من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
3 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=FrKxasZJzRc
من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الكرام:
تباينت المواقف من كلمة قائد جبهة النصرة التي عقب فيها على كلمة أبي بكر البغدادي بخصوص إعلان دولة إسلامية في العراق والشام. وأنا هنا لست في دور المحلل السياسي وإنما داع إلى الله بإذنه تعالى أحاول تصويب المفاهيم وتأليف قلوب المسلمين دون انحياز إلى طرف بعينه إلا بقدر ما يقترب مما نراه السنة في المواقف المعينة. فنقول وبالله التوفيق:
1) يفترض بعض الإخوة أن إعلان دولة إسلامية من طرف البغدادي ينبغي أن يكون ملزما للفصائل المجاهدة كلها، على اعتبار أنه لا يجوز لها الاختلاف على مبدأ إقامة هذه الدولة. وعليه فإن هؤلاء الإخوة يتعجبون لماذا أعفى الجولاني جبهة النصرة من إعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ولم يلتزم بها، ويقولون: (أليس قيام الدولة الإسلامية هو ما نتمناه جميعا ونسعى إليه؟). والجواب عن ذلك إخواني من أربعة وجوه:
أولا: ما الهدف من إقامة الدولة الإسلامية؟ إقامة دين الله في الأرض. هذا هو الواجب الشرعي وليس إعلان الدولة لذاته.
ومن نعم الله الكبرى على عباده في سوريا أن الفصائل المقاتلة اتفقت على تسليم إدارة المناطق المحررة للمجالس الشرعية المؤلفة من النصرة وغيرها. فإن عكر إعلان الدولة على هذا الهدف الأسمى وأفسد حالة التوافق الموجودة فإنه يكون تضييعا للواجب والجوهر من أجل أمر غير واجب!
وهذا معنى كلام الجولاني حفظه الله إذ قال: "قضية الإعلان لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر". وعرف هذا الجوهر إذ قال: "لقد أعلنا منذ بادئ الأمر أننا نصبوا لإعادة سلطان الله في أرضه ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه وما كنا نريد الاستعجال بالإعلان عن أمر لنا فيه أناة. فمهام الدولة من تحكيم للشريعة وفض للخصومات والنزاعات والسعي لإحلال الأمن بين المسلمين وتأمين مستلزماتهم قائمة على قدم وساق في الأماكن المحررة".
وقد أحسن في تعريفه لمهام الدولة بعبارته تلك وعدم قصرها على جانب واحد من الشريعة.
فالجولانيُّ إنما أعفى الجبهةَ من أمر غير واجب في هذا الوقت، لكنه لم يتنصل من المساهمة في إقامة الشريعة في الأراضي المحررة.
ثانيا إخواني: الدولة التي تجب بيعة إمامها في أعناق المسلمين هي تلك الممكنة صاحبة السلطان الكامل المستقر. أما في حالة السلطان المجزوء غير المستقر فليس لأمير جماعة في أعناق سائر المسلمين بيعة. ولو كان له بيعة لوجب على الجماعات المجاهدة الاكتفاء ببيعةٍ لأمراء الجهاد في أفغانستان أو الصومال أو مالي. فما لم يجب عليهم لمن سبقهم لا يجب على غيرهم لهم. ومن هنا يصبح إعلان دولة في هذه الظروف موهما بوجوب ما لا يجب حقيقة، وموهما بفسق أو إثم ومعصية من لم يبايع أمير جماعة بعينها.
ثالثا إخواني: ينبغي لإخواننا من مؤيدي النصرة أو تنظيم دولة العراق الإسلامية أن يعلموا بأن مشروع هذه الجماعات ليس الحق الصرف بينما مشروع غيرها باطل صرف. نحن هنا لا نتكلم عن المشاريع ديمقراطية الظاهر التي يَزُج بها النظام الدولي بهدف تنحية الشريعة، وإنما عن فصائل ترفع جميعا شعار إقامة دين الله في الأرض والخضوع لحكمه. هؤلاء جميعا إخواننا وأولياؤنا وعلى حق في الجملة.
ينبغي أن ندرك أن هناك خلافا بين هذه الفصائل المجاهدة جميعا لا على مبدأ إقامة الدين، إنما على تفاصيل متعلقة بالسياسة الشرعية يسوغ الخلاف فيها، كتأجيل أو استعجال المواجهة مع دول مجاورة، وعلى أمور إدارية كتقاسم المسؤوليات والواجبات في الدولة المنشودة وآليات إشراك عموم الناس فيها.
هذه التفاصيل لا بد من الاتفاق عليها، ورفضُ فصيل جهادي لإعلان الدولة لا يعني أبدا رفضه لإقامة حكم الله في الأرض، إنما هو رفض لأن يفرض طرف رؤيته وفهمه للسياسة الشرعية على الأطراف الأخرى دون مشورة.
والذين يرون إعلان الشيخ البغدادي ملزما نقول لهم: لو أن حركة أحرار الشام مثلا أعلنت دولة إسلامية السيادة فيها للشريعة، لكن دون مشورة من الجبهة والأطراف الأخرى، فهل كنتم ستقولون أيضا أن إعلانها هذا ملزم للجميع؟
آن لنا إخواني أن نفرق بين ما يسوغ الاختلاف فيه وما لا يسوغ.
الجولاني حفظه الله وضح ذلك إذ قال: "دولة الإسلام في الشام تُبنى بسواعد الجميع".
- وهذا ما أكدناه من قبل في الكلمة السابقة من أنه لا يمكن لفصيل جهادي بمفرده أن يقوم بالمشروع الإسلامي في سوريا.
ثم إن الجولاني أظهر إدراكه العميق لمسألة ضرورة الاتفاق على السياسة الشرعية إذ تكلم عن "بذل جهد في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام، والتي اتفق عليها أهل الحل والعقد في بلاد الشام من قيادات الجبهة وطلبة علمها ثم قيادات الفصائل الأخرى وطلبة علمهم". يدرك الجولاني أن أمور السياسة الشرعية لا بد من الاتفاق عليها مع الفصائل الأخرى.
رابعا إخواني: نرى من حكم الله عز وجل في تأخير سقوط بشار أن يعطي فرصة للمجاهدين لدعوة الناس وتأليف قلوبهم واحتواء الفصائل ذات الرؤية غير الإسلامية، ليهلك بعد ذلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، بحيث يتمايز في نهاية المطاف من يرفض دين الله كبرا وعدوانا وإفسادا.
لا نريد أن يشهر المجاهدون السلاح في وجه من في قلبه حب لدين الله بالجملة لكنه يتخوف من المشروع الإسلامي عن نقص ثقة في حكمة حامليه، أو تأثرا بالآلة الإعلامية التي شوهت تاريخ الجهاد المعاصر، أو تأثرا بشبهات الديمقراطية التي لم يسلم منها كثير من طلبة العلم فضلا عن العوام. هؤلاء جميعا أعطانا الله فرصة عظيمة لدعوتهم ونقاشهم وتبديد شكوكهم ومخاوفهم بالسلوك العملي وحسن الخلق.
ويؤلمنا حقيقة نبرة بعض إخواننا محبي الجهاد ممن يتعجلون المفاصلة مع هؤلاء ويستخفون بهم ولا يحرصون على هدايتهم ويقللون من خطورة التصادم غير المبرر معهم!
قيادات الفصائل المجاهدة ترى في إعلان الدولة استعداء لهؤلاء جميعا وإشعارهم بالإقصاء والتهميش وتحويلهم من حاضنة شعبية قابلة للاحتواء وداعمة للجهاد وإقامة الدين إلى خصوم يُضيِّع الصدام معهم خير الدين والدنيا.
لذا فإنك ترى في كلمات الجولاني حرصا على تألف الجميع، حتى أنه كرر عبارة "ممن شاركنا الجهاد والقتال" بطريقة توحي بأنه لا يتعجَّل المفاصلة مع الفصائل التي تقاتل، ولا تجاهد، إذ هي ذات رؤية غير الإسلامية...لكنه مع ذلك يسعى إلى احتوائها وتفادي الصدام معها بل ومشاورتها وإشراكها في بناء الشام...ما دام ذلك كله يتم في فترة مواجهة العدو المشترك وغياب التمكين الكامل الذي يوجب على الممكن لهم إقامة الدين على من قبله ورفضه، وما دام أن هذا التوافق لم يكن أبدا على حساب إقامة المقدور عليه من أحكام الشريعة في المناطق المحررة.
وقد أحسن أيضا إذ أكد على التعاون والتنسيق مع الشيوخ المعتبرين من أهل السنة، أي من يمثلون شرائح المجتمع المدني السني ممن يناصرون المشروع الإسلامي بالجملة ولم يتم شراء ذممهم لخدمة أجندات النظام الدولي.
طبعا هناك إخواني من يريد من المجاهدين أن يذهبوا أبعد من ذلك ويشركوا كافة شرائح المجتمع، السنية والعلوية والنصارى والدروز والأطفال والمراهقين مجاهدين ومناصرين وعملاء ومعارضين وعصاة وطائعين ومن شارك في الثورة وكذلك المخذلين...يشركهم جميعا في تقرير شكل الدولة المستقبلية واختيار الشريعة أو إقصائها من خلال صناديق الاقتراع التي تجعل وزن المجاهد الذي ذاد عن حياض المسلمين كوزن مدمن المخدرات الذي يسب الرب والدين. ولذا فأصحاب صناديق الاقتراع هؤلاء يغيظهم تقييد الجولاني كلماته بعبارة "المعتبرين من أهل السنة". وهؤلاء رددنا عليهم في حلقات كثيرة.
من أجل ما سبق جميعا إخواني فإنا نرى أن الجولاني حفظه الله أصاب حين أعفى الجبهة من إعلان الدولة، ولا نرى محلا لإنكار ذلك عليه.
ثانيا إخواني:
بخصوص إعلان الجولاني البيعة للدكتور أيمن الظواهري، لن أعبر عن رأيي في ذلك بعدما وقع إذ ما يهمنا هو النظرة المستقبلية. كأن الجولاني إنما أراد ببيعته تأكيد الوفاء للمظلة التي قدمت للنصرة الدعم في جهادها بالشام، وأن يظهر للعالم أن جبهة النصرة حسنة من حسنات هذه المظلة التي بالغ كثير من المسلمين في التحامل عليها لأخطاء وقعت وأخرى توهموها تحت تأثير الإعلام المغرض.
لكننا أيضا نرى أن من حق الفصائل المجاهدة الأخرى أن تفضل استقلال قرار الجبهة، إذ أن ذلك أدعى لحصول التوافق المنشود عندما تملك قيادة الجبهة في الداخل قرارها الحاضر والمستقبلي.
لذلك أرسل الجولاني رسالة طمأنة للفصائل بقوله: "ونطمئن أهلنا في الشام أن ما رأيتموه من الجبهة من ذودها عن دينكم وأعراضكم ودمائكم وحسن خلقها معكم ومع الجماعات الأخرى المقاتلة ستبقي كما عهدتموها، وأن إعلان البيعة لن يغير شيئا في سياستها".
فنتمنى أن تطمئن هذه الرسالة الفصائل الأخرى إلى إمكانية التوافق.
لكن للإنصاف إخواني نرى أن هذه المسألة بحاجة إلى مزيد تأكيد من الجبهة أكثر فأكثر، بحيث تقدم الجبهة ومن بايعته مصلحة اجتماع كلمة المجاهدين في الشام وتجنبِ المعارك الجانبية مع المتحفظين على تاريخ التجارب الجهادية السابقة لأخطاء وقعت أو افتُريت...تُقدِّم هذه المصلحة على أي اعتبار تنظيمي، خاصة وأن الجولاني يفقه جيدا ضرورة تقديم الجوهر على الاعتبارات الأخرى.
ثالثا إخواني: نتوقع أن يتم توظيف هذه الأحداث من قِبَل منفذي أجندات النظام الدولي، بحيث يدْعون إلى الانحياز لمشروع الدولة الديمقراطية التعددية في الظاهر المروضة الطائفية في الحقيقة، مستغلين مشكلة الاستقطاب الموجودة لدى الكثيرين، والتي تجعلهم تحت وطأة نفورهم من بيان الشيخ البغدادي يهربون إلى نار مشروع النظام الدولي!
نتوقع أن يعيب البعض على الجبهة أنها تلقت تمويلا من إخوتها في العراق مع أن هؤلاء العائبين أنفسهم يدافعون عن تلقي التمويل والتسليح من أمريكا والنظام الدولي ووكلائه في المنطقة بل ويبررون تقديم التنازلات في سبيل ذلك! وهم يعلمون أن تنظيم دولة العراق إن أراد الخير فأخطأه في بعض الأمر فالنظام الدولي لا يريد بالمسلمين إلا شرا...((ودوا ما عنتم)).
وهنا يأتي دور إخواننا ممن يتحلون بالحكمة وحسن الخطاب، في عرض الصورة الوسطية المنشودة دون الدفاع عن بيانات واجتهادات قابلة للخطأ، إذ ذلك يكرس حالة الاستقطاب.
رابعا: على الرغم من الاختلاف مع إعلان الدولة، وعلى الرغم من تخوفنا على الجماعات الجهادية عموما من الاختراق، إلا أن المسلم المنصف الوفي يشكر الإحسان. فقد صح عن معلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)).
كثير من إخواننا تحامل على بيان البغدادي لاعتبارات قد نوافقهم عليها، لكن كأنهم لم يسمعوا منه عبارة أن إخواننا في العراق تقاسموا شطر مالهم مع النصرة لنجدة المسلمين في الشام! أليس هذا معروفا يُشكر يا إخواني؟ ((هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)). إخواننا في العراق على ما فيهم من عسرة وتضييق وقتل وتعذيب وسجن وتشريد يشاطرون إخوانهم في الشام نصف أموالهم دفاعا عنهم ولو كان بهم خصاصة. أليس هذا شيئا يُشكر؟
لا يتعارض رفض اجتهاد ما لمخالفته السياسة الشرعية في نظرك مع أن تشكر لصاحبه معروفا أسداه إليك. لذا، فكنا نتمنى أن نرى في اعتراض إخواننا: "جزاك الله خيرا ولكن...".
((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا)).
ختاما فإنا ما قلنا هذا الكلام إلا سعيا للتأليف بين المسلمين وجمعِ كلمتهم على ما يحبه الله تعالى.
فاللهم إن كان كلام عبدك يحقق ذلك فانشره وإلا فاقبره في مكانه.
اللهم ألف بين قلوب المسلمين واجمعهم على ما تحب وانصرهم على عدوهم واجعلهم أشداء على الكفار رحماء بينهم.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيراً
يستحق التثبيت
يستحق التثبيت
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
وأجزيتم أخي جعبة الأسهم، شكراً لطيب مرورك
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمدلله صفوف المجاهدين موحدة ولكن الاعلام يريد خلق تمايز في صفوفهم وهم يضنون انهم قد افلحوا في نفاقهم ولكن الحاصل هو انهم معتصمين بحبل الله وليس متفرقين وهذا من فضل الله وكرمه عليهم فقد نظرت في سيرة محمد عليه الصلاة والسلام وعلمت أنه لم يشرع له الجهاد إلا بعد تحقيق الأخوَّة في الله بين أصحابه، وحتى ضربوا أروع الأمثلة في الأخوَّة في الله، فعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان من أوائل الأعمال التي قام بها هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، قال الشيخ المباركفوري رحمه الله:[وكما قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد مركز التجمع والتآلف، قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعت بدر، فلما أنزل الله:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} رد التوارث دون عقد الأخوَّة , وروى أبو هريرة قال:"قالت الأنصار:اقسم بيننا وبين إخواننا النخل. قال:لا فقالوا:فتكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرة. قالوا:سمعنا وأطعنا" رواه البخاري.
ولما نظرت إلى الجماعات الإسلامية في باب الأخوَّة في الله وجدت جماعتين هي أفضل الجماعات الإسلامية في هذا الباب وهي جماعة التبليغ وجماعة القاعدة، وعندما عملت مقارنة بين الجماعتين وجدت القاعدة أفضل؛ لأن القاعدة وصلت كما جاء عنهم في باب المعارك أنهم يتفادون بالأرواح .
ولا اخفيكم انني ارى في المراكز العلمية ومجالس طلبة العلم مع ما فيها من خير وعلم لكن المنصف يلاحظ ضعفاً في باب الأخوَّة في الله عند كثير من الإخوة طلبة العلم، فعندما نقرأ السيرة وننظر إلى حال كثير من طلبة العلم نجد فارقا بيننا، وكنت أعاني من هذا الفراغ لمدة سنوات، وعندما بدأت القراءة ومتابعة فديوهات وتسجيلات رجالات تنظيم القاعدة وجدتهم يختلفون كثيراً عن غيرهم، فتجدهم أكرم وأشد محبة فيما بينهم، بل ويحبون غيرهم بشرط أن يحيي روح الجهاد، وألا ينصب العداء.
اعلم يا من تنشد النصر:أن أي جماعة لم تحقق جانب الأخوَّة في الله لن تستطيع النصر؛ لأن هذا خلاف هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأن هديهم كما عرفت قبل بدء المعارك كانوا على جانب عظيم من الأخوَّة في الله:
فكيف تريد جماعة تحقيق نصر وهم يبخلون فيما بينهم؟ وترى ضعف ظاهرة الإيثار فيما بينهم؟ ويأخذون أشهر لا يتزاورون ولا يتواصلون، وبعضهم قريب من بعض إلا القليل منهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داوود والترمذي، وقال حديث صحيح وصححه الألباني.
وفوق كل هذا ان اهتمام القاعدة بأحوال إخوانهم المسلمين في أقطار العالم دال على اهتمامهم بالأخوَّة الإسلامية.
وتقبلوا احترامي وتقديري
الحمدلله صفوف المجاهدين موحدة ولكن الاعلام يريد خلق تمايز في صفوفهم وهم يضنون انهم قد افلحوا في نفاقهم ولكن الحاصل هو انهم معتصمين بحبل الله وليس متفرقين وهذا من فضل الله وكرمه عليهم فقد نظرت في سيرة محمد عليه الصلاة والسلام وعلمت أنه لم يشرع له الجهاد إلا بعد تحقيق الأخوَّة في الله بين أصحابه، وحتى ضربوا أروع الأمثلة في الأخوَّة في الله، فعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان من أوائل الأعمال التي قام بها هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، قال الشيخ المباركفوري رحمه الله:[وكما قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد مركز التجمع والتآلف، قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعت بدر، فلما أنزل الله:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} رد التوارث دون عقد الأخوَّة , وروى أبو هريرة قال:"قالت الأنصار:اقسم بيننا وبين إخواننا النخل. قال:لا فقالوا:فتكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرة. قالوا:سمعنا وأطعنا" رواه البخاري.
ولما نظرت إلى الجماعات الإسلامية في باب الأخوَّة في الله وجدت جماعتين هي أفضل الجماعات الإسلامية في هذا الباب وهي جماعة التبليغ وجماعة القاعدة، وعندما عملت مقارنة بين الجماعتين وجدت القاعدة أفضل؛ لأن القاعدة وصلت كما جاء عنهم في باب المعارك أنهم يتفادون بالأرواح .
ولا اخفيكم انني ارى في المراكز العلمية ومجالس طلبة العلم مع ما فيها من خير وعلم لكن المنصف يلاحظ ضعفاً في باب الأخوَّة في الله عند كثير من الإخوة طلبة العلم، فعندما نقرأ السيرة وننظر إلى حال كثير من طلبة العلم نجد فارقا بيننا، وكنت أعاني من هذا الفراغ لمدة سنوات، وعندما بدأت القراءة ومتابعة فديوهات وتسجيلات رجالات تنظيم القاعدة وجدتهم يختلفون كثيراً عن غيرهم، فتجدهم أكرم وأشد محبة فيما بينهم، بل ويحبون غيرهم بشرط أن يحيي روح الجهاد، وألا ينصب العداء.
اعلم يا من تنشد النصر:أن أي جماعة لم تحقق جانب الأخوَّة في الله لن تستطيع النصر؛ لأن هذا خلاف هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأن هديهم كما عرفت قبل بدء المعارك كانوا على جانب عظيم من الأخوَّة في الله:
فكيف تريد جماعة تحقيق نصر وهم يبخلون فيما بينهم؟ وترى ضعف ظاهرة الإيثار فيما بينهم؟ ويأخذون أشهر لا يتزاورون ولا يتواصلون، وبعضهم قريب من بعض إلا القليل منهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داوود والترمذي، وقال حديث صحيح وصححه الألباني.
وفوق كل هذا ان اهتمام القاعدة بأحوال إخوانهم المسلمين في أقطار العالم دال على اهتمامهم بالأخوَّة الإسلامية.
وتقبلوا احترامي وتقديري
ابو محمد الحسني- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 05/05/2013
رد: من أجل وحدة الصف - د. إياد قنيبي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهابو محمد الحسني كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمدلله صفوف المجاهدين موحدة ولكن الاعلام يريد خلق تمايز في صفوفهم وهم يضنون انهم قد افلحوا في نفاقهم ولكن الحاصل هو انهم معتصمين بحبل الله وليس متفرقين وهذا من فضل الله وكرمه عليهم فقد نظرت في سيرة محمد عليه الصلاة والسلام وعلمت أنه لم يشرع له الجهاد إلا بعد تحقيق الأخوَّة في الله بين أصحابه، وحتى ضربوا أروع الأمثلة في الأخوَّة في الله، فعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان من أوائل الأعمال التي قام بها هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، قال الشيخ المباركفوري رحمه الله:[وكما قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد مركز التجمع والتآلف، قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعت بدر، فلما أنزل الله:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} رد التوارث دون عقد الأخوَّة , وروى أبو هريرة قال:"قالت الأنصار:اقسم بيننا وبين إخواننا النخل. قال:لا فقالوا:فتكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرة. قالوا:سمعنا وأطعنا" رواه البخاري.
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
مواضيع مماثلة
» ستفرج في اللحظة المناسبة .. الدكتور إياد قنيبي
» مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي
» (لمحات مميزة في مقالات د. راغب السرجاني) للدكتور إياد قنيبي
» ما الذي جعلنا نستهين بدماء المسلمين؟ .. الدكتور إياد قنيبي
» صحف بريطانية تحذر من خطر تسليح الأكراد على وحدة العراق
» مناقشة موضوعية للنموذج التركي .. الدكتور إياد قنيبي
» (لمحات مميزة في مقالات د. راغب السرجاني) للدكتور إياد قنيبي
» ما الذي جعلنا نستهين بدماء المسلمين؟ .. الدكتور إياد قنيبي
» صحف بريطانية تحذر من خطر تسليح الأكراد على وحدة العراق
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى