ملتقى صائد الرؤى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما وراء نظرية المؤامرة

اذهب الى الأسفل

ما وراء نظرية المؤامرة Empty ما وراء نظرية المؤامرة

مُساهمة  الحالم الثلاثاء أبريل 08, 2014 6:26 pm

ماذا يحدث في العالم، وكيف وصلت الأمور إلى الحالة التي هي عليها؟ كيف لك أن تكوّن صورة صحيّة عن العالم في ظل العولمة وأصداء أجراسها التي تستهدف أذنيك من كل حدب وصوب؟

بادئ ذي بدء يجب أن تدرك أن الوقائع التي تروّجها وسائل الإعلام هي مجموعة صور وأصوات مركّبة، إذا واظبت حواسك على الركون لها، سينتهي بك الأمر بنظرة مشوهة ومظلمة للعالم حيث لن يتبقى فيه فسحة للأمل.

حينما شرعت بتعقب العوامل التاريخية وتفسير أحداث اليوم، اكتشفت لغة في الأحداث المتعاقبة مختلفة تماماً عما تدّعيه الروايات الرسمية. بدأت أرى أن الحقيقة الجماعية التي تصدرها البيانات الرسمية وتضخّمها وسائل الإعلام لا يربطها بالواقع الحقيقي سوى خيط رفيع. لذا أصبحتُ مبدئياً ضحية "نظرية المؤامرة" وأخذتُ أبحث ما وراء العناوين العريضة، وانطلقت متعقباً جذور تلك القوى الخفية في التاريخ التي ظننت أنها تخطط لمؤامرة تدوم ما بقي الزمان.

فتسلسل بي التعقُّب في التاريخ إلى الأديان وإلى مدارس اليونان فرأيت الحية القديمة والتنين، والملائكة والشياطين، حتى وصلت اخيراً إلى شبح صغير فنظرت إليه ملياً فرأيت نفسي. رأيت نفسي مثقلة بالأزمان الماضية وحصرها وخائفة من الأزمان القادمة. فأدركت أن مؤامرة بهذا الحجم لا يمكن أن ينسجها إلا الإنسان ضد نفسه، وايقنت أن لغة التآمر الأقدم تكمن في النفس. فتوصّلت للقناعة بأن أخطر مؤامرة هي سلس الانقياد إلى نظرية المؤامرة، وأخطر اعتقاد هو رهن مصير النفس وخلاصها بالأحداث الخارجية.

أجل أيقنت بأن العالم الخارجي بكل ما فيه من أحداث يخضع لإطار المنظار الذي يرى من خلاله الإنسان نفسه، فكيف ينظر بعد ذلك الإنسان إلى الأحداث وهو المُحدِث لها. هل رأيت يوماً إطاراً يجذب رؤيتك بعيداً عن الصورة التي في داخله؟

هل اختبرت يوماً إرادة تمنعك من اختبار قوتها الإنجازية؟ يا لها من بصائر ما أعماها ويا لها من نفوس قد عدمت هداها.

المتآمر الأكبر هو أنت

هل تريد أن تكتشف جذور المؤامرة في التاريخ؟ اذهب وأنظر في المرآة.

هل تريد أن تعرف ما الخطأ في العالم من حولك؟ اذهب وانظر في المرآة.

لا ..المشكلة لم تبدأ قبل زمانك! لأنك أقدم من أي زمان أو مكان، ولا داعي لإثبات القدرة الدائمة بتبدّل الأجساد لتلك الأرواح السرمدية.

أنت أعتق من أقدم المؤامرات على الأرض.

أنظر من حولك، فـ "لا جديد تحت الشمس". كل ما تراه أو تسمعه هو انعكاس لأفكار أنت شاركت في بقائها. كل ما تراه أو تسمعه هو ما اختارت نفسك أن ترى أو تسمع منذ بدء التكوين عندما ناداها ربّها فنظرت إليه.

هي هي تلك النظرة سبب وجودك أمس واليوم وغداً.

آمن إذاً حينما تسمع قصص حكماء وأنبياء سمعوا النداء من مكان قريب، من ذاتهم، فطلبوا معرفة سر الناظر في النظر والسامع في السمع فتجلّى لهم الرب في عالمهم، فسُلبوا النظر إلى أي شيء سواه، وانفصل مصيرهم عن مصيرك، ولا يمكنك أن ترى بعد الآن ما يروه في العالم أو تسمع ما يسمعوه، رغم أنهم لا يزالون هنا على الأرض.

وتذكّر دوماً أن ما يحول بينك وبين الجنة التي طالما حلمت بها سور بنيته أنت بأفكارك.

المؤامرة ليست جزءاً من أي دين أو عرق أو حزب أو شعب أو منظّمة، المؤامرة هي جزء منك أنت. نفسك هي التي اختارت أن تنسى ذاتها لتتكلّم لغة الأديان والأحزاب والشعوب والمنظّمات.

شخصك اختار النضال من أجل قضية غريبة عن ذاتك، لذلك ترضى برؤية الألم والمعاناة على وجه غيرك، ولا تدرك بأن كل ما ترى وما لا ترى هو انعكاس لذاتك.

أنت عبد لعاداتك. أنت شخصية تلعب دوراً في قصة لا تعبر عن ذاتك. أنت تعرف هذا جيداً. لذا، قد أصبحت المتآمر الأكبر في تاريخ الوجود، ولا حتى "حكماء صهيون" يستطيعون منافسة المؤامرة التي أحكتها أنت ضد نفسك.

الحالم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما وراء نظرية المؤامرة Empty رد: ما وراء نظرية المؤامرة

مُساهمة  الحالم الجمعة أبريل 18, 2014 2:09 pm

سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اني كنت من الظالمين

الحالم
موقوووووووف

عدد المساهمات : 1116
تاريخ التسجيل : 27/01/2014

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى