قاصمة الظهر
+3
جواد الفجر
عاشقة السماء
فقه الجهاد
7 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
قاصمة الظهر
قال شيخ الاسلام – رحمه الله – في " المجموع " (28/497):
" فهؤلاء أصل ضلالهم: اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل، وأنهم ضالون، وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم. ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفراً. ثم يرتبون على الكفر أحكاماً ابتدعوها.
فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم. في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام، حتى مرقوا منه كما مرق السهم من الرمية ".
" فهؤلاء أصل ضلالهم: اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل، وأنهم ضالون، وهذا مأخذ الخارجين عن السنة من الرافضة ونحوهم. ثم يعدون ما يرون أنه ظلم عندهم كفراً. ثم يرتبون على الكفر أحكاماً ابتدعوها.
فهذه ثلاث مقامات للمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم. في كل مقام تركوا بعض أصول دين الإسلام، حتى مرقوا منه كما مرق السهم من الرمية ".
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
وقال شيخ الإسلام في "المجموع" (13/30-31):
" وكانت البدع الأولى مثل (بدعة الخوارج) إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه؛ فظنوا أنه يجب تكفير أرباب الذنوب؛ إذا كان المؤمن هو البر التقي. قالوا: فمن لم يكن براً تقياً؛ فهو كافر، وهو مخلد في النار.
ثم قالوا: وعثمان وعلي ومن والاهما ليسوا بمؤمنين؛ لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله، فكانت بدعتهم لها مقدمتان:
(الواحدة): أن من خالف القرآن بعمل أو برأي أخطأ فيه؛ فهو كافر.
(والثانية): أن عثمان وعلياً ومن والاهما كانوا كذلك.
ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا؛ فإنه أول بدعة ظهرت في الإسلام، فكفر أهلها المسلمين. واستحلوا دماءهم وأموالهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة في ذمهم والأمر بقتالهم ".
وسوء فهمهم للقرآن جرهم لرد ما لم يوافق فهمهم السقيم للقرآن من صحيح السنة .
قال شيخ الاسلام : " وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال له ذو الخويصرة التميمي: اعدل؛ فإنك لم تعدل، حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل)."
فهذا الخبيث لم يحدثه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بل رأى فعله رأي العين ومع ذلك خالفه واعتبره مضادا للعدل والتقوى !
قال شيخ الإسلام في "المجموع" (20/104):
" فإن الخوارج أصل بدعتهم أنهم لا يرون طاعة الرسول واتباعه فيما خالف ظاهر القرآن عندهم، وهذا ترك واجب ".
وقال – رحمه الله – في "المجموع" (19/73):
" والخوارج جوزوا على الرسول نفسه أن يجور ويضل في سنته، ولم يوجبوا طاعته ومتابعته، وإنما صدقوه فيما بلغه من القرآن دون ما شرعه من السنة التي تخالف – بزعمهم – ظاهر القرآن ".
وقال شيخ الإسلام – رحمه الله – في " المجموع " (3/355):
" وإذا عرف أصل البدع، فأصل قول الخوارج أنهم يكفرون بالذنب، ويعتقدون ذنباً ما ليس بذنب، ويرون اتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب. وإن كانت متواترة. ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"، ولهذا كفروا عثمان وعلياً وشيعتهما؛ وكفروا أهل صفين – الطائفتين – في نحو ذلك من المقالات الخبيثة "
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
وقال حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ : " كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ يُجَالِسُنَا فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ ، قَالَ : لَحِقْتُ بِأَصْحَابِ النَّهْرَوَانِ فَكُنْتُ فِيهِمْ ، ثُمَّ كَرِهْتُ أَمْرَهُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلُونِي ، فَإِنِّي لأَسِيرُ مَعَ طَائِفَةٍ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى قَرْيَةٍ وَبَيْنِي وَبَيْنَهَا نَهْرٌ ، فَخَرَجَ مِنَ الْقَرْيَةِ رَجُلٌ مَذْعُورٌ آخِذٌ بِثَوْبِهِ حِينَ رَأَى الْخَيْلَ ، قَالُوا : كُنَّا رَوَّعْنَاكَ ، قَالَ : أَجَلْ ، قَالُوا : لا رَوْعَ عَلَيْكَ فَقَطَعُوا إِلَيْهِ النَّهْرَ فَعَرَفُوهُ وَلَمْ أَعْرِفْهُ ، فَقَالُوا : أَنْتَ ابْنُ خَبَّابٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : هَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ حَدِيثًا تَحَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُنَا بِهِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ ، فَكُنْ " ، قَالَ : فَقَرَّبُوهُ فَضَرَبُوا رَأْسَهُ ، فَرَأَيْتُ دَمَهُ حَيْثُ سَالَ فِي النَّهْرِ حَتَّى انْدَفَقَ فِي الْمَاءِ وَاخْتَلَطَ ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي كَأَنَّهُ الشِّرَاكُ حَتَّى خَفِيَ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ دَعَوْا سُرِّيَّتَهُ الْحُبْلَى فَبَقَرُوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا . "
علاء.- زائر
رد: قاصمة الظهر
الله يقصم ظهر اعداء الله واعداء اولياءه ويقصم ظهر كل من والئ اليهود والنصارى لمنافع دينيويه
فقه الجهاد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
قاصمة الظهر
ممكن شفتي مواصفات الخوارج انطبقت على اسيادكم ياا اختي لايوجد امام مثل ابو بكر وعمر بهذا الزمان......... الواجب التمسك بوصايا نبينا في الفتن
لذلك...........................
لا الوم من يسبني
هناك تحسس من العلم
ناس تتحسس من العلم النافع
الله يهديكم
لذلك...........................
لا الوم من يسبني
هناك تحسس من العلم
ناس تتحسس من العلم النافع
الله يهديكم
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في " المجموع " (20/140):
" وهذا الورع قد وقع صاحبه في البدع الكبار؛ فإن ورع الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس، تورعوا عن الظلم وعن ما اعتقدوه ظلماً من مخالطة الظلمة في زعمهم، حتى تركوا الواجبات الكبار، من الجمعة والجماعة؛ والحج والجهاد؛ ونصيحة المسلمين والرحمة لهم، وأهل هذا الورع مما أنكر عليها الأئمة؛ كالأئمة الأربعة، وصار حالهم يذكر في اعتقاد أهل السنة والجماعة ".
وقال في "المجموع" (20/141-142):
" ولهذا يحتاج المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة، والفقه في الدين، وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه؛ كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم ".
" وهذا الورع قد وقع صاحبه في البدع الكبار؛ فإن ورع الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس، تورعوا عن الظلم وعن ما اعتقدوه ظلماً من مخالطة الظلمة في زعمهم، حتى تركوا الواجبات الكبار، من الجمعة والجماعة؛ والحج والجهاد؛ ونصيحة المسلمين والرحمة لهم، وأهل هذا الورع مما أنكر عليها الأئمة؛ كالأئمة الأربعة، وصار حالهم يذكر في اعتقاد أهل السنة والجماعة ".
وقال في "المجموع" (20/141-142):
" ولهذا يحتاج المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة، والفقه في الدين، وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه؛ كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم ".
علاء.- زائر
رد: قاصمة الظهر
ليه تحسست من دعائي فانا لم ادعي عليك وانما دعيت على اعداء الله واعداء اولياءه ومن خالف امر الله ووالئ اليهود والنصارى وقد نهينا عن موالتهم في كتاب الله الا اذا كنت احد هؤلاء فهذا شي اخر
عموما ردت فعلك على دعائي وضحت منهجك وفكرك اوقعت نفسك يا علاء
عموما ردت فعلك على دعائي وضحت منهجك وفكرك اوقعت نفسك يا علاء
فقه الجهاد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
قاصمة الظهر
ادعي للمسلمين يا اختي
قولي اللهم اجعل الاسلام قويا وعزيزا ........واجعل الشرك والكفر ذليلا......... وادعي للمسلمين بالستر والعافية .......... وادعي للمسلمات بمثل ذلك ............ وادعي بالمغفره للمسلمين والمسلمات............
ثم قولي اللهم من اراد بالمسلمين شرا فأشغله بنفسه .............. ثم وقولي اللهم انصر من ينصر دينك وسنة نبيك
واختمي بالصلاة على النبي محمد وعلى اله وصحبه
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وازواجه وذريته وصحابته ومن تبعه وعلى سنته الى يوم الدين
قولي اللهم اجعل الاسلام قويا وعزيزا ........واجعل الشرك والكفر ذليلا......... وادعي للمسلمين بالستر والعافية .......... وادعي للمسلمات بمثل ذلك ............ وادعي بالمغفره للمسلمين والمسلمات............
ثم قولي اللهم من اراد بالمسلمين شرا فأشغله بنفسه .............. ثم وقولي اللهم انصر من ينصر دينك وسنة نبيك
واختمي بالصلاة على النبي محمد وعلى اله وصحبه
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وازواجه وذريته وصحابته ومن تبعه وعلى سنته الى يوم الدين
علاء.- زائر
رد: قاصمة الظهر
ماتعرف ترقع خلاص يا علاء انت بردك على الدعاء اوضحت ماتحاول ان تخفيه ولو كان ما اقول غير صحيح لما اغضبك دعائي فانا لم ادعي عليك وليس هناك مايستدعي غضبك الا ان كنت ترى انك احد هؤلاء المدعي عليهم
فقه الجهاد- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 21/05/2013
قاصمة الظهر
اختي لا انكر ان فيه تحالف ومعاهدات بين المسلمين والغرب وهذا معروف من القديم
وش رايك يا اختي
انقل لك من كتاب الرحيق المختوم
معاهدة مع اليهود
بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية حديدة، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في ذلك العالم الملئ بالتعصب والأغراض الفردية والعرقية.
وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود - كما أسلفنا - وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام.
وفيما يلى أهم بنود هذه المعاهدة:
بنود المعاهدة
1- إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بنى عوف من اليهود.
2-وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم.
3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
4- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم.
5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
6- وإن النصر للمظلوم.
7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
8-وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
11- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب.. على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم.
12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.
وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين.
ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة، حسب ما اقتضته الظروف، وسيأتي ذكر شيء عنها.
وش رايك يا اختي
انقل لك من كتاب الرحيق المختوم
معاهدة مع اليهود
بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية حديدة، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في ذلك العالم الملئ بالتعصب والأغراض الفردية والعرقية.
وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود - كما أسلفنا - وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام.
وفيما يلى أهم بنود هذه المعاهدة:
بنود المعاهدة
1- إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بنى عوف من اليهود.
2-وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم.
3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
4- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم.
5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
6- وإن النصر للمظلوم.
7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
8-وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
11- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب.. على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم.
12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.
وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين.
ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة، حسب ما اقتضته الظروف، وسيأتي ذكر شيء عنها.
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
وهذه مع لنصارى
معاهدات الرسول مع النصارى
د. راغب السرجاني
28/04/2010 - 2:53pm
13
معاهدة رسول الله مع نصارى نجران
معاهدات رسول الله مع النصارىفي آخر سنتين في حياة رسول الله عقد عدَّة معاهدات مع النصارى؛ منها معاهدة رسول الله مع نصارى نجران, وقد أرسلوا وفدًا إلى رسول الله , مُكَوَّنًا من أربعة عشر رجلاً[1], وكان أمير الوفد رجلاً يُدْعَى العاقب, وكان هناك رجل آخر يتولَّى إدارة الرحلة، كانوا يلقِّبونه بالسيد, بينما كان هناك رجل ثالث مسئول عن الأمور الدينية، وهو أسقف الرحلة وحبرها، واسمه أبو الحارث، فكان هؤلاء الثلاثة على رأس الوفد, وهم الذين يتولَّوْن التفاوض[2].
وقد جاء وفد نصارى نجران في هيئة منظَّمة، وفي صورة منمَّقة لدرجة المبالغة؛ حيث لبسوا الثياب الحريرية, وتحلَّوْا بالخواتم الذهبية, وكان من الواضح أن الوفد لم يكن في نيته أن يُسْلِمَ, وإنما أتى ليناظر رسول الله من ناحية, وليبهره والمسلمين من ناحية أخرى؛ فعرض رسول الله عليهم الإسلام؛ ولكنهم رفضوا، وقالوا: كنا مسلمين قبلكم!. فقال رسول الله لهم: "يَمْنَعُكُمْ مِنَ الإِسْلاَمِ ثَلاَثٌ: عِبَادَتُكُمُ الصَّلِيبَ، وَأَكْلِكُمْ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ, وَزَعْمُكُمْ أَنَّ لِلِّهِ وَلَدًا"[3].
فهذه أمور ثلاثة حرفتموها في الإنجيل، ولم تُسْلِموا فيها لله رب العالمين, ولا يستقيم أن تُطْلِقوا على أنفسكم: "مسلمين". قبل أن تتركوا هذا الاعتقاد الفاسد.
وكثر الجدال بينهم وبين رسول الله , وكثر إلقاء الشبهات والردّ عليها, وكان مما قالوه: ما لك تشتم صاحبنا -يقصدون عيسى - وتقول: إنه عبد الله؟! فقال رسول الله : "أَجَلْ، إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءَ الْبَتُولِ"[4].
ولم يكن هذا انتقاصًا أبدًا من عيسى , بل العبودية لله تشريف، وهو رسول من أُولي العزم من الرسل, وهو كلمة الله ألقاها إلى مريم عليها السلام, والتي نُكَرِّمُهَا أيضًا ونُجِلُّهَا, وننفى عنها أي شبهة سوء, فنقول: إنها مريم العذراء البتول.
لكن وفد نجران لم يتنازلوا عن هذا الاعتقاد؛ فغضبوا من وصف عيسى بالبشرية والعبودية, وقالوا: هل رأيت إنسانًا قَطُّ من غير أب؟! فإن كنتَ صادقًا فأَرِنا مثله. فقال لهم رسول الله : "ما عندي شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركم بما يُقال في عيسى[5]".
فأصبح الغد، وقد أنزل الله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 59-61].
ولكن هذا الكلام المقنع لم يُعجب النصارى، ووصلت المحاورة إلى طريق مسدود؛ ومن ثَمَّ دعاهم رسول الله إلى المباهلة، ولكنهم رفضوا لعلمهم أنه نبي مرسل -كما أشرنا من قبل- فصالحَهم رسول الله على الجزية، بعدما تحمَّل كِبْرَهم وإعراضهم؛ رغم أنهم الذين جاءوا للصلح، وأنهم ليسوا أهل قوةٍ، ولو شاء الرسول أن يحاربهم لأرسل إليهم جيشًا كبيرًا؛ ولكن رسول الله يريد إرساء قواعد السلام بين المسلمين وسائر الأمم، القريب منها والبعيد.
فكتب رسول الله كتابًا لأهل نجران[6]: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلأسْقُف أَبِي الْحَارِثِ، وَأَسَاقِفَةِ نَجْرَانَ، وَكَهَنَتِهِمْ، وَرُهْبَانِهِمْ، وَكُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ، لا يُغَيَّرُ أُسقفٌ مِنْ أسقفَتِهِ، وَلا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلا كَاهِنٌ مِنْ كَهَانَتِهِ، وَلا يُغَيَّرُ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ، وَلا سُلْطَانهُمْ، وَلا مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ أَبَدًا مَا أَصْلَحُوا وَنَصَحُوا عَلَيْهِمْ غَيْر مُبْتَلَيْنَ بِظُلْمٍ وَلا ظَالِمِينَ"[7].
وفي هذا العهد من التسامح والإنصاف ما فيه، كما طلب وفد نجران من رسول الله أن يبعث معهم رجلاً أمينًا ليأخذ منهم الجزية, فقال رسول الله : "لأبْعَثَنَّ معكم رجلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٌ". فاستشرف لهذه المكانة أصحاب الرسول , فقال رسول الله : "قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ". فلما قام, قال رسول الله : "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ"[8]. وفي ذلك دلالة على أن رسول الله قد وضع المعاهدة موضع التنفيذ، وأنه لا يكتب المعاهدات لينقضها على عكس الكثيرين من الأمم القوية غير المسلمة، ولقد ظلَّ ذلك العهد قائمًا، لم ينقضه أحد، وظلَّت العلاقات طيبة بين أهل نجران والمدينة المنورة حتى وفاة الرسول .
معاهدة رسول الله نصارى جرباء وأذرح
كما عاهد رسول الله نصارى جرباء وأَذْرُح[9]؛ فقد جاء في كتاب رسول الله لهم: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لأَهْلِ أَذْرُح؛ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةُ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً، وَاللهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالنُّصْحِ وَالإِحْسَانِ لِلْمُسْلِمِينَ"[10].
إن رسول الله يتحمَّل هنا مسئوليات ضخمة في توفير الأمان لقبائل ضعيفة، قليلة العَدَد، هزيلة الغَنَاء عن المسلمين مقابل مبلغ زهيد لا يساوي شيئًا؛ وذلك من أَجْلِ ضمان السلام مع كل من يحيط بالمسلمين.
معاهدة رسول الله نصارى أيلة
أمَّا معاهدته مع نصارى أيْلة فجاءت بعد عفو رسول الله ومعاملته الكريمة لنصارى دومة الجندل؛ حيث قدم (يُحَنَّة بن رؤبة) ملك أَيْلة[11] وما حولها -وكان نصرانيًّا- على رسول الله وهو في تبوك، وهو ما رواه جابر : رأيت يُحَنَّة بن رؤبة يوم أتى النبيَّ وعليه صليب من ذهب وهو معقود الناصية، فلمَّا رأى النبيَّ كفَّر، وأومأ برأسه (أي: طأطأ رأسه خضوعًا ووضع يده على صدره)، فأومأ إليه النبي : "ارْفَعْ رَأْسَكَ". وصالحه يومئذٍ، وكساه بُردًا يمانيًّا[12].
ولعلَّ حسن استقبال النبي ليُحَنَّة ليؤكِّد على رغبته في إبرام الصلح بالشكل الذي يحفظ كرامة الآخر؛ فقد جاء الرجل مرتديًا صليبًا، فلم يعنفه رسول الله ، وليعلم -أيضًا- أن الصلح مع المسلمين الأقوياء المنتصرين على الروم ليس مذلَّةً، بل هو عهد صادق مع قوم أوفياء يحترمون الآخر.
وقد كان نصُّ الصلح: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللهِ، ومُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ لِيُحَنَّةَ بْنِ رُؤْبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ، سُفُنُهُمْ وَسَيَّارَتُهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَهْلِ الْبَحْرِ، فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْهُمْ حَدَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ.. وَإِنَّهُ طَيِّبٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ.. وَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ، وَلاَ طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ..."[13].
والملاحظ هنا أن رسول الله أعطى الأمان لسفنهم وسيارتهم في البر والبحر، والرسول والمسلمون هم خير من يوفي بعهده، والمعروف أن أيلة على ساحل البحر الأحمر، ولا بُدَّ أن أهلها أو جزءًا منهم على الأقل يعملون بالصيد، والمسلمون حتى هذا الوقت لم يستخدموا البحر إلاَّ في الهجرة إلى الحبشة؛ فالبحر لديهم مجهول، وهم ليسوا بارعين في الإبحار فيه، ومعنى هذا أن الرسول يُحَمِّل نفسه والمسلمين عبئًا خطيرًا ثقيلاً وهو حماية أهل أيلة في البحر، وهذا يقتضي استعداد الرسول لبناء أسطول بحري وتجهيزه متى حصل اعتداء على أهل أيلة، وفي ذلك من الجهد والإنفاق الضخم، والمخاطرة ما فيه. لقد تحمَّل رسول الله كل هذا العبء من أجل أن يعيش المسلمون مع من حولهم في أمان وسلام.
كما نلاحظ أن رسول الله تكفَّل بالسماح لهم بوُرُودِ كل ماءٍ تَعَوَّدُوا على وروده، وهذا يقتضي ليس فقط عدم منع المسلمين لهم بل محاربة أي عدو آخر يحاول منعهم عن مصادر المياه، وهذا جهد ضخم، وحِمْل جسيم يتحمَّله رسول الله والمسلمون من أجل إقرار السلام في هذه المنطقة مع قومٍ لا يؤمنون بالإسلام وبنبيه .<a ><a >
هكذا سادت روح المحبة والتقدير والتكريم من رسول الله للآخر، وهذه أبرز سمة اتَّسمت بها معاهداته مع النصارى.
د. راغب السرجاني
[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/357، وابن هشام: السيرة النبوية 3/112.
[2] ابن كثير: السيرة النبوية 4/106، 107، والسهيلي: الروض الأنف 5/5، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/289.
[3] ابن هشام: السيرة النبوية 3/114، وابن سيد الناس، عيون الأثر 1/348.
[4] الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/293، وجلال الدين السيوطي: الدر المنثور 2/228.
[5] ابن القيم: زاد المعاد 3/549.
[6] وَرَدَ بروايات مختلفة منها هذه الرواية.
[7] ابن كثير: السيرة النبوية 4/106، والبداية والنهاية 5/55، وابن القيم: زاد المعاد 3/549.
[8] البخاري: كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران (4119). ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل سيدنا أبي عبيدة بن الجراح (2419).
[9] الجرباء وأذرح: موضعان من أعمال عمان بالبلقاء من أرض الشام قرب جبال السراة من ناحية الحجاز، وبينهما ميل واحد. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/129، 2/118.
[10] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/290، وابن كثير: السيرة النبوية 4/30.
[11] أَيْلة: هي قرية أم الرشراش المصرية على ساحل البحر الأحمر، والتي يحتلها اليهود، وسمَّوها: إيلات.
[12] انظر: البيهقي: السنن الكبرى 9/185. وانظر أيضًا: الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 5/460.
[13] ابن هشام: السيرة النبوية 2/525، 526، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/258، وابن القيم: زاد المعاد 3/4
معاهدات الرسول مع النصارى
د. راغب السرجاني
28/04/2010 - 2:53pm
13
معاهدة رسول الله مع نصارى نجران
معاهدات رسول الله مع النصارىفي آخر سنتين في حياة رسول الله عقد عدَّة معاهدات مع النصارى؛ منها معاهدة رسول الله مع نصارى نجران, وقد أرسلوا وفدًا إلى رسول الله , مُكَوَّنًا من أربعة عشر رجلاً[1], وكان أمير الوفد رجلاً يُدْعَى العاقب, وكان هناك رجل آخر يتولَّى إدارة الرحلة، كانوا يلقِّبونه بالسيد, بينما كان هناك رجل ثالث مسئول عن الأمور الدينية، وهو أسقف الرحلة وحبرها، واسمه أبو الحارث، فكان هؤلاء الثلاثة على رأس الوفد, وهم الذين يتولَّوْن التفاوض[2].
وقد جاء وفد نصارى نجران في هيئة منظَّمة، وفي صورة منمَّقة لدرجة المبالغة؛ حيث لبسوا الثياب الحريرية, وتحلَّوْا بالخواتم الذهبية, وكان من الواضح أن الوفد لم يكن في نيته أن يُسْلِمَ, وإنما أتى ليناظر رسول الله من ناحية, وليبهره والمسلمين من ناحية أخرى؛ فعرض رسول الله عليهم الإسلام؛ ولكنهم رفضوا، وقالوا: كنا مسلمين قبلكم!. فقال رسول الله لهم: "يَمْنَعُكُمْ مِنَ الإِسْلاَمِ ثَلاَثٌ: عِبَادَتُكُمُ الصَّلِيبَ، وَأَكْلِكُمْ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ, وَزَعْمُكُمْ أَنَّ لِلِّهِ وَلَدًا"[3].
فهذه أمور ثلاثة حرفتموها في الإنجيل، ولم تُسْلِموا فيها لله رب العالمين, ولا يستقيم أن تُطْلِقوا على أنفسكم: "مسلمين". قبل أن تتركوا هذا الاعتقاد الفاسد.
وكثر الجدال بينهم وبين رسول الله , وكثر إلقاء الشبهات والردّ عليها, وكان مما قالوه: ما لك تشتم صاحبنا -يقصدون عيسى - وتقول: إنه عبد الله؟! فقال رسول الله : "أَجَلْ، إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءَ الْبَتُولِ"[4].
ولم يكن هذا انتقاصًا أبدًا من عيسى , بل العبودية لله تشريف، وهو رسول من أُولي العزم من الرسل, وهو كلمة الله ألقاها إلى مريم عليها السلام, والتي نُكَرِّمُهَا أيضًا ونُجِلُّهَا, وننفى عنها أي شبهة سوء, فنقول: إنها مريم العذراء البتول.
لكن وفد نجران لم يتنازلوا عن هذا الاعتقاد؛ فغضبوا من وصف عيسى بالبشرية والعبودية, وقالوا: هل رأيت إنسانًا قَطُّ من غير أب؟! فإن كنتَ صادقًا فأَرِنا مثله. فقال لهم رسول الله : "ما عندي شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركم بما يُقال في عيسى[5]".
فأصبح الغد، وقد أنزل الله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 59-61].
ولكن هذا الكلام المقنع لم يُعجب النصارى، ووصلت المحاورة إلى طريق مسدود؛ ومن ثَمَّ دعاهم رسول الله إلى المباهلة، ولكنهم رفضوا لعلمهم أنه نبي مرسل -كما أشرنا من قبل- فصالحَهم رسول الله على الجزية، بعدما تحمَّل كِبْرَهم وإعراضهم؛ رغم أنهم الذين جاءوا للصلح، وأنهم ليسوا أهل قوةٍ، ولو شاء الرسول أن يحاربهم لأرسل إليهم جيشًا كبيرًا؛ ولكن رسول الله يريد إرساء قواعد السلام بين المسلمين وسائر الأمم، القريب منها والبعيد.
فكتب رسول الله كتابًا لأهل نجران[6]: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لِلأسْقُف أَبِي الْحَارِثِ، وَأَسَاقِفَةِ نَجْرَانَ، وَكَهَنَتِهِمْ، وَرُهْبَانِهِمْ، وَكُلِّ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ، لا يُغَيَّرُ أُسقفٌ مِنْ أسقفَتِهِ، وَلا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلا كَاهِنٌ مِنْ كَهَانَتِهِ، وَلا يُغَيَّرُ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ، وَلا سُلْطَانهُمْ، وَلا مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، جِوَارُ اللهِ وَرَسُولِهِ أَبَدًا مَا أَصْلَحُوا وَنَصَحُوا عَلَيْهِمْ غَيْر مُبْتَلَيْنَ بِظُلْمٍ وَلا ظَالِمِينَ"[7].
وفي هذا العهد من التسامح والإنصاف ما فيه، كما طلب وفد نجران من رسول الله أن يبعث معهم رجلاً أمينًا ليأخذ منهم الجزية, فقال رسول الله : "لأبْعَثَنَّ معكم رجلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٌ". فاستشرف لهذه المكانة أصحاب الرسول , فقال رسول الله : "قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ". فلما قام, قال رسول الله : "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ"[8]. وفي ذلك دلالة على أن رسول الله قد وضع المعاهدة موضع التنفيذ، وأنه لا يكتب المعاهدات لينقضها على عكس الكثيرين من الأمم القوية غير المسلمة، ولقد ظلَّ ذلك العهد قائمًا، لم ينقضه أحد، وظلَّت العلاقات طيبة بين أهل نجران والمدينة المنورة حتى وفاة الرسول .
معاهدة رسول الله نصارى جرباء وأذرح
كما عاهد رسول الله نصارى جرباء وأَذْرُح[9]؛ فقد جاء في كتاب رسول الله لهم: "هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ لأَهْلِ أَذْرُح؛ أَنَّهُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَمُحَمَّدٍ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مِائَةُ دِينَارٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ وَافِيَةً طَيِّبَةً، وَاللهُ كَفِيلٌ عَلَيْهِمْ بِالنُّصْحِ وَالإِحْسَانِ لِلْمُسْلِمِينَ"[10].
إن رسول الله يتحمَّل هنا مسئوليات ضخمة في توفير الأمان لقبائل ضعيفة، قليلة العَدَد، هزيلة الغَنَاء عن المسلمين مقابل مبلغ زهيد لا يساوي شيئًا؛ وذلك من أَجْلِ ضمان السلام مع كل من يحيط بالمسلمين.
معاهدة رسول الله نصارى أيلة
أمَّا معاهدته مع نصارى أيْلة فجاءت بعد عفو رسول الله ومعاملته الكريمة لنصارى دومة الجندل؛ حيث قدم (يُحَنَّة بن رؤبة) ملك أَيْلة[11] وما حولها -وكان نصرانيًّا- على رسول الله وهو في تبوك، وهو ما رواه جابر : رأيت يُحَنَّة بن رؤبة يوم أتى النبيَّ وعليه صليب من ذهب وهو معقود الناصية، فلمَّا رأى النبيَّ كفَّر، وأومأ برأسه (أي: طأطأ رأسه خضوعًا ووضع يده على صدره)، فأومأ إليه النبي : "ارْفَعْ رَأْسَكَ". وصالحه يومئذٍ، وكساه بُردًا يمانيًّا[12].
ولعلَّ حسن استقبال النبي ليُحَنَّة ليؤكِّد على رغبته في إبرام الصلح بالشكل الذي يحفظ كرامة الآخر؛ فقد جاء الرجل مرتديًا صليبًا، فلم يعنفه رسول الله ، وليعلم -أيضًا- أن الصلح مع المسلمين الأقوياء المنتصرين على الروم ليس مذلَّةً، بل هو عهد صادق مع قوم أوفياء يحترمون الآخر.
وقد كان نصُّ الصلح: "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللهِ، ومُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ لِيُحَنَّةَ بْنِ رُؤْبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ، سُفُنُهُمْ وَسَيَّارَتُهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ لَهُمْ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ، وَأَهْلِ الْبَحْرِ، فَمَنْ أَحْدَثَ مِنْهُمْ حَدَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَحُولُ مَالُهُ دُونَ نَفْسِهِ.. وَإِنَّهُ طَيِّبٌ لِمَنْ أَخَذَهُ مِنَ النَّاسِ.. وَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ أَنْ يُمْنَعُوا مَاءً يَرِدُونَهُ، وَلاَ طَرِيقًا يُرِيدُونَهُ مِنْ بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ..."[13].
والملاحظ هنا أن رسول الله أعطى الأمان لسفنهم وسيارتهم في البر والبحر، والرسول والمسلمون هم خير من يوفي بعهده، والمعروف أن أيلة على ساحل البحر الأحمر، ولا بُدَّ أن أهلها أو جزءًا منهم على الأقل يعملون بالصيد، والمسلمون حتى هذا الوقت لم يستخدموا البحر إلاَّ في الهجرة إلى الحبشة؛ فالبحر لديهم مجهول، وهم ليسوا بارعين في الإبحار فيه، ومعنى هذا أن الرسول يُحَمِّل نفسه والمسلمين عبئًا خطيرًا ثقيلاً وهو حماية أهل أيلة في البحر، وهذا يقتضي استعداد الرسول لبناء أسطول بحري وتجهيزه متى حصل اعتداء على أهل أيلة، وفي ذلك من الجهد والإنفاق الضخم، والمخاطرة ما فيه. لقد تحمَّل رسول الله كل هذا العبء من أجل أن يعيش المسلمون مع من حولهم في أمان وسلام.
كما نلاحظ أن رسول الله تكفَّل بالسماح لهم بوُرُودِ كل ماءٍ تَعَوَّدُوا على وروده، وهذا يقتضي ليس فقط عدم منع المسلمين لهم بل محاربة أي عدو آخر يحاول منعهم عن مصادر المياه، وهذا جهد ضخم، وحِمْل جسيم يتحمَّله رسول الله والمسلمون من أجل إقرار السلام في هذه المنطقة مع قومٍ لا يؤمنون بالإسلام وبنبيه .<a ><a >
هكذا سادت روح المحبة والتقدير والتكريم من رسول الله للآخر، وهذه أبرز سمة اتَّسمت بها معاهداته مع النصارى.
د. راغب السرجاني
[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/357، وابن هشام: السيرة النبوية 3/112.
[2] ابن كثير: السيرة النبوية 4/106، 107، والسهيلي: الروض الأنف 5/5، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/289.
[3] ابن هشام: السيرة النبوية 3/114، وابن سيد الناس، عيون الأثر 1/348.
[4] الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/293، وجلال الدين السيوطي: الدر المنثور 2/228.
[5] ابن القيم: زاد المعاد 3/549.
[6] وَرَدَ بروايات مختلفة منها هذه الرواية.
[7] ابن كثير: السيرة النبوية 4/106، والبداية والنهاية 5/55، وابن القيم: زاد المعاد 3/549.
[8] البخاري: كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران (4119). ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل سيدنا أبي عبيدة بن الجراح (2419).
[9] الجرباء وأذرح: موضعان من أعمال عمان بالبلقاء من أرض الشام قرب جبال السراة من ناحية الحجاز، وبينهما ميل واحد. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/129، 2/118.
[10] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/290، وابن كثير: السيرة النبوية 4/30.
[11] أَيْلة: هي قرية أم الرشراش المصرية على ساحل البحر الأحمر، والتي يحتلها اليهود، وسمَّوها: إيلات.
[12] انظر: البيهقي: السنن الكبرى 9/185. وانظر أيضًا: الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 5/460.
[13] ابن هشام: السيرة النبوية 2/525، 526، وابن سيد الناس: عيون الأثر 2/258، وابن القيم: زاد المعاد 3/4
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
معاهدات الرسول مع المشركين
د. راغب السرجاني
28/04/2010 - 2:53pm
5
معاهدات رسول الله مع القبائل حول المدينة
معاهدات رسول الله مع المشركينعقد رسول الله عدَّة معاهدات مع المشركين؛ سواء منهم من كان حول المدينة أو في مكة ذاتها، أما القبائل حول المدينة فمنها على سبيل المثال المعاهدة التي عقدها رسول الله مع بني ضمرة[1]، وكان على رأسهم آنذاك مخشي بن عمرو الضمري، وفيها -كما تقول الرواية[2]- وادعهم[3] رسول لله ، وكانت هذه الموادعة في صفر سنة (2هـ)[4]، أي بعد أقل من عام من هجرة رسول الله ؛ ممَّا يُوَضِّح وجود هذا الفكر التعايشي من بداية نشأة الدولة الإسلامية، وكذلك وادع رسول الله بني مدلج، والذين يعيشون في منطقة ينبع، وذلك في جمادى الأولى من السنة الثانية من الهجرة[5]، وفعل نفس الشيء أيضًا مع قبائل جهينة، وهي قبائل كبيرة تسكن في الشمال الغربي للمدينة المنورة[6].
لقد حاول رسول الله أن يعيش هو والمسلمون في جوٍّ هادئ مسالم مع من يجاورونهم من القبائل والبطون، ولم يَسْعَ لقتال قط، بل كان دائمًا مؤْثِرًا السلم على الحرب، والوفاق على الشقاق.
صلح الحديبية
كما عاهد رسول الله قريشًا في الحديبية (أواخر العام السادس من الهجرة)[7]، رغم معانات رسول الله منهم تسعة عشر عامًا كاملة سبقت هذا الصلح، حيث تعرض رسول الله وأصحابه للاضطهاد والتعذيب، ولكن رسول الله كان حريصًا على إتمام هذه المعاهدة؛ مما يدل على مدى سماحته مع أعدائه وحبِّه للسلام.
إنه مع كل هذه المعاناة التي شاهدها رسول الله نجده يفَكِّرُ في الذهاب إلى عقر دار المشركين في سكينة وسلام؛ ليؤدِّي مناسك العمرة التي أُرِيَهَا في الرؤيا، ثم يعود إلى المدينة المنورة دون قتال ولا نِزَالٍ.
هذا ما فَكَّرَ فيه حقيقةً، وطبَّقه على أرض الواقع بكل وسيلة ممكنة، فخرج رسول الله من المدينة على رأس ألف وأربعمائة[8] من الصحابة الكرام ، ولم يَخرُج بكل طاقة المدينة المنورة، والتي كانت تزيد على ثلاثة آلاف يوم الأحزاب، ثم إنه لم يخرج إلاَّ بسيف المسافر فقط، وساق أمامه الهَدْيَ[9] الكثير؛ ليُثبت للجميع أنه ما ذهب إلاَّ للعمرة، وعند ذي الحليفة[10] أحرم، وأحرم معه كل الصحابة، وانطلقوا في التلبية طوال الطريق[11].
وأرسل رسول الله بشر بن سفيان الخزاعي[12] ليستكشف الطريق، وليعرف هل ستتفهم قريش موقف المسلمين السلمي، ورغبتهم الشرعية والطبيعية في زيارة البيت الحرام، أم أنها ستتكبر وتطغى، ولكنه عاد إلى رسول الله قائلاً: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، خرجت على العوذ المطافيل[13]، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عَنْوَةً أبدًا، وهذا خالد بن الوليد[14] في خيلهم قدموا إلى "كُرَاع الغميم[15]"، لكن رسول الله لم يُسْتَفَزَّ بذلك، إنما قال في هدوء: "يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ! لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ؛ فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الإِسْلامِ وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ"[16].
ومع كل هذه الرغبة القرشية في الحرب واستمرار العداء إلاَّ أن الرسول لم تغب عنه الرؤية السلمية، لقد اكتشف مكان خالد بن الوليد، ومِنَّ ثم أشار على المسلمين باتخاذ طريق آخر وعر أشار عليه به رجل من أسلم[17]، وبذلك تجنَّبَ -ولو مؤقَّتًا- الصدام مع المشركين، ولم يكن هذا من خوف ألَمَّ برسول الله ؛ إنما كان ذلك ليتفادى الحرب قدر استطاعته[18].
ووصل رسول الله بالمعتمرين إلى الحديبية، وأسرع خالد بن الوليد بفرقته إلى أهل مكة ليحذِّرهم، وعند الحديبية حدث أمر عجيب؛ لقد وقفت ناقة رسول الله ، وامتنعت عن السير، فحاول الناس زجرها بقولهم: حَلْ حَلْ[19]. إلاَّ أنها أصرَّت على الوقوف، فقال الناس: خلأت القصواء[20]. فقال رسول الله : "مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ". ثم قال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا"[21].
لقد أعلن رسول الله نهجه السلمي، فأقسم أنه سيقبل بأي خطة تحفظ البلد الحرام، وتحفظ الدماء، وتحفظ الأعراض، حتى لو كان فيها شيء من التنازل؛ فبعثت قريش الرسل إلى رسول الله تترى، وهدفهم جميعًا هو التخويف والإرهاب، ومحاولة الصدِّ عن البيت الحرام دون قيد أو شرط، لكن رسول الله أعلن لبديل بن ورقاء الخزاعي[22] -وهو أول الرسل الذين جاءوه من قريش- أنه يريد الصلح والمعاهدة، فقال رسول الله له: "إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا[23]، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ"[24].
ثم توالت الرسل، فقال لهم رسول الله مثلما قال لبديل، ثم قرَّر أن يُرسل رسولاً إلى قريش؛ لعرض وجهة النظر الإسلامية، فاختار رسول الله عثمان بن عفان ليكون سفيرًا للمسلمين إلى داخل مكة، وبالفعل دخل عثمان إلى البلد الحرام، ودارت بينه وبينهم مفاوضات، ولكن هذه المفاوضات طالت دون نتيجة حتى مرَّت عدَّة أيام، وأُشيع أن عثمان قد قُتِل، وقَتْل السفراء إعلان حرب رسمي، وهنا اضْطُرَّ رسول الله اضطرارًا إلى القيام ببيعة الرضوان؛ حيث بايع الصحابة على عدم الفرار[25]، ومِنْ ثَمَّ أصبح القتال وشيكًا جدًّا، لولا أن عثمان ظهر في هذه اللحظة، وثبت أن الأمر كان مجرَّد إشاعة، فهدأت النفوس واستراحت، ثم ظهر رسول جديد من قِبَل قريش هو سهيل بن عمرو[26].
ورغم ذلك أصرَّ رسول الله على الصلح بكل طريقة، إلاَّ أن قريشًا تأبى، ولكنها في النهاية بدأت تتراجع، وكانت بداية هذا التراجع هو إرسال سهيل بن عمرو، وهو مشهور بالدبلوماسية والقدرة على التحاور، وليس حادًّا في طباعه كبعض الزعماء الآخرين، حتى إن رسول الله عندما رآه قال: "قَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ"[27]. وبالفعل.. وكما توقَّع ، فقد أراد سهيل أن يُتم الصلح بين قريش والمسلمين، ولكنه أظهر في أثناء الصلح تشدُّدًا وتعنُّتًا، بينما ظهرت في بنود الصلح وطريقة كتابته مرونة الرسول ورغبته الأكيدة في الصلح.
فعندما دعا رسول الله الكاتب، فقال النبي : "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". قال سهيل: أمَّا الرحمن فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلاَّ: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي : "اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ". ثمَّ قال: "هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ". فقال سهيلٌ: والله! لو كنَّا نعلم أنَّك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله. فقال النبي : "وَاللَّهِ! إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ". (قال الزُّهريُّ: وذلك لقوله : لا يسألوني خُطَّةً يعظِّمون فيها حرمات الله إلاَّ أعطيتهم إيَّاها.) فقال له النبي : "عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَطُوفَ بِهِ".
فقال سهيل: والله لا تتحدَّث العرب أنَّا أخذنا ضغطةً، ولكن ذلك من العام المقبل. فكتب، فقال سهيل: وعلى أنَّه لا يأتيك منَّا رجلٌ وإن كان على دينك إلاَّ رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان اللَّه! كيف يُرَدُّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف[28] في قيوده، وقد خرج من أسفل مكَّة حتَّى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمَّد أوَّل ما أقاضيك عليه أن تردَّه إليَّ. فقال النبي : "إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ". قال: فواللَّه إذًا لم أصالحك على شيءٍ أبدًا. قال النبي : "فَأَجِزْهُ لِي". قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: "بَلَى فَافْعَلْ". قال: ما أنا بفاعلٍ. قال أبو جندلٍ: أي معشر المسلمين، أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟! ألا ترون ما قد لقيتُ؟! وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في الله"[29].
فرسول الله -كما رأينا- يتنازل عن كتابة البسملة كاملة في أول العهد، ويتنازل عن كتابة وصف نفسه بالرسالة، ويَقْبَلُ أن يعود من هذا العام فلا يطوف بالبيت، ويقبل أن يَرُدَّ من جاءه مسلمًا من أهل مكة إذا طلب أولياؤه ذلك؛ بل ويتفاقم الأمر جدًّا عندما يأتي أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وهو في حالة شديدة من الإعياء والإجهاد والمعاناة يطلب النصرة من المسلمين، فيطلبه رسول الله من سهيل بن عمرو -وهو أبو أبي جندل- فيرفض سهيل، ويُعَلِّقُ نجاح المفاوضات بكاملها على أخذه لهذا الفتى المسلم المعذَّب، وأمام مخاطر فشل المعاهدة يوافق رسول الله ، من أَجْلِ أن يتمَّ الصلح برغم كل ما نراه من أزمات ومعوقات، وبرغم اعتراض كثير من الصحابة، وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب ، ويتحقَّق ما يريده رسول الله ، وتُوَقَّع المعاهدة من نسختين يحتفظ كل من الطرفين بنسخة عنده.
الجانب العملي في معاهدات الرسول
ثم إن أروع ما في معاهدات رسول الله هو الجانب العملي التطبيقي الذي تلا كتابة هذه المعاهدات؛ حيث رفض النبي استقبال أبي بصير[30] -وهو رجل من قريش دخل في الإسلام- بعدما فرَّ بدينه من مكة، ولكن قريشًا أرسلوا رجلين في طلبه، فقالا لرسول الله : العهد الذي جَعَلْتَ لنا. فدفعه إلى الرجلين.
فمن وفاء رسول الله أنه يردُّ مسلمًا جاءه إلى المدينة المنورة، والمدينة أحوج ما تكون إلى الرجال والجند، والرجل مسلمٌ قد يُفْتَنُ في دينه ويُعَذَّب، ومع ذلك يردُّهُ؛ لأن بنود المعاهدة نصَّت على ذلك، وليس له إلا الوفاء، وقد تعجَّب أبو بصير نفسه من ردِّ فعل الرسول ، فقال متسائلاً: يا رسول الله، أتردُّني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟! قال : "يَا أَبَا بَصِيرٍ، انْطَلِقْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيَجْعَلُ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخرَجًا"[31].
وبالفعل استطاع أبو بصير أن يعسكر بمنطقة سِيف البحر[32]، وبدأ يقطع الطريق على قوافل قريش، وقريش لا تستطيع أن تفعل له شيئًا، ولا تستطيع أن تلوم رسول الله ؛ لأنه ليس تحت سيطرته، وسمع بمكانه مسلمون آخرون في مكة، فقرَّروا أن يلتحقوا به؛ ليكونوا له عونًا على قطع الطريق على قوافل مكة، فلحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو، ولحق به سبعون آخرون من المسلمين الذين لا يستطيعون اللحاق بالمدينة لشروط المعاهدة، ولا يستطيعون البقاء في مكة لتعذيب الكفار لهم، وازدادت حدَّة الصدام بشدَّة بين هذه المجموعة المسلمة وبين قوافل قريش، حتى اضطُرَّت قريش أخيرًا إلى أن تذهب إلى رسول الله ، وترجوه أن يُلْحِقَ هؤلاء به[33]؛ ولأن الرسول يريد حقيقةً أن يتعايش في سلام مع مَنْ حوله من المشركين فإنه قَبِل بذلك، وضمَّهم إليه، ولو شاء لتركهم يُنَغِّصون على قريش حياتها، ويُضعفون قوتها، ويستنْزِفون ثرواتها، ولكنه كان يتعامل مع قريش في صفاء نفس لا يدركه إلاَّ مَنْ عرف رسول الله .
هكذا كانت معاهدات رسول الله مع غير المسلمين معاهدات قائمة على الوفاء والعدل وحب السلم، فما أحوج العالم اليوم أن يتعلَّم مثل هذه القيم!
د. راغب السرجاني
[1] قبيلة بني ضمرة: من القبائل العربية من بطون عدنان، والتي تسكن في منطقة ودان غرب المدينة المنورة.
[2] ابن هشام: السيرة النبوية 3/135.
[3] الموادعة: المصالَحَةُ والمُمايَلةُ. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة ودع 3/439، والزبيدي: تاج العروس باب العين فصل الواو مع العين 1/2366، والرازي: مختار الصحاح 1/740.
[4] ابن حبان: السيرة النبوية 1/151، وابن هشام: السيرة النبوية 3/135.
[5] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 3/143.
[6] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/272.
[7] ابن هشام: السيرة النبوية 4/275.
[8] مسلم عن جابر: كتاب الإمارة، باب استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (1856).
[9] الهدي: ما تهدى إلى الحرم من النعم وغيرها، انظر: محمد بن أبي الفتح الحنبلي: المطلع 1/204
[10] ذُو الْحُلَيْفَةِ: موضع على مقدار ستة أَميال من المدينة مما يلي مكة، وهو ميقات للمدينة والشام، كان منزل رسول الله إذا خرج من المدينة لحج أو عمرة. انظر: أبو عبيد البكري: معجم ما استعجم 1/464، وياقوت الحموي: معجم البلدان 2/295، والفيومي: المصباح المنير: ص 146.
[11] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/95.
[12] بشر بن سفيان الخزاعي: هو الذي بعثه النبي إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو وبديل بن أم أصرم، وبعثه رسول الله على صدقات بني كعب من خزاعة، وكان عين النبي في الحديبية. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة 1/226.
[13] العوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعُوذُ: في الأَصل جمع عائذ، وفي الحديث: سارت قريش بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها والعُوذ: الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثًا. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة عوذ 3/498.
[14] وكان آنذاك مشركًا.
[15] كُراعُ الغَمِيم: موضع معروف بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، والغميم وادٍ، والكُرَاعُ جبل. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة كرع 8/306، البكري: معجم ما استعجم 3/956.
[16] أحمد عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم (18930) وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
[17] ابن هشام: السيرة النبوية 4/276.
[18] محمود شيت خطاب: الرسول القائد، ص186، 187.
[19] حل حل: كلمة تُقال عند زجر الدابة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حلل 11/163.
[20] خلأت: أي امتنعت عن المشي، والقصواء هي ناقة رسول الله .
[21] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872)، والطبراني: المعجم الكبير (13)، وعبد الرزاق في مصنفه 5/332.
[22] بديل بن ورقاء الخزاعي، أسلم يوم فتح مكة، وذكر ابن إسحاق أن قريشًا يوم فتح مكة لجئوا إلى داره ودار مولاه رافع، وشهد بديل وابنه عبد الله حنينًا والطائف وتبوك، وكان بديل من كبار مسلمة الفتح، وقيل: أسلم قبل الفتح. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/235، وابن الأثير: أسد الغابة 1/236، وابن حجر العسقلاني: الإصابة ترجمة رقم (611).
[23] جَمُّوا: استراحوا من جهد الحرب. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/99.
[24] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872)، والطبراني في الكبير (13)، والبيهقي في سننه الكبرى (18587).
[25] مسلم: كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (1856-1858)، ورواه الترمذي (1591)، والنسائي في السنن (4158)، وأحمد في المسند (14865)، وابن حبان (4551)، والحديث عن جابر بن عبد الله، ورواه أيضًا معقل بن يسار.
[26] سهيل بن عمرو بن لؤي بن غالب: هو خطيب قريش ومن أشرافها في الجاهلية، أُسِرَ يوم بدر كافرًا، فقال عمر: "يا رسول الله، انزع ثنيته فلا يقوم عليك خطيبًا أبدًا". فقال : "دَعْهُ؛ فَعَسَى أَنْ يَقُومَ مقَامًا تَحْمَدُهُ". وعندما ارتدت بعض الأعراب قام خطيبًا -وكان قد أسلم- فقال: "والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها". انظر: ابن حجر: الإصابة (3569)، وابن الأثير: أسد الغابة 2/346.
[27] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872).
[28] يرسف في قيوده: الرسف هو مشي المقيد. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/123.
[29] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية (1784).
[30] هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي: مشهور بكنيته، هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله فطلبته قريش ليرده الرسول إليهم، ولما علم أن الرسول سيرده خرج إلى سيف البحر، واجتمع إليه كل مَن فرَّ مِن المشركين. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/145، وابن الأثير: أسد الغابة 3/454، وابن حجر العسقلاني: الإصابة، الترجمة (5398).
[31] ابن هشام: السيرة النبوية 4/291.
[32] سِيف البحر: أي ساحله، وهذا المكان عينه ابن إسحاق فقال: حتى نزل العِيص. قال: وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام. وقال ابن حجر: وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل. انظر: فتح الباري 8/283.
[33] الحديث السابق.
د. راغب السرجاني
28/04/2010 - 2:53pm
5
معاهدات رسول الله مع القبائل حول المدينة
معاهدات رسول الله مع المشركينعقد رسول الله عدَّة معاهدات مع المشركين؛ سواء منهم من كان حول المدينة أو في مكة ذاتها، أما القبائل حول المدينة فمنها على سبيل المثال المعاهدة التي عقدها رسول الله مع بني ضمرة[1]، وكان على رأسهم آنذاك مخشي بن عمرو الضمري، وفيها -كما تقول الرواية[2]- وادعهم[3] رسول لله ، وكانت هذه الموادعة في صفر سنة (2هـ)[4]، أي بعد أقل من عام من هجرة رسول الله ؛ ممَّا يُوَضِّح وجود هذا الفكر التعايشي من بداية نشأة الدولة الإسلامية، وكذلك وادع رسول الله بني مدلج، والذين يعيشون في منطقة ينبع، وذلك في جمادى الأولى من السنة الثانية من الهجرة[5]، وفعل نفس الشيء أيضًا مع قبائل جهينة، وهي قبائل كبيرة تسكن في الشمال الغربي للمدينة المنورة[6].
لقد حاول رسول الله أن يعيش هو والمسلمون في جوٍّ هادئ مسالم مع من يجاورونهم من القبائل والبطون، ولم يَسْعَ لقتال قط، بل كان دائمًا مؤْثِرًا السلم على الحرب، والوفاق على الشقاق.
صلح الحديبية
كما عاهد رسول الله قريشًا في الحديبية (أواخر العام السادس من الهجرة)[7]، رغم معانات رسول الله منهم تسعة عشر عامًا كاملة سبقت هذا الصلح، حيث تعرض رسول الله وأصحابه للاضطهاد والتعذيب، ولكن رسول الله كان حريصًا على إتمام هذه المعاهدة؛ مما يدل على مدى سماحته مع أعدائه وحبِّه للسلام.
إنه مع كل هذه المعاناة التي شاهدها رسول الله نجده يفَكِّرُ في الذهاب إلى عقر دار المشركين في سكينة وسلام؛ ليؤدِّي مناسك العمرة التي أُرِيَهَا في الرؤيا، ثم يعود إلى المدينة المنورة دون قتال ولا نِزَالٍ.
هذا ما فَكَّرَ فيه حقيقةً، وطبَّقه على أرض الواقع بكل وسيلة ممكنة، فخرج رسول الله من المدينة على رأس ألف وأربعمائة[8] من الصحابة الكرام ، ولم يَخرُج بكل طاقة المدينة المنورة، والتي كانت تزيد على ثلاثة آلاف يوم الأحزاب، ثم إنه لم يخرج إلاَّ بسيف المسافر فقط، وساق أمامه الهَدْيَ[9] الكثير؛ ليُثبت للجميع أنه ما ذهب إلاَّ للعمرة، وعند ذي الحليفة[10] أحرم، وأحرم معه كل الصحابة، وانطلقوا في التلبية طوال الطريق[11].
وأرسل رسول الله بشر بن سفيان الخزاعي[12] ليستكشف الطريق، وليعرف هل ستتفهم قريش موقف المسلمين السلمي، ورغبتهم الشرعية والطبيعية في زيارة البيت الحرام، أم أنها ستتكبر وتطغى، ولكنه عاد إلى رسول الله قائلاً: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، خرجت على العوذ المطافيل[13]، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عَنْوَةً أبدًا، وهذا خالد بن الوليد[14] في خيلهم قدموا إلى "كُرَاع الغميم[15]"، لكن رسول الله لم يُسْتَفَزَّ بذلك، إنما قال في هدوء: "يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ! لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ؛ فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الإِسْلامِ وَهُمْ وَافِرُونَ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ"[16].
ومع كل هذه الرغبة القرشية في الحرب واستمرار العداء إلاَّ أن الرسول لم تغب عنه الرؤية السلمية، لقد اكتشف مكان خالد بن الوليد، ومِنَّ ثم أشار على المسلمين باتخاذ طريق آخر وعر أشار عليه به رجل من أسلم[17]، وبذلك تجنَّبَ -ولو مؤقَّتًا- الصدام مع المشركين، ولم يكن هذا من خوف ألَمَّ برسول الله ؛ إنما كان ذلك ليتفادى الحرب قدر استطاعته[18].
ووصل رسول الله بالمعتمرين إلى الحديبية، وأسرع خالد بن الوليد بفرقته إلى أهل مكة ليحذِّرهم، وعند الحديبية حدث أمر عجيب؛ لقد وقفت ناقة رسول الله ، وامتنعت عن السير، فحاول الناس زجرها بقولهم: حَلْ حَلْ[19]. إلاَّ أنها أصرَّت على الوقوف، فقال الناس: خلأت القصواء[20]. فقال رسول الله : "مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ". ثم قال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا"[21].
لقد أعلن رسول الله نهجه السلمي، فأقسم أنه سيقبل بأي خطة تحفظ البلد الحرام، وتحفظ الدماء، وتحفظ الأعراض، حتى لو كان فيها شيء من التنازل؛ فبعثت قريش الرسل إلى رسول الله تترى، وهدفهم جميعًا هو التخويف والإرهاب، ومحاولة الصدِّ عن البيت الحرام دون قيد أو شرط، لكن رسول الله أعلن لبديل بن ورقاء الخزاعي[22] -وهو أول الرسل الذين جاءوه من قريش- أنه يريد الصلح والمعاهدة، فقال رسول الله له: "إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا[23]، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ"[24].
ثم توالت الرسل، فقال لهم رسول الله مثلما قال لبديل، ثم قرَّر أن يُرسل رسولاً إلى قريش؛ لعرض وجهة النظر الإسلامية، فاختار رسول الله عثمان بن عفان ليكون سفيرًا للمسلمين إلى داخل مكة، وبالفعل دخل عثمان إلى البلد الحرام، ودارت بينه وبينهم مفاوضات، ولكن هذه المفاوضات طالت دون نتيجة حتى مرَّت عدَّة أيام، وأُشيع أن عثمان قد قُتِل، وقَتْل السفراء إعلان حرب رسمي، وهنا اضْطُرَّ رسول الله اضطرارًا إلى القيام ببيعة الرضوان؛ حيث بايع الصحابة على عدم الفرار[25]، ومِنْ ثَمَّ أصبح القتال وشيكًا جدًّا، لولا أن عثمان ظهر في هذه اللحظة، وثبت أن الأمر كان مجرَّد إشاعة، فهدأت النفوس واستراحت، ثم ظهر رسول جديد من قِبَل قريش هو سهيل بن عمرو[26].
ورغم ذلك أصرَّ رسول الله على الصلح بكل طريقة، إلاَّ أن قريشًا تأبى، ولكنها في النهاية بدأت تتراجع، وكانت بداية هذا التراجع هو إرسال سهيل بن عمرو، وهو مشهور بالدبلوماسية والقدرة على التحاور، وليس حادًّا في طباعه كبعض الزعماء الآخرين، حتى إن رسول الله عندما رآه قال: "قَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ"[27]. وبالفعل.. وكما توقَّع ، فقد أراد سهيل أن يُتم الصلح بين قريش والمسلمين، ولكنه أظهر في أثناء الصلح تشدُّدًا وتعنُّتًا، بينما ظهرت في بنود الصلح وطريقة كتابته مرونة الرسول ورغبته الأكيدة في الصلح.
فعندما دعا رسول الله الكاتب، فقال النبي : "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ". قال سهيل: أمَّا الرحمن فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلاَّ: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي : "اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ". ثمَّ قال: "هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ". فقال سهيلٌ: والله! لو كنَّا نعلم أنَّك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله. فقال النبي : "وَاللَّهِ! إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ". (قال الزُّهريُّ: وذلك لقوله : لا يسألوني خُطَّةً يعظِّمون فيها حرمات الله إلاَّ أعطيتهم إيَّاها.) فقال له النبي : "عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَطُوفَ بِهِ".
فقال سهيل: والله لا تتحدَّث العرب أنَّا أخذنا ضغطةً، ولكن ذلك من العام المقبل. فكتب، فقال سهيل: وعلى أنَّه لا يأتيك منَّا رجلٌ وإن كان على دينك إلاَّ رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان اللَّه! كيف يُرَدُّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف[28] في قيوده، وقد خرج من أسفل مكَّة حتَّى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمَّد أوَّل ما أقاضيك عليه أن تردَّه إليَّ. فقال النبي : "إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ". قال: فواللَّه إذًا لم أصالحك على شيءٍ أبدًا. قال النبي : "فَأَجِزْهُ لِي". قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: "بَلَى فَافْعَلْ". قال: ما أنا بفاعلٍ. قال أبو جندلٍ: أي معشر المسلمين، أُرَدُّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا؟! ألا ترون ما قد لقيتُ؟! وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في الله"[29].
فرسول الله -كما رأينا- يتنازل عن كتابة البسملة كاملة في أول العهد، ويتنازل عن كتابة وصف نفسه بالرسالة، ويَقْبَلُ أن يعود من هذا العام فلا يطوف بالبيت، ويقبل أن يَرُدَّ من جاءه مسلمًا من أهل مكة إذا طلب أولياؤه ذلك؛ بل ويتفاقم الأمر جدًّا عندما يأتي أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وهو في حالة شديدة من الإعياء والإجهاد والمعاناة يطلب النصرة من المسلمين، فيطلبه رسول الله من سهيل بن عمرو -وهو أبو أبي جندل- فيرفض سهيل، ويُعَلِّقُ نجاح المفاوضات بكاملها على أخذه لهذا الفتى المسلم المعذَّب، وأمام مخاطر فشل المعاهدة يوافق رسول الله ، من أَجْلِ أن يتمَّ الصلح برغم كل ما نراه من أزمات ومعوقات، وبرغم اعتراض كثير من الصحابة، وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب ، ويتحقَّق ما يريده رسول الله ، وتُوَقَّع المعاهدة من نسختين يحتفظ كل من الطرفين بنسخة عنده.
الجانب العملي في معاهدات الرسول
ثم إن أروع ما في معاهدات رسول الله هو الجانب العملي التطبيقي الذي تلا كتابة هذه المعاهدات؛ حيث رفض النبي استقبال أبي بصير[30] -وهو رجل من قريش دخل في الإسلام- بعدما فرَّ بدينه من مكة، ولكن قريشًا أرسلوا رجلين في طلبه، فقالا لرسول الله : العهد الذي جَعَلْتَ لنا. فدفعه إلى الرجلين.
فمن وفاء رسول الله أنه يردُّ مسلمًا جاءه إلى المدينة المنورة، والمدينة أحوج ما تكون إلى الرجال والجند، والرجل مسلمٌ قد يُفْتَنُ في دينه ويُعَذَّب، ومع ذلك يردُّهُ؛ لأن بنود المعاهدة نصَّت على ذلك، وليس له إلا الوفاء، وقد تعجَّب أبو بصير نفسه من ردِّ فعل الرسول ، فقال متسائلاً: يا رسول الله، أتردُّني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟! قال : "يَا أَبَا بَصِيرٍ، انْطَلِقْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيَجْعَلُ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخرَجًا"[31].
وبالفعل استطاع أبو بصير أن يعسكر بمنطقة سِيف البحر[32]، وبدأ يقطع الطريق على قوافل قريش، وقريش لا تستطيع أن تفعل له شيئًا، ولا تستطيع أن تلوم رسول الله ؛ لأنه ليس تحت سيطرته، وسمع بمكانه مسلمون آخرون في مكة، فقرَّروا أن يلتحقوا به؛ ليكونوا له عونًا على قطع الطريق على قوافل مكة، فلحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو، ولحق به سبعون آخرون من المسلمين الذين لا يستطيعون اللحاق بالمدينة لشروط المعاهدة، ولا يستطيعون البقاء في مكة لتعذيب الكفار لهم، وازدادت حدَّة الصدام بشدَّة بين هذه المجموعة المسلمة وبين قوافل قريش، حتى اضطُرَّت قريش أخيرًا إلى أن تذهب إلى رسول الله ، وترجوه أن يُلْحِقَ هؤلاء به[33]؛ ولأن الرسول يريد حقيقةً أن يتعايش في سلام مع مَنْ حوله من المشركين فإنه قَبِل بذلك، وضمَّهم إليه، ولو شاء لتركهم يُنَغِّصون على قريش حياتها، ويُضعفون قوتها، ويستنْزِفون ثرواتها، ولكنه كان يتعامل مع قريش في صفاء نفس لا يدركه إلاَّ مَنْ عرف رسول الله .
هكذا كانت معاهدات رسول الله مع غير المسلمين معاهدات قائمة على الوفاء والعدل وحب السلم، فما أحوج العالم اليوم أن يتعلَّم مثل هذه القيم!
د. راغب السرجاني
[1] قبيلة بني ضمرة: من القبائل العربية من بطون عدنان، والتي تسكن في منطقة ودان غرب المدينة المنورة.
[2] ابن هشام: السيرة النبوية 3/135.
[3] الموادعة: المصالَحَةُ والمُمايَلةُ. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة ودع 3/439، والزبيدي: تاج العروس باب العين فصل الواو مع العين 1/2366، والرازي: مختار الصحاح 1/740.
[4] ابن حبان: السيرة النبوية 1/151، وابن هشام: السيرة النبوية 3/135.
[5] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 3/143.
[6] ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/272.
[7] ابن هشام: السيرة النبوية 4/275.
[8] مسلم عن جابر: كتاب الإمارة، باب استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (1856).
[9] الهدي: ما تهدى إلى الحرم من النعم وغيرها، انظر: محمد بن أبي الفتح الحنبلي: المطلع 1/204
[10] ذُو الْحُلَيْفَةِ: موضع على مقدار ستة أَميال من المدينة مما يلي مكة، وهو ميقات للمدينة والشام، كان منزل رسول الله إذا خرج من المدينة لحج أو عمرة. انظر: أبو عبيد البكري: معجم ما استعجم 1/464، وياقوت الحموي: معجم البلدان 2/295، والفيومي: المصباح المنير: ص 146.
[11] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/95.
[12] بشر بن سفيان الخزاعي: هو الذي بعثه النبي إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو وبديل بن أم أصرم، وبعثه رسول الله على صدقات بني كعب من خزاعة، وكان عين النبي في الحديبية. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة 1/226.
[13] العوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعُوذُ: في الأَصل جمع عائذ، وفي الحديث: سارت قريش بالعُوذ المطافِيل أَي الإِبل مع أَولادها والعُوذ: الإِبل التي وَضَعَت أَولادها حَدِيثًا. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة عوذ 3/498.
[14] وكان آنذاك مشركًا.
[15] كُراعُ الغَمِيم: موضع معروف بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، والغميم وادٍ، والكُرَاعُ جبل. انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة كرع 8/306، البكري: معجم ما استعجم 3/956.
[16] أحمد عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم (18930) وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
[17] ابن هشام: السيرة النبوية 4/276.
[18] محمود شيت خطاب: الرسول القائد، ص186، 187.
[19] حل حل: كلمة تُقال عند زجر الدابة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حلل 11/163.
[20] خلأت: أي امتنعت عن المشي، والقصواء هي ناقة رسول الله .
[21] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872)، والطبراني: المعجم الكبير (13)، وعبد الرزاق في مصنفه 5/332.
[22] بديل بن ورقاء الخزاعي، أسلم يوم فتح مكة، وذكر ابن إسحاق أن قريشًا يوم فتح مكة لجئوا إلى داره ودار مولاه رافع، وشهد بديل وابنه عبد الله حنينًا والطائف وتبوك، وكان بديل من كبار مسلمة الفتح، وقيل: أسلم قبل الفتح. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/235، وابن الأثير: أسد الغابة 1/236، وابن حجر العسقلاني: الإصابة ترجمة رقم (611).
[23] جَمُّوا: استراحوا من جهد الحرب. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/99.
[24] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872)، والطبراني في الكبير (13)، والبيهقي في سننه الكبرى (18587).
[25] مسلم: كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (1856-1858)، ورواه الترمذي (1591)، والنسائي في السنن (4158)، وأحمد في المسند (14865)، وابن حبان (4551)، والحديث عن جابر بن عبد الله، ورواه أيضًا معقل بن يسار.
[26] سهيل بن عمرو بن لؤي بن غالب: هو خطيب قريش ومن أشرافها في الجاهلية، أُسِرَ يوم بدر كافرًا، فقال عمر: "يا رسول الله، انزع ثنيته فلا يقوم عليك خطيبًا أبدًا". فقال : "دَعْهُ؛ فَعَسَى أَنْ يَقُومَ مقَامًا تَحْمَدُهُ". وعندما ارتدت بعض الأعراب قام خطيبًا -وكان قد أسلم- فقال: "والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها". انظر: ابن حجر: الإصابة (3569)، وابن الأثير: أسد الغابة 2/346.
[27] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، وابن حبان (4872).
[28] يرسف في قيوده: الرسف هو مشي المقيد. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/123.
[29] البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (2581)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية في الحديبية (1784).
[30] هو أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي: مشهور بكنيته، هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله فطلبته قريش ليرده الرسول إليهم، ولما علم أن الرسول سيرده خرج إلى سيف البحر، واجتمع إليه كل مَن فرَّ مِن المشركين. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/145، وابن الأثير: أسد الغابة 3/454، وابن حجر العسقلاني: الإصابة، الترجمة (5398).
[31] ابن هشام: السيرة النبوية 4/291.
[32] سِيف البحر: أي ساحله، وهذا المكان عينه ابن إسحاق فقال: حتى نزل العِيص. قال: وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام. وقال ابن حجر: وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل. انظر: فتح الباري 8/283.
[33] الحديث السابق.
علاء.- زائر
رد: قاصمة الظهر
حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ساهم في تشويه وعي الأمة في دينها
إلى أن أصبح الخوارج رهاب ووسواس قهري عند بعضها؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إلى أن أصبح الخوارج رهاب ووسواس قهري عند بعضها؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: قاصمة الظهر
يا علاء هناك فرق كبير بين معاهدة او حلف يكون فيها استقلال قرار و قوة و منعة للمسلمين (للرد على الغدر) و بين ان تكون خادم ذليل للكفار و المشركين ينصبونك على المسلمين ولي امر تسومهم سوء العذاب و لتحرس حدودا خطها الكفار لنا بايديهم (سايكس و بيكو) فكر قليلا بهذه المفارقة لتعرف اين وصلنا و الله المستعان
جواد الفجر- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 13/03/2013
رد: قاصمة الظهر
عاشقة السماء كتب:حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ساهم في تشويه وعي الأمة في دينها
إلى أن أصبح الخوارج رهاب ووسواس قهري عند بعضها؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أختنا الفاضلة / عاشقة السماء
لعلكم تقصدون المجاهدين .. وإنما زللتم بالتعميم من خلال ايرادكم للفظ الخوارج .. والحقيقة أن هناك خوارج بالفعل يكفرون بالكبيرة ولا يفرقون بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي .. شئنا أم أبينا !!!
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: قاصمة الظهر
بسم الله و لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
Good evening
Mr. alaa
How are you brother ?
OOOOOh
I'm Sorry !
أخي علاء !!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك كدت أنسى أنك عربيٌ مسلم !!!
أردت أن أخاطبك بشيء مما قد يصل الى قلبك !
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لا أريد أن أدخل معك في جدالٍ البته
أخي علاء هداك الله !
إين اليهود و النصارى والروافض ممن بغوا على المسلمين منك .. أين هم منك ؟
اليس لهم نصيب مما تقوم به أم أنهم عندك ....!!!
رغم أنني لا أحب ولا أفضل مثل ذلك لكن من باب التأمل
لتعلم أن الطريق الذي تسير فيه .. الله أعلم ماهي نهايته
و ماذا ستقابل الله به عندما تقف أمامه !!!
هذا إذا كنت تعي و تدرك ماذا أقول و أكتبه !!!
أخي علااااااااااااااااااااااااااء
بماذا تريدني أن أناشد !؟
أخبرني ماهو أقرب شيء لقلبك
أريد أن أدخل ذلك الفؤاد و ليكن ما أراده الله
أخي الفاضل يامن تستدل بكل من إقتدى بمحمد صلى الله عليه وسلم
أين أنت من قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ألى يوجد مكان للرحمة بقلبك !
ألم تعلم بأن الله يرى !!!
أليس لك هدف في حياتك تفيد به هذه الأمة !
راجع نفسك وكل ما تكتبه يداك التي سوف تسأل عن ماذا كتبت !
هل أستفاد المسلمين مما تكتبه !
هل ما تكتبه زاد في ألفت المسلمين و محبتهم لبعضهم البعض !
هل تستطيع أن تترك تتبع أخطاء المسلمين بجهل و بغير بصيرة ومما كاده
إبليس عليهم و تقوم بتتبع أخطائك و محاسبة نفسك التي تأمرك بكل هذا ؟
أخي علاء هداك الله .. الصقر لا يدافع عن أحد ضد أحد
يا أخي الفاضل أعلم أن الصقر إذا تتبع كل مواضيعك
و قام بإقتباس ما يتبث أنك .... هل ذلك سيجعلك
أنت و الصقر .. تشعرا بالسرور !!!
لا والله لن يشعرني ذلك بالسرور لأنني أريد لك الخير
و لا أريد أن يدركوا الأعضاء بعض ما لم ينتبهوا له
أريدك شامخاً رافعاً رأسك معتزاً بأنك تقدم ما ينفع
و يألف قلوب المسلمين ويجمعهم على التوحيد و الصدق
و التسامح و الإخاء و الصبر إلى غير ذلك من الخير
لهذا أخي الفاضل علاء سامحك الله
هنالك الكثير والكثير و لكنني لم أرد أن أثقل عليك
يكفي ما أنت فيه !
فهل تريدني أن أكون عباءً على عبئك !!!
لا يا أخي ليس الصقر من يضغط على الجرح
بل سأسعى مستعيناً بالله الواحد القهار
لتضميد جراح كل أخٍ لي في الله
فلا إله إلا الله .. محمد رسول الله
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
Good evening
Mr. alaa
How are you brother ?
OOOOOh
I'm Sorry !
أخي علاء !!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لك كدت أنسى أنك عربيٌ مسلم !!!
أردت أن أخاطبك بشيء مما قد يصل الى قلبك !
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لا أريد أن أدخل معك في جدالٍ البته
أخي علاء هداك الله !
إين اليهود و النصارى والروافض ممن بغوا على المسلمين منك .. أين هم منك ؟
اليس لهم نصيب مما تقوم به أم أنهم عندك ....!!!
رغم أنني لا أحب ولا أفضل مثل ذلك لكن من باب التأمل
لتعلم أن الطريق الذي تسير فيه .. الله أعلم ماهي نهايته
و ماذا ستقابل الله به عندما تقف أمامه !!!
هذا إذا كنت تعي و تدرك ماذا أقول و أكتبه !!!
أخي علااااااااااااااااااااااااااء
بماذا تريدني أن أناشد !؟
أخبرني ماهو أقرب شيء لقلبك
أريد أن أدخل ذلك الفؤاد و ليكن ما أراده الله
أخي الفاضل يامن تستدل بكل من إقتدى بمحمد صلى الله عليه وسلم
أين أنت من قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ألى يوجد مكان للرحمة بقلبك !
ألم تعلم بأن الله يرى !!!
أليس لك هدف في حياتك تفيد به هذه الأمة !
راجع نفسك وكل ما تكتبه يداك التي سوف تسأل عن ماذا كتبت !
هل أستفاد المسلمين مما تكتبه !
هل ما تكتبه زاد في ألفت المسلمين و محبتهم لبعضهم البعض !
هل تستطيع أن تترك تتبع أخطاء المسلمين بجهل و بغير بصيرة ومما كاده
إبليس عليهم و تقوم بتتبع أخطائك و محاسبة نفسك التي تأمرك بكل هذا ؟
أخي علاء هداك الله .. الصقر لا يدافع عن أحد ضد أحد
يا أخي الفاضل أعلم أن الصقر إذا تتبع كل مواضيعك
و قام بإقتباس ما يتبث أنك .... هل ذلك سيجعلك
أنت و الصقر .. تشعرا بالسرور !!!
لا والله لن يشعرني ذلك بالسرور لأنني أريد لك الخير
و لا أريد أن يدركوا الأعضاء بعض ما لم ينتبهوا له
أريدك شامخاً رافعاً رأسك معتزاً بأنك تقدم ما ينفع
و يألف قلوب المسلمين ويجمعهم على التوحيد و الصدق
و التسامح و الإخاء و الصبر إلى غير ذلك من الخير
لهذا أخي الفاضل علاء سامحك الله
هنالك الكثير والكثير و لكنني لم أرد أن أثقل عليك
يكفي ما أنت فيه !
فهل تريدني أن أكون عباءً على عبئك !!!
لا يا أخي ليس الصقر من يضغط على الجرح
بل سأسعى مستعيناً بالله الواحد القهار
لتضميد جراح كل أخٍ لي في الله
فلا إله إلا الله .. محمد رسول الله
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
الصقر صقر- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 644
تاريخ التسجيل : 29/03/2013
قاصمة الظهر
اخي الصقر
انا لا ازكي نفسي ابدا
انا قد اكون وقود لجهنم يوم القيامه وقد اكون المسيح الدجال وقد اكون منافق
كل هذا محتمل
هل تقرأ انني ازكي نفسي مثلا
اما عن المواضيع
ان رأيت موضوع به غير القرأن والسنة وعلماء السنة الاكابر فأعلم انه موضوع من هوى نفسي
اخي انت مخدوع بالرؤى
فيه رؤى تبشر بنصر الاسلام والخلافه
انا لا اكذب هذا
بل قد يكون هذا صحيح
لاكن الخديعه هي الدولة على سنة من ...........................
انا اسألك سؤال واتمنى منك الجواب
منهم اقرب للسنة بالاتباع والمنهج والطريقه والمعاملة
الدولة السعودية ام اسامه ودولته والبغدادي والضواهري
هيا ياصقر تعبتنا معك
انا لا ازكي نفسي ابدا
انا قد اكون وقود لجهنم يوم القيامه وقد اكون المسيح الدجال وقد اكون منافق
كل هذا محتمل
هل تقرأ انني ازكي نفسي مثلا
اما عن المواضيع
ان رأيت موضوع به غير القرأن والسنة وعلماء السنة الاكابر فأعلم انه موضوع من هوى نفسي
اخي انت مخدوع بالرؤى
فيه رؤى تبشر بنصر الاسلام والخلافه
انا لا اكذب هذا
بل قد يكون هذا صحيح
لاكن الخديعه هي الدولة على سنة من ...........................
انا اسألك سؤال واتمنى منك الجواب
منهم اقرب للسنة بالاتباع والمنهج والطريقه والمعاملة
الدولة السعودية ام اسامه ودولته والبغدادي والضواهري
هيا ياصقر تعبتنا معك
علاء.- زائر
قاصمة الظهر
ذكرت لك ايهما الاقرب
والحقيقه لايوجد نضام على السنة الكاملة
لاكن نريد
الاقرب للسنة ...........
الاقرب بالمنهج والطريقه والمعاملة
والحقيقه لايوجد نضام على السنة الكاملة
لاكن نريد
الاقرب للسنة ...........
الاقرب بالمنهج والطريقه والمعاملة
علاء.- زائر
رد: قاصمة الظهر
بسم الله الذي ألّف بين قلوب المسلمين على لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
بأن أرسل لهم نبيٌ رحيم و قائد عظيم صبور على الأذى بأبي هو وأمي
محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوتنا في حِلنا وترحالنا
و السلام على كل مسلم ورحمة الله وبركاته
أخي علااااااااااااااااء الله أعلم بأنك لاترى وتدرك ما أنت فيه !
أما الرؤى فنسأل الله لنا وللمسلمين خيرها و نعوذ بالله من شرها
و يعلم الله أننا إن شاء الله لم ولن نبتي عليها أي شيء يضر
بديننا و آخرتنا فكن مطمئن البال حسن الظن حسن الخلق
أقربهم للسنة هو من إقتدى بكل صغيرة وكبيرة من سنة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم حتى و لو كان عبداً حبشيا
فنحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم نجمع ولا نفرق
نصبر ولا نفتن .. نصدق ولا نكذب .. نؤتمن ولا نخون
نكشف ما بقلوبنا ولا نخبىء .. نسعى للإصلاح ما أستطعنا
لذلك كل من تتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم و إقتدى بها
ولازمها و ثبته الله عليها فهو على خير عظيم إن شاء الله
لكن أعلم يارعاك الله أن الصقر ليس كما تظن
الصقر رجل من رجال بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية
و هذا فضل الله وليس لي فضل ولا لأحد فضل أنني من هذا البلد
لذلك واجبٌ على الصقر و من في هذا البلد أن يصدق مع الله
و يسعى بكل ما أوتي من بصيرة لسد الثغور و إصلاحها
و ليس ذلك من أجل حاكم البلاد أو من أجل تملق أو رواتب
لا والله .. بل من أجل منهم داخل هذه السفينه من عامة المسلمين
لذلك ألزمني ديني أن أكون ذلك العامل الذي يسعى جاهداً
لإصلاح السفينة التي أنت ومنهم على إسلوبك قد يقومون
بخدشها دون أن يشعروا فلذلك أحذر أخي في الله
فإذا زادت الخدوش فإن ذلك مما يهيء الطريق لدخول
المياه فالحذر الحذر فإنك الآن نظرت إلى الخلل الذي
كنت أتمنى أن لا أكتبه على العام لكنك أجبرتني
بما تقوم به من كتابة مواضيع تزيد من خدوش السفينه
و هذه هي الحقيقة التي يتجاهلها الكثير لأنهم
ينظرون نظرةً لحظيه و ليس لهم تلك النظرة البعيده التي
تجعلهم يتأملون في ما يكتبونه ويقومون به
لذلك بعد هذه المشاركة أطلب من أخي صائد الرؤى
أن يقوم بعرض الإبي الخاص بك لنعرف من أي دولةٍ
أنت و من أي منطقه فإننا لن نسمح بمن يسعى
لإغراق السفينه حتى إذا كان بحسن نيه وعلى غير بصيرة
فلا ندري هل أنت من بلاد الحرمين أم من دولة آخر !!!
لهذا فنحن أناس صادقين لا نخشى إلا من الله
و لن نجرح إن شاء الله مسلماً قط
لهذا جرى التنبيه و على جميع الأعضاء أخذ الحيطه والحذر
فإن الصقر يبقى صقرٌ و إن طال صبره على الألم
لذلك أخي علاء كن مع الله يكن معك
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
بأن أرسل لهم نبيٌ رحيم و قائد عظيم صبور على الأذى بأبي هو وأمي
محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو قدوتنا في حِلنا وترحالنا
و السلام على كل مسلم ورحمة الله وبركاته
أخي علااااااااااااااااء الله أعلم بأنك لاترى وتدرك ما أنت فيه !
أما الرؤى فنسأل الله لنا وللمسلمين خيرها و نعوذ بالله من شرها
و يعلم الله أننا إن شاء الله لم ولن نبتي عليها أي شيء يضر
بديننا و آخرتنا فكن مطمئن البال حسن الظن حسن الخلق
أقربهم للسنة هو من إقتدى بكل صغيرة وكبيرة من سنة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم حتى و لو كان عبداً حبشيا
فنحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم نجمع ولا نفرق
نصبر ولا نفتن .. نصدق ولا نكذب .. نؤتمن ولا نخون
نكشف ما بقلوبنا ولا نخبىء .. نسعى للإصلاح ما أستطعنا
لذلك كل من تتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم و إقتدى بها
ولازمها و ثبته الله عليها فهو على خير عظيم إن شاء الله
لكن أعلم يارعاك الله أن الصقر ليس كما تظن
الصقر رجل من رجال بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية
و هذا فضل الله وليس لي فضل ولا لأحد فضل أنني من هذا البلد
لذلك واجبٌ على الصقر و من في هذا البلد أن يصدق مع الله
و يسعى بكل ما أوتي من بصيرة لسد الثغور و إصلاحها
و ليس ذلك من أجل حاكم البلاد أو من أجل تملق أو رواتب
لا والله .. بل من أجل منهم داخل هذه السفينه من عامة المسلمين
لذلك ألزمني ديني أن أكون ذلك العامل الذي يسعى جاهداً
لإصلاح السفينة التي أنت ومنهم على إسلوبك قد يقومون
بخدشها دون أن يشعروا فلذلك أحذر أخي في الله
فإذا زادت الخدوش فإن ذلك مما يهيء الطريق لدخول
المياه فالحذر الحذر فإنك الآن نظرت إلى الخلل الذي
كنت أتمنى أن لا أكتبه على العام لكنك أجبرتني
بما تقوم به من كتابة مواضيع تزيد من خدوش السفينه
و هذه هي الحقيقة التي يتجاهلها الكثير لأنهم
ينظرون نظرةً لحظيه و ليس لهم تلك النظرة البعيده التي
تجعلهم يتأملون في ما يكتبونه ويقومون به
لذلك بعد هذه المشاركة أطلب من أخي صائد الرؤى
أن يقوم بعرض الإبي الخاص بك لنعرف من أي دولةٍ
أنت و من أي منطقه فإننا لن نسمح بمن يسعى
لإغراق السفينه حتى إذا كان بحسن نيه وعلى غير بصيرة
فلا ندري هل أنت من بلاد الحرمين أم من دولة آخر !!!
لهذا فنحن أناس صادقين لا نخشى إلا من الله
و لن نجرح إن شاء الله مسلماً قط
لهذا جرى التنبيه و على جميع الأعضاء أخذ الحيطه والحذر
فإن الصقر يبقى صقرٌ و إن طال صبره على الألم
لذلك أخي علاء كن مع الله يكن معك
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
الصقر صقر- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 644
تاريخ التسجيل : 29/03/2013
رد: قاصمة الظهر
جزاك الله خيرا
باارك الله فيك
باارك الله فيك
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
رد: قاصمة الظهر
الصقر صقر كتب:
لذلك بعد هذه المشاركة أطلب من أخي صائد الرؤى
أن يقوم بعرض الإبي الخاص بك لنعرف من أي دولةٍ
أنت و من أي منطقه فإننا لن نسمح بمن يسعى
لإغراق السفينه حتى إذا كان بحسن نيه وعلى غير بصيرة
فلا ندري هل أنت من بلاد الحرمين أم من دولة آخر !!!
أخي/ الصقر صقر
من باب الأمانة فإني لا أقبل على نفسي بأن أخبرك بأمر قد لا يأذن لي به صاحبه !!!
معذرة أخي فيمكنك سؤاله وقد يجيبك أو لا يجيبك .. أرجو أن تتقبل اعتذاري عن تلبية طلبك .. والله المستعان
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: قاصمة الظهر
فلو افترضنا انني بايران هل ستفضحوني؟
علاء- اللهم اني أعوذ بك من فتنة الدجال
- عدد المساهمات : 1603
تاريخ التسجيل : 31/07/2013
رد: قاصمة الظهر
جعبة الأسهم كتب:الصقر صقر كتب:
لذلك بعد هذه المشاركة أطلب من أخي صائد الرؤى
أن يقوم بعرض الإبي الخاص بك لنعرف من أي دولةٍ
أنت و من أي منطقه فإننا لن نسمح بمن يسعى
لإغراق السفينه حتى إذا كان بحسن نيه وعلى غير بصيرة
فلا ندري هل أنت من بلاد الحرمين أم من دولة آخر !!!
أخي/ الصقر صقر
من باب الأمانة فإني لا أقبل على نفسي بأن أخبرك بأمر قد لا يأذن لي به صاحبه !!!
معذرة أخي فيمكنك سؤاله وقد يجيبك أو لا يجيبك .. أرجو أن تتقبل اعتذاري عن تلبية طلبك .. والله المستعان
أخي الفاضل جعبة الأسهم وفقك الله في الدنيا و الآخرة
لهذا السبب هناك من يسعى لتشويه الملتقى
لقد وفقت في ردك إن شاء الله
حفظك الله وحفظ من بهذا الملتقى و المسلمين أجمعين
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
الصقر صقر- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 644
تاريخ التسجيل : 29/03/2013
رد: قاصمة الظهر
علاء كتب:فلو افترضنا انني بايران هل ستفضحوني؟
لا والله لن نسعى لما ذهبت إليه .. خاصةً إذا كنت مسلما
لا ترفض كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
و ذلك لأن قدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم
لكن !!!
سيختلف أسلوب الدعوة بما يناسب المقام
فإن لكل مقام مقال !!!
و أتمنى من الله أن تكون وصلت الرساله
فلا إله إلا الله .. محمد رسول الله
الصقر صقر- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 644
تاريخ التسجيل : 29/03/2013
رد: قاصمة الظهر
ابراهيم شيخ الاسلام قد يكون عالم مفتون بال سعود
وش رايك
وش رايك
أمجد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 154
تاريخ التسجيل : 21/10/2013
رد: قاصمة الظهر
شيخ الاسلام قد يكون مفتون بال سعود يا ابراهيم صح؟
أمجد- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 154
تاريخ التسجيل : 21/10/2013
مواضيع مماثلة
» خاص للسيد الازدي
» متابعة تداعيات الانقلاب العسكري في مصر على الرئيس مرسي... متجدد
» قرأن وسنة فقط . الادلة على بطلان مذهب ذو الخويصرة واتباعه. متجدد
» الحتمية الشرعية الثانية للمواجهة؛ وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام، وإن أقرت بوجوب ما امتنعت عنه ونطقت بالشهادتين
» ثلاثون علامة تدل على أن هؤلاء المخربين خوارج
» متابعة تداعيات الانقلاب العسكري في مصر على الرئيس مرسي... متجدد
» قرأن وسنة فقط . الادلة على بطلان مذهب ذو الخويصرة واتباعه. متجدد
» الحتمية الشرعية الثانية للمواجهة؛ وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام، وإن أقرت بوجوب ما امتنعت عنه ونطقت بالشهادتين
» ثلاثون علامة تدل على أن هؤلاء المخربين خوارج
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى