بيان لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد...

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
الحمد لله رب العالمين الآمر بان نكون ربانيين معلمين ومتعلمين الذي انزل رحمة واحدة بيننا لنكون بها متراحمين

وأبقى تسعا وتسعين ليوم الدين الرحمن الرحيم الذي أملكنا مابين أيدينا في هذه الحياة الدنيا دائنين و مدينين الى اجلى مسمى ثم يفنى الملك الا ملك مالك يوم الدين وأرسل الرسل وانزل الكتب لخلقه أجمعين من الجن والإنس وجعل في كتبهم كهفا فيه وصيتهم ليكمل المنسي من علمهم فيكتمل إيمانهم بربهم فيزيدهم هدا فيعتدل ميزان العدل بينهم من أخذ به كان من العادلين الراحمين المنعمين في يوم يتكرر زوجين اثنين تزول فيه كل الملوك فيها عذاب للظالمين سننا تمضي لملوك جبارين يملكون مشرق الارض ومغربها حتى يستقر ملك المشارق والمغارب لرب العالمين جبار السماوات والأراضين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واحد احد وكذب المثنين والمثلثين والمزيدين والمتقربين بالميتين.
ولا رب ولا اله الا الله رب العالمين أجمعين وغيره خلق لا حول لهم ولا قوة ضعف الطالب والمطلوب 
مشيئتهم تحت مشيئة رب العالمين الذي يمهل ولا يهمل للظالمين له سنن يجريها في كل حين.
مرسل المنذرين ومنزل الكتب أجمعين أزواجا حتى ختم بها خاتم المرسلين محمد نبي الأميين وصلى عليه في الكتاب وملائكته وأمر بها صلاة للمصلين المسلمين

وأوصى في كتب الأولين باتباعه ، ورفع ذكره على السابقين وانزل معه قرآنا مَجِيدا
 وكساه حلة الحكمة وأمر باتباعها وجعله على خلق عظيم صلى الله وسلم على البشير النذير قائد الغر المحجلين والشفيع للأولين والتاليين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المرضيين ومن سار على دربهم من المسلمين
أما بعد :
اعلم رحمني الله وإياك أن في زوجين الحكمة هداية للناس أجمعين وعزة للمؤمنين ونصرة للمستضعفين.
ومن إهتدى كان من الآمنين في يوم حسابه
وأن الله جعل في هذه الحكمة كل ما يصلح دينهم ودنياهم ، وأمرهم فيه ان يعملوا بعلمهم وان يعلموه الناس سراً او جهرا بحسب ما يقتضيه الحال

حتى لايضل الناس وما من امه الا نسوا مما ذكروا حضا فتفرقوا وأغرى الله بينهم العداوة والبغضاء
وأولهم وأهمهم العلماء :
فانهم نسو ان لكل جماعة امام يتقدمهم لانه أقرأهم في العلم الا انهم في أمر العامة منفردين وقل من اجتمع من الصادقين مع قلوب متفرقة وكذلك من يعلمون من طلابهم ففقدت الربانية بين العلماء واختلف باختلافهم الناس
ووجوب الاجتماع عليه دلالات في صلاتنا وجهادنا وفي حياتنا

يحب الله ان يرانا صفا كأننا بنيان مرصوص
ومن ابى فليس برباني فلا تقدموه ولا تستفتوه حتى يفنى عرقه .
لان متى اختل العقل فلا تلم الجسم في تخبطه ولو اكل بعضه 
فاصطفوا رحمكم الله واستووا وليتقدمكم اقرأكم في كل علم ذا أصول وقواعد حتى تزدادوا هدا الى هداكم.
يعد الله لكم قدركم وريحكم لتنقشع غيمة الجمود وضياع الفهم بين الناس
 لانهم لم يعودوا يفقهون قولكم بسبب الفتنة لانها اذا وقعت كانت عامه في إصابتها ...

وفي الدعوة
 لا تدعو الى دين الله مالم تكن حكيما وبموعضة حسنة عل ان تنقذهم من العذاب بمنتهى الرحمة والصبر على أذاهم .
ومن لم يكن كذلك فلا يلقي بنفسه للتهلكه...

الحكمة في الدعوة
من كان داعيا لله رب العالمين فان التائهين عن نور الهداية او الذين نسو شيئا من خطابه كما جرى وأخبر عباده لهم نور قد اوقدوه من زيت شجرة فاسده لانهم ساروا خلف آية متشابهه متى أتى نور الله من الشجرة المباركة باياته المحكمة
 انطفئت نارهم  كما اخبر في اول سورة البقرة فهم في خوف يترقبون لايسمعون ولا يبصرون فلا تكونوا عليهم مكثرين وابدأوا بما كانوا به يؤمنون والا فإنكم شاركتم المفسدين .
فالداعي حكيم في دعوته والحكمة كلها في كتابه حجرات فلا تدعو من خلفها تقع في الصد عن سبيله بتنفير عبيده
ومن قال آمنت بما أنزل الله فليلزم أفعاله بما نطقت به أقواله يعتدل ميزانه ويعد اليه ما غاب عن أفهامه وتناثرت أجزاءه

ومن أراد الاستزاده 
فان في آيات الله آيات محكمات لها اثار واضحات برهان لا تخفى على من تبعها كالشمس
وأخرى متشابهه لها اثار في ليلة قمرها بين غيوم يضل من تلاها مالم يكن معه من مشعل المحكمات...
-المتشابه لا يتبعه الا صاحب فتنه او موأول 
فاما الموأول فظاهر وينبغي إسكاته
واما الفتان فانه خفي وينبغي إخراجه .
ولهم أوصاف في كتاب الله 
فأولا انهم يشعرون انهم صالحون وحقيقتهم انهم مفسدون
 ولا يكشف الانسان الذي اصبح قلبه مريضا وخطره على المجتمع قاتل الا اثره الفاسد.

لانه متى أراد ان يجمع الناس فرقهم 
 ويريد الفتنه اين ما ولى...
ومن السهل التعرف على مريض القلب وذلك من الهلاك الذي يتبع المريض اي انه يسير بخلاف ما يدعي وهو لايشعر بذلك فانظر رحمني ورحمك الله الى ماتولاه سواء أموال الناس اوعقولهم أو أنفسهم  قل او كثر
 فانه لا يخلف خلفه الا فسادا ولو سؤل قال انه يصلح ،
وهذا فقدان للشعور بضلاله الناتج عن الزيغ 
وسببه مرض في القلب يختل فيه تمييز الرؤيا القلبية بين الصلاح والفساد يزيد وينقص بزيادة ونقص المرض
فيزيد الزيغ  ومنتهاه  شيطاناً يسير على الارض وهو لا يشعر بسبب اختلال ميزانه. ، 
ولكي ينضبط تمييز القلب بين الصلاح والفساد
فلابد من تحقيق قاعدة شرعية وهي :
ان تفعل ما تقول في كامل أحوالك ماستطعت.
وقاعدة خلقية :
أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به وتقول لهم احسن القول الذي تحب ان تسمعه
وفي الإمارة :
عدم إتخاذ وزيرا له من دونه وكذلك بقية الوزراء لان هذا يؤدي للخبل والتخبط
سواء في الاقوال او في الأفعال 
ولكي تميز ايها المسلم الامير الصالح فانظر الى قراراته ومشاريعه فانها تكشف مدى خباله القول قول خبل والفعل فعله
ومتى رأيت العلماء حول الذي كشف خباله بالبرهان الواضح لكل ذي لب  فدعك من الخبلان وخذ بكتابك واحمل حذائك فانهم سينحرفون عن الجادة  ًو الفتنه لا تصيب الا عامه هاؤلاء العلماء الذين أرادوا ان يهربوا من الفتنه وقعوا فيها .. 
ولا مقام لك معهم مالم تكن آمرا لهم بالخير ومنكرا عليهم في الشر في السر او العلن حتى لا يظلوا الناس وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ويندرس العلم بسبب علماء السوء فتضل الأجيال حتى تقول هذا ما وجدنا عليه آبائنا سيرتهم الاولى.
ولبقية الناس :
إياك أن تكون مذيعا فهكذا أمرنا ربنا ومن ذاع بكل خبر فقد ظلم  نفسه ووقعت في فتنة اللهث ثم تتوالى الفتن وهو يسعى خلف الدنيا فهذه خطوات الشيطان فاتخذوه عدوا واعرفوها.

زمن الخلافه عند اكتمال مثلث الظلم 
متى ظهر الفساد حتى لا يبقى الا جنوبها ينهشه نهشا 
وانتشر الفساد من شمال الارض حتى يشترك شرقها وغربها في فسادها.
واشتعل تنور الشرق بسبب حرارة نار الحرب .
واختل ميزان العدل في غرب الارض وتولى الظالمين .
فارتقبه فليس بالبعيد فاحذر أن تكون ظالما حين ينفصل الليل عن النهار
فانظر على ما انت راكب قبل ان لا ينفع الندم  ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

الى كل من قال بغير علم قف فانك تهلك نفسك
واعلم ان سبيل الرسل يسلكه اتباعهم حذو القذة بالقذة
ولا يغب عن فهمك ان الله قال في كتابه في أول سورة البقرة
ان الناس ثلاث طبقات لا رابع لها
طبقة مفلحة : وحالهم يسارعون في الخيرات فيما حوت قلوبهم وقالت السنهم وعملته جوارحهم
وطبقة كافرة : لاتفقه شيئا ختم على قلوبهم مهما أنذرتهم فانهم لايؤمنون 
 ويكفي في انغلاق الفهم ودخول دائرة الكفر الكفر بآية واحدة من كتاب الله ...
وهم يتفقون في جواب يقولونه لمن دعاهم لا نفقه كثيرا مما تقول
وما يرون الرسل عليهم السلام واتباعهم في دعوتهم الا اعترتهم بعض آلهتهم بسوء
وآلهة زماننا الوسواس ...
وطبقة دجالة مخادعة وهي اكثر الطبقات عددا:
يخادع الله ويخادع المؤمنين ويظن انه منهم وانه من خيارهم وليس منهم
الا انه لايشعر بذلك لان قلبه صار خلاف ما آمن به
اي يخالف باطنه ظاهره ولم يتب من هذه المخالفة التي تعد خداعا
لله وكانه لا يراه وخداع للمؤمنين في ظنهم أنه منهم
 فان هذا بداية مرضا يزيده الله مالم يتفقد المسلم نفسه
مرض روحي يصيب القلب له أثر خطير يقلب الموازين لدى المصاب
كالفايرس للكمبيوتر الذي يضرب برامجه او احدها فيختل عمل الكمبيوتر
 والذي يعد في الانسان القلب الذي ينتج عنه فكره وآداءه  لانه يصبح يرا الفساد صلاحا 
وأضف الى ذلك أنهم لا يشعرون بوجود هذا المرض الذي يصيب العقل وفي تزايد مستمر
كما أن مرضهم هذا يشعرهم أنهم أعقل الناس وأزكاها وأنهم أولى من غيرهم في التقديم
ومتى ارسل الله اليهم نذير منهم أزدرته أعينهم 
وسخروا منه وتغامزوا عليه ثم يكون ردهم على من دعاهم او من جعله الله ملكا عليهم
بعد ان أكثروا سؤال الله أن يبعث لهم ملكا يرد لهم عزتهم ويساوي بينهم في أموالهم
ويرفع عنهم مظالمهم فانهم يعترضون على الداعي وعلى الله
ان هذا الداعي او هذا الملك الذي زاده الله بسطة في العلم والجسم
 ليس بخير منا واذا لم تأتنا بآية او تخرق الارض او تصعد الى السماء
او تكلمنا الموتى فلن نؤمن لك ولن نقاتل معك عدوا..
حتى يأتيهم برهان من ربهم ... سننا تجري في كل أمة حتى يرث الله
الارض ومن عليها .....
فانظر يا هداك الله
من أي الطبقات أنت فان كاتب هذا لايملك لنفسه ضرا ولا نفعا
نستجير بالله من أمراض القلوب وان نكون لا نفقه شيئا...