْمُؤْمِنَ لَا يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ مَرّتَيْنِ اضْرِبْ عُنُقَهُ يَا عاصم بن ثابت فَضَرَبَ عُنُقَهُ؛ فقَدَّمَه فضرب عنقه».
فرغم معاداة أبي عزة للمسلمين، وتحريضه عليهم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنه في المرة الأولى، بل وأطلقه دون مقابل؛ لأجل بناته؛ وتلك رحمة كبيرة من الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه ذلك الشاعر الذي كان يمثل إحدى الآلات الإعلامية الجبارة ضد دولة الإسلام في ذلك الوقت، أما في المرة الثانية فكان لابد من إيقاف هذه الآلة حتى لا يظن المشركون أنه يمكن خداع المسلمين بسهولة، وأن خداعهم مأمون الجانب، ولكي تظل هيبتهم في القلوب.
المطلب السادس: رحمته صلى الله عليه وسلم بالمستكرهين على القتال
ومن رحمته أيضًا أنه كان يعذر أولئك الذين أكرهوا على القتال، على الرغم من أنهم خرجوا بالفعل لقتال المسلمين، ولم يكن يقول مثلما يقول أي إنسان في مثل هذه المواقف من أنهم ليسوا صغارًا أو فاقدين للإرادة، بل خرجوا لمصالح معينة، أو إرضاءً لقوم بعينهم.. إنه لم يقل كل هذا الكلام، إنما نظر إليهم بعين الرحمة، ومن ثم أمر الجنود المسلمين بتجنب قتالهم!
ومن ذلك ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر؛ حيث نهى عن قتل من خرج مُستكرَهًا من المشركين، رغم أن ذلك في ميدان القتال والحرب، والمتعارَف عليه بين جميع البشر أنَّ من يقاتلك تقاتله، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بروح القاعدة وليس بنصها؛ لذا فهو قد يأسر المستَكرَه لكي يتجنب مقاتلته ويُجَنِّبَه أيضًا، ولكن لا يقتله؛ إلا إذا أصرَّ على القتال؛ فقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه قُبَيلَ غزوة بدر: «إنّي قَدْ عَرَفْت أَنّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أَخْرَجُوا كُرْهًا، لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيّ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ العباس بن عبد المطلب، عَمّ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا يَقْتُلْهُ فَإِنّهُ إنّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا» .
فهل يَعتبر قائدٌ في العالم – غير رسولنا صلى الله عليه وسلم - بنيات من يحاربه، فيعفو عمن أمسك السيف ليقتله هو وأصحابه وجنده، لا لشيء إلا لأنه خرج مستكرهًا؟!!
إن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم !
المطلب السابع: رحمته صلى الله عليه وسلم بقتلى الأعداء!
وأعجب مما سبق موقفه صلى الله عليه وسلم من قتلى الأعداء!
لقد ظهرت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم في حرصه حتى على هؤلاء القتلى، وكذلك على مشاعر ذويهم؛ فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة؛ فعن عبد الله بن زيد قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النُّهْبَى ، والمُثْلَة" . وقال عمران بن الحصين –رضي الله عنه-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة، وينهانا عن المثلة" ، ورغم ما حدث في غزوة أُحُد من تمثيل المشركين بحمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغيِّر مبدأه، بل حرص على النهي عن المُثلة حتى مع المشركين، ولم يرد في التاريخ حادثة واحدة تقول: إن المسلمين مثَّلوا بأحد من أعدائهم.
وأكثر مما سبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدَّد المسلمين تهديدًا خطيرًا إن قاموا بالتمثيل بأجساد قتلى الأعداء، فقال: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ»، فيساوي بين من قتل نبيًّا أو قتله نبي، ومَن مثَّل بجثة عدو! وبذلك يظل هناك رقيب داخلي على المسلم يمنعه من ارتكاب الجُرْم حتى في غياب العيون، بل إنه يوسِّع دائرة التحذير حتى تستوعب كل مخلوق، مسلمًا كان أو غير مسلم، إنسانًا كان أو حيوانًا أو طائرًا، فيقول في رحمة بالغة: «مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ومن هذا المنطلق فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يُقتل العدو تحريقًا بل يقتل بالسيف، لأن عذاب النار بشعٌ لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى للأعداء، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- ما يؤيد ذلك فقال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: «إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ؛ وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا»، فهذا التحريق بالنار ليس مسموحًا به في الدنيا، ولكن أبقاه الله عز وجل لعذاب الآخرة، وحذَّر البشر منه عن طريق الرسل، فمَنْ أبَى فلا يلومنَّ إلا نفسه!
ولعل الذي يطَّلع على مثل هذه الأقوال والمواقف يتعجب من هذه الرحمة النبوية المتناهية، ولكن قد يزول عجبه إذا عرف المنطلق الذي من أجله حرَّمت الشريعة الإسلامية التمثيل بجثة إنسان مات، ولا يشعر بما يشعر به الأحياء، فإن مردَّ ذلك إلى النظرة الراقية التي ينظرها الإسلام لكل إنسان مهما كانت ديانته، أو درجة فسوقه أو كفره، فالكل في النهاية عباد الله عز وجل، وقد كرَّمهم جميعًا وأحسن خَلْقهم، ويؤيد ذلك ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه حين قال: «لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي»، فالنهي هنا يشمل كل العباد بصرف النظر عن إيمانه أو كفره..
فما أعظم دين الإسلام، وما أرقى شريعته!
المصدر: كتاب (أخلاق الحروب في السنة النبوية) للدكتور راغب السرجاني.
المطلب الأول: رحمته صلى الله عليه وسلم بالصغار
لقد كانت قاعدة عامة في حروبه صلى الله عليه وسلم : أنه لا يقتل أبدًا الأطفال في معاركه.
سُئِل ابن عباس عن قَتْلِ الولدان فقال للسائل: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقْتُلْهُمْ، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْهُمْ؛ إِلَّا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يوصي قادة الجند بالتقوى ومراقبة الله عز وجل ليدفعه إلى الالتزام بأخلاق الحروب، وبالرحمة في المعاملات حتى في غياب الرقابة البشرية عليه، ولم يكن يكتفي بذلك بل كان يأمر أوامر مباشرة بتجنب قتل الولدان .
يقول بريدة -رضي الله عنه-: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وكان مما يقوله: «.. وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا..» .
وفي رواية أبي داود يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»
فانظر -رحمك الله- إلى النصائح الرقيقة الرفيقة التي يوجهها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى قائدٍ يذهب إلى قتال عدوه، ثم هو في النهاية يأمره بأعلى درجات الخير، وهي درجة الإحسان، فيقول: «وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فهذا هو سلوكه صلى الله عليه وسلم مع أعدائه!!
ويروي الأسود بن سرِيع –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَلَمَّا جَاءُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: «أَوَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا».
ففي هذا الموقف الفريد لا يكتفي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بفصل ملف الأطفال عن قضية آبائهم المشركين المقاتلين، بل إنه يرفع من قدرهم ليستدرَّ رحمة جنوده عليهم، فيذكر أن عظماء المسلمين ما كانوا إلا أولاد مشركين! وإلا فمن هم آباء عمر وخالد وأبو حذيفة وعكرمة وغيرهم وغيرهم؟!
بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجاوز الرحمة بعموم الغلمان والصغار إلى أولئك الذين أتوا لحرب المسلمين، أو لمعاونة سادتهم في الحرب، رغم أن تلك المعاونة هي من صميم أعمال الحرب، لكنه صلى الله عليه وسلم كان يرحم طفولتهم؛ ففي أحداث غزوة بدر ذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، في نفرٍ من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه ( أي على الماء)؛ فأصابوا راويةً لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج، وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد، فأتوا بهما فسألوهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورَجَوْا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما؛ فقالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسجد سجدتيه، ثم سلم وقال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟! صدقا، والله إنهما لقريش». ثم خاطب صلى الله عليه وسلم الغلامين بلينٍ ورفقٍ قائلاً لهما: «أخبراني عن قريش؟» .
ومع أن هذين الغلامين اللذين ضُرِبَا من الجيش المشرك المُعادي، ويُمِدَّان الجيش بالماء، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاتب صحابته الكرام لأجلهما، وأنكر عليهم ضربهما؛ مما اضطر الغلامين إلى الكذب نجاةً من الضرب.
ويقول ابن القيم رحمه الله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ فِي الْمُقَاتِلَةِ، فَمَنْ رَآهُ أَنْبَتَ قَتَلَهُ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتِ اسْتَحْيَاهُ . والمقاتلة هم الذين يقاتلون بالفعل، ومع ذلك فهو صلى الله عليه وسلم لا يقتل غير البالغين منهم؛ لأنهم غير مكلَّفين، ومدفوعين بغيرهم؛ فلذلك رحمهم.
وقد فعل ذلك أيضًا مع صبيان بني قريظة مع شدة جرم قبيلتهم، إلا أنه لم يأخذ الأطفال بجريرة أقوامهم، فقد رحمهم، وأبقى على حياتهم . قال عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ عُرِضْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ خُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَكُنْتُ مِمَّنْ لَمْ يُنْبِتْ فَخُلِّيَ سَبِيلِي" .
إن من ينظر إلى هذه الصور النبيلة حفظ طفولة الصغار ثم يقارن بينها وبين ما يحدث في زماننا من انتهاك صارخ لطفولة الصغار ليدرك الفارق الهائل بين المنهج الإسلامي ومناهج العالم المختلفة!
المطلب الثاني: رحمته صلى الله عليه وسلم بكبار السن
مر بنا في المطلب السابق كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الشيوخ، فقال: «وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا..»، وهي قاعدة عامة لا يُستثنى منها إلا من كان مقاتلاً بنفسه، أو مشتركًا في القتال برأيه، وهذا الذي يُفسِّر قبوله صلى الله عليه وسلم لقتل دريد بن الصمَّة يوم حنين لأنه كان من أصحاب الرأي والخبرة في القتال، وكان يدلُّ المشركين على الخطط المناسبة لحرب المسلمين ، أما غير ذلك من كبار السن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمهم ولا يقتلهم.
بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترم الشيوخ ويجلُّهم، وما أروع ما فعله مع أبي قحافة يوم فتح مكة، فقد روت أسماء بنت أبي بكر أنه لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَعُودُهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَأَسْلَمَ" . فهذه الرقَّة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وبارزة مع كون الشيخ ما زال كافرًا، ومع كونه أحد أفراد شعبٍ مهزوم، ولا يتأتى مثل ذلك إلا من عظيم! وإن شئت فقارن هذا مع أحوال كبار السن في الحروب الحديثة! فصلي اللهم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.
المطلب الثالث: رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء
وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الأطفال كان ينهى كذلك عن قتل النساء؛ فقد روى ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً؛ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ .
وَعَنْ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ، فَرَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ؛ فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ: انْظُرْ: «عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ؟» فَجَاءَ؛ فَقَالَ: عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ؛ فَقَالَ: "مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ". قَالَ: وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ فَبَعَثَ رَجُلاً فَقَالَ: «قُلْ لِخَالِدٍ: لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلا عَسِيفًا».
ولم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كلها إلا بقتل عدد قليل جدًا من النساء، وكل واحدة منهن كانت تُقتل لسبب معتبر، ولحجة ظاهرة.
فمِنْ هؤلاء النسوة واحدة من قبيلة بني قريظة، فكما تروي عائشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلَّا امْرَأَةً وَاحِدَةً قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَحَدَّثُ مَعِي تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّوقِ إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ، قَالَتْ: قُلْتُ: وَيْلَكِ وَمَا لَكِ؟ قَالَتْ: أُقْتَلُ قَالَتْ قُلْتُ: وَلِمَ قَالَتْ: حَدَثًا أَحْدَثْتُهُ قَالَتْ: فَانْطُلِقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنْسَى عَجَبِي مِنْ طِيبِ نَفْسِهَا وَكَثْرَةِ ضَحِكِهَا وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ".
أما لماذا قُتِلت دون غيرها فقد ذكر ابن هشام أنها هي التي طَرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، فهي بذلك قُتِلت قصاصًا، ولم يبدأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقتلها، ولم يَقتل غيرها من بني قريظة.
كذلك مر بنا في المبحث السابق قتله صلى الله عليه وسلم لامرأة يهودية واحدة في خيبر، وذلك عندما قتلت الصحابي الجليل بشر بن البراء بن معرور، وكان قد عفا عنها قبل ذلك عندما حاولت قتله هو شخصيًا صلى الله عليه وسلم ، ولكنه قتلها قصاصًا بعد ثبوت وفاة بشر بن البراء من السمِّ الذي دسَّته المرأة له.
ومن الجدير بالذكر أنه لم تثبت حالة واحدة لاغتصاب امرأة من جيش العدو، ولا تعمُّد لإهانة نساء الدولة المعادية، وليقارن أي محلل للتاريخ هذه المواقف بما تفعله الجيوش القديمة والحديثة عند التمكن من نساء الأعداء (صورة 5)، وليست أحداث البوسنة والهرسك منا ببعيد!
المطلب الرابع: رحمته صلى الله عليه وسلم بالرهبان والمتفرغين للعبادة
إن هذه الطائفة من غير المسلمين قد انقطعت للعبادة، واعتزلت الناس، وبالتالي فهي غير مشتركة في القتال بأي صورة من الصور، حتى وإن كانت دولتهم أو قبيلتهم مقاتلة، ولذلك فقد رحمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بعدم التعرض لهم بسوء، هذا مع أنهم يدرِّسون للناس دينًا مخالفًا لدينه، وعلى الأغلب فهم يعرفون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم، ولكنهم يخفونها عامدين عن أقوامهم، ومع ذلك لم يتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك مبررًا لإيذائهم، وهذا من كمال رحمته صلى الله عليه وسلم . وقد أقرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران بهذا الحق فقال في عهده لهم: «.. لَا تُهْدَمَ لَهُمْ بَيْعَةٌ، وَلَا يُخْرَجَ لَهُمْ قَسٌّ، وَلَا يُفْتَنُوا عَنْ دِينِهِمْ..» .
وعلى هذا جرى العمل في شريعة الإسلام، وما أرحم ما وصى به أبو بكر الصديق أسامةَ بن زيد –رضي الله عنهما- حين بعثه إلى الشام مقاتلا، وذلك حين قال له: "إِنَّكَ سَتَجِدُ قَوْمًا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ فَذَرْهُمْ وَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ حَبَّسُوا أَنْفُسَهُمْ لَهُ.." ، ولعله من الواضح من صياغة الجملة عدم اقتناع الصديق –ري الله عنه- بما هم عليه من عبادة، ومع ذلك حذَّر من إيذائهم، وهو بذلك يؤكد على المعنى الراقي الذي أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فهذا هو الإسلام لمن لا يعرفه، وهذه هي شريعتنا لمن غفل عنها!
المطلب الخامس: رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحاب الظروف الخاصة
وقد وسعت رحمةُ الرسول صلى الله عليه وسلم أعداءَه الذين آذَوه وقاتلوه، وحرَّضوا على قتاله؛ ولكن كانت لهم ظروف خاصة. ومن هؤلاء أبو عزة الجمحي، وكان شاعرًا، وكان يؤلِّب قريشًا على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ فلما جاءت غزوة بدر أسره المسلمون، وكان مِن أمره ما يرويه سعيد بن المسيب رحمه الله في قوله: أَمَّنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الأسارى يوم بدر أبا عزة عبد الله بن عمرو بن عبد الجمحي، وكان شاعرًا، وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد، إنَّ لي خمس بنات ليس لهنَّ شيءٌ فتصدق بي عليهنَّ.. ففعل، وقال أبو عزة: أُعطِيك موثقًا أن لا أقاتلك، ولا أُكَثِّرَ عليك أبدًا، فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلمَّا خرجت قريش إلى أُحد جاءه صفوان بن أمية؛ فقال: اخرج معنا؛ فقال: إني قد أعطيت محمدًا موثِقًا أن لا أقاتله؛ فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قُتِلَ، وإن عاش أعطاه مالاً كثيرًا، فلم يزل به حتى خرج مع قريش يوم أحد؛ فأُسِرَ ولم يُؤْسَرْ غيرُه من قريش؛ فقال: يا محمد إنما أُخرِجتُ كُرْهًا، ولي بنات فامنُن عَلَيَّ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أين ما أعطيتني من العهد والميثاق؟ لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول: سَخِرْتُ بمحمدٍ مرتين". قال سعيد بن المسيب: فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنّ الْمُؤْمِنَ لَا يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ مَرّتَيْنِ اضْرِبْ عُنُقَهُ يَا عاصم بن ثابت فَضَرَبَ عُنُقَهُ؛ فقَدَّمَه فضرب عنقه».
فرغم معاداة أبي عزة للمسلمين، وتحريضه عليهم إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنه في المرة الأولى، بل وأطلقه دون مقابل؛ لأجل بناته؛ وتلك رحمة كبيرة من الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه ذلك الشاعر الذي كان يمثل إحدى الآلات الإعلامية الجبارة ضد دولة الإسلام في ذلك الوقت، أما في المرة الثانية فكان لابد من إيقاف هذه الآلة حتى لا يظن المشركون أنه يمكن خداع المسلمين بسهولة، وأن خداعهم مأمون الجانب، ولكي تظل هيبتهم في القلوب.
المطلب السادس: رحمته صلى الله عليه وسلم بالمستكرهين على القتال
ومن رحمته أيضًا أنه كان يعذر أولئك الذين أكرهوا على القتال، على الرغم من أنهم خرجوا بالفعل لقتال المسلمين، ولم يكن يقول مثلما يقول أي إنسان في مثل هذه المواقف من أنهم ليسوا صغارًا أو فاقدين للإرادة، بل خرجوا لمصالح معينة، أو إرضاءً لقوم بعينهم.. إنه لم يقل كل هذا الكلام، إنما نظر إليهم بعين الرحمة، ومن ثم أمر الجنود المسلمين بتجنب قتالهم!
ومن ذلك ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر؛ حيث نهى عن قتل من خرج مُستكرَهًا من المشركين، رغم أن ذلك في ميدان القتال والحرب، والمتعارَف عليه بين جميع البشر أنَّ من يقاتلك تقاتله، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بروح القاعدة وليس بنصها؛ لذا فهو قد يأسر المستَكرَه لكي يتجنب مقاتلته ويُجَنِّبَه أيضًا، ولكن لا يقتله؛ إلا إذا أصرَّ على القتال؛ فقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه قُبَيلَ غزوة بدر: «إنّي قَدْ عَرَفْت أَنّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أَخْرَجُوا كُرْهًا، لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيّ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ العباس بن عبد المطلب، عَمّ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَا يَقْتُلْهُ فَإِنّهُ إنّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا» .
فهل يَعتبر قائدٌ في العالم – غير رسولنا صلى الله عليه وسلم - بنيات من يحاربه، فيعفو عمن أمسك السيف ليقتله هو وأصحابه وجنده، لا لشيء إلا لأنه خرج مستكرهًا؟!!
إن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم !
المطلب السابع: رحمته صلى الله عليه وسلم بقتلى الأعداء!
وأعجب مما سبق موقفه صلى الله عليه وسلم من قتلى الأعداء!
لقد ظهرت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم في حرصه حتى على هؤلاء القتلى، وكذلك على مشاعر ذويهم؛ فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة؛ فعن عبد الله بن زيد قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النُّهْبَى ، والمُثْلَة" . وقال عمران بن الحصين –رضي الله عنه-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة، وينهانا عن المثلة" ، ورغم ما حدث في غزوة أُحُد من تمثيل المشركين بحمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يُغيِّر مبدأه، بل حرص على النهي عن المُثلة حتى مع المشركين، ولم يرد في التاريخ حادثة واحدة تقول: إن المسلمين مثَّلوا بأحد من أعدائهم.
وأكثر مما سبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدَّد المسلمين تهديدًا خطيرًا إن قاموا بالتمثيل بأجساد قتلى الأعداء، فقال: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ»، فيساوي بين من قتل نبيًّا أو قتله نبي، ومَن مثَّل بجثة عدو! وبذلك يظل هناك رقيب داخلي على المسلم يمنعه من ارتكاب الجُرْم حتى في غياب العيون، بل إنه يوسِّع دائرة التحذير حتى تستوعب كل مخلوق، مسلمًا كان أو غير مسلم، إنسانًا كان أو حيوانًا أو طائرًا، فيقول في رحمة بالغة: «مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ومن هذا المنطلق فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يُقتل العدو تحريقًا بل يقتل بالسيف، لأن عذاب النار بشعٌ لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى للأعداء، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- ما يؤيد ذلك فقال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْثٍ فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: «إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ؛ وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا»، فهذا التحريق بالنار ليس مسموحًا به في الدنيا، ولكن أبقاه الله عز وجل لعذاب الآخرة، وحذَّر البشر منه عن طريق الرسل، فمَنْ أبَى فلا يلومنَّ إلا نفسه!
ولعل الذي يطَّلع على مثل هذه الأقوال والمواقف يتعجب من هذه الرحمة النبوية المتناهية، ولكن قد يزول عجبه إذا عرف المنطلق الذي من أجله حرَّمت الشريعة الإسلامية التمثيل بجثة إنسان مات، ولا يشعر بما يشعر به الأحياء، فإن مردَّ ذلك إلى النظرة الراقية التي ينظرها الإسلام لكل إنسان مهما كانت ديانته، أو درجة فسوقه أو كفره، فالكل في النهاية عباد الله عز وجل، وقد كرَّمهم جميعًا وأحسن خَلْقهم، ويؤيد ذلك ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه حين قال: «لَا تُمَثِّلُوا بِعِبَادِي»، فالنهي هنا يشمل كل العباد بصرف النظر عن إيمانه أو كفره..
فما أعظم دين الإسلام، وما أرقى شريعته!
المصدر: كتاب (أخلاق الحروب في السنة النبوية) للدكتور راغب السرجاني.
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
ما يحدث في سوريا الآن لم يحدث من قبل في أي دولة , وهو أكثر بشاعة , والكل شارك في هذا العمل الاجرامي سواء من قريب أو بعيد .
1435- زائر
2173
لا شك النصر قادم قادم لسوريا خاصه لان الله قال هم مني يقصد الشام
واذا علينا حنا نضحي ولا نشيل هم شي بس لا فائده ... من التضحيه هذه اتوقع انها فتنه ... ولا مانع من المساعده ,,,, جسديا او غيره ... مثل ماقالو انا وابن عمي على الغريب
السوريين ابنا عمنا .... تبونها اسلاميه تبونها جاهليه لابد من النصر ,
يارب نصرك يارب حقق لعبدك محمد ماوعدت ..
اللهم اغفر لنا لنا وللامه الاسلاميه جميعا بكلمه غفرت لكم ... يارب لنسلك طريقا ترضاه ... يارب يارب يارب
واذا علينا حنا نضحي ولا نشيل هم شي بس لا فائده ... من التضحيه هذه اتوقع انها فتنه ... ولا مانع من المساعده ,,,, جسديا او غيره ... مثل ماقالو انا وابن عمي على الغريب
السوريين ابنا عمنا .... تبونها اسلاميه تبونها جاهليه لابد من النصر ,
يارب نصرك يارب حقق لعبدك محمد ماوعدت ..
اللهم اغفر لنا لنا وللامه الاسلاميه جميعا بكلمه غفرت لكم ... يارب لنسلك طريقا ترضاه ... يارب يارب يارب
علم- زائر
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
نسأل الله ان يتغمد أخينا عبد من عباد الله برحمته نعم هم قله من يريد اقامة الحدود وتطبيق الشريعة ..
الاخطاء تتكرر ولا أحد يتعلم للاسف
الدولة الاسلامية في العراق هي من ارتكبت الاخطاء والان تعيدها في سوريا وكانهم لا يتعلمون
اللهم اصلح شأن المسلمين ووحد صفهم
الاخطاء تتكرر ولا أحد يتعلم للاسف
الدولة الاسلامية في العراق هي من ارتكبت الاخطاء والان تعيدها في سوريا وكانهم لا يتعلمون
اللهم اصلح شأن المسلمين ووحد صفهم
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
رد: حتى لا يحدث في سوريا ما حدث في العراق
لاحول ولا قوة الا بالله العظيم
واحد ينتظر الغرب والدول العربية تسمح بتطبيق الشريعه
واحد يحمل مشاكل الشام لجهه واحد مهمل الكفره والمنافقين واعداء الشريعه وكل ملل الكفر وكانهم يتفرجون على الشام من بعيد ولا يتدخلون
حسبي الله ونعم الوكيل
الناس تميل مع القوي من حيث لا تشعر !!!
واحد ينتظر الغرب والدول العربية تسمح بتطبيق الشريعه
واحد يحمل مشاكل الشام لجهه واحد مهمل الكفره والمنافقين واعداء الشريعه وكل ملل الكفر وكانهم يتفرجون على الشام من بعيد ولا يتدخلون
حسبي الله ونعم الوكيل
الناس تميل مع القوي من حيث لا تشعر !!!
قادمون ياأقصى- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 4006
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
مواضيع مماثلة
» ماذا يحدث في العراق ؟
» هل هناك تمهيد لأمر ما يحدث في العراق ؟..
» معمم رافضي : الدولة الإسلامية هزمت صحوات العراق وستهزم صحوات أدريس في سوريا
» فتوى فى حكم الجهاد فى سوريا وما يحدث فى مصر
» ما يحدث في سورية من ترك بعض المواقع من الجانبين لتقسيم سوريا
» هل هناك تمهيد لأمر ما يحدث في العراق ؟..
» معمم رافضي : الدولة الإسلامية هزمت صحوات العراق وستهزم صحوات أدريس في سوريا
» فتوى فى حكم الجهاد فى سوريا وما يحدث فى مصر
» ما يحدث في سورية من ترك بعض المواقع من الجانبين لتقسيم سوريا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى