لماذا تموت الكلمات؟

**عاشقة السماء** السبت أبريل 06, 2013 10:19 pm

بقلم: د. إياد قنيبي

من توفيق الله للعبد أن يعلق قلبه به ويجعل المحرك لأعماله وأقواله طلب رضاه.
قد تبدأ دعوة العبد بهذا الشكل، فيجعل الله له ولدعوته في القلوب قبولا وعلى الألسنة ثناء. والعبد يرصد ذلك لأنه يريد للدعوة أن تنتشر ويريد للهدى الذي ألقاه الله في قلبه أن يفيض على الناس من حوله وتظهر عليهم آثاره، فيتخذ
ثناء الناس وبشرهم به وبدعوته مقياسا لذلك كله.
...
لكن، إن لم يُحْكم العبد منافذ نيته ويسد مساربها، وبدأ الثناء والبشر في وجوه الناس يروق له، تحول هذا الثناء والقبول إلى مقصد في ذاته، وأصبح يزاحم المقصد الأعظم، رضا الله...إلى أن يصبح ثناء الناس وقبولهم هو المحرك لأعمال العبد وأقواله، والمحدد لمواقفه والمحور لتفكيره...والمشكلة أن هذا التغيير يأتي بالتدريج، ويتلمس العبد خلاله العذر لنفسه أنه لا زال يرصد ويطلب قبول الناس له طريقا إلى قبول الدعوة ومقياسا لانتشارها لا أكثر...وشر الخديعة أن تخدع نفسك.

حتى إذا ما تغيرت النية أبى الله عز وجل أن يزاحم التعلقَ به مزاحمٌ في قلب العبد، فسلبه هذا التعلق ووكل العبد إلى نفسه وإلى من تشهى مدحهم وثناءهم. وحينئذ فلا تعجب من تخبط العبد وانتكاسته وتذبذب مواقفه وتبدل أحواله. فكلماته ما عادت تنطلق حية لتوقر في قلوب السامعين بل قد ماتت على عتبات شفتيه، والحرقة التي كان يتكلم بها قد احترقت، والغضب لله الذي كان يدفعه لأن يقول ما يقول غير طالب مدحا ولا خائف لوما...حل محله تأمل عيون السامعين يستجدي فيها بقاء احترامهم وتوقيرهم...

ولو أن العبد البائس جدد نيته وجمع على ربه قلبه لحفظ الله له المقام الكريم عنده والبركة لدعوته ثم لأعطاه بعد ذلك القبول في الأرض نافلة تأتيه دون أن يحرص عليها.

خطير أن يلهيك كثرة سماع "إني أحبك في الله" عن الله الذي أحبك هؤلاء من أجله!!

من هنا...يهتز القلب كلما تذكر كلمات أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان إذا مُدح لم يُظهر تواضع الرياء الذي يتصنعه الكثيرون، بل نسي المادحين وتعلق بالله فورا ليعصم قلبه، فيقول:
اللهم أنت أعلم بنفسي مني
وأنا أعلم بنفسي منهم
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
ولا تؤاخذني بما يقولون
واغفر لي ما لا يعلمون

**حليم** الأحد أبريل 07, 2013 2:47 pm

نعم الاخت عاشقة السماء
كلمات القلب تصل الى القلب وكلمات الحناجر رنانة تسقط على الارض
-كلمات القلب .....كلمات شفافة خالصة لوجه الله
-كلمات الحناجر.... كلمات غليضة تلبس ثوب الرياء
-فالرياء محبط للعمل لانه شرك والشرك فيه حظ النفس ولهذا لا تؤثر الكلمات في قلوب السامعين
-كانت كلمات السلف قليلة ولكن مؤثرة تسيل الدمع الغزير
-واليوم الكلام كثيروالناس في خوض يلعبون القلوب قست والعيون جفت

كلمات من القلب
-قال أحمد بن أبي الحوادي -رحمه الله- ( من نظر إلى الدنيا نظرة إرادة وحب ، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه )
-قال ابن القيم -رحمه الله- ( لا يصح لك عبودية ما دام لغير الله في قلبك بقية )
-*قال مجاهد -رحمه الله- ( من لم يتب كل صباح ومساء فهو من الظالمين )
§*قال ابن تيمية -رحمه الله- ( إذا أحسنت السرائر أحسن الله الظواهر )
§ *قال هرم بن حيان -رحمه الله- ( ما أقبل عبداً بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم )
§ *قال الإمام أحمد -رحمه الله- ( نحن قوم مساكين نأكل رزقنا وننتظر أجلنا )
......................................

**عاشقة السماء** الإثنين أبريل 08, 2013 1:29 am

شكراً لطيب مرورك وإثرائك للموضوع أخي حليم
جعل الله أعمالك شجرة معمرة ودائمة الخضرة

**حليم** الإثنين أبريل 08, 2013 3:19 am

بارك الله فيك

**جعبة الأسهم** الإثنين أبريل 08, 2013 2:28 pm

عاشقة السماء كتب:
خطير أن يلهيك كثرة سماع "إني أحبك في الله" عن الله الذي أحبك هؤلاء من أجله!![/color]

ما أجملها من كلمات ..

والأجمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل (احثوا في وجيه المادحين التراب) .. والله الموفق

**جعبة الأسهم** الإثنين أبريل 08, 2013 2:29 pm

جعبة الأسهم كتب:
عاشقة السماء كتب:
خطير أن يلهيك كثرة سماع "إني أحبك في الله" عن الله الذي أحبك هؤلاء من أجله!!

ما أجملها من كلمات ..

والأجمل هدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل (احثوا في وجيه المادحين التراب) .. والله الموفق

**عاشقة السماء** الإثنين أبريل 08, 2013 5:51 pm

وقال صلى الله عليه وسلم:
"لو لم تكونوا تذنبون ، لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك ؛ العجب العجب"
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني – المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقمك:5303
خلاصة حكم المحدث: حسن

وشاكرة لطيب مرورك وتعقيبك أخي جعبة الأسهم.

**توليب** الخميس أبريل 11, 2013 5:46 pm

جزاكِ الله خيراً ..

أود أن أضيف معلومة يوجد في اليوتيوب قناة لـ د. إياد قنيبي سلسلة عن حسن الظن بالله جميلة جداً على الرابط
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

**عاشقة السماء** الجمعة أبريل 12, 2013 2:06 am

أكرمك الله أختي شفاء شكرا لطيب مرورك

د. اياد قنيبي أحسبه والله حسيبه ولا أزكيه على الله من حكماء هذه الأمة، وممن يعملون باخلاص، فنسأل الله لنا وله الثبات.

**عاشقة السماء** السبت يونيو 01, 2013 4:09 pm

مقال ذو صلة لدكتور إياد أكرمه الله:

قد يرى أحدنا مبالغة في مدح الناس له فيسرُّه ذلك ولا ينكره، محدثا نفسه بأن توقير الناس المفرط لشخصه سبيل إلى محبة الدعوة التي يحملها. وهذا –بالإضافة إلى كونه مدخلا إلى فساد النوايا- يحمل عواقب غير حميدة:
1) أُثر عن زين العابدين رحمه الله أنه قال: (من مدحك بما ليس فيك أوشك أن يذمك بما ليس فيك). فمن سرك مبالغته في الثناء عليك أوشك أن يحزنك بالمبالغة في ذمك، إذ المداحون سريعو التقلب.

2) تعلق الناس بشخصك يحولهم من إخوة ناصحين لك إن أخطأت إلى أتباع مقلدين لا يميزون خطأك من صوابك، فتحمل -إن قدتهم إلى غير هدىً- أوزارهم إلى وزرك.
من هنا وجب علينا أن نتواصى دوما بأن ندور مع الحق حيث دار وأن نتمثل قاعدة: يُعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، وألا نتغاضى عن غلو الناس في مدحنا مهما زينت لنا نفوسنا أن في ذلك نصرة لدعوتنا.

فالخير في اتباع السنة، والشر في اختلاق المعاذير لحظوظ النفس. ولله ولي التوفيق.

**الحالم** الثلاثاء مارس 25, 2014 9:45 pm

بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيراً

ولقد اثلج صدري الموضوع الجميل

لماذا تموت الكلمات؟

لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟

رد: لماذا تموت الكلمات؟