زمنه الفتن فتنه الهرج والمرج 00 يقتل الرجل جاره واخيه وابيه
صفحة 1 من اصل 1
زمنه الفتن فتنه الهرج والمرج 00 يقتل الرجل جاره واخيه وابيه
زمن الفتن فتن الهرج والمرج 00 يقتل الرجل جاره واخيه وابيه
ما جاء في كثرة القتل والتهاون بالدم
قد تقدم في ذلك عدة أحاديث:
منها حديث حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة.... (فذكر الخصال، ومنها: ) واستخفوا بالدماء .
[ ج- 2][ص-213] رواه أبو نعيم في "الحلية"، وقد تقدم بطوله في الباب الثاني من أشراط الساعة.
ومنها حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة وأنا شاهد، فقال: " لا يعلمها إلا الله، ولا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن سأحدثكم بمشاريطها وما بين يديها، ألا إن بين يديها فتنة وهرجًا". فقيل: يا رسول الله ! أما الفتن؛ فقد عرفناها، فما الهرج ؟ قال: "بلسان الحبشة: القتل .
رواه الطبراني .
ومنها حديث أبي موسى أيضًا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عارًا.... (الحديث، وفيه: ) ويكثر الهرج ". قالوا: ما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل .
رواه: ابن أبي الدنيا، والطبراني .
ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من علامات البلاء وأشراط الساعة: أن تعزب العقول، وتنقص الأحلام، ويكثر القتل ...... الحديث.
رواه الطبراني .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج ". قيل: وما الهرج ؟ قال: "القتل .
رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ. ورواه: الشيخان، وأبو داود، وابن ماجه؛ بنحوه.
[ ج- 2][ص-214] ومنها حديث أبي هريرة أيضًا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "ويل للعرب من شر قد اقترب؛ ينقص العلم، ويكثر الهرج ". قلت: يا رسول الله ! وما الهرج ؟ قال: "القتل" .
رواه الإمام أحمد .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج ". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل .
رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ، وروى مسلم بعضه.
ومنها حديث عبد الله بن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: إن بين يدي الساعة لأيامًا؛ ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل .
رواه: الإمام أحمد، والشيخان. ورواه ابن ماجه عن كل منهما على حدته. ورواه أبو داود الطيالسي من حديث ابن مسعود وحده. ورواه الترمذيمن حديث أبي موسى وحده، وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
وزاد أحمد والبخاري في رواية لهما: "قال أبو موسى : والهرج: القتل بلسان الحبشة". وقد جاء هذا التفسير مرفوعًا من حديث أبي موسى كما تقدم ومن حديث حذيفة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي على أمتي زمان؛ يكثر فيه القراء، ويقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل بينكم .
[ ج- 2][ص-215] رواه الطبراني .
ومنها حديث عابس الغفاري رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته ست خصال..........(فذكرها، ومنها: ) الاستخفاف بالدم .
رواه: الإمام أحمد، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والبخاري في "التاريخ الكبير"، والبزار، والطبراني .
ومنها حديث عوف بن مالك، وحديث الحكم بن عمرو الغفاري، وحديث أبي هريرة؛ رضي الله عنهم؛ في التخوف من الست خصال المذكورة في حديث عابس رضي الله عنه، ومنها سفك الدماء.
ومنها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه قال: "خمس أظلتكم.... (فذكر الحديث، وفيه: )، وسفك الدماء بغير حق".
رواه الحاكم، وصححه وقال: "على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي على ذلك.
ومنها حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون فتنة؛ النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار". قال: قلت: يا رسول الله ! ومتى ذلك ؟ قال: "ذلك أيام الهرج". قلت: ومتى أيام الهرج ؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه". قال: قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك ؟ قال: "اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك". قال: قلت: يا رسول الله ! أرأيت إن دخل رجل علي داري ؟ قال: "فادخل بيتك". قال: قلت: أفرأيت إن دخل علي بيتي ؟ قال: "فادخل مسجدك، واصنع هكذا (وقبض بيمينه على الكوع)، وقل: ربي الله ! حتى [ ج- 2][ص-216] تموت على ذلك .
رواه: الإمام أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي على ذلك.
وقد رواه أبو داود مختصرًا، وزاد: "فلما قتل عثمان؛ طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود .
ومنها حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه: "أنه قيل له: إن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي ! إنما تكون بعده، والناس بذي بليان وذي بليان، فينظر الرجل، فيفكر هل يجد مكانًا لم ينزل فيه مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر، فلا يجد، وتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج، فنعوذ بالله أن تدركنا وإياكم تلك الأيام ".
رواه: الإمام أحمد، والطبراني . وقد تقدم هذا الحديث والكلام عليه في (باب أمان الناس من الفتن في حياة عمر رضي الله عنه ).
وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل، القتل .
رواه مسلم .
وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ؟ فقال: "علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجًا". قالوا: يا رسول الله ! الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو ؟ قال: "بلسان الحبشة القتل، ويلقى بين الناس التناكر، فلا يكاد أحد أن يعرف أحدًا .
رواه الإمام أحمد، ورواته ثقات.
[ ج- 2][ص-217] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا: "أن بين يدي الساعة الهرج". قيل: وما الهرج ؟ قال: "الكذب والقتل". قالوا: أكثر مما نقتل الآن ؟ قال: "إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه". قالوا: سبحان الله ! ومعنا عقولنا ؟ قال: " لا، ألا إنه ينزع عقول أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء .
رواه: الإمام أحمد، وابن ماجه، ورواتهما ثقات، وهذا اللفظ لأحمد .
ولفظ ابن ماجه : قال أبو موسى رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة لهرجًا". قال: قلت: يا رسول الله ! ما الهرج ؟ قال: "القتل". فقال بعض المسلمين: يا رسول الله ! إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته". فقال بعض القوم: يا رسول الله ! ومعنا عقولنا ذلك اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا؛ تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم .
ورواه الحاكم بنحوه، وفي إسناده ضعف. ورواه أيضًا بنحوه موقوفًا على أبي موسى، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقهالذهبي في "تلخيصه".
ورواه: ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في "الفتن"؛ مرفوعًا؛ بنحو رواية الإمام أحمد، وزادا بعد قوله: "ولكن يقتل بعضكم بعضًا حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه": "فأبلس القوم حتى ما يبدي الرجل منا عن واضحة، فقلنا: ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال: تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لها هباء من الناس، يحسب أحدهم أنهم على شيء وليسوا على شيء .
[ ج- 2][ص-218] ورواه نعيم بن حماد أيضًا موقوفًا على أبي موسى : أنه قال: "ليكونن بين أهل الإسلام بين يدي الساعة الهرج والقتل، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه وأخاه، وايم الله لقد خشيت أن يدركني وإياكم".
قال ابن الأثير : " (الهباء) في الأصل: ما ارتفع من تحت سنابك الخيل، والشيء المنبث الذي تراه في ضوء الشمس ". انتهى.
وإنما شبه أهل الهرج بالهباء؛ لأنهم ليسوا بشيء، وليسوا على شيء، فأشبهوا الهباء المنبث الذي يرى ولا حاصل له. وعن مسروق؛ قال: "قدمنا على عمر، فقال: كيف عيشكم ؟ قلنا: أخصب قوم من قوم يخافون الدجال . قال: ما قبل الدجال أخوف عليكم: الهرج. قلت: وما الهرج ؟ قال: القتل، حتى إن الرجل ليقتل أباه".
رواه ابن أبي شيبة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ ليأتين على الناس زمان؛ لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .
رواه مسلم .
وقد رواه ابن أبي شيبة موقوفًا، ولفظه: قال: تقتتل هذه الأمة؛ حتى يقتل القاتل لا يدري على أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم؛ لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل ". فقيل: كيف يكون ذلك ؟ ! قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار .
[ ج- 2][ص-219] وعنه رضي الله عنه: أنه قال: والله؛ لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، والله؛ ليقعن القتل والموت في هذا الحي من قريش، حتى يأتي الرجل الكناسة، فيجد بها النعل، فيقول: كأنها نعل قرشي .
قلت : وساق أحمد لفظ همام وأوله " يقبض العلم ويقترب الزمن . وقد جاء عن أبي هريرة من طريق أخرى زيادة في الأمور المذكورة ؛ فأخرج الطبراني في " الأوسط " من طريق سعيد بن جبير عنه رفعه لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخلويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت . قالوا يا رسول الله وما التحوت والوعول ؟ قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم وله من طريق أبي علقمة : سمعت أبا هريرة يقول إن من أشراط الساعة " نحوه وزاد كذلك " أنبأنا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي ؟ قال نعم ، قلنا وما التحوت ؟ قال : فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة قلنا وما الوعول ؟ قال أهل البيوت الصالحة
ط- النفاق في العلائق وقطعية الأرحام: للحديث: ((إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم
ل- ذهاب بركة الأوقات: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار
السعداء هم اللئام الذين لا تشغلهم إلا أنفسهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع)
- ذهاب الصالحين: ويتمنى المؤمن الموت مخافة على دينه أن يفتن فيه للحديث: ((يقبض الصالحون الأول فالأول ويبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا
نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم: للحديث: ((ستخرج نار من حضرموت، أو من بحر حضرموت، قبل القيامة تحشر الناس، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشا
هذا الحديث من فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو كائن قبل يوم القيامة لا أثناءه ، وذلك حين يكثر الجهل ، ويرفع العلم ، ويقل الصالحون ، ويكثر المفسدون ، وتقع الأحداث العظام ، فحينها يكثر القتل بين الناس ، وينتشر الهرج بينهم ، ويكون ذلك في فتن عظيمة يحار فيها الناس ، ولا يميزون – لجهلهم ولشدة الفتن يومئذ – الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وإنما يتحزبون لأطماع الدنيا ، وأهواء النفس وشهواتها ، فيقع القتل ، ولا يدري القاتل لماذا قَتَل ، ولا يدري المقتول عن سبب قتله .
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رواه مسلم (2908)
وعنه رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ )
رواه البخاري (1036) ومسلم (157)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ . قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَ
يقول القرطبي رحمه الله :
" بيَّنَ هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب دنيا ، أو اتباع هوى ، فهو الذي أريد بقوله : ( القاتل والمقتول في النار ) " انتهى.
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ، ويكون قتالهما عصبية ونحوها " انتهى
والذي يتحصل من هذه الأحاديث أن القتل يكثر في آخر الزمان ، ولا يكون مبرَّرًا معروف الأسباب ، وذلك يمكن أن يقع في الحالات الآتية :
1-في حالات قتال الفتنة التي يشتبه فيها الحق بالباطل ، فلا يظهر للناس وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم ، فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ، ولا المقتول لماذا قُتِل ، ومعنى : ( لا يدري ) الواردة في الحديث – بناء على هذا الوجه - أنهم لا يعرفون الحق من الباطل في الفتنة التي أدت إلى القتل ، وإلا فهم يعرفون وقوع الفتنة نفسها .
2-وقد يقع مثل هذا القتل أيام الحروب العصبية ، التي يقع فيها القتل بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ ، إنما شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته به ، وهو لا يدري عن سبب وقوع القتال شيئا .
3-ويمكن أن يكون في حالة وقوع القتل العشوائي العام ، كالقتل بأسلحة الدمار الشامل ، فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الأبرياء ، فلا يعرف المقتول لماذا قتل ، ولا يعرف القاتل لماذا قتل هؤلاء الأبرياء ، فجملة ( لا يدري ) في الحديث على حقيقتها ، فلا القاتل ولا المقتول يعرفان سبب القتل ، لأنه قتل عشوائي .
4-ومنه أيضا : ما يحصل من السفهاء من التحرش بالناس بالقتل لسفاهته وحمقه والتذاذه، فيقتل الآخرين ، فيصدق عليهما الحديث .
5-ومنه أيضاً : أن المعنى ( لا يدري ) أي : الوجه الشرعي في القتل ، كما جاء في " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (15/352) ترقيم الشاملة: " ( لا يدري القاتل فيم قَتل ) أي : المقتول هل يجوز قتله أم لا ، ( ولا المقتول ) أي : نفسه أو أهله ( فيم قُتل ) هل بسبب شرعي أو بغيره ، كما كثر النوعان في زماننا" انتهى.
ب- فساد الخلق: للحديث: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا
باب المتمسك بدينه آخر الزمان بمثل ما عليه الصحابة له أجر خمسين صحابياً ومائة شهيد والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر والعبادة في فتن القتال كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من روائكم أيام الصبر المتمسك فيه يومئذ بمثل ما أنتم عليه له أجر خمسين منكم.. رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد.. رواه الطبراني.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر أو قال على الشوك.. رواه الإمام أحمد.
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبضٍ على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله قال: وزادني غيره قيل يا رسول الله أجر خمسين منهم قال صلى الله عليه وسلم: أجر خمسين منكم.. رواه ابن وضاح.
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون بمثل عمله.. رواه ابن ماجه.
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العبادة في الهرج كهجرة إلي.. رواه مسلم. (الهرج كثرة القتال).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاهدوا في غير سبيل الله فالقائمون يومئذ بكتاب الله سراً وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.. رواه بن وضاح.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين قالوا يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا.. قال: خمسين منكم. رواه البزار والطبراني.
وعن أبي أمية الشيباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت له كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيةُ آية قلت: قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾، قال أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم قالوا يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منا أو منهم قال: لا بل أجر خمسين رجلاً منكم.. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن وضاح وابن حبان في صحيحه وغيرهم.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله.. بنو قنطورا.. رواه الطبراني.
(قوله) خولهم: أي أعطاهم، (قنطورا): أبو الترك.
ما جاء في كثرة القتل والتهاون بالدم
قد تقدم في ذلك عدة أحاديث:
منها حديث حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة.... (فذكر الخصال، ومنها: ) واستخفوا بالدماء .
[ ج- 2][ص-213] رواه أبو نعيم في "الحلية"، وقد تقدم بطوله في الباب الثاني من أشراط الساعة.
ومنها حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة وأنا شاهد، فقال: " لا يعلمها إلا الله، ولا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن سأحدثكم بمشاريطها وما بين يديها، ألا إن بين يديها فتنة وهرجًا". فقيل: يا رسول الله ! أما الفتن؛ فقد عرفناها، فما الهرج ؟ قال: "بلسان الحبشة: القتل .
رواه الطبراني .
ومنها حديث أبي موسى أيضًا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عارًا.... (الحديث، وفيه: ) ويكثر الهرج ". قالوا: ما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل .
رواه: ابن أبي الدنيا، والطبراني .
ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من علامات البلاء وأشراط الساعة: أن تعزب العقول، وتنقص الأحلام، ويكثر القتل ...... الحديث.
رواه الطبراني .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج ". قيل: وما الهرج ؟ قال: "القتل .
رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ. ورواه: الشيخان، وأبو داود، وابن ماجه؛ بنحوه.
[ ج- 2][ص-214] ومنها حديث أبي هريرة أيضًا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "ويل للعرب من شر قد اقترب؛ ينقص العلم، ويكثر الهرج ". قلت: يا رسول الله ! وما الهرج ؟ قال: "القتل" .
رواه الإمام أحمد .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج ". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل .
رواه الإمام أحمد بهذا اللفظ، وروى مسلم بعضه.
ومنها حديث عبد الله بن مسعود وأبي موسى رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: إن بين يدي الساعة لأيامًا؛ ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل .
رواه: الإمام أحمد، والشيخان. ورواه ابن ماجه عن كل منهما على حدته. ورواه أبو داود الطيالسي من حديث ابن مسعود وحده. ورواه الترمذيمن حديث أبي موسى وحده، وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
وزاد أحمد والبخاري في رواية لهما: "قال أبو موسى : والهرج: القتل بلسان الحبشة". وقد جاء هذا التفسير مرفوعًا من حديث أبي موسى كما تقدم ومن حديث حذيفة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي على أمتي زمان؛ يكثر فيه القراء، ويقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل بينكم .
[ ج- 2][ص-215] رواه الطبراني .
ومنها حديث عابس الغفاري رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته ست خصال..........(فذكرها، ومنها: ) الاستخفاف بالدم .
رواه: الإمام أحمد، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والبخاري في "التاريخ الكبير"، والبزار، والطبراني .
ومنها حديث عوف بن مالك، وحديث الحكم بن عمرو الغفاري، وحديث أبي هريرة؛ رضي الله عنهم؛ في التخوف من الست خصال المذكورة في حديث عابس رضي الله عنه، ومنها سفك الدماء.
ومنها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه قال: "خمس أظلتكم.... (فذكر الحديث، وفيه: )، وسفك الدماء بغير حق".
رواه الحاكم، وصححه وقال: "على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي على ذلك.
ومنها حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون فتنة؛ النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار". قال: قلت: يا رسول الله ! ومتى ذلك ؟ قال: "ذلك أيام الهرج". قلت: ومتى أيام الهرج ؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه". قال: قلت: فما تأمرني إن أدركت ذلك ؟ قال: "اكفف نفسك ويدك، وادخل دارك". قال: قلت: يا رسول الله ! أرأيت إن دخل رجل علي داري ؟ قال: "فادخل بيتك". قال: قلت: أفرأيت إن دخل علي بيتي ؟ قال: "فادخل مسجدك، واصنع هكذا (وقبض بيمينه على الكوع)، وقل: ربي الله ! حتى [ ج- 2][ص-216] تموت على ذلك .
رواه: الإمام أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي على ذلك.
وقد رواه أبو داود مختصرًا، وزاد: "فلما قتل عثمان؛ طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدثته، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود .
ومنها حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه: "أنه قيل له: إن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي ! إنما تكون بعده، والناس بذي بليان وذي بليان، فينظر الرجل، فيفكر هل يجد مكانًا لم ينزل فيه مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر، فلا يجد، وتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج، فنعوذ بالله أن تدركنا وإياكم تلك الأيام ".
رواه: الإمام أحمد، والطبراني . وقد تقدم هذا الحديث والكلام عليه في (باب أمان الناس من الفتن في حياة عمر رضي الله عنه ).
وعن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج". قالوا: وما الهرج يا رسول الله ؟ قال: "القتل، القتل .
رواه مسلم .
وعن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة ؟ فقال: "علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجًا". قالوا: يا رسول الله ! الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو ؟ قال: "بلسان الحبشة القتل، ويلقى بين الناس التناكر، فلا يكاد أحد أن يعرف أحدًا .
رواه الإمام أحمد، ورواته ثقات.
[ ج- 2][ص-217] وعن أبي موسى رضي الله عنه؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا: "أن بين يدي الساعة الهرج". قيل: وما الهرج ؟ قال: "الكذب والقتل". قالوا: أكثر مما نقتل الآن ؟ قال: "إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه". قالوا: سبحان الله ! ومعنا عقولنا ؟ قال: " لا، ألا إنه ينزع عقول أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء .
رواه: الإمام أحمد، وابن ماجه، ورواتهما ثقات، وهذا اللفظ لأحمد .
ولفظ ابن ماجه : قال أبو موسى رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة لهرجًا". قال: قلت: يا رسول الله ! ما الهرج ؟ قال: "القتل". فقال بعض المسلمين: يا رسول الله ! إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته". فقال بعض القوم: يا رسول الله ! ومعنا عقولنا ذلك اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا؛ تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم .
ورواه الحاكم بنحوه، وفي إسناده ضعف. ورواه أيضًا بنحوه موقوفًا على أبي موسى، وقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقهالذهبي في "تلخيصه".
ورواه: ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في "الفتن"؛ مرفوعًا؛ بنحو رواية الإمام أحمد، وزادا بعد قوله: "ولكن يقتل بعضكم بعضًا حتى يقتل الرجل جاره وأخاه وابن عمه": "فأبلس القوم حتى ما يبدي الرجل منا عن واضحة، فقلنا: ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال: تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لها هباء من الناس، يحسب أحدهم أنهم على شيء وليسوا على شيء .
[ ج- 2][ص-218] ورواه نعيم بن حماد أيضًا موقوفًا على أبي موسى : أنه قال: "ليكونن بين أهل الإسلام بين يدي الساعة الهرج والقتل، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه وأخاه، وايم الله لقد خشيت أن يدركني وإياكم".
قال ابن الأثير : " (الهباء) في الأصل: ما ارتفع من تحت سنابك الخيل، والشيء المنبث الذي تراه في ضوء الشمس ". انتهى.
وإنما شبه أهل الهرج بالهباء؛ لأنهم ليسوا بشيء، وليسوا على شيء، فأشبهوا الهباء المنبث الذي يرى ولا حاصل له. وعن مسروق؛ قال: "قدمنا على عمر، فقال: كيف عيشكم ؟ قلنا: أخصب قوم من قوم يخافون الدجال . قال: ما قبل الدجال أخوف عليكم: الهرج. قلت: وما الهرج ؟ قال: القتل، حتى إن الرجل ليقتل أباه".
رواه ابن أبي شيبة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ ليأتين على الناس زمان؛ لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .
رواه مسلم .
وقد رواه ابن أبي شيبة موقوفًا، ولفظه: قال: تقتتل هذه الأمة؛ حتى يقتل القاتل لا يدري على أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم؛ لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل ". فقيل: كيف يكون ذلك ؟ ! قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار .
[ ج- 2][ص-219] وعنه رضي الله عنه: أنه قال: والله؛ لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، والله؛ ليقعن القتل والموت في هذا الحي من قريش، حتى يأتي الرجل الكناسة، فيجد بها النعل، فيقول: كأنها نعل قرشي .
قلت : وساق أحمد لفظ همام وأوله " يقبض العلم ويقترب الزمن . وقد جاء عن أبي هريرة من طريق أخرى زيادة في الأمور المذكورة ؛ فأخرج الطبراني في " الأوسط " من طريق سعيد بن جبير عنه رفعه لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخلويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت . قالوا يا رسول الله وما التحوت والوعول ؟ قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم وله من طريق أبي علقمة : سمعت أبا هريرة يقول إن من أشراط الساعة " نحوه وزاد كذلك " أنبأنا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي ؟ قال نعم ، قلنا وما التحوت ؟ قال : فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة قلنا وما الوعول ؟ قال أهل البيوت الصالحة
ط- النفاق في العلائق وقطعية الأرحام: للحديث: ((إذا الناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم
ل- ذهاب بركة الأوقات: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار
السعداء هم اللئام الذين لا تشغلهم إلا أنفسهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع)
- ذهاب الصالحين: ويتمنى المؤمن الموت مخافة على دينه أن يفتن فيه للحديث: ((يقبض الصالحون الأول فالأول ويبقى حثالة كحثالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا
نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم: للحديث: ((ستخرج نار من حضرموت، أو من بحر حضرموت، قبل القيامة تحشر الناس، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشا
هذا الحديث من فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو كائن قبل يوم القيامة لا أثناءه ، وذلك حين يكثر الجهل ، ويرفع العلم ، ويقل الصالحون ، ويكثر المفسدون ، وتقع الأحداث العظام ، فحينها يكثر القتل بين الناس ، وينتشر الهرج بينهم ، ويكون ذلك في فتن عظيمة يحار فيها الناس ، ولا يميزون – لجهلهم ولشدة الفتن يومئذ – الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وإنما يتحزبون لأطماع الدنيا ، وأهواء النفس وشهواتها ، فيقع القتل ، ولا يدري القاتل لماذا قَتَل ، ولا يدري المقتول عن سبب قتله .
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رواه مسلم (2908)
وعنه رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ )
رواه البخاري (1036) ومسلم (157)
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ . قِيلَ : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَال : الْكَذِبُ وَالْقَتْلُ . قَالُوا : أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ الْآنَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ الْكُفَّارَ ، وَلَكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ ، وَيَقْتُلَ أَخَاهُ ، وَيَقْتُلَ عَمَّهُ ، وَيَقْتُلَ ابْنَ عَمِّهِ . قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّهُ يَنْزِعُ عُقُولَ أَهْلِ ذَاكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى يَحْسَبَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ عَلَ
يقول القرطبي رحمه الله :
" بيَّنَ هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب دنيا ، أو اتباع هوى ، فهو الذي أريد بقوله : ( القاتل والمقتول في النار ) " انتهى.
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ، ويكون قتالهما عصبية ونحوها " انتهى
والذي يتحصل من هذه الأحاديث أن القتل يكثر في آخر الزمان ، ولا يكون مبرَّرًا معروف الأسباب ، وذلك يمكن أن يقع في الحالات الآتية :
1-في حالات قتال الفتنة التي يشتبه فيها الحق بالباطل ، فلا يظهر للناس وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم ، فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ، ولا المقتول لماذا قُتِل ، ومعنى : ( لا يدري ) الواردة في الحديث – بناء على هذا الوجه - أنهم لا يعرفون الحق من الباطل في الفتنة التي أدت إلى القتل ، وإلا فهم يعرفون وقوع الفتنة نفسها .
2-وقد يقع مثل هذا القتل أيام الحروب العصبية ، التي يقع فيها القتل بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ ، إنما شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته به ، وهو لا يدري عن سبب وقوع القتال شيئا .
3-ويمكن أن يكون في حالة وقوع القتل العشوائي العام ، كالقتل بأسلحة الدمار الشامل ، فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الأبرياء ، فلا يعرف المقتول لماذا قتل ، ولا يعرف القاتل لماذا قتل هؤلاء الأبرياء ، فجملة ( لا يدري ) في الحديث على حقيقتها ، فلا القاتل ولا المقتول يعرفان سبب القتل ، لأنه قتل عشوائي .
4-ومنه أيضا : ما يحصل من السفهاء من التحرش بالناس بالقتل لسفاهته وحمقه والتذاذه، فيقتل الآخرين ، فيصدق عليهما الحديث .
5-ومنه أيضاً : أن المعنى ( لا يدري ) أي : الوجه الشرعي في القتل ، كما جاء في " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (15/352) ترقيم الشاملة: " ( لا يدري القاتل فيم قَتل ) أي : المقتول هل يجوز قتله أم لا ، ( ولا المقتول ) أي : نفسه أو أهله ( فيم قُتل ) هل بسبب شرعي أو بغيره ، كما كثر النوعان في زماننا" انتهى.
ب- فساد الخلق: للحديث: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا
باب المتمسك بدينه آخر الزمان بمثل ما عليه الصحابة له أجر خمسين صحابياً ومائة شهيد والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر والعبادة في فتن القتال كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
عن عتبة بن غزوان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من روائكم أيام الصبر المتمسك فيه يومئذ بمثل ما أنتم عليه له أجر خمسين منكم.. رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد.. رواه الطبراني.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر أو قال على الشوك.. رواه الإمام أحمد.
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبضٍ على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله قال: وزادني غيره قيل يا رسول الله أجر خمسين منهم قال صلى الله عليه وسلم: أجر خمسين منكم.. رواه ابن وضاح.
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون بمثل عمله.. رواه ابن ماجه.
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العبادة في الهرج كهجرة إلي.. رواه مسلم. (الهرج كثرة القتال).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاهدوا في غير سبيل الله فالقائمون يومئذ بكتاب الله سراً وعلانية كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.. رواه بن وضاح.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ورائكم أياماً الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين قالوا يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسين منا.. قال: خمسين منكم. رواه البزار والطبراني.
وعن أبي أمية الشيباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت له كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيةُ آية قلت: قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾، قال أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم قالوا يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منا أو منهم قال: لا بل أجر خمسين رجلاً منكم.. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن وضاح وابن حبان في صحيحه وغيرهم.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله.. بنو قنطورا.. رواه الطبراني.
(قوله) خولهم: أي أعطاهم، (قنطورا): أبو الترك.
حامل اللواء- اللهم جنبنا الفتن
- عدد المساهمات : 512
تاريخ التسجيل : 07/01/2014
مواضيع مماثلة
» فتنه الاحلاس هي نفسها الفتنه الحالقة التي تدع الحليم حيران .. وهي فتنه الدجال الاطلس اي الذئب
» @ فتنه المنتديات من فتن الزمان @
» ويشبه الرجل في ملامحه وضع الرجل يده على كتف الولد ..... منقوله ■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
» ((ثم طواغيت ))
» بين شهر نوفمبر و ديسمبر 2016 تهدأ الفتن في الشّام هدوءا حذر إن شاء الله ثم تبدأ الفتن في البحرين و قطر أشدّ من الماضي
» @ فتنه المنتديات من فتن الزمان @
» ويشبه الرجل في ملامحه وضع الرجل يده على كتف الولد ..... منقوله ■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
» ((ثم طواغيت ))
» بين شهر نوفمبر و ديسمبر 2016 تهدأ الفتن في الشّام هدوءا حذر إن شاء الله ثم تبدأ الفتن في البحرين و قطر أشدّ من الماضي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى