براءة المجاهدين حماة العرض والدين.. وتبيان وفضح سبل المجرمين
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
براءة المجاهدين حماة العرض والدين.. وتبيان وفضح سبل المجرمين
وأخي القارئ الكريم لتدرك منهج السلفية الجهادية، الذي هو مستقى من منهج الخلفاء الراشدين والسلف الصالح، يتوجب عليك قراءة هذه المقالات الفقهية بتدبر
الإمام الشرعي.. الإمام المتغلب .. الخروج على الإمام
https://t3beer.ahlamontada.com/t3195-topic#27375
حكم الحكام المستبدلين لشرائع الدين
https://t3beer.ahlamontada.com/t2965-topic#25562
منزلة الحكم بما أنزل الله من الدين
https://t3beer.ahlamontada.com/t2964-topic
رسالة تحكيم القوانين.. محمد آل الشيخ
https://t3beer.ahlamontada.com/t2974-topic
شبهة استدلال المانعين بالخروج على الحكام بحديث «لا ما أقاموا فيكم الصلاة»
https://t3beer.ahlamontada.com/t2579-topic
الفلك في إزالة الحلك عن لفظة: (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)
https://t3beer.ahlamontada.com/t2105-topic
جهاد المرتدين.. دفع الصائل على الدين أو النفس أو العرض أو المال
https://t3beer.ahlamontada.com/t2186-topic
هدي الصحابة في قتال المرتدين وأحكام هامة
https://t3beer.ahlamontada.com/t2609
وتدبر اقوال قائدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
"إذا تبايعتُم بالعِينةِ ، و أخذتُم أذنابَ البقرِ ، و رضِيتُم بالزَّرعِ ، و تركتُمُ الجهادَ سلَّط اللهُ عليكم ذُلًّا ، لا يَنزِعُه حتى ترجِعوا إلى دِينِكم"
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 423
خلاصة حكم المحدث: صحيح
"خمسٌ بخمسٍ ، ما نقض قومٌ العهدَ إلا سُلِّطَ عليهم عدَوُّهم ، وما حكموا بغير ما أنزل اللهُ إلا فشا فيهم الفقرُ ، ولا ظهرتْ فيهم الفاحشةُ إلا فشا فيهم الموتُ ، ولا طفَّفوا المكيالَ إلا مُنِعوا النباتَ وأُخِذوا بالسِّنين ، ولا مَنَعوا الزكاةَ إلا حُبِسَ عنهم القطرُ"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3240
خلاصة حكم المحدث: حسن
"والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أوليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ"
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2169
خلاصة حكم المحدث: حسن
"يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ"
الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8183
خلاصة حكم المحدث: صحيح
"لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ. قال، فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا . فيقول : لا . إن بَعضَكُم علَى بعضٍ أُمَراءُ. تَكرِمَةَ اللهِ هذه الأُمَّةَ"
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 156
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: براءة المجاهدين حماة العرض والدين.. وتبيان وفضح سبل المجرمين
كيف تنصح للمجاهدين . . . ؟ ؟ ؟
مقدمة:
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شرائع الدين الظاهرة و فريضة باقية ما حكم الإسلام في الأرض وما بقي الكفر فيها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..." " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر .." وهو قائم ما دام الصراع ناشب ومحتدم فإن فيه تذكير وإقامة حجة و إبراء للذمة و دفع للعدو من الكافر والمنافق .., وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من العوامل الأساسية لتنامي العمل الإسلامي ولتقويمه ولولاه لبقيت الأخطاء ووهنت الأعمال .., فمنزلته في الشريعة رفيعة ومكانه سامق بل لقد توعد الله من تركه وفرط فيه بالعذاب وهو معرض للعن " لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "
و قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " الْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ يُوَادُّونَ وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دِيَارُهُمْ، وَالْمُنَافِقُونَ غَشَشَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَإِنِ اجْتَمَعَتْ دِيَارُهُمْ " ووجه الغش فيها هو في سكوتهم عن النصيحة وترك إسداءها و إقامة الفرض بها , و في هذا أعظم ضرر على الصاحب و الخليل يوم القيامة .., "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" من اتق الله في نفسه وأقام أمر الله ونهيه فيها ثم أقامه في أخلاءه و أعانهم على ذلك ..,
وقال الله تعالى "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. "
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل أصيل في شريعتنا وبه يقام الدين والدنيا ..,
ولما كانت الأنفس البشرية معرضة للذنب والخطأ لما فيها من الضعف والنسيان و الشر كان بذل النصح موجب من موجبات التقويم لهذه الأنفس و مصحح للسير على الطريق .., فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القارب الذي يحمل السالكين وهو طوق النجاة الذي يمنع من الغرق في بحر الظلمات والباطل ...,
كيف تبذل النصح لأهل الجهاد
ولك أن تقول: كيف يبلغ نصحك لأهل الجهاد
أو تقول: كيف تسهم في تقويم عجلة الجهاد
ولك التخير من الموضوعات ما يحلوا على ألا يفارق العنوان المضمون ..,
كيف يبلغ نصحك أهل الجهاد
إن الجهاد شعيرة عظيمة من شرائع الدين بل ركن أساس في تبليغ الدين ونشر الإسلام ودفع كيد المعتدي و رفع الظلم عن المظلومين .., فهو من الدين بمثابة الجبال للأرض تمسكها وترسيها "والجبال أوتادا " ولو نظر المرء للأوتاد في شكلها و عملها وأثرها لوجد بأن هذه الأوتاد لا يظهر منها إلا الربع والبقية غائرة في الأرض متجذرة في أصلها ..,
ولأجل ذلك كان الوتد مثبتاً للخيام وكان الجبل مثبتاً للأرض وكان الجهاد مثبتاً للدين .., فإنه يدخل في تفاصيله و أصوله وهو عقيدة ثابتة راسخة لا ينكرها إلا من كان دينه أشبه بالكثبان الرملية تلعب بها الرياح كيف شاءت وتشكلها كيف ما أرادت .., " قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضى الله عنه "وذروة سنامه الجهاد " أي : الإسلام , فالجهاد في ذروة الإسلام في أعلى الإسلام في القمة و من كان في الأعلى فإنه يرى كل شيء دونه .., ولا يكون الجمل جملاً من غير السنام ..,
إن الجهاد شعيرة مميزة مميزة وفيها يفضح أهل النفاق و أهل الريب والشك و أهل الكفر و الرد .., والمتثاقل والمتخاذل والمثبط و الراكن .., يميز فيها أهل الدنيا من أهل الأخرة .., "يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ....."
أرضيتم بالزرع و الأخذ بالأذناب و تركتم حرث الآخرة .., فأبشروا بالعذاب ...,
إن للجهاد فضل لم يكن لعبادة من العبادات فقد جمع الفضل كله في الجهاد والقتال في سبيل الله .., وهو ساحة نزال و نوازل .., فالنوازل في الجهاد كثيرة و المسائل التي تتطلب بحثاً واحكاماً متجددة متغيرة , والخطأ في الإجتهاد حاصل , لا فكاك منه , قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر و إن إجتهد فأصاب فله اجران" أجر الإجتهاد و الإصابة .., وإن كان في الجهاد فله أجور مضاعفة , فالأجر يضاعف لفضل العبادة ..,
فإن كانت هذه العبادة الجليلة العظيمة تمثل سنام هذا الدين وبها تحفظ الحرمات وتصان الأعراض و أعظم من ذلك تمنع البيضة الإسلامية " الدين " و كانت هذه العبادة ساحة تتناوشها النوازع وتكثر فيها الأخطاء لعدم وضوح كثير من مسبباتها .., كان بذل النصح و التمساس المعاذير وتقديم حسن الظن مع الإعتراف بالذنب والتنبيه على الخطأ هو الواجب . . . , هذه واحدة
وثانية: إن تلك الأجيال التي خرجت للجهاد لم تكن كما يظنها كثير من الناس من التعصيم بلسان الحال لهؤلاء المجاهدون بل هم بشر يسير عليهم ما يسير على البشر و الأخطاء موجودة حاصلة و الجهل ماثل في كل نفس "وكان الإنسان ظلوماً جهولاً" و لكن العبرة ليست بما هو حاصل لا ينفك عن طبيعة البشر و حال العبادة ومكانها و أحداثها المفاجئة .., ولكن العبرة بالتعامل مع ذلك ..,
لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضى الله عنه عندما قتل ذلك المشرك بعد أن قال " لا إله إلا الله " وقال : أقتلته بعد ان قال لا إله إلا الله .., قال: إنما قالها تعوذاً .. قال : أشققت عن قلبه .., ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى ذلك المشرك .., ولكنه عنف أسامة , ثم إنه لم يمنعه ذلك من تأميره على الجيش وفيه أكابر الصحابة ولم يقل : أسامة فيه طيش وليس بحكيم .., هذا خطأ عالجه محمد صلى الله عليه وسلم وهو وارد لا ينسف ما عليه أسامة من تقوى ونصرة للدين وإيمان ..,
وخذ قصة خالد رضى الله عنه عندما أسر الأسارى فقالوا : صبأنا .., ولم يحسنوا ان يقولوا : آمنا .., فقتلهم .., فقال عليه الصلاة والسلام : "اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد" .. هل قال عليه الصلاة والسلام : خالد متهور متسرع , هل نزعه من الولاية للجيوش .., بل كان يرسله في كل مرة .
وثالثة: التثبت و التوقف في إصدار الأحكام عليهم وليكن شعارك و طريقك الذي تسلك "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ...."
و تنزيل الأحكام لا يكون إلا على مقدمات صحيحة حتى يتناسب الحكم مع الواقعة ويكون العدل فيه ظاهر من غير مكس ولا شطط , فوضع الندى في موضوع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضوع الندى .., وليكن ذلك هو الدأب في التواصل المباشر مع اهل الثغور وتصديق أقوالهم لأن الرائد لا يكذب أهله ومن جاد بالنفس و أرخصها لا يكذب في حديث ..,
ومن الأدلة على التثبت في حال الحروب "قصة حاطب رضى الله عنه , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما حملك على ما صنعت ؟ ؟ ؟.., وتجد كثيراً من إخواننا وممن يريد النصرة تجد لسان حاله و المقال " لقد أفسدتم بفعلكم !!! .., ما حملك على ما صنعت ؟؟ . ما هو السبب الذي دفعك إلى ما صنعت وقد سبقت منك النصرة وما غزوة بدر التي خضتها و التي اطلع الله على أهلها فقال : أعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم .., بخافية فقد شهدتها ...
وقوله عليه الصلاة والسلام لكعب رضى الله عنه عندما تخلف عن الغزو " ما خلفك ؟ ؟ ؟ " التثبت قبل إصدار الأحكام من صفات المرسلين , فقد عصموا من الخطأ , وقد قال الله آمراً أهل طاعته "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر و ذكر الله كثيراً..."
و رابعة: الأدب في النصح معهم والترفق بهم "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" .., ثم إن هذا علامة على صدق الناصح و أنه يريد الخير بالمنصوح وانه مشفق عليه محب له .., ومن خالف الرفق أو الحد الأدنى له وفي كل مرة أو مزج نصحه بالإتهام وسوء الظن فلا ملامة على من لم يقبل نصحه أو من يرتاب فيه فنحن لا نعلم حقيقة من هو هذا الناصح لا حقيقته ولا دينه ولا عينه ..,
وكيف لعبد يريد لآخر الخلاص وهو يسيء إليه ألم يقل الله "ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك.." مع أنه رسول وهو المبلغ إلا أن الأسلوب في النصح هو البساط الذي يقدم فيه . . . ولا يتحجج البعض بأن الخطأ من المجاهد ليس كغيره لذا كانت الشدة ونحن نقول : لا يلجأ للشدة إلا في وقتها وبعد رفق , أو ممن له كلمة مسموعة وتأثير وممن تؤخذ شدته في الإعتبار ,
يقول ابن القيم رحمه الله: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه؛ والغيرة له وعليه؛ فهو إحسان محض "
قال ابن رجب رحمه الله: "من عرف منه أنّه أراد بردّه على العلماء النّصيحة لله ورسوله، فإنّه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتّعظيم كسائر أئمّة المسلمين الّذين كان يردّ على المخطىء منهم، ومن عرف أنّه أراد بردّه عليهم التّنقيص والذّمّ وإظهار العيب، فإنّه يستحقّ أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرّذائل المحرّمة "
وخامسة: حفظ جهادهم وسابقتهم و الإدراك بأن الخطأ لا ينقص من فضيلة الرجل فهو بشر يسير عليه ويجري ما يجري عليهم .., فلم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى جهاد أحد الصحابة أو سابقته .., والدليل ما ذكرناه من قصة خالد وكعب وأسامة رضوان الله عليهم وكذا قصة شارب الخمر عندما لعن فقال عليه الصلاة والسلام "لا تعينوا الشيطان على أخيكم فإني ما علمت إلا انه يحب الله ورسوله " وقال لعمر رضى الله عنه عندما تخاصم مع أبي بكر رضى الله عنه : هل أنتم تاركوا لي صاحبي أتيتكم فقلتم: كذبت , وقال : أبو بكر : صدقت ...... فقال أبو بكر : أنا كنت أظلم أنا كنت أظلم ...,
سادساً: الوفاء معهم و الحذر من الكلام في اعراضهم .., ولن أذكر وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابة من زوجه خديجة وعائشة وسائر أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم ولا بقية الأصحاب .., بل مع الكافر عندما قدم شيء من الإحسان له من أحدهم وهو المطعم بن عدي فقد أجار النبي صلى الله عليه وسلم مدة يسيرة عندما رجع من الطائف و شارك في تمزيق الصحيفة الجائرة على قوم أبي طالب ... فقال في بدر : لو كان المطعم حياً وسألني في هؤلاء النتنى لأعطيته إياهم ...,
و الغيبة تعظم بعظم الأعراض فالكلام في أعراض الصحابة رضوان الله عليهم ليس كالتابعين وعلى عوام الناس ليس كالمجاهدين والعلماء الراسخين الربانين .., قال الله تعالى في الحديث القدسي "من عادى لي ولياً فقد أذنته بالحرب"
قال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم: وإنا لمؤاخذون بما نقول .., قال عليه الصلاة والسلام : وهل يكبُ الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم .., أي: غالب أسباب كب الناس في النار على وجوههم هو ما يحصده هذا اللسان وما يخرج منه ..,
وقال عليه الصلاة والسلام "من صمت نجا" .., وقيل: في الصمت السلامة ...,
سابعاً: ليكن خطابك دائماً في الإصلاح موجه للخطأ لا المخطئ .., وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو قمة التجرد , قال عليه الصلاة والسلام "ما بال أقوام يقولون كذا و كذا"؟ ؟ ؟ ولا يكون الإعلان بالنصح "حتى يعظم الخطأ" و يعمل بالآداب التي ذكرناها .., وبهذا تسلم كثيراً من الخصوم و تجمع كثيراً من القلوب و تسهم في إصلاح الفرد بأسهل طريق , طريق التعريض .
ثامناً: الإكثار من الإستدراك على أهل الجهاد علامة ريب على المستدرك .., ونحن لا نتكلم إذا كان حقاً وكان من محب , فنصح أمثال هذا على العين و الرأس .., ولكن عن ذلك الذي سلم منه اليهود والنصارى ولم يظفروا بربع ما ظفر به أهل الجهاد من المدافعة والمجاهدة وكأن هذه الأقلام " كسرها الله " مأجورة , نائحة مستأجرة , لطامات خدود شقاقات جيوب .., مع مافي ذلك من وقوع الريب من عموم المسلمين تجاه إخوانهم المجاهدين لما يقرأون عنهم من عيوب دون اعتراف بالفضل .., يقول عليه الصلاة والسلام "لا تذكروا مساوئ أصحابي حتى أخرج إليهم وانا سليم الصدر" لأن النفس البشرية تتحطم بالعيب أمامها النظرة الكمالية فتنقلب حتى يحصل نسف التاريخ و درس الفضل .
تاسعاً: التعيير بالأخطاء السالفة , وهذا من الكراهية وعدم النصح فالأخطاء واردة حاصلة كما هو المتفق عليه , فالتعيير بها واستصحابها دليل على إفلاس الآخذ عليهم .., خاصة إذا حصل الإستدراك من أهل الجهاد أو كانت لهم في هذه الأخطاء مسوغ و تأول .., أو إنتهى الأمر بالقضاء الشرعي وحصل الفصل في القضية .., يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب"
فإقامة الحد مطهرة للذنب .., فالزيادة بالتعيير مخالف للسنة النبوية .
عاشراً: أخطاء الأفراد لا تؤثر في منهج الجماعة الجهادية , إلا إذا لم تأخذ على أيديهم ولم تقيم العدل فيهم , فلا يحمّل التنظيم الأخطاء الفردية ولا يصح أن يقال هذا التنظيم ضال لأن فلان فعل كذا وكذا , فهذه الساحة " الجهادية " يكثر فيها الخطأ لإلتباس الأمور و العجلة في اتخاذ القرارات .., والقيل والقال مما يبعث على ترك التثبت و العجلة .., والعبرة بالمنهج المتبع .., والزبد يذهب و إن حفظ و ما ينفع الناس يمكث في الأرض و إن ترك ..,
كتب على عجل ... يتبع بإذن الله إذا تيسر ذلك
أخوكم أبـو عبـــدالله المهــــاجر
أحد المرابطين في ثغور الشام
مقدمة:
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شرائع الدين الظاهرة و فريضة باقية ما حكم الإسلام في الأرض وما بقي الكفر فيها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..." " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر .." وهو قائم ما دام الصراع ناشب ومحتدم فإن فيه تذكير وإقامة حجة و إبراء للذمة و دفع للعدو من الكافر والمنافق .., وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من العوامل الأساسية لتنامي العمل الإسلامي ولتقويمه ولولاه لبقيت الأخطاء ووهنت الأعمال .., فمنزلته في الشريعة رفيعة ومكانه سامق بل لقد توعد الله من تركه وفرط فيه بالعذاب وهو معرض للعن " لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "
و قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " الْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ يُوَادُّونَ وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دِيَارُهُمْ، وَالْمُنَافِقُونَ غَشَشَةٌ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَإِنِ اجْتَمَعَتْ دِيَارُهُمْ " ووجه الغش فيها هو في سكوتهم عن النصيحة وترك إسداءها و إقامة الفرض بها , و في هذا أعظم ضرر على الصاحب و الخليل يوم القيامة .., "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" من اتق الله في نفسه وأقام أمر الله ونهيه فيها ثم أقامه في أخلاءه و أعانهم على ذلك ..,
وقال الله تعالى "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. "
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل أصيل في شريعتنا وبه يقام الدين والدنيا ..,
ولما كانت الأنفس البشرية معرضة للذنب والخطأ لما فيها من الضعف والنسيان و الشر كان بذل النصح موجب من موجبات التقويم لهذه الأنفس و مصحح للسير على الطريق .., فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القارب الذي يحمل السالكين وهو طوق النجاة الذي يمنع من الغرق في بحر الظلمات والباطل ...,
كيف تبذل النصح لأهل الجهاد
ولك أن تقول: كيف يبلغ نصحك لأهل الجهاد
أو تقول: كيف تسهم في تقويم عجلة الجهاد
ولك التخير من الموضوعات ما يحلوا على ألا يفارق العنوان المضمون ..,
كيف يبلغ نصحك أهل الجهاد
إن الجهاد شعيرة عظيمة من شرائع الدين بل ركن أساس في تبليغ الدين ونشر الإسلام ودفع كيد المعتدي و رفع الظلم عن المظلومين .., فهو من الدين بمثابة الجبال للأرض تمسكها وترسيها "والجبال أوتادا " ولو نظر المرء للأوتاد في شكلها و عملها وأثرها لوجد بأن هذه الأوتاد لا يظهر منها إلا الربع والبقية غائرة في الأرض متجذرة في أصلها ..,
ولأجل ذلك كان الوتد مثبتاً للخيام وكان الجبل مثبتاً للأرض وكان الجهاد مثبتاً للدين .., فإنه يدخل في تفاصيله و أصوله وهو عقيدة ثابتة راسخة لا ينكرها إلا من كان دينه أشبه بالكثبان الرملية تلعب بها الرياح كيف شاءت وتشكلها كيف ما أرادت .., " قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضى الله عنه "وذروة سنامه الجهاد " أي : الإسلام , فالجهاد في ذروة الإسلام في أعلى الإسلام في القمة و من كان في الأعلى فإنه يرى كل شيء دونه .., ولا يكون الجمل جملاً من غير السنام ..,
إن الجهاد شعيرة مميزة مميزة وفيها يفضح أهل النفاق و أهل الريب والشك و أهل الكفر و الرد .., والمتثاقل والمتخاذل والمثبط و الراكن .., يميز فيها أهل الدنيا من أهل الأخرة .., "يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ....."
أرضيتم بالزرع و الأخذ بالأذناب و تركتم حرث الآخرة .., فأبشروا بالعذاب ...,
إن للجهاد فضل لم يكن لعبادة من العبادات فقد جمع الفضل كله في الجهاد والقتال في سبيل الله .., وهو ساحة نزال و نوازل .., فالنوازل في الجهاد كثيرة و المسائل التي تتطلب بحثاً واحكاماً متجددة متغيرة , والخطأ في الإجتهاد حاصل , لا فكاك منه , قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر و إن إجتهد فأصاب فله اجران" أجر الإجتهاد و الإصابة .., وإن كان في الجهاد فله أجور مضاعفة , فالأجر يضاعف لفضل العبادة ..,
فإن كانت هذه العبادة الجليلة العظيمة تمثل سنام هذا الدين وبها تحفظ الحرمات وتصان الأعراض و أعظم من ذلك تمنع البيضة الإسلامية " الدين " و كانت هذه العبادة ساحة تتناوشها النوازع وتكثر فيها الأخطاء لعدم وضوح كثير من مسبباتها .., كان بذل النصح و التمساس المعاذير وتقديم حسن الظن مع الإعتراف بالذنب والتنبيه على الخطأ هو الواجب . . . , هذه واحدة
وثانية: إن تلك الأجيال التي خرجت للجهاد لم تكن كما يظنها كثير من الناس من التعصيم بلسان الحال لهؤلاء المجاهدون بل هم بشر يسير عليهم ما يسير على البشر و الأخطاء موجودة حاصلة و الجهل ماثل في كل نفس "وكان الإنسان ظلوماً جهولاً" و لكن العبرة ليست بما هو حاصل لا ينفك عن طبيعة البشر و حال العبادة ومكانها و أحداثها المفاجئة .., ولكن العبرة بالتعامل مع ذلك ..,
لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضى الله عنه عندما قتل ذلك المشرك بعد أن قال " لا إله إلا الله " وقال : أقتلته بعد ان قال لا إله إلا الله .., قال: إنما قالها تعوذاً .. قال : أشققت عن قلبه .., ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى ذلك المشرك .., ولكنه عنف أسامة , ثم إنه لم يمنعه ذلك من تأميره على الجيش وفيه أكابر الصحابة ولم يقل : أسامة فيه طيش وليس بحكيم .., هذا خطأ عالجه محمد صلى الله عليه وسلم وهو وارد لا ينسف ما عليه أسامة من تقوى ونصرة للدين وإيمان ..,
وخذ قصة خالد رضى الله عنه عندما أسر الأسارى فقالوا : صبأنا .., ولم يحسنوا ان يقولوا : آمنا .., فقتلهم .., فقال عليه الصلاة والسلام : "اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد" .. هل قال عليه الصلاة والسلام : خالد متهور متسرع , هل نزعه من الولاية للجيوش .., بل كان يرسله في كل مرة .
وثالثة: التثبت و التوقف في إصدار الأحكام عليهم وليكن شعارك و طريقك الذي تسلك "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ...."
و تنزيل الأحكام لا يكون إلا على مقدمات صحيحة حتى يتناسب الحكم مع الواقعة ويكون العدل فيه ظاهر من غير مكس ولا شطط , فوضع الندى في موضوع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضوع الندى .., وليكن ذلك هو الدأب في التواصل المباشر مع اهل الثغور وتصديق أقوالهم لأن الرائد لا يكذب أهله ومن جاد بالنفس و أرخصها لا يكذب في حديث ..,
ومن الأدلة على التثبت في حال الحروب "قصة حاطب رضى الله عنه , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما حملك على ما صنعت ؟ ؟ ؟.., وتجد كثيراً من إخواننا وممن يريد النصرة تجد لسان حاله و المقال " لقد أفسدتم بفعلكم !!! .., ما حملك على ما صنعت ؟؟ . ما هو السبب الذي دفعك إلى ما صنعت وقد سبقت منك النصرة وما غزوة بدر التي خضتها و التي اطلع الله على أهلها فقال : أعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم .., بخافية فقد شهدتها ...
وقوله عليه الصلاة والسلام لكعب رضى الله عنه عندما تخلف عن الغزو " ما خلفك ؟ ؟ ؟ " التثبت قبل إصدار الأحكام من صفات المرسلين , فقد عصموا من الخطأ , وقد قال الله آمراً أهل طاعته "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر و ذكر الله كثيراً..."
و رابعة: الأدب في النصح معهم والترفق بهم "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" .., ثم إن هذا علامة على صدق الناصح و أنه يريد الخير بالمنصوح وانه مشفق عليه محب له .., ومن خالف الرفق أو الحد الأدنى له وفي كل مرة أو مزج نصحه بالإتهام وسوء الظن فلا ملامة على من لم يقبل نصحه أو من يرتاب فيه فنحن لا نعلم حقيقة من هو هذا الناصح لا حقيقته ولا دينه ولا عينه ..,
وكيف لعبد يريد لآخر الخلاص وهو يسيء إليه ألم يقل الله "ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك.." مع أنه رسول وهو المبلغ إلا أن الأسلوب في النصح هو البساط الذي يقدم فيه . . . ولا يتحجج البعض بأن الخطأ من المجاهد ليس كغيره لذا كانت الشدة ونحن نقول : لا يلجأ للشدة إلا في وقتها وبعد رفق , أو ممن له كلمة مسموعة وتأثير وممن تؤخذ شدته في الإعتبار ,
يقول ابن القيم رحمه الله: "والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه؛ والغيرة له وعليه؛ فهو إحسان محض "
قال ابن رجب رحمه الله: "من عرف منه أنّه أراد بردّه على العلماء النّصيحة لله ورسوله، فإنّه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتّعظيم كسائر أئمّة المسلمين الّذين كان يردّ على المخطىء منهم، ومن عرف أنّه أراد بردّه عليهم التّنقيص والذّمّ وإظهار العيب، فإنّه يستحقّ أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرّذائل المحرّمة "
وخامسة: حفظ جهادهم وسابقتهم و الإدراك بأن الخطأ لا ينقص من فضيلة الرجل فهو بشر يسير عليه ويجري ما يجري عليهم .., فلم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى جهاد أحد الصحابة أو سابقته .., والدليل ما ذكرناه من قصة خالد وكعب وأسامة رضوان الله عليهم وكذا قصة شارب الخمر عندما لعن فقال عليه الصلاة والسلام "لا تعينوا الشيطان على أخيكم فإني ما علمت إلا انه يحب الله ورسوله " وقال لعمر رضى الله عنه عندما تخاصم مع أبي بكر رضى الله عنه : هل أنتم تاركوا لي صاحبي أتيتكم فقلتم: كذبت , وقال : أبو بكر : صدقت ...... فقال أبو بكر : أنا كنت أظلم أنا كنت أظلم ...,
سادساً: الوفاء معهم و الحذر من الكلام في اعراضهم .., ولن أذكر وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابة من زوجه خديجة وعائشة وسائر أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم ولا بقية الأصحاب .., بل مع الكافر عندما قدم شيء من الإحسان له من أحدهم وهو المطعم بن عدي فقد أجار النبي صلى الله عليه وسلم مدة يسيرة عندما رجع من الطائف و شارك في تمزيق الصحيفة الجائرة على قوم أبي طالب ... فقال في بدر : لو كان المطعم حياً وسألني في هؤلاء النتنى لأعطيته إياهم ...,
و الغيبة تعظم بعظم الأعراض فالكلام في أعراض الصحابة رضوان الله عليهم ليس كالتابعين وعلى عوام الناس ليس كالمجاهدين والعلماء الراسخين الربانين .., قال الله تعالى في الحديث القدسي "من عادى لي ولياً فقد أذنته بالحرب"
قال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم: وإنا لمؤاخذون بما نقول .., قال عليه الصلاة والسلام : وهل يكبُ الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم .., أي: غالب أسباب كب الناس في النار على وجوههم هو ما يحصده هذا اللسان وما يخرج منه ..,
وقال عليه الصلاة والسلام "من صمت نجا" .., وقيل: في الصمت السلامة ...,
سابعاً: ليكن خطابك دائماً في الإصلاح موجه للخطأ لا المخطئ .., وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو قمة التجرد , قال عليه الصلاة والسلام "ما بال أقوام يقولون كذا و كذا"؟ ؟ ؟ ولا يكون الإعلان بالنصح "حتى يعظم الخطأ" و يعمل بالآداب التي ذكرناها .., وبهذا تسلم كثيراً من الخصوم و تجمع كثيراً من القلوب و تسهم في إصلاح الفرد بأسهل طريق , طريق التعريض .
ثامناً: الإكثار من الإستدراك على أهل الجهاد علامة ريب على المستدرك .., ونحن لا نتكلم إذا كان حقاً وكان من محب , فنصح أمثال هذا على العين و الرأس .., ولكن عن ذلك الذي سلم منه اليهود والنصارى ولم يظفروا بربع ما ظفر به أهل الجهاد من المدافعة والمجاهدة وكأن هذه الأقلام " كسرها الله " مأجورة , نائحة مستأجرة , لطامات خدود شقاقات جيوب .., مع مافي ذلك من وقوع الريب من عموم المسلمين تجاه إخوانهم المجاهدين لما يقرأون عنهم من عيوب دون اعتراف بالفضل .., يقول عليه الصلاة والسلام "لا تذكروا مساوئ أصحابي حتى أخرج إليهم وانا سليم الصدر" لأن النفس البشرية تتحطم بالعيب أمامها النظرة الكمالية فتنقلب حتى يحصل نسف التاريخ و درس الفضل .
تاسعاً: التعيير بالأخطاء السالفة , وهذا من الكراهية وعدم النصح فالأخطاء واردة حاصلة كما هو المتفق عليه , فالتعيير بها واستصحابها دليل على إفلاس الآخذ عليهم .., خاصة إذا حصل الإستدراك من أهل الجهاد أو كانت لهم في هذه الأخطاء مسوغ و تأول .., أو إنتهى الأمر بالقضاء الشرعي وحصل الفصل في القضية .., يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب"
فإقامة الحد مطهرة للذنب .., فالزيادة بالتعيير مخالف للسنة النبوية .
عاشراً: أخطاء الأفراد لا تؤثر في منهج الجماعة الجهادية , إلا إذا لم تأخذ على أيديهم ولم تقيم العدل فيهم , فلا يحمّل التنظيم الأخطاء الفردية ولا يصح أن يقال هذا التنظيم ضال لأن فلان فعل كذا وكذا , فهذه الساحة " الجهادية " يكثر فيها الخطأ لإلتباس الأمور و العجلة في اتخاذ القرارات .., والقيل والقال مما يبعث على ترك التثبت و العجلة .., والعبرة بالمنهج المتبع .., والزبد يذهب و إن حفظ و ما ينفع الناس يمكث في الأرض و إن ترك ..,
كتب على عجل ... يتبع بإذن الله إذا تيسر ذلك
أخوكم أبـو عبـــدالله المهــــاجر
أحد المرابطين في ثغور الشام
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
مواضيع مماثلة
» شيخ المجرمين يتوعد المدنيين بالمجازر في المقدادية !!!!
» حماة صديقتي
» أقوال العلماء فيمن حكم بغير شرع الله.. وتبيان القول بشرط الاستحلال
» كشف وفضح اكبر حركة للردة حدثت من بعد حروب الردة في زمن ابوبكر الصديق ما تسمى بـ #الصحوات في #العراق
» بالفيديو: "أبو إبراهيم المصرِي" يعلِن انشقاقَه و25 آخرين عن تنظيم "داعش" في حماة
» حماة صديقتي
» أقوال العلماء فيمن حكم بغير شرع الله.. وتبيان القول بشرط الاستحلال
» كشف وفضح اكبر حركة للردة حدثت من بعد حروب الردة في زمن ابوبكر الصديق ما تسمى بـ #الصحوات في #العراق
» بالفيديو: "أبو إبراهيم المصرِي" يعلِن انشقاقَه و25 آخرين عن تنظيم "داعش" في حماة
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى