كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
+10
رامي بكر بكر
حمدي توفيق
احمد الله - ابراهيم
علاء
الازدي333
إبراهيم
فقه الجهاد
المغيرة
أمجد
عاشقة السماء
14 مشترك
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 3 من اصل 4
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أخي رامي بكر بارك الله فيك
الحدود واحكام الشريعة لاخلاف عليها وانت قد فصلت فجزاك الله خيرا ولكن بالرجوع الى بعض الحالات في العراق مثلا وكيف تم تشويه المجاهدين وخسارتهم المعركة كانت نتاج التسرع في تطبيق الشريعة والحدود والجميع يعلم بان المسلمين في العراق كانوا لمدة تجاوزت عشرات السنيين تطبق عندهم دساتير المحتل الاجنبي ثم بعده دستور البعث وقوانينه فاصبح الامر جديد عليهم ..وكان من الحكمة هو التدرج في الاحكام وتطبيق الحدود وكذلك ترتيب مسألة الادارة وقيادة المعارك حتى لا يشعر أهل البلد بانه تم تحييدهم ونزع لقيادة منهم ..
الحدود واحكام الشريعة لاخلاف عليها وانت قد فصلت فجزاك الله خيرا ولكن بالرجوع الى بعض الحالات في العراق مثلا وكيف تم تشويه المجاهدين وخسارتهم المعركة كانت نتاج التسرع في تطبيق الشريعة والحدود والجميع يعلم بان المسلمين في العراق كانوا لمدة تجاوزت عشرات السنيين تطبق عندهم دساتير المحتل الاجنبي ثم بعده دستور البعث وقوانينه فاصبح الامر جديد عليهم ..وكان من الحكمة هو التدرج في الاحكام وتطبيق الحدود وكذلك ترتيب مسألة الادارة وقيادة المعارك حتى لا يشعر أهل البلد بانه تم تحييدهم ونزع لقيادة منهم ..
ابو صالح- نعوذ بالله من الفتن
- عدد المساهمات : 1757
تاريخ التسجيل : 29/04/2013
انا احمد الله-ابراهيم
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
مُساهمة من طرف ابو صالح اليوم في 2:19 pm
أخي رامي بكر بارك الله فيك
الحدود واحكام الشريعة لاخلاف عليها وانت قد فصلت فجزاك الله خيرا ولكن بالرجوع الى بعض الحالات في العراق مثلا وكيف تم تشويه المجاهدين وخسارتهم المعركة كانت نتاج التسرع في تطبيق الشريعة والحدود والجميع يعلم بان المسلمين في العراق كانوا لمدة تجاوزت عشرات السنيين تطبق عندهم دساتير المحتل الاجنبي ثم بعده دستور البعث وقوانينه فاصبح الامر جديد عليهم ..وكان من الحكمة هو التدرج في الاحكام وتطبيق الحدود وكذلك ترتيب مسألة الادارة وقيادة المعارك حتى لا يشعر أهل البلد بانه تم تحييدهم ونزع لقيادة منهم ..
_________________
{ {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}
+++++++111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ } (البقرة:269)
والله اعلم
مُساهمة من طرف ابو صالح اليوم في 2:19 pm
أخي رامي بكر بارك الله فيك
الحدود واحكام الشريعة لاخلاف عليها وانت قد فصلت فجزاك الله خيرا ولكن بالرجوع الى بعض الحالات في العراق مثلا وكيف تم تشويه المجاهدين وخسارتهم المعركة كانت نتاج التسرع في تطبيق الشريعة والحدود والجميع يعلم بان المسلمين في العراق كانوا لمدة تجاوزت عشرات السنيين تطبق عندهم دساتير المحتل الاجنبي ثم بعده دستور البعث وقوانينه فاصبح الامر جديد عليهم ..وكان من الحكمة هو التدرج في الاحكام وتطبيق الحدود وكذلك ترتيب مسألة الادارة وقيادة المعارك حتى لا يشعر أهل البلد بانه تم تحييدهم ونزع لقيادة منهم ..
_________________
{ {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}
+++++++111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الْأَلْبَابِ } (البقرة:269)
والله اعلم
0-0- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
الرد المبين على شبهات الخوارج والتكفيريين
https://t3beer.ahlamontada.com/t5663-topic
https://t3beer.ahlamontada.com/t5663-topic
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
السلام عليكم
مما نقل ماجد محمد
(الحاكم المسلم الذي يصلي لايكفر حتى وان حكم بغير ماانزل الله مالم يستحل ذلك)
ما لم يستحل ) هذا كلام المرجئة بعينه إذ أنهم يجعلون الكفر معتمد على اعتقاد القلب وإستحلاله
كأنهم يريدوننا أن نشق صدور الناس وننقب ما في قلوبها ولهذا كان ابن تيمية والامام احمد بن
حنبل وأمتنا شديدين جدا في الرد على مذهب المرجئة الفاسد لأنه يضل الأمة وتحيد به عن
الطريق المستقيم
ولمن أراد ان يفهم معنى المرجئة ومن هم فليراجع ردود ومؤلفات ابن تيمية والامام احمد
وأما أن ينقل الكلام عن ابن تيمية انه لا يكفر من لم يحكم يما انزل الله فهذا كذب وافتراء
واضح والمرجئة من عادتهم ان يحضروا نصوص مبتورة لشيخ الاسلام ابن تيمية ليوافق
هواهم ولو انهم يحضرو النص كامل يتبين دجلهم وافترائهم على الشيخ
وأما قولهم مقولة إبن عباس رضي الله عنه : من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون
هو كفر دون كفر . وهذا كلام صحيح و كلمة حق يراد بها باطل
وأرجو التركيز معي إذا سمحتم فهذا كلام دقيق ومن تعلمه لن يستطيع أحد بأن يلقي الشبه
امامه ولا يستطيع التلبيس على احد من إخوتي المسلمين بإذن الله
بسم الله أبدء
كلمة كفر دون كفر تطلق على من كان يحكم بما أنزل الله وأتته مثلا قضية سرقة وكان السارق
قرابة القاضي ولهوى في نفسه ولأنه قرابته عفا عنه فهذا حكم بغير ما أنزل الله .....
فحكمه هذا يعتبر معصية ولا يخرجه من الملة وهو كفر دون كفر ....
مثال آخر أتى القاضي الذي يحكم بما انزل الله قضية مال او نزاع وأتى الذي عليه الحق ودفع
رشوة للقاضي فحكم القاضي لصالحه بسبب الرشوة فهذا حكم بغير ما انزل الله ولكنه لا يكفر كفر
مخرج من الملة
بل كفر دون كفر
هنا نفهم ان الذي يحكم بغير ما انزل الله مرة او مرتين او اكثر لهواه وهو اصلا يحكم بما انزل الله هذا كفر دون كفر
أما من ترك الحكم بما انزل الله وحكًم القوانين الوضعية وتشارع إليها هذا كفر مخرج من الملة
وشيخنا الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فصًل نواقض الاسلام المخرجه من الملة
وجعل الحكم بغير ما أنزل الله ناقض من نواقض الاسلام وهل الشيخ والعياذ بالله كان من الذي
هدى الله ام كان من الضالين لله درك يا شيخنا وهؤلاء المرجئة هم من يساعدوا الطواغيت على
الظلم ويدافعو عنهم دفاع مستميت وأمريكا والغرب يحاربونا ويحاربوا العقيدة ويقولون عن من
إتبع الحق وهًابي وأنظر كيف هؤلاء المرجئة يمشون ممشاهم ويطعنوا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
بإسم الدين ويدسون السم بالعسل .....
وهذا إخوتي ما قلته لكم من قبل عن المرجئة فرطوا وجعلو مرتكب النواقض المخرجة من الملة
مثل مرتكبي المعصية ....
وإبن تيمية كفًر جنكيز خان الذي يحكم بالياسق وكفًر الذين يقاتلون معه من المسلمين......... وجنكيز خان هو من حكم التتار والياسق دستور كتبه وقاتل الناس ليتحاكموا إليه سبحان الله
مثل أمريكا تقاتل الناس ليتحاكمو الى الدمقراطية إلى دستورها
قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تَيميَّة رحِمه اللهُ تعالى في "مجموعِ الفتاوى" [34]، عندَ كلامِهِ على مَنْ أعَانَ التَّتَارَ فقالَ: (كُلُّ مَنْ قَفَزَ إليهم - أي التَّتار - مِنْ أُمراءِ العَسكرِ وغيرِ الأمراءِ فحُكُمُهُ حُكْمُهُم، وفيهم مِنْ الِردَّةِ عن شرائعِ الإسلامِ بَقدرِ مَا ارتدَّ عنه مِنْ شَرائعِ الإسلامِ، وإذا كانَ السََّلفُ قدْ سَمُّوا مَانِعِي الزَّكاةِ مُرتدَّينَ مَعَ كونِهِم يَصُومُونَ، ويُصلُّون ولمْ يكونوا يُقاتِلُونَ جماعةَ المُسلمينَ، فكيفَ بِمَنْ صَارَ معَ أعداءِ اللهِ ورسولِهِ قَاتِلاً للمُسلمينَ؟)
مما نقل ماجد محمد
(الحاكم المسلم الذي يصلي لايكفر حتى وان حكم بغير ماانزل الله مالم يستحل ذلك)
ما لم يستحل ) هذا كلام المرجئة بعينه إذ أنهم يجعلون الكفر معتمد على اعتقاد القلب وإستحلاله
كأنهم يريدوننا أن نشق صدور الناس وننقب ما في قلوبها ولهذا كان ابن تيمية والامام احمد بن
حنبل وأمتنا شديدين جدا في الرد على مذهب المرجئة الفاسد لأنه يضل الأمة وتحيد به عن
الطريق المستقيم
ولمن أراد ان يفهم معنى المرجئة ومن هم فليراجع ردود ومؤلفات ابن تيمية والامام احمد
وأما أن ينقل الكلام عن ابن تيمية انه لا يكفر من لم يحكم يما انزل الله فهذا كذب وافتراء
واضح والمرجئة من عادتهم ان يحضروا نصوص مبتورة لشيخ الاسلام ابن تيمية ليوافق
هواهم ولو انهم يحضرو النص كامل يتبين دجلهم وافترائهم على الشيخ
وأما قولهم مقولة إبن عباس رضي الله عنه : من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون
هو كفر دون كفر . وهذا كلام صحيح و كلمة حق يراد بها باطل
وأرجو التركيز معي إذا سمحتم فهذا كلام دقيق ومن تعلمه لن يستطيع أحد بأن يلقي الشبه
امامه ولا يستطيع التلبيس على احد من إخوتي المسلمين بإذن الله
بسم الله أبدء
كلمة كفر دون كفر تطلق على من كان يحكم بما أنزل الله وأتته مثلا قضية سرقة وكان السارق
قرابة القاضي ولهوى في نفسه ولأنه قرابته عفا عنه فهذا حكم بغير ما أنزل الله .....
فحكمه هذا يعتبر معصية ولا يخرجه من الملة وهو كفر دون كفر ....
مثال آخر أتى القاضي الذي يحكم بما انزل الله قضية مال او نزاع وأتى الذي عليه الحق ودفع
رشوة للقاضي فحكم القاضي لصالحه بسبب الرشوة فهذا حكم بغير ما انزل الله ولكنه لا يكفر كفر
مخرج من الملة
بل كفر دون كفر
هنا نفهم ان الذي يحكم بغير ما انزل الله مرة او مرتين او اكثر لهواه وهو اصلا يحكم بما انزل الله هذا كفر دون كفر
أما من ترك الحكم بما انزل الله وحكًم القوانين الوضعية وتشارع إليها هذا كفر مخرج من الملة
وشيخنا الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فصًل نواقض الاسلام المخرجه من الملة
وجعل الحكم بغير ما أنزل الله ناقض من نواقض الاسلام وهل الشيخ والعياذ بالله كان من الذي
هدى الله ام كان من الضالين لله درك يا شيخنا وهؤلاء المرجئة هم من يساعدوا الطواغيت على
الظلم ويدافعو عنهم دفاع مستميت وأمريكا والغرب يحاربونا ويحاربوا العقيدة ويقولون عن من
إتبع الحق وهًابي وأنظر كيف هؤلاء المرجئة يمشون ممشاهم ويطعنوا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
بإسم الدين ويدسون السم بالعسل .....
وهذا إخوتي ما قلته لكم من قبل عن المرجئة فرطوا وجعلو مرتكب النواقض المخرجة من الملة
مثل مرتكبي المعصية ....
وإبن تيمية كفًر جنكيز خان الذي يحكم بالياسق وكفًر الذين يقاتلون معه من المسلمين......... وجنكيز خان هو من حكم التتار والياسق دستور كتبه وقاتل الناس ليتحاكموا إليه سبحان الله
مثل أمريكا تقاتل الناس ليتحاكمو الى الدمقراطية إلى دستورها
قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تَيميَّة رحِمه اللهُ تعالى في "مجموعِ الفتاوى" [34]، عندَ كلامِهِ على مَنْ أعَانَ التَّتَارَ فقالَ: (كُلُّ مَنْ قَفَزَ إليهم - أي التَّتار - مِنْ أُمراءِ العَسكرِ وغيرِ الأمراءِ فحُكُمُهُ حُكْمُهُم، وفيهم مِنْ الِردَّةِ عن شرائعِ الإسلامِ بَقدرِ مَا ارتدَّ عنه مِنْ شَرائعِ الإسلامِ، وإذا كانَ السََّلفُ قدْ سَمُّوا مَانِعِي الزَّكاةِ مُرتدَّينَ مَعَ كونِهِم يَصُومُونَ، ويُصلُّون ولمْ يكونوا يُقاتِلُونَ جماعةَ المُسلمينَ، فكيفَ بِمَنْ صَارَ معَ أعداءِ اللهِ ورسولِهِ قَاتِلاً للمُسلمينَ؟)
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تَيميَّة رحِمه اللهُ تعالى في "مجموعِ الفتاوى" [34]، عندَ كلامِهِ على مَنْ أعَانَ التَّتَارَ فقالَ: (كُلُّ مَنْ قَفَزَ إليهم - أي التَّتار - مِنْ أُمراءِ العَسكرِ وغيرِ الأمراءِ فحُكُمُهُ حُكْمُهُم، وفيهم مِنْ الِردَّةِ عن شرائعِ الإسلامِ بَقدرِ مَا ارتدَّ عنه مِنْ شَرائعِ الإسلامِ، وإذا كانَ السََّلفُ قدْ سَمُّوا مَانِعِي الزَّكاةِ مُرتدَّينَ مَعَ كونِهِم يَصُومُونَ، ويُصلُّون ولمْ يكونوا يُقاتِلُونَ جماعةَ المُسلمينَ، فكيفَ بِمَنْ صَارَ معَ أعداءِ اللهِ ورسولِهِ قَاتِلاً للمُسلمينَ؟)
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
وكان هذا ردي على ما أورتموه اخينا محمد ماجد:
https://t3beer.ahlamontada.com/t5663-topic
أخينا ماجد محمد هداك الله لما اختلف فيه الناس من الحق
أخينا بحثكم ينقد نفسه بنفسه، لأنه اعتمد على المتشابه ولم يرده إلى المحكم، حيث الاعتماد على المطلق وعدم رده إلى المقيد يعد أخذاً بالمتشابه، فلا يمكنك أن تخضع الأحاديث التي وصفت الإمام الواجبة طاعته للأحاديث التي تحدثت عن الطاعة بشكل عام دون تقييد، هذا جانباً.
وجانب آخر في بحثكم إغفال القاعدة الشرعية التي تقول ((العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب))، ومقصود العلماء أن سبب نزول الآية وسبب ورود الحديث لايكون قاصرا (( خاصا فيمن نزلت فيه أو ورد الحديث بسببه )) إنما يكون عاما شاملا لغيره .....ولايقصدون بقولهم بعموم اللفظ نبذ أسباب النزول وأسباب ورود الحديث والقرائن المحتفه حول الحديث والآيه.
فكيف يستقيم إيراد فهم للآيات التي بينت حكم من يحكم بغير ما أنزل الله، بأنها خاصة بأهل الكتاب؟!!!!
واين ذهبت الآيات الأخرى كقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}
واستدلتتم بهذا الحديث العام والضعيف –ليس قطعي الثبوت والدلالة- للتدليل على عدم جواز مناصحة الحكام علانية؟!!!!!!
"جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعنا ورأينا ما رأيت أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذه بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه وإنك أنت يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله"
الراوي: هشام بن حكيم و عياض بن غنم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/232
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا
وكان هذا تعليق لأهل الحديث –بعد دراسة موسعة حول الحديث-، جاء فيها:
والحديث فيه نكارة من جهة ألفاظه:
قول عياض بن غنم لهشام: (فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى)، وهذا القول من عياض فيه خطأ من وجهين - مع خطأ نسبته إليه لضعف الحديث كما تقدم:
1) قوله: (فتكون قتيل سلطان الله)، وهذا يخالف الأحاديث التي تدل على فضل من قتله السلطان بسبب نصيحته له.
2) قوله: (سلطان الله)؛ لفظٌ لم يصح فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ما صححه الألباني في هذا غير صحيح.
وكل الأحاديث التي فسرتموها باثبات مشروعية من يحكم بغير ما أنزل الله، كحديث نزع الحكم من قريش ما لم تقم الدين، وظاهر الحديث واضح بتوصيف الإمام من يقيم الدين في الناس، وأن نزع الحكم سببه عدم إقامة الدين، فأي شبهة بالحديث؟!!!!!.
ثم، أترى من درس المسألة لم ينظر بهذه الأدلة التي سقتموها لتفنيد ما عددتموه شبهات؟!!!!
وحديث "ما أقاموا الصلاة"، فضلاً عن ان ظاهره يفهم منه أن الإمام الشرعي من يقيم الصلاة بنفسه في الناس، ويدلل على حيازته العلم الشرعي، فالحديث من المتشابه الذي يفسره المحكم، وبالمقالات الفقهية التي أوردناها في عرض بحثنا تفنيد لها.
وكذلك حديث اللجوء في الفتن إلى خليفة الله في أرضه، فمن هو خليفة الله يا مسلمين؟!!!!!!
وقد تعجبت من تفسيركم لحديث "توشك أن تتداعى عليكم الأمم"!!!!! أليس الحديث واضح الدلالة بأن الركون للدنيا، وترك الجهاد سبب تداعي الأمم علينا وإذلالهم لنا وظلمة أمتنا؟!!!!!
وعجيب ما سقتموه كتفسير لقتال أبو بكر رضي الله عنه لمانعي الزكاة، كتدليل على عدم شرعية الخروج على الحكام؟!!!!
وهل لو كان من فعل هذا من يسمى إماماً للمسلمين كان سيعذره أبو بكر؟!!!!!
أليست دلالة الحديث واضحة، بأن عدم اتيان مقتضيات الشهاتين وشروطها موجب للقتال، ليكون الدين كله لله؟!!!!!
ثم أليس الحكام بسجنهم للعلماء الربانيين ومحاربتهم وتقييد سقف المسموح بالحديث حوله في الفضائيات، سبباً لتجهيل الأمة وبعدها عن فهم دينها على الوجه الصحيح، وبالتالي ظهور المعتقدات الفاسدة كما هو عند الصوفية، وتمكين الرافضة بين المسلمين لنجدهم يغرسون خنجرهم في صدور السنة عند أول اصدام وشعورهم بأن مشروعهم مهدد؟!!!!!
أليس كل هذا سببه سياسة هؤلاء الحكام، وحربهم لأصحاب المنهج الصحيح؛ حتى لا تدرك الأمة أن طاعتهم ليست واجبة، بل وجوب الصدح بالحق وبذل المستطاع لتغيير إفسادهم؟!!!!!!
فأي حرية للدعوة يمكن السماح بها، ووجودها يعتبره هؤلاء خطراً على وجودهم، أليس هذا بحد ذاته معرياً وفاضحاً لحقيقتهم وحربهم للتوحيد الخالص، والشواهد لا تحصى في كل بلد؟!!!!!!
فيا أخي لا يستقيم الأخذ بالمتشابه لتفسير هذه المسألة الشرعية الهامة التي يحفظ بها الدين، والتي تابع المسلمون حتى سقوط الدولة العثمانية على ذات المنهج -وفق الفهم الذي أوردنا أدلته-، وكل مدار كلام العلماء كان عن الإمام الشرعي الذي يقيم الدين في الناس، وفي فتنة الياسق زمن ابن تيمية رحمه الله تعالى، خير دليل وبرهان ومرشد للحكم على المسألة، وأن الإمام الشرعي من قيدت النصوص توصيفه –من يقود الناس بكتاب الله-، فاوجب ابن تيمية قتال جند التتار وان نطقوا الشهادتين، حيث أن لها مقتضيات ونواقض، وعلى رأسها الحكم بغير ما أنزل الله وموالاة الكفار، اللتان حكم الله فيهما، ولم يتركه للبشر، فلا يجوز تعدي حكمه سبحانه، ولا شأن لنا بمعتقد الحاكم وما في صدره فليس هذا شأننا.
ثم إن المجاهدين والثوار –من تحاولون جبراً إسقاط توصيف وأحكام الخوارج عليهم!!!!!- تعاملوا مع السنن الكونية استناداً لنصوص ثابتة واضحة الدلالة، ولم يكونوا بادئين!!!!!، بل دافعين لصولة الحكام وجنودهم الذين ردوا على مطالبات الشعوب بالنار، فسفكوا الدماء، ونعجب كيف لا ينكر على فعلهم هذا، ويتهم ويفسق الطرف المدافع عن نفسه؟!!!!!
فمسيّر الأمور ومدبرها هو الله المعز المذل، ومن لا يرى بعد أن الأحداث استدراج ومكر من الله بعباده – ولو بقليل من التأمل لكيفية بدء الأحداث-، ولا يرى أن بها تقام الحجة على الأمة التي تذرعت بالضعف، وامتحان لصدق إيمانها وسعيها في سببل إعلاء كلمته جل وعلا، أقول له إذاً فلتعتزل وراقب من بعيد مجريات الأمور، وصنائع الله في خلقه.
فقد عمت فتنة الدين الأمة، والنجاة منها بالتدبر والسير على منهج السلف الصالح.
وبقي أن أطلب من القارئ الكريم أن يعيد بقلبه قراءة الموضوع الذي رددتم عليه بهذا، والوقوف ملياً عند المقالات الفقهية وشروحات العلماء، ليرى ويقارن وليدرك بنفسه أي الأدلة تعد من المتشابه وأيها من المحكم.
https://t3beer.ahlamontada.com/t5663-topic
أخينا ماجد محمد هداك الله لما اختلف فيه الناس من الحق
أخينا بحثكم ينقد نفسه بنفسه، لأنه اعتمد على المتشابه ولم يرده إلى المحكم، حيث الاعتماد على المطلق وعدم رده إلى المقيد يعد أخذاً بالمتشابه، فلا يمكنك أن تخضع الأحاديث التي وصفت الإمام الواجبة طاعته للأحاديث التي تحدثت عن الطاعة بشكل عام دون تقييد، هذا جانباً.
وجانب آخر في بحثكم إغفال القاعدة الشرعية التي تقول ((العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب))، ومقصود العلماء أن سبب نزول الآية وسبب ورود الحديث لايكون قاصرا (( خاصا فيمن نزلت فيه أو ورد الحديث بسببه )) إنما يكون عاما شاملا لغيره .....ولايقصدون بقولهم بعموم اللفظ نبذ أسباب النزول وأسباب ورود الحديث والقرائن المحتفه حول الحديث والآيه.
فكيف يستقيم إيراد فهم للآيات التي بينت حكم من يحكم بغير ما أنزل الله، بأنها خاصة بأهل الكتاب؟!!!!
واين ذهبت الآيات الأخرى كقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}
واستدلتتم بهذا الحديث العام والضعيف –ليس قطعي الثبوت والدلالة- للتدليل على عدم جواز مناصحة الحكام علانية؟!!!!!!
"جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعنا ورأينا ما رأيت أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذه بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه وإنك أنت يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله"
الراوي: هشام بن حكيم و عياض بن غنم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/232
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا
وكان هذا تعليق لأهل الحديث –بعد دراسة موسعة حول الحديث-، جاء فيها:
والحديث فيه نكارة من جهة ألفاظه:
قول عياض بن غنم لهشام: (فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى)، وهذا القول من عياض فيه خطأ من وجهين - مع خطأ نسبته إليه لضعف الحديث كما تقدم:
1) قوله: (فتكون قتيل سلطان الله)، وهذا يخالف الأحاديث التي تدل على فضل من قتله السلطان بسبب نصيحته له.
2) قوله: (سلطان الله)؛ لفظٌ لم يصح فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل ما صححه الألباني في هذا غير صحيح.
وكل الأحاديث التي فسرتموها باثبات مشروعية من يحكم بغير ما أنزل الله، كحديث نزع الحكم من قريش ما لم تقم الدين، وظاهر الحديث واضح بتوصيف الإمام من يقيم الدين في الناس، وأن نزع الحكم سببه عدم إقامة الدين، فأي شبهة بالحديث؟!!!!!.
ثم، أترى من درس المسألة لم ينظر بهذه الأدلة التي سقتموها لتفنيد ما عددتموه شبهات؟!!!!
وحديث "ما أقاموا الصلاة"، فضلاً عن ان ظاهره يفهم منه أن الإمام الشرعي من يقيم الصلاة بنفسه في الناس، ويدلل على حيازته العلم الشرعي، فالحديث من المتشابه الذي يفسره المحكم، وبالمقالات الفقهية التي أوردناها في عرض بحثنا تفنيد لها.
وكذلك حديث اللجوء في الفتن إلى خليفة الله في أرضه، فمن هو خليفة الله يا مسلمين؟!!!!!!
وقد تعجبت من تفسيركم لحديث "توشك أن تتداعى عليكم الأمم"!!!!! أليس الحديث واضح الدلالة بأن الركون للدنيا، وترك الجهاد سبب تداعي الأمم علينا وإذلالهم لنا وظلمة أمتنا؟!!!!!
وعجيب ما سقتموه كتفسير لقتال أبو بكر رضي الله عنه لمانعي الزكاة، كتدليل على عدم شرعية الخروج على الحكام؟!!!!
وهل لو كان من فعل هذا من يسمى إماماً للمسلمين كان سيعذره أبو بكر؟!!!!!
أليست دلالة الحديث واضحة، بأن عدم اتيان مقتضيات الشهاتين وشروطها موجب للقتال، ليكون الدين كله لله؟!!!!!
ثم أليس الحكام بسجنهم للعلماء الربانيين ومحاربتهم وتقييد سقف المسموح بالحديث حوله في الفضائيات، سبباً لتجهيل الأمة وبعدها عن فهم دينها على الوجه الصحيح، وبالتالي ظهور المعتقدات الفاسدة كما هو عند الصوفية، وتمكين الرافضة بين المسلمين لنجدهم يغرسون خنجرهم في صدور السنة عند أول اصدام وشعورهم بأن مشروعهم مهدد؟!!!!!
أليس كل هذا سببه سياسة هؤلاء الحكام، وحربهم لأصحاب المنهج الصحيح؛ حتى لا تدرك الأمة أن طاعتهم ليست واجبة، بل وجوب الصدح بالحق وبذل المستطاع لتغيير إفسادهم؟!!!!!!
فأي حرية للدعوة يمكن السماح بها، ووجودها يعتبره هؤلاء خطراً على وجودهم، أليس هذا بحد ذاته معرياً وفاضحاً لحقيقتهم وحربهم للتوحيد الخالص، والشواهد لا تحصى في كل بلد؟!!!!!!
فيا أخي لا يستقيم الأخذ بالمتشابه لتفسير هذه المسألة الشرعية الهامة التي يحفظ بها الدين، والتي تابع المسلمون حتى سقوط الدولة العثمانية على ذات المنهج -وفق الفهم الذي أوردنا أدلته-، وكل مدار كلام العلماء كان عن الإمام الشرعي الذي يقيم الدين في الناس، وفي فتنة الياسق زمن ابن تيمية رحمه الله تعالى، خير دليل وبرهان ومرشد للحكم على المسألة، وأن الإمام الشرعي من قيدت النصوص توصيفه –من يقود الناس بكتاب الله-، فاوجب ابن تيمية قتال جند التتار وان نطقوا الشهادتين، حيث أن لها مقتضيات ونواقض، وعلى رأسها الحكم بغير ما أنزل الله وموالاة الكفار، اللتان حكم الله فيهما، ولم يتركه للبشر، فلا يجوز تعدي حكمه سبحانه، ولا شأن لنا بمعتقد الحاكم وما في صدره فليس هذا شأننا.
ثم إن المجاهدين والثوار –من تحاولون جبراً إسقاط توصيف وأحكام الخوارج عليهم!!!!!- تعاملوا مع السنن الكونية استناداً لنصوص ثابتة واضحة الدلالة، ولم يكونوا بادئين!!!!!، بل دافعين لصولة الحكام وجنودهم الذين ردوا على مطالبات الشعوب بالنار، فسفكوا الدماء، ونعجب كيف لا ينكر على فعلهم هذا، ويتهم ويفسق الطرف المدافع عن نفسه؟!!!!!
فمسيّر الأمور ومدبرها هو الله المعز المذل، ومن لا يرى بعد أن الأحداث استدراج ومكر من الله بعباده – ولو بقليل من التأمل لكيفية بدء الأحداث-، ولا يرى أن بها تقام الحجة على الأمة التي تذرعت بالضعف، وامتحان لصدق إيمانها وسعيها في سببل إعلاء كلمته جل وعلا، أقول له إذاً فلتعتزل وراقب من بعيد مجريات الأمور، وصنائع الله في خلقه.
فقد عمت فتنة الدين الأمة، والنجاة منها بالتدبر والسير على منهج السلف الصالح.
وبقي أن أطلب من القارئ الكريم أن يعيد بقلبه قراءة الموضوع الذي رددتم عليه بهذا، والوقوف ملياً عند المقالات الفقهية وشروحات العلماء، ليرى ويقارن وليدرك بنفسه أي الأدلة تعد من المتشابه وأيها من المحكم.
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
الحتمية الشرعية الثانية للمواجهة؛ وجوب قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام، وإن أقرت بوجوب ما امتنعت عنه ونطقت بالشهادتين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (أجمع علماء الأمة على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله، فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضة أو الصيام أو الحج أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال والخمر والزنا والميسر أو نكاح ذوات المحارم أو عن التزام جهاد الكفار أو ضرب الجزية على أهل الكتاب وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها والتي يكفر الجاحد لوجوبها فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها وهذا مما لا أعلم فيه خلافا عند العلماء) [75].
وقال أيضاً: (فثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أنه يقاتل من خرج عن شريعة من شرائع الإسلام وإن تكلم بالشهادتين) [76].
قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [77].
قال ابن تيمية: (والدين هو الطاعة فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله) [78].
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِين َ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [79].
قال القاضي ابن العربي المالكي معلقا على الآية: (فإن قيل ذلك فيمن يستعمل الربا، قلنا نعم و فيمن فعله فقد اتفقت الأمة على أن من يفعل المعصية يحارب كما لو اتفق أهل بلد على العمل بالربا وعلى ترك الجمعة والجماعة) [80].
وهذه الآية يقول ابن تيمية: (هذه الآية نزلت في أهل الطائف وكانوا قد أسلموا وصلوا وصاموا، ولكن كانوا يتعاملون بالربا فأنزل الله هذه الآية وأمر المؤمنين فيها بترك ما بقي من الربا وقال:{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.. والربا آخر المحرمات في القرآن فإذا كان من لم ينته عنه محاربا لله ورسوله فكيف بمن لم ينته عن غيره من المحرمات التي هي أسبق تحريما وأعظم تحريما) [81].
روى الإمام مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فمن قال لا إله ألا الله فقد عصم مني ماله ونفسه وإلا بحقه وحسابه على الله). فقال أبو بكر: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه)، فقال عمر بن الخطاب: (فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق).. وفي رواية فقال أبو بكر: (أرأيت لو سألوا ترك الصلاة، أرأيت لو سألوا ترك الصيام أرأيت لو سألوا ترك الحج فإذا لا تبقى عروة من عرى الإسلام إلا انحلت) [82].
قال النووي في شرح الحديث: (وفيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصيام أو غيرها من واجبات الإسلام قليلا أو كثيرا لقوله رضي الله عنه - "لو منعوني عقالا أو عناقا) [83].
وقال الخطابي في شرح الحديث السابق: (أهل الردة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين ونابذوا الملة وعادوا إلى الكفر وهم الذين عناهم أو هريرة بقوله: (وكفر من كفر من العرب).
والصنف الآخر هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة فأقروا الصلاة وأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها إلى الإمام.. وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي وقبضوا على أيديهم في ذلك..
وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه وناظره واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم نفسه وماله". وكان هذا من عمر رضي الله عنه تعلقا بظاهر الكلام من قبل أن ينظر في آخره ويتأمل شرائطه فقال له أبو بكر رضي الله عنه: (إن الزكاة حق المال" يريد أن القضية قد تضمنت عصمة دم ومعلقة بإيفاء شرائطها والحكم المعلق بشرطين لا يحمل بأحدهما والآخر معدوم) [84].
فالذين منعوا الزكاة على عهد أبي ولم ينكروا وجوبها بل منعوها بخلا منهم قاتلهم الصاحية رضي الله عنهم فعلم أن أي طائفة ذات شوكة تمتنع عن شرائع الإسلام تقاتل عليها وإن كانت مقرة بالوجوب.. فإن ابن تيمية "جعل المبيح للقتال مجرد المنع لا جحد الوجوب".. فعصمه المال والدم لها شرطان: الإسلام والقيام بحقوق الإسلام.. وقد قضى الشرع بأن كل طائفة ذات شوكة تمتنع عن شريعة من شرائع الإسلام يجب قتالها حتى تذعن وتلتزم ما تركته من الشرائع.
قال الإمام مالك: (الأمر عندنا أن كل من منع فريضة من فرائض الله تعالى فلم يستطع المسلمون أخذها كان حقا عليهم جهاده حتى يأخذوها منه).
قال ابن تيمية: (أية طائفة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت عن بعض شرائعه الظاهرة المتواترة، فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين حتى يكون الدين كله لله).
وتستعمل الكلمات لها لتعلن هذا الحكم الشرعي في بحث (حكم الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام) والمقدم لقضية أمن الدولة العليا تحديا لهم.. وتنطلق الكلمات الصريحة قوية مدوية لتزيح ستار الكتمان عن هذا الحكم الشرعي؛ أيما طائفة ذات شوكة تمتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة الواجبة فإنها تقاتل عليها.
وإن كانت مقرة بوجوب ما امتنعت عنه.
وإن كانت مسلمة تنطق بالشهادتين.
ومن أعان هذه الطائفة قوتل كقتالها.
ومن خرج في صف هذه الطائفة مكرها قوتل أيضا، ويبعث يوم القيامة على نيته.
وقتالها واجب ابتداءً وإن لم تبدأ هي بالقتال.
ولا يكف المسلمون عن قتالها حتى تلتزم شرائع الإسلام التي تركتها ويستوثقون من ذلك.
والمسلمون مأمورون بقتال هذه الطائفة وإن لم يكن لهم - أي للمسلمين - إماما ممكن يقاتلون تحت رايته.
بل هم مأمورون بقتالهم، وإن كان حكام بلادهم رؤساء هذه الطائفة الممتنعة.
وقتال هذه الطائفة ليس من جنس قتال البغاة.
فالبغاة خارجون عن طاعة الإمام أو خارجون عليه بتأويل.
أما هذه الطائفة فإنها خارجة عن الإسلام، أي عن شرائعه.
فهم بمنزلة مانعي الزكاة والخوارج.
فقتالهم من جنس قتال مانعي الزكاة والخوارج.
وهذه الطائفة لا تكفر طالما أنها لم تجحد وجوب ما امتنعت عنه.
أما إذا جحدوا فقد صاروا بالجحود مرتدين.
يقاتلون كقتال المرتدين ولا يكف المسلمين عن قتالهم حتى يعودوا إلى دينهم أو يقتلوا عن أخرهم
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
قال ابن تيمية: (أية طائفة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت عن بعض شرائعه الظاهرة المتواترة، فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين حتى يكون الدين كله لله).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (أجمع علماء الأمة على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله، فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضة أو الصيام أو الحج أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال والخمر والزنا والميسر أو نكاح ذوات المحارم أو عن التزام جهاد الكفار أو ضرب الجزية على أهل الكتاب وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها والتي يكفر الجاحد لوجوبها فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها وهذا مما لا أعلم فيه خلافا عند العلماء) [75].
ما افهه ظاهرا ان ابن تيمية قصد بهذا الكلام الطوائف والجماعات المنفصلة عن الحاكم ولم يقصد الحاكم والدولة والسلطان وانما قصد جماعة باغية خارجة عن جماعة المسلمين
لان كلام ابن تيمةو واضح في حرمة الخروج على السلطان.........
قال رحمه الله:
وقلَّ مَن خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضا وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة وأمثال هؤلاء .
وغاية هؤلاء إما أن يَغلبوا وإما أن يُغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور. وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم.
وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق.
ولما قاتل ابوبكر اهل الردة انما قاتل طائفة خرجت عن حكم السلطان
ولهذا فقياس كلام ابن تيمية في الطوائف الممتنعة عن الشريعة على الحكام اليوم الذين يعطلون الشرع بعيد جدا لان الحكام اليوم هم الامراء والملوك والسلاطين والرعية والشعب معهم وليسوا طائفة او فرقة خارجة....بل يمثلون التظام والدولة باكملها
قصدي ان ابن تيمية يقصد بكلامه الخوارج والباطنية وسائر الفرق البدعية......وانتم تسقطونه على على الحكام............
والله اعلم
حليم- معبّر المنتدى
- عدد المساهمات : 4182
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
رامي بكر بكر كتب:السلام عليكم
مما نقل ماجد محمد
(الحاكم المسلم الذي يصلي لايكفر حتى وان حكم بغير ماانزل الله مالم يستحل ذلك)
ما لم يستحل ) هذا كلام المرجئة بعينه إذ أنهم يجعلون الكفر معتمد على اعتقاد القلب وإستحلاله
كأنهم يريدوننا أن نشق صدور الناس وننقب ما في قلوبها ولهذا كان ابن تيمية والامام احمد بن
حنبل وأمتنا شديدين جدا في الرد على مذهب المرجئة الفاسد لأنه يضل الأمة وتحيد به عن
الطريق المستقيم
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
مسألة الاستحلال هذه وبالذات إطلاقها .. هي التي جعلت البعض يفعل الكفر ويصرح بالكفر آمناً من العقوبة .. فهو ينجو بنفسه بحجة الاستحلال أي انه لا يستحل ما فعل او ما قال .. ولذلك في اعتقادي أن مسألة الاستحلال مقيدة ببعض المعاصي وليست مطلقه كما يقول المرجئة ولا ملغاة كما يقول الخوارج !!!
مثلا شارب الخمر يجلد ما دام يعلم بأنها حرام وهو يؤخذ على أنه يعلم بحرمتها وإن سأل في الغالب يقول شربها حرام .. فيقام عليه الحد وانتهى الأمر .. ولكن إن استحلها كفر سواء علم القضاء أم لم يعلم فإن قدر عليه وعلم منه الاستحلال يستتاب ثلاثاً ويعلّم فإن اصر يقتل .. لأنه وبعد التعليم والاستتابه لا زال يعتقد أن ما حرم الله حلال وهذا كفر بالله تعالى الذي شرع لنا الدين وبين لنا الحلال والحرام في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
واما رجل مثلا سب النبي صلى الله عليه وسلم او استهزأ به .. فهذا يكفر ويقتل دون استتابه من قبل الحاكم وعن طريق القضاء .. ولا ينظر هل استحل ذلك أم أنه يراه حراماً ..
من هنا نعلم الفارق وأن مشكلة المرجئة هي اطلاق الاستحلال على كل قول وكل فعل .. ولو كان كفرا لا يقبل الاستتابة كسب النبي صلى الله عليه وسلم .. او فعلا لا يقبل التأويل كاستعاضة عن الشريعة بالقوانين الوضعية .. فهنا يكفر من أقر القوانين الوضعية بديلا عن الشرع (ولو في جزء كالاحوال الشخصية او المعاملات) وألزم الناس بها دون النظر للاستحلال أو التأويل لأنه لم يقضي بها في عدة قضايا بل استبدل ما شرعه الله بما شرعه البشر أو ما جمع من هنا وهناك .. واما المحكومين فهم في ذلك يدخلون في حكم من يقضي بغير ما أنزل الله وتنطبق عليهم لفظة الاستحلال .. فإن كانوا يرون أن هذه القوانين أكمل وأفضل من شرع الله فقد كفروا بشرع ربهم وخرجوا عن دينه .. وإن كانوا ينكرون ذلك ولكن قهروا فهم مسلمون مستضعفين ليس لهم من الأمر شيء .. يؤدون شعائر الاسلام ويكلون أمر دولتهم إلى الله .. وينصحون بشرع الله بما قدروا .. وحكم حاكمهم أنه يستحق الخلع بأي طريقة لأنه لا يحكم بالشريعة الاسلامية وهذا أنقله مما فهمته من أقوال العلماء والسلف الصالح حتى لا يقال بأن جعبة الأسهم يفتي .. وعموما فالخروج حتى على النظام الذي استبدل دين الله بدين البشر مرتبط بشروط ويرجع فيه للعلماء .. لانه تجب القدرة التي يقدرها العلماء والخبراء وليست محض اجتهاد فردي أو جماعة وحيده .. وإن خرجت جماعة على من يحكم بغير ما أنزل الله واخطأت التقدير فليست جماعة خارجية "الخروج العقدي" ولذلك العلماء اشترطوا القدرة وايجاد البديل المناسب وقد حدث مثل ذلك في عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقد كان الناس يحكمون بالعرف نابذين الشرع وراء ظهورهم .. فلما تحققت له الشوكة بدأ في نشر دعوته المباركة بالبيان والسنان إلى أن زادت شوكته وتحقق أمر تجديد الدين الذي اندرس في عهده .. والله أعلى وأعلم
رامي بكر بكر كتب:
بسم الله أبدء
كلمة كفر دون كفر تطلق على من كان يحكم بما أنزل الله وأتته مثلا قضية سرقة وكان السارق
قرابة القاضي ولهوى في نفسه ولأنه قرابته عفا عنه فهذا حكم بغير ما أنزل الله .....
فحكمه هذا يعتبر معصية ولا يخرجه من الملة وهو كفر دون كفر ....
مثال آخر أتى القاضي الذي يحكم بما انزل الله قضية مال او نزاع وأتى الذي عليه الحق ودفع
رشوة للقاضي فحكم القاضي لصالحه بسبب الرشوة فهذا حكم بغير ما انزل الله ولكنه لا يكفر كفر
مخرج من الملة
بل كفر دون كفر
هنا نفهم ان الذي يحكم بغير ما انزل الله مرة او مرتين او اكثر لهواه وهو اصلا يحكم بما انزل الله هذا كفر دون كفر
أما من ترك الحكم بما انزل الله وحكًم القوانين الوضعية وتشارع إليها هذا كفر مخرج من الملة
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
هذا فيما يخص القضاة .. ولكن المسألة تختلف فيما يخص دولة كاملة ..
فلو تحاكمت دولة لهوى أو لمصلحة دنيوية سياسة إلى الأمم المتحدة .. فهذه مسألة مختلفة عن الحكم بغير ما انزل الله في قضية أو عدة قضايا ..
مثلا التحاكم للمحكمة الدولية في مسألة الحدود .. وقد تكون دولتين عربيتين .. فهل تكفر الدولة وإن كانت تحكم في موطنها بالشريعة ؟!!!
اعتقد المسألة شائكة وتحتاج لعلماء يستنبطون الاحكام .. ولا تؤخذ المسألة باسقاطات طلاب العلم .. والله الموفق
رامي بكر بكر كتب:
وإبن تيمية كفًر جنكيز خان الذي يحكم بالياسق وكفًر الذين يقاتلون معه من المسلمين......... وجنكيز خان هو من حكم التتار والياسق دستور كتبه وقاتل الناس ليتحاكموا إليه سبحان الله
مثل أمريكا تقاتل الناس ليتحاكمو الى الدمقراطية إلى دستورها
قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تَيميَّة رحِمه اللهُ تعالى في "مجموعِ الفتاوى" [34]، عندَ كلامِهِ على مَنْ أعَانَ التَّتَارَ فقالَ: (كُلُّ مَنْ قَفَزَ إليهم - أي التَّتار - مِنْ أُمراءِ العَسكرِ وغيرِ الأمراءِ فحُكُمُهُ حُكْمُهُم، وفيهم مِنْ الِردَّةِ عن شرائعِ الإسلامِ بَقدرِ مَا ارتدَّ عنه مِنْ شَرائعِ الإسلامِ، وإذا كانَ السََّلفُ قدْ سَمُّوا مَانِعِي الزَّكاةِ مُرتدَّينَ مَعَ كونِهِم يَصُومُونَ، ويُصلُّون ولمْ يكونوا يُقاتِلُونَ جماعةَ المُسلمينَ، فكيفَ بِمَنْ صَارَ معَ أعداءِ اللهِ ورسولِهِ قَاتِلاً للمُسلمينَ؟)
في هذه أخالفك ..
فابن تيمية لم يكفرهم وإنما كفر قادتهم فقط واعتبرهم من الطائفة نفسها إن حاربوا معاملة وليس حكماً .. وهو بذلك يحكم عليهم تعييناً بقدر ما ارتدوا عن شرائع الاسلام .. ولو تلاحظ فهو كفر الحاكم بغير ما انزل الله وتعامل مع المحاربين معه على انهم منهم في حال الحرب .. ولم يكفرهم إلا لعدم معرفته بما يعتقدون فهناك المخدوعون وهناك المجبورون .. وحديث الخسف شاهد على عدم تكفيره لكل من انظم للتتتار من المسلمين .. بل دعى المسلمين أن يقتلوه لو ذهب لصفهم والمصحف على رأسه ولم يقل بأن كل من انضم لهم هو كافر خارج من الملة .. والله أعلى وأعلم
ملاحظة:
قتال التتار تواطأ المسلمين والأمراء على ضرورته كما هو الحال في قتال النصيرية .. والمسألة تختلف عن جماعة مقاتله تريد الخروج على من يحكم بغير ما أنزل الله مستبدلا اياها بالقوانين الوضعية بلا قدرة ولا إعداد .. وإن كانت محقة في ضرورة إزالته !!!
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
المرجئه يقولون الايمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص
وانا والحمد لله اقول الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
سبحان الله
والله شيء عجيب جدا يا امة الاسلام اصبح من يقول بوجوب طاعة الحاكم المسلم الذي يصلي كما ثبت في احاديث كثيرة عن رسول الله
اصبح من يقول بذلك من المرجئه
ولا عجب فنحن في زمن الفتن
زمن تحولت فيه السنه الى بدعة والبدعة تحولت الى سنه
الحمد لله قد اديت ما علي وابلغتكم
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ثم مرجعنا جميعا الى الله فينبأنا بما كنا فيه نختلف
وانا والحمد لله اقول الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
سبحان الله
والله شيء عجيب جدا يا امة الاسلام اصبح من يقول بوجوب طاعة الحاكم المسلم الذي يصلي كما ثبت في احاديث كثيرة عن رسول الله
اصبح من يقول بذلك من المرجئه
ولا عجب فنحن في زمن الفتن
زمن تحولت فيه السنه الى بدعة والبدعة تحولت الى سنه
الحمد لله قد اديت ما علي وابلغتكم
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ثم مرجعنا جميعا الى الله فينبأنا بما كنا فيه نختلف
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
بارك الله فيك أخ ماجد محمد ونفع بك أحسنت .
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
ارجو أخي جعبة أن تتمعن بقرائة الفتوى لشيخنا إبن تيمية رحمه الله وأنظر كيف قال عن المسلمين
الذين قاتلوا مع التتار انهم مرتدين وانهم شر اكثر من التتار انفسهم وشر اكثر من الكفار الاصليين
وكيف لا يفتي بهذا وهذا ناقض من نواقض الاسلام
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين ، وأعانهم على بيان الحق المبين ، وكشف غمرات الجاهلين والزائغين في : هؤلاء التتار الذين يقدمون إلى الشام مرة بعد مرة وقد تكلموا بالشهادتين ، وانتسبوا إلى الإسلام ولم يبقوا على الكفر الذي كانوا عليه في أول الأمر فهل يجب قتالهم أم لا ؟ وما الحجة على قتالهم ، وما مذاهب العلماء في ذلك ؟ وما حكم من كان معهم ممن يفر إليهم من عسكر المسلمين الأمراء وغيرهم ؟ وما حكم من قد أخرجوه معهم مكرها " - [ التتار ] - " ؟ وما حكم من يكون مع عسكرهم من المنتسبين إلى العلم ، والفقه ، والفقر ، والنصوص ، ونحو ذلك .
وما يقال فيمن زعم أنهم مسلمون والمقاتلون لهم مسلمون وكلاهما ظالم ، فلا يقاتل مع أحدهما . وفي قول من زعم أنهم يقاتلون كما تقاتل البغاة المتأولون ، وما الواجب على جماعة المسلمين من أهل العلم والدين وأهل القتال وأهل الأموال في أمرهم .
أفتونا في ذلك بأجوبة مبسوطة شافية ، فإن أمرهم قد أشكل على كثير من المسلمين ، بل على أكثرهم تارة لعدم العلم بأحوالهم ، وتارة لعدم العلم بحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في مثلهم ، والله الميسر لكل خير بقدرته ورحمته إنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين ، نعم يجب قتال هؤلاء بكتاب الله ، وسنة رسوله ، واتفاق أئمة المسلمين ، وهذا مبني على أصلين : أحدهما : المعرفة بحالهم . والثاني : معرفة حكم الله في مثلهم . " - ص 535 -" فأما الأول : فكل من باشر القوم بعلم حالهم ، ومن لم يباشرهم يعلم ذلك بما بلغه من الأخبار المتواترة ، وأخبار الصادقين ، ونحن نذكر جل أمورهم بعد أن نبين الأصل الآخر الذي يختص بمعرفته أهل العلم بالشريعة الإسلامية فنقول : كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين ، وإن تكلمت بالشهادتين ، فإذا أقروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس ، وجب قتالهم حتى يصلوا ، وإن امتنعوا عن الزكاة ، وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة ، وكذلك إن امتنعوا عن صيام شهر رمضان ، أو حج البيت العتيق ، وكذلك إن امتنعوا عن تحريم الفواحش ، أو الزنا ، أو الميسر ، أو الخمر ، أو غير ذلك من محرمات الشريعة وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء ، والأموال والأعراض ، والأبضاع ، ونحوها بحكم الكتاب والسنة ، وكذلك إن امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة ، واتباع سلف الأمة وأئمتها مثل : أن يظهروا الإلحاد في أسماء الله وآياته ، أو التكذيب بأسماء الله وصفاته ، أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين ، أو الطعن في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا في طاعتهم التي توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور قال الله تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله .
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وهذه الآية نزلت في أهل " - ص 536 -" الطائف ، وكانوا قد أسلموا وصلوا وصاموا ، لكن كانوا يتعاملون بالربا ، فأنزل الله هذه الآية وأمر المؤمنين فيها بترك ما بقي من الربا ، وقال : ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وقد قرئ { فأذنوا } و { آذنوا } وكلا المعنيين صحيح ، والربا آخر المحرمات في القرآن ، وهو ما يوجد بتراضي المتعاملين ، فإذا كان من لم ينته عنه محاربا لله ورسوله فكيف بمن لم ينته عن غيره من المحرمات التي هي أسبق تحريما وأعظم تحريما .
وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث بقتال الخوارج ، وهي متواترة عند أهل العلم بالحديث . قال الإمام أحمد : صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه ، وقد رواها مسلم في صحيحه ، وروى البخاري منها ثلاثة أوجه : حديث علي ، وأبي سعيد الخدري ، وسهل بن حنيف ، وفي السنن ، والمسانيد طرق أخر متعددة . وقد قال صلى الله عليه وسلم في صفتهم : « يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، أينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد » .
وهؤلاء قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمن معه من الصحابة واتفق على قتالهم سلف الأمة ، وأئمتها لم يتنازعوا في قتالهم كما تنازعوا في القتال يوم الجمل وصفين ، فإن الصحابة كانوا في قتال الفتنة ثلاثة أصناف : قوم قاتلوا مع علي رضي الله عنه ، وقوم قاتلوا مع من قاتل ، وقوم قعدوا عن القتال لم يقاتلوا الواحدة من الطائفتين .
وأما الخوارج فلم يكن فيهم أحد من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحد من الصحابة . " - ص 537 -" وفي الصحيح : عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق » . وفي لفظ : « أدنى الطائفتين إلى الحق » .
فبهذا الحديث الصحيح ثبت أن عليا وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه ، وأن تلك المارقة التي مرقت من الإسلام ليس حكمها حكم إحدى الطائفتين ، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال هذه المارقة ، وأكد الأمر بقتالها ، ولم يأمر بقتال إحدى الطائفتين ، كما أمر بقتال هذه ، بل قد ثبت عنه في الصحيح : من حديث أبي بكرة أنه قال للحسن : « إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين » .
فمدح الحسن وأثنى عليه بما أصلح الله به بين الطائفتين ، حين ترك القتال وقد بويع له واختار الأصل وحقن الدماء مع نزوله عن الأمر ، فلو كان القتال مأمورا به لم يمدح الحسن ويثني عليه بترك ما أمر الله به وفعل ما نهى الله عنه . يتبع
الذين قاتلوا مع التتار انهم مرتدين وانهم شر اكثر من التتار انفسهم وشر اكثر من الكفار الاصليين
وكيف لا يفتي بهذا وهذا ناقض من نواقض الاسلام
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين ، وأعانهم على بيان الحق المبين ، وكشف غمرات الجاهلين والزائغين في : هؤلاء التتار الذين يقدمون إلى الشام مرة بعد مرة وقد تكلموا بالشهادتين ، وانتسبوا إلى الإسلام ولم يبقوا على الكفر الذي كانوا عليه في أول الأمر فهل يجب قتالهم أم لا ؟ وما الحجة على قتالهم ، وما مذاهب العلماء في ذلك ؟ وما حكم من كان معهم ممن يفر إليهم من عسكر المسلمين الأمراء وغيرهم ؟ وما حكم من قد أخرجوه معهم مكرها " - [ التتار ] - " ؟ وما حكم من يكون مع عسكرهم من المنتسبين إلى العلم ، والفقه ، والفقر ، والنصوص ، ونحو ذلك .
وما يقال فيمن زعم أنهم مسلمون والمقاتلون لهم مسلمون وكلاهما ظالم ، فلا يقاتل مع أحدهما . وفي قول من زعم أنهم يقاتلون كما تقاتل البغاة المتأولون ، وما الواجب على جماعة المسلمين من أهل العلم والدين وأهل القتال وأهل الأموال في أمرهم .
أفتونا في ذلك بأجوبة مبسوطة شافية ، فإن أمرهم قد أشكل على كثير من المسلمين ، بل على أكثرهم تارة لعدم العلم بأحوالهم ، وتارة لعدم العلم بحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في مثلهم ، والله الميسر لكل خير بقدرته ورحمته إنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين ، نعم يجب قتال هؤلاء بكتاب الله ، وسنة رسوله ، واتفاق أئمة المسلمين ، وهذا مبني على أصلين : أحدهما : المعرفة بحالهم . والثاني : معرفة حكم الله في مثلهم . " - ص 535 -" فأما الأول : فكل من باشر القوم بعلم حالهم ، ومن لم يباشرهم يعلم ذلك بما بلغه من الأخبار المتواترة ، وأخبار الصادقين ، ونحن نذكر جل أمورهم بعد أن نبين الأصل الآخر الذي يختص بمعرفته أهل العلم بالشريعة الإسلامية فنقول : كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين ، وإن تكلمت بالشهادتين ، فإذا أقروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس ، وجب قتالهم حتى يصلوا ، وإن امتنعوا عن الزكاة ، وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة ، وكذلك إن امتنعوا عن صيام شهر رمضان ، أو حج البيت العتيق ، وكذلك إن امتنعوا عن تحريم الفواحش ، أو الزنا ، أو الميسر ، أو الخمر ، أو غير ذلك من محرمات الشريعة وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء ، والأموال والأعراض ، والأبضاع ، ونحوها بحكم الكتاب والسنة ، وكذلك إن امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة ، واتباع سلف الأمة وأئمتها مثل : أن يظهروا الإلحاد في أسماء الله وآياته ، أو التكذيب بأسماء الله وصفاته ، أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين ، أو الطعن في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا في طاعتهم التي توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور قال الله تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله .
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وهذه الآية نزلت في أهل " - ص 536 -" الطائف ، وكانوا قد أسلموا وصلوا وصاموا ، لكن كانوا يتعاملون بالربا ، فأنزل الله هذه الآية وأمر المؤمنين فيها بترك ما بقي من الربا ، وقال : ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وقد قرئ { فأذنوا } و { آذنوا } وكلا المعنيين صحيح ، والربا آخر المحرمات في القرآن ، وهو ما يوجد بتراضي المتعاملين ، فإذا كان من لم ينته عنه محاربا لله ورسوله فكيف بمن لم ينته عن غيره من المحرمات التي هي أسبق تحريما وأعظم تحريما .
وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث بقتال الخوارج ، وهي متواترة عند أهل العلم بالحديث . قال الإمام أحمد : صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه ، وقد رواها مسلم في صحيحه ، وروى البخاري منها ثلاثة أوجه : حديث علي ، وأبي سعيد الخدري ، وسهل بن حنيف ، وفي السنن ، والمسانيد طرق أخر متعددة . وقد قال صلى الله عليه وسلم في صفتهم : « يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، وقراءته مع قراءتهم ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، أينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة ، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد » .
وهؤلاء قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمن معه من الصحابة واتفق على قتالهم سلف الأمة ، وأئمتها لم يتنازعوا في قتالهم كما تنازعوا في القتال يوم الجمل وصفين ، فإن الصحابة كانوا في قتال الفتنة ثلاثة أصناف : قوم قاتلوا مع علي رضي الله عنه ، وقوم قاتلوا مع من قاتل ، وقوم قعدوا عن القتال لم يقاتلوا الواحدة من الطائفتين .
وأما الخوارج فلم يكن فيهم أحد من الصحابة ولا نهى عن قتالهم أحد من الصحابة . " - ص 537 -" وفي الصحيح : عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق » . وفي لفظ : « أدنى الطائفتين إلى الحق » .
فبهذا الحديث الصحيح ثبت أن عليا وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه ، وأن تلك المارقة التي مرقت من الإسلام ليس حكمها حكم إحدى الطائفتين ، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال هذه المارقة ، وأكد الأمر بقتالها ، ولم يأمر بقتال إحدى الطائفتين ، كما أمر بقتال هذه ، بل قد ثبت عنه في الصحيح : من حديث أبي بكرة أنه قال للحسن : « إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين » .
فمدح الحسن وأثنى عليه بما أصلح الله به بين الطائفتين ، حين ترك القتال وقد بويع له واختار الأصل وحقن الدماء مع نزوله عن الأمر ، فلو كان القتال مأمورا به لم يمدح الحسن ويثني عليه بترك ما أمر الله به وفعل ما نهى الله عنه . يتبع
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
بارك الله فيك أخي ماجد محمد فقد كفيت ووفيت في ردك على ما اوردته عاشقة السماء
بقي أن نسمع حكم الأخ جعبة الأسهم بما أنه صاحب الملتقى أن يبين أي الطريقين
هو المنهج الصحيح حتى تطمئن القلوب ويعرف اتجاه الملتقى الى أي طريق يسلك
وحتى ترتفع الغمه عن بعض الأعضاء وبين بين هذا غير نافع والقصد نصرة الدين
لا الهوى واحسب الأخ جعبة الأسهم لا تلومه في الله لومة لائم ورأيه يهمنا بكل صراحه .
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
وَالْعُلَمَاءُ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ يَسْتَحِقُّ الْقِتَالَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ طَرِيقَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يَرَى قِتَالَ عَلِيٍّ يَوْمَ حَرُورَاءَ، وَيَوْمَ الْجَمَلِ، وَصِفِّينَ، كُلُّهُ مِنْ بَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ، وَكَذَلِكَ يَجْعَلُ قِتَالَ أَبِي بَكْرٍ لِمَانِعِي الزَّكَاةِ، وَكَذَلِكَ قِتَالُ سَائِرِ مَنْ قُوتِلَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْقِبْلَةِ، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ، وَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ لَيْسُوا فُسَّاقًا بَلْ هُمْ عُدُولٌ.
فَقَالُوا: إنَّ أَهْلَ الْبَغْيِ عُدُولٌ مَعَ قِتَالِهِمْ، وَهُمْ مُخْطِئُونَ خَطَأَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْفُرُوعِ، وَخَالَفَتْ فِي ذَلِكَ طَائِفَةٌ كَابْنِ عَقِيلٍ وَغَيْرِهِ.
فَذَهَبُوا إلَى تَفْسِيقِ أَهْلِ الْبَغْيِ، وَهَؤُلَاءِ نَظَرُوا إلَى مَنْ عَدُوُّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ فِي زَمَنِهِمْ، فَرَأَوْهُمْ فُسَّاقًا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُمْ لَا يُدْخِلُونَ الصَّحَابَةَ فِي ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُفَسِّقُ الصَّحَابَةَ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ، كَمَا يُكَفِّرُهُمْ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ لْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَئِمَّةِ وَالْفُقَهَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَلَا يَقُولُونَ: إنَّ أَمْوَالَهُمْ مَعْصُومَةٌ كَمَا كَانَتْ، وَمَا كَانَ ثَابِتًا بِعَيْنِهِ رُدَّ إلَى صَاحِبِهِ، وَمَا أُتْلِفَ فِي حَالِ الْقِتَالِ لَمْ يُضْمَنْ، حَتَّى إنَّ جُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ: لَا يَضْمَنُ لَا هَؤُلَاءِ وَلَا هَؤُلَاءِ.
كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَوَافِرُونَ، فَأَجْمَعُوا أَنَّ كُلَّ مَالٍ أَوْ دَمٍ أُصِيبَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ هَدَرٌ، وَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُسْتَعَانَ بِسِلَاحِهِمْ فِي حَرْبِهِمْ إذَا لَمْ يَكُنْ إلَى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ عَلَى وَجْهَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ يَجُوزُ وَالْمَنْعُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَالرُّخْصَةُ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَاخْتَلَفُوا فِي قَتْلِ أُسَرِهِمْ وَاتِّبَاعِ مُدْبِرِهِمْ وَالتَّذْفِيفِ عَلَى جَرِيحِهِمْ إذَا كَانَ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إلَيْهَا، فَجَوَّزَ ذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَنَعَهُ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَفِي مَذْهَبِهِ وَجْهٌ أَنَّهُ يُتَّبَعُ مُدْبِرُهُمْ مِنْ أَوَّلِ الْقِتَالِ، وَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ، فَلَا يُقْتَلُ أَسِيرٌ، وَلَا يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ، كَمَا رَوَاهُ سَعِيدٌ وَغَيْرُهُ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: خَرَجَ صَارِخٌ، لَعَلَّهُ يَوْمَ الْجَمَلِ، لَا يُقْتَلَنَّ مُدْبِرٌ، وَلَا يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ.
فَمَنْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ التَّتَارَ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمُتَأَوِّلِينَ وَيَحْكُمُ فِيهِمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَحْكَامِ، كَمَا أَدْخَلَ مَنْ أُدْخِلَ فِي هَذَا الْحُكْمِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَالْخَوَارِجَ وَسَنُبَيِّنُ فَسَادَ هَذَا التَّوَهُّمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالطَّرِيقَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ قِتَالَ مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَالْخَوَارِجِ، وَنَحْوِهِمْ: لَيْسَ كَقِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ جُمْهُورِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَهُوَ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ فِي اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: كَمَالِكٍ، وَغَيْرِهِ، وَمَذْهَبُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ نَصُّوا عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ حَتَّى فِي الْأَمْوَالِ فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ أَبَاحَ غَنِيمَةَ أَمْوَالِ الْخَوَارِجِ.
وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ فِي حَرُورِيَّةَ كَانَ لَهُمْ سَهْمٌ فِي قَرْيَةٍ فَخَرَجُوا يُقَاتِلُونَ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ فَأَرْضُهُمْ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ، فَيُقَسَّمُ خُمُسُهُ عَلَى خَمْسَةٍ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِلَّذِينَ قَاتَلُوا يُقَسَّمُ بَيْنَهُمْ، أَوْ يَحْمِلُ الْأَمِيرُ الْخَرَاجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يُقَسِّمُ مِثْلَ مَا أَخَذَ عُمَرُ السَّوَادَ عَنْوَةً، وَوَقَفَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلَ أَحْمَدُ الْأَرْضَ الَّتِي لِلْخَوَاِرجِ إذَا غُنِمَتْ بِمَنْزِلَةِ مَا غُنِمَ مِنْ أَمْوَالِ الْكُفَّارِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذِهِ
فَقَالُوا: إنَّ أَهْلَ الْبَغْيِ عُدُولٌ مَعَ قِتَالِهِمْ، وَهُمْ مُخْطِئُونَ خَطَأَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْفُرُوعِ، وَخَالَفَتْ فِي ذَلِكَ طَائِفَةٌ كَابْنِ عَقِيلٍ وَغَيْرِهِ.
فَذَهَبُوا إلَى تَفْسِيقِ أَهْلِ الْبَغْيِ، وَهَؤُلَاءِ نَظَرُوا إلَى مَنْ عَدُوُّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ فِي زَمَنِهِمْ، فَرَأَوْهُمْ فُسَّاقًا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُمْ لَا يُدْخِلُونَ الصَّحَابَةَ فِي ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُفَسِّقُ الصَّحَابَةَ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ، كَمَا يُكَفِّرُهُمْ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ لْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَئِمَّةِ وَالْفُقَهَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَلَا يَقُولُونَ: إنَّ أَمْوَالَهُمْ مَعْصُومَةٌ كَمَا كَانَتْ، وَمَا كَانَ ثَابِتًا بِعَيْنِهِ رُدَّ إلَى صَاحِبِهِ، وَمَا أُتْلِفَ فِي حَالِ الْقِتَالِ لَمْ يُضْمَنْ، حَتَّى إنَّ جُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ: لَا يَضْمَنُ لَا هَؤُلَاءِ وَلَا هَؤُلَاءِ.
كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَوَافِرُونَ، فَأَجْمَعُوا أَنَّ كُلَّ مَالٍ أَوْ دَمٍ أُصِيبَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ هَدَرٌ، وَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُسْتَعَانَ بِسِلَاحِهِمْ فِي حَرْبِهِمْ إذَا لَمْ يَكُنْ إلَى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ عَلَى وَجْهَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ يَجُوزُ وَالْمَنْعُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَالرُّخْصَةُ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَاخْتَلَفُوا فِي قَتْلِ أُسَرِهِمْ وَاتِّبَاعِ مُدْبِرِهِمْ وَالتَّذْفِيفِ عَلَى جَرِيحِهِمْ إذَا كَانَ لَهُمْ فِئَةٌ يَلْجَئُونَ إلَيْهَا، فَجَوَّزَ ذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَنَعَهُ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَفِي مَذْهَبِهِ وَجْهٌ أَنَّهُ يُتَّبَعُ مُدْبِرُهُمْ مِنْ أَوَّلِ الْقِتَالِ، وَأَمَّا إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ، فَلَا يُقْتَلُ أَسِيرٌ، وَلَا يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ، كَمَا رَوَاهُ سَعِيدٌ وَغَيْرُهُ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: خَرَجَ صَارِخٌ، لَعَلَّهُ يَوْمَ الْجَمَلِ، لَا يُقْتَلَنَّ مُدْبِرٌ، وَلَا يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحٍ وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ.
فَمَنْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ التَّتَارَ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمُتَأَوِّلِينَ وَيَحْكُمُ فِيهِمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْأَحْكَامِ، كَمَا أَدْخَلَ مَنْ أُدْخِلَ فِي هَذَا الْحُكْمِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَالْخَوَارِجَ وَسَنُبَيِّنُ فَسَادَ هَذَا التَّوَهُّمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالطَّرِيقَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّ قِتَالَ مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَالْخَوَارِجِ، وَنَحْوِهِمْ: لَيْسَ كَقِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ جُمْهُورِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَهُوَ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ فِي اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: كَمَالِكٍ، وَغَيْرِهِ، وَمَذْهَبُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ نَصُّوا عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ حَتَّى فِي الْأَمْوَالِ فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ أَبَاحَ غَنِيمَةَ أَمْوَالِ الْخَوَارِجِ.
وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ فِي حَرُورِيَّةَ كَانَ لَهُمْ سَهْمٌ فِي قَرْيَةٍ فَخَرَجُوا يُقَاتِلُونَ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلَهُمْ الْمُسْلِمُونَ فَأَرْضُهُمْ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ، فَيُقَسَّمُ خُمُسُهُ عَلَى خَمْسَةٍ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِلَّذِينَ قَاتَلُوا يُقَسَّمُ بَيْنَهُمْ، أَوْ يَحْمِلُ الْأَمِيرُ الْخَرَاجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يُقَسِّمُ مِثْلَ مَا أَخَذَ عُمَرُ السَّوَادَ عَنْوَةً، وَوَقَفَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلَ أَحْمَدُ الْأَرْضَ الَّتِي لِلْخَوَاِرجِ إذَا غُنِمَتْ بِمَنْزِلَةِ مَا غُنِمَ مِنْ أَمْوَالِ الْكُفَّارِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذِهِ
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
الطَّرِيقَةُ هِيَ الصَّوَابُ الْمَقْطُوعُ بِهِ؛ فَإِنَّ النَّصَّ وَالْإِجْمَاعَ فَرَّقَ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، وَسِيرَةُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - تُفَرِّقُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْخَوَارِجَ بِنَصِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَرِحَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُنَازِعْهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَأَمَّا الْقِتَالُ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَدْ ظَهَرَ مِنْهُ مِنْ كَرَاهَتِهِ وَالذَّمِّ عَلَيْهِ مَا ظَهَرَ، وَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْجَمَلِ وَغَيْرِهِمْ: إخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا طُهْرُهُمْ السَّيْفُ، وَصَلَّى عَلَى قَتْلَى الطَّائِفَتَيْنِ.
وَأَمَّا الْخَوَارِجُ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «سَتَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حِدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ الَّذِينَ سَارُوا إلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ؛ وَلَا صَلَاتُكُمْ إلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إلَّا صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ، وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِمْ لَنَكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ لَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ قَالَ: فَيَذْهَبُونَ إلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَيَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ، فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ» .
قَالَ: فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ رَئِيسًا فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الرِّمَاحَ، وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ حُقُوقِهَا، فَإِنِّي أُنَاشِدُكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ، فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ، وَسَلُّوا السُّيُوفَ، وَسَحَرَهُمْ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ.
قَالَ: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمَا أُصِيبَ مِنْ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إلَّا رَجُلَانِ: فَقَالَ
يتبع....
وَأَمَّا الْخَوَارِجُ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «سَتَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حِدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِي كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ الَّذِينَ سَارُوا إلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ؛ وَلَا صَلَاتُكُمْ إلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إلَّا صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ، وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِمْ لَنَكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ لَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ قَالَ: فَيَذْهَبُونَ إلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَيَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَاَللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ، فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ» .
قَالَ: فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ رَئِيسًا فَقَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا الرِّمَاحَ، وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ حُقُوقِهَا، فَإِنِّي أُنَاشِدُكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ، فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ، وَسَلُّوا السُّيُوفَ، وَسَحَرَهُمْ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ.
قَالَ: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمَا أُصِيبَ مِنْ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إلَّا رَجُلَانِ: فَقَالَ
يتبع....
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
عَلِيٌّ: الْتَمَسُوا فِيهِ الْمَخْدَعَ. فَالْتَمَسُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَامَ عَلَى سَيْفِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. قَالَ: أَخِّرُوهُمْ فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ فَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ.
قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ أَسَمِعْت هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إي وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ أَيْضًا.
فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ، وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي تَكْفِيرِهِمْ، عَلَى تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ مِنْ مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَأَحْمَدَ، وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَيْضًا نِزَاعٌ فِي كُفْرِهِمْ، وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمْ بُغَاةٌ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً وَقَتْلُ أَمِيرِهِمْ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، كَمَا أَنَّ مَذْهَبَهُ فِي مَانِعِي الزَّكَاةِ إذَا قَاتَلُوا الْإِمَامَ عَلَيْهَا، هَلْ يَكْفُرُونَ مَعَ الْإِقْرَارِ بِوُجُوبِهَا عَلَى رِوَايَتَيْنِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ قِتَالَ الصِّدِّيقِ لِمَانِعِي الزَّكَاةِ، وَقِتَالَ عَلِيٍّ الْخَوَارِجَ لَيْسَ مِثْلَ الْقِتَالِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَصِفِّينَ، فَكَلَامُ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْخَوَارِجِ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُفَّارًا كَالْمُرْتَدِّينَ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ.
وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْأَئِمَّةِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، وَلَيْسُوا مَعَ ذَلِكَ حُكْمُهُمْ كَحُكْمِ أَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، بَلْ هُوَ نَوْعٌ ثَالِثٌ وَهَذَا أَصَحُّ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِيهِمْ، وَمِمَّنْ قَاتَلَهُمْ الصَّحَابَةُ مَعَ إقْرَارِهِمْ الشَّهَادَتَيْنِ، وَالصَّلَاةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مَانِعُوا الزَّكَاةِ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلَّا بِحَقِّهَا.» فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَلَمْ يَقُلْ لَك «إلَّا بِحَقِّهَا» فَإِنَّ الزَّكَاةَ مِنْ حَقِّهَا، وَاَللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقَاتَلْتهمْ عَلَى مَنْعِهَا
يتبع....
قَالَ: فَقَامَ إلَيْهِ عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ أَسَمِعْت هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إي وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ أَيْضًا.
فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ، وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي تَكْفِيرِهِمْ، عَلَى تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ مِنْ مَذْهَبِ مَالِكٍ، وَأَحْمَدَ، وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَيْضًا نِزَاعٌ فِي كُفْرِهِمْ، وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمْ بُغَاةٌ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً وَقَتْلُ أَمِيرِهِمْ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، كَمَا أَنَّ مَذْهَبَهُ فِي مَانِعِي الزَّكَاةِ إذَا قَاتَلُوا الْإِمَامَ عَلَيْهَا، هَلْ يَكْفُرُونَ مَعَ الْإِقْرَارِ بِوُجُوبِهَا عَلَى رِوَايَتَيْنِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ قِتَالَ الصِّدِّيقِ لِمَانِعِي الزَّكَاةِ، وَقِتَالَ عَلِيٍّ الْخَوَارِجَ لَيْسَ مِثْلَ الْقِتَالِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَصِفِّينَ، فَكَلَامُ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ فِي الْخَوَارِجِ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَيْسُوا كُفَّارًا كَالْمُرْتَدِّينَ عَنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ.
وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْأَئِمَّةِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ، وَلَيْسُوا مَعَ ذَلِكَ حُكْمُهُمْ كَحُكْمِ أَهْلِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ، بَلْ هُوَ نَوْعٌ ثَالِثٌ وَهَذَا أَصَحُّ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِيهِمْ، وَمِمَّنْ قَاتَلَهُمْ الصَّحَابَةُ مَعَ إقْرَارِهِمْ الشَّهَادَتَيْنِ، وَالصَّلَاةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مَانِعُوا الزَّكَاةِ، كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلَّا بِحَقِّهَا.» فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: أَلَمْ يَقُلْ لَك «إلَّا بِحَقِّهَا» فَإِنَّ الزَّكَاةَ مِنْ حَقِّهَا، وَاَللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقَاتَلْتهمْ عَلَى مَنْعِهَا
يتبع....
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أعتذر للإخوة على طول ما نقلت لكن هذا علم وجواب مهم جدا لما فيه من فائدة وتوضيح لكثير من الامور لذلك ارجو ان تجاهدو انفسكم على القرائة جزاكم الله خيرا
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أُولَئِكَ الْكُفَّارُ يَبْذُلُونَ لَهُ الطَّاعَةَ وَالِانْقِيَادَ، وَيَحْمِلُونَ إلَيْهِ الْأَمْوَالَ، وَيُقِرُّونَ لَهُ بِالنِّيَابَةِ، وَلَا يُخَالِفُونَ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ إلَّا كَمَا يُخَالِفُ الْخَارِجُ عَنْ طَاعَةِ الْإِمَامِ لِلْإِمَامِ، وَهُمْ يُحَارِبُونَ الْمُسْلِمِينَ وَيُعَادُونَهُمْ أَعْظَمَ مُعَادَاةٍ وَيَطْلُبُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ الطَّاعَةَ لَهُمْ وَبَذْلَ الْأَمْوَالِ وَالدُّخُولَ فِيمَا وَضَعَهُ لَهُمْ، ذَلِكَ الْمَلِكُ الْكَافِرُ الْمُشْرِكُ الْمُشَابِهُ لِفِرْعَوْنَ أَوْ النُّمْرُودِ وَنَحْوِهِمَا. بَلْ هُوَ أَعْظَمُ فَسَادًا فِي الْأَرْضِ مِنْهُمَا.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4] .
وَهَذَا الْكَافِرُ عَلَا فِي الْأَرْضِ يَسْتَضْعِفُ أَهْلَ الْمِلَلِ كُلَّهُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَالْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى وَمَنْ خَالَفَهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِقَتْلِ الرِّجَالِ، وَسَبْيِ الْحَرِيمِ، وَيَأْخُذُ الْأَمْوَالَ وَيُهْلِكُ الْحَرْثَ، وَالنَّسْلَ، وَاَللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَيَرُدُّ النَّاسَ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ سِلْكِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ إلَى أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا ابْتَدَعَهُ مِنْ سُنَّتِهِ الْجَاهِلِيَّةِ وَشَرِيعَتِهِ الْكُفْرِيَّةِ، فَهُمْ يَدَّعُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ وَيُعَظِّمُونَ دِينَ أُولَئِكَ الْكُفَّارِ عَلَى دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَيُطِيعُونَهُمْ وَيُوَالُونَهُمْ أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمُوَالَاةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحُكْمُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَ أَكَابِرِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا بِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَكَذَلِكَ الْأَكَابِرُ مِنْ وُزَرَائِهِمْ وَغَيْرِهِمْ يَجْعَلُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ كَدِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا طُرُقٌ إلَى اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْيَهُودِ أَوْ دِينَ النَّصَارَى، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْمُسْلِمِينَ.
وَهَذَا الْقَوْلُ فَاشٍ غَالِبٌ فِيهِمْ حَتَّى فِي فُقَهَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ، لَا سِيَّمَا الْجَهْمِيَّةُ مِنْ الِاتِّحَادِيَّةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ، فَإِنَّهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِمْ الْفَلْسَفَةُ وَهَذَا مَذْهَبُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ وَعَلَى هَذَا كَثِيرٌ مِنْ النَّصَارَى أَوْ أَكْثَرُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ الْيَهُودِ أَيْضًا.
بَلْ لَوْ قَالَ الْقَائِلُ: إنْ غَابَ خَوَاصُّ الْعُلَمَاءِ مِنْهُمْ وَالْعُبَّادُ عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ لَمَا أُبْعِدَ.
وَقَدْ رَأَيْت مِنْ ذَلِكَ وَسَمِعْت مَا لَا يَتَّسِعُ لَهُ هَذَا الْمَوْضِعُ، وَمَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاتِّفَاقِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ مَنْ سَوَّغَ اتِّبَاعَ غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَوْ اتِّبَاعِ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 4] .
وَهَذَا الْكَافِرُ عَلَا فِي الْأَرْضِ يَسْتَضْعِفُ أَهْلَ الْمِلَلِ كُلَّهُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَالْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى وَمَنْ خَالَفَهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِقَتْلِ الرِّجَالِ، وَسَبْيِ الْحَرِيمِ، وَيَأْخُذُ الْأَمْوَالَ وَيُهْلِكُ الْحَرْثَ، وَالنَّسْلَ، وَاَللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَيَرُدُّ النَّاسَ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ سِلْكِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ إلَى أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا ابْتَدَعَهُ مِنْ سُنَّتِهِ الْجَاهِلِيَّةِ وَشَرِيعَتِهِ الْكُفْرِيَّةِ، فَهُمْ يَدَّعُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ وَيُعَظِّمُونَ دِينَ أُولَئِكَ الْكُفَّارِ عَلَى دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَيُطِيعُونَهُمْ وَيُوَالُونَهُمْ أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمُوَالَاةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحُكْمُ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَ أَكَابِرِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا بِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَكَذَلِكَ الْأَكَابِرُ مِنْ وُزَرَائِهِمْ وَغَيْرِهِمْ يَجْعَلُونَ دِينَ الْإِسْلَامِ كَدِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَأَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا طُرُقٌ إلَى اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْيَهُودِ أَوْ دِينَ النَّصَارَى، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَجِّحُ دِينَ الْمُسْلِمِينَ.
وَهَذَا الْقَوْلُ فَاشٍ غَالِبٌ فِيهِمْ حَتَّى فِي فُقَهَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ، لَا سِيَّمَا الْجَهْمِيَّةُ مِنْ الِاتِّحَادِيَّةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ، فَإِنَّهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِمْ الْفَلْسَفَةُ وَهَذَا مَذْهَبُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ أَوْ أَكْثَرِهِمْ وَعَلَى هَذَا كَثِيرٌ مِنْ النَّصَارَى أَوْ أَكْثَرُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ الْيَهُودِ أَيْضًا.
بَلْ لَوْ قَالَ الْقَائِلُ: إنْ غَابَ خَوَاصُّ الْعُلَمَاءِ مِنْهُمْ وَالْعُبَّادُ عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ لَمَا أُبْعِدَ.
وَقَدْ رَأَيْت مِنْ ذَلِكَ وَسَمِعْت مَا لَا يَتَّسِعُ لَهُ هَذَا الْمَوْضِعُ، وَمَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَبِاتِّفَاقِ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ مَنْ سَوَّغَ اتِّبَاعَ غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَوْ اتِّبَاعِ
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
الْوَجْنَتَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهِ؛ فَقَالَ: مَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إذَا عَصَيْته أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: إنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتهمْ لَأَقْتُلَنهُمْ قَتْلَ عَادٍ» وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ «أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُقَسِّمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْدِلْ. فَقَالَ: وَيْلَك فَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْت وَخَسِرْت إنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ. فَقَالَ: دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ إلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ إلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ إلَى نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يَنْظُرُ إلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ» .
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْت هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْت إلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي نَعَتَهُ، فَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ مِنْ أَعْظَمِ مَا ذَمَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، وَذَكَرَ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ وَالْخَوَارِجُ مَعَ هَذَا لَمْ يَكُونُوا يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَالرَّافِضَةُ يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يُقَاتِلُونَ الْكُفَّارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَاتَلُوا الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْكُفَّارِ، فَكَانُوا أَعْظَمَ مُرُوقًا عَنْ الدِّينِ مِنْ أُولَئِكَ الْمَارِقِينَ بِكَثِيرٍ كَثِيرٍ.
وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى وُجُوبِ قِتَالِ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَنَحْوِهِمْ، إذَا فَارَقُوا
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْت هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْت إلَيْهِ عَلَى نَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي نَعَتَهُ، فَهَؤُلَاءِ الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ مِنْ أَعْظَمِ مَا ذَمَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، وَذَكَرَ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ وَالْخَوَارِجُ مَعَ هَذَا لَمْ يَكُونُوا يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَالرَّافِضَةُ يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّهُمْ لَا يُقَاتِلُونَ الْكُفَّارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَاتَلُوا الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْكُفَّارِ، فَكَانُوا أَعْظَمَ مُرُوقًا عَنْ الدِّينِ مِنْ أُولَئِكَ الْمَارِقِينَ بِكَثِيرٍ كَثِيرٍ.
وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى وُجُوبِ قِتَالِ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَنَحْوِهِمْ، إذَا فَارَقُوا
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
وَأَمَّا سُكَّانُ الْحِجَازِ فَأَكْثَرُهُمْ أَوْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ خَارِجُونَ عَنْ الشَّرِيعَةِ، وَفِيهِمْ مِنْ الْبِدَعِ وَالضَّلَالِ وَالْفُجُورِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، وَأَهْلُ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ فِيهِمْ مُسْتَضْعَفُونَ عَاجِزُونَ، وَإِنَّمَا تَكُونُ لَهُمْ الْقُوَّةُ وَالْعِزَّةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ لِغَيْرِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ بِهَذِهِ الْبِلَادِ، فَلَوْ ذَلَّتْ هَذِهِ الطَّائِفَةُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى لَكَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِالْحِجَازِ مِنْ أَذَلِّ النَّاسِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ غَلَبَ فِيهِمْ الرَّفْضُ، وَمَلَكَ هَؤُلَاءِ التَّتَارُ الْمُحَارِبُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ الْآنَ مَرْفُوضُونَ فَلَوْ غَلَبُوا لَفَسَدَ الْحِجَازُ بِالْكُلِّيَّةِ.
وَأَمَّا بِلَادُ إفْرِيقِيَّةَ فَأَعْرَابُهَا غَالِبُونَ عَلَيْهَا، وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ بَلْ هُمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلْجِهَادِ وَالْغَزْوِ.
وَأَمَّا الْغَرْبُ الْأَقْصَى فَمَعَ اسْتِيلَاءِ الْإِفْرِنْجِ عَلَى أَكْثَرِ بِلَادِهِمْ لَا يَقُومُونَ بِجِهَادِ النَّصَارَى الَّذِينَ هُنَاكَ بَلْ فِي عَسْكَرِهِمْ مِنْ النَّصَارَى الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الصُّلْبَانَ خَلْقٌ عَظِيمٌ لَوْ اسْتَوْلَى التَّتَارُ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ لَكَانَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ مَعَهُمْ مِنْ أَذَلِّ النَّاسِ لَا سِيَّمَا وَالنَّصَارَى تَدْخُلُ مَعَ التَّتَارِ فَيَصِيرُونَ حِزْبًا عَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ، فَهَذَا وَغَيْرُهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ هَذِهِ الْعِصَابَةَ الَّتِي بِالشَّامِ وَمِصْرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ هُمْ كَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ، وَعِزُّهُمْ عِزُّ الْإِسْلَامِ، وَذُلُّهُمْ ذُلُّ الْإِسْلَامِ، فَلَوْ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ التَّتَارُ لَمْ يَبْقَ لِلْإِسْلَامِ عِزٌّ وَلَا كَلِمَةٌ عَالِيَةٌ، وَلَا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ عَالِيَةٌ يَخَافُهَا أَهْلُ الْأَرْضِ تُقَاتِلُ عَنْهُ، فَمَنْ قَفَزَ عَنْهُمْ إلَى التَّتَارِ كَانَ أَحَقَّ بِالْقِتَالِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ التَّتَارِ، فَإِنَّ التَّتَارَ فِيهِمْ الْمُكْرَهُ وَغَيْرُ الْمُكْرَهِ.
وَقَدْ اسْتَقَرَّتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ عُقُوبَةَ الْمُرْتَدِّ أَعْظَمُ مِنْ عُقُوبَةِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ: مِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ بِكُلِّ حَالٍ، وَلَا يُضْرَبُ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ، وَلَا تُعْقَدُ لَهُ ذِمَّةٌ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْ الْقِتَالِ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ الَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ كَأَبِي حَنِيفَة، وَمَالِكٍ، وَأَحْمَدَ.
وَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ.
وَمِنْهَا أَنَّ الْمُرْتَدَّ لَا يَرِثُ، وَلَا يُنَاكَحُ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ، وَإِذَا كَانَتْ الرِّدَّةُ عَنْ أَصْلِ الدِّينِ أَعْظَمَ مِنْ الْكُفْرِ بِأَصْلِ الدِّينِ، فَالرِّدَّةُ عَنْ شَرَائِعِهِ أَعْظَمُ مِنْ خُرُوجِ الْخَارِجِ الْأَصْلِيِّ عَنْ شَرَائِعِهِ، وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مُؤْمِنٍ يَعْرِفُ أَحْوَالَ التَّتَارِ وَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُرْتَدِّينَ الَّذِينَ فِيهِمْ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ شَرٌّ مِنْ الْكُفَّارِ الْأَصْلِيِّينَ مِنْ التُّرْكِ وَنَحْوِهِمْ، وَهُمْ بَعْدَ أَنْ تَكَلَّمُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ تَرْكِهِمْ لِكَثِيرٍ مِنْ شَرَائِعِ الدِّينِ خَيْرٌ مِنْ الْمُرْتَدِّينَ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ.
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِمَّنْ كَانَ مُسْلِمَ الْأَصْلِ هُوَ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ كَانُوا كُفَّارًا، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ الْأَصْلِيَّ إذَا ارْتَدَّ عَنْ بَعْضِ شَرَائِعِهِ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ بَعْدُ فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ مِثْلُ: مَانِعِي الزَّكَاةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ قَاتَلَهُمْ الصِّدِّيقُ. وَإِنْ
كَانَ الْمُرْتَدُّ عَنْ بَعْضِ الشَّرَائِعِ مُتَفَقِّهًا، أَوْ مُتَصَوِّفًا أَوْ تَاجِرًا، أَوْ كَاتِبًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَهَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ وَأَصَرُّوا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلِهَذَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ عَلَى الدِّينِ مَا لَا يَجِدُونَهُ مِنْ ضَرَرِ أُولَئِكَ، وَيَنْقَادُونَ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَعْظَمَ مِنْ انْقِيَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِ الدِّينِ وَنَافَقُوا فِي بَعْضِهِ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَغَايَةُ مَا يُوجَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ يَكُونُ مُلْحِدًا نُصَيْرِيًّا، أَوْ إسْمَاعِيلِيًّا، أَوْ رَافِضِيًّا، وَخِيَارُهُمْ يَكُونُ جَهْمِيًّا اتِّحَادِيًّا أَوْ نَحْوَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَنْضَمُّ إلَيْهِمْ طَوْعًا مِنْ الْمُظْهِرِينَ لِلْإِسْلَامِ إلَّا مُنَافِقٌ، أَوْ زِنْدِيقٌ، أَوْ فَاسِقٌ فَاجِرٌ، وَمَنْ أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مُكْرَهًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ، وَنَحْنُ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاتِلَ الْعَسْكَرَ جَمِيعَهُ إذْ لَا يَتَمَيَّزُ الْمُكْرَهُ مِنْ غَيْرِهِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «يَغْزُو هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ مِنْ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ إذْ خُسِفَ بِهِمْ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ فِيهِمْ الْمُكْرَهَ. فَقَالَ: يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» .
وَالْحَدِيثُ مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَخْرَجَهُ أَرْبَابُ الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا. قَالَ: يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ» وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْت شَيْئًا فِي مَنَامِك لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقَالَ: الْعَجَبُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ لَجَأَ إلَى الْبَيْتِ حَتَّى إذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ. قَالَ: نَعَمْ، فِيهِمْ الْمُسْتَنْصِرُ وَالْمَجْنُونُ وَابْنُ السَّبِيلِ فَيَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»
وَأَمَّا بِلَادُ إفْرِيقِيَّةَ فَأَعْرَابُهَا غَالِبُونَ عَلَيْهَا، وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ بَلْ هُمْ مُسْتَحِقُّونَ لِلْجِهَادِ وَالْغَزْوِ.
وَأَمَّا الْغَرْبُ الْأَقْصَى فَمَعَ اسْتِيلَاءِ الْإِفْرِنْجِ عَلَى أَكْثَرِ بِلَادِهِمْ لَا يَقُومُونَ بِجِهَادِ النَّصَارَى الَّذِينَ هُنَاكَ بَلْ فِي عَسْكَرِهِمْ مِنْ النَّصَارَى الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الصُّلْبَانَ خَلْقٌ عَظِيمٌ لَوْ اسْتَوْلَى التَّتَارُ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ لَكَانَ أَهْلُ الْمَغْرِبِ مَعَهُمْ مِنْ أَذَلِّ النَّاسِ لَا سِيَّمَا وَالنَّصَارَى تَدْخُلُ مَعَ التَّتَارِ فَيَصِيرُونَ حِزْبًا عَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ، فَهَذَا وَغَيْرُهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ هَذِهِ الْعِصَابَةَ الَّتِي بِالشَّامِ وَمِصْرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ هُمْ كَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ، وَعِزُّهُمْ عِزُّ الْإِسْلَامِ، وَذُلُّهُمْ ذُلُّ الْإِسْلَامِ، فَلَوْ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ التَّتَارُ لَمْ يَبْقَ لِلْإِسْلَامِ عِزٌّ وَلَا كَلِمَةٌ عَالِيَةٌ، وَلَا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ عَالِيَةٌ يَخَافُهَا أَهْلُ الْأَرْضِ تُقَاتِلُ عَنْهُ، فَمَنْ قَفَزَ عَنْهُمْ إلَى التَّتَارِ كَانَ أَحَقَّ بِالْقِتَالِ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ التَّتَارِ، فَإِنَّ التَّتَارَ فِيهِمْ الْمُكْرَهُ وَغَيْرُ الْمُكْرَهِ.
وَقَدْ اسْتَقَرَّتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ عُقُوبَةَ الْمُرْتَدِّ أَعْظَمُ مِنْ عُقُوبَةِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ: مِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ بِكُلِّ حَالٍ، وَلَا يُضْرَبُ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ، وَلَا تُعْقَدُ لَهُ ذِمَّةٌ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْ الْقِتَالِ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ الَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ كَأَبِي حَنِيفَة، وَمَالِكٍ، وَأَحْمَدَ.
وَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ.
وَمِنْهَا أَنَّ الْمُرْتَدَّ لَا يَرِثُ، وَلَا يُنَاكَحُ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ، وَإِذَا كَانَتْ الرِّدَّةُ عَنْ أَصْلِ الدِّينِ أَعْظَمَ مِنْ الْكُفْرِ بِأَصْلِ الدِّينِ، فَالرِّدَّةُ عَنْ شَرَائِعِهِ أَعْظَمُ مِنْ خُرُوجِ الْخَارِجِ الْأَصْلِيِّ عَنْ شَرَائِعِهِ، وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مُؤْمِنٍ يَعْرِفُ أَحْوَالَ التَّتَارِ وَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُرْتَدِّينَ الَّذِينَ فِيهِمْ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ شَرٌّ مِنْ الْكُفَّارِ الْأَصْلِيِّينَ مِنْ التُّرْكِ وَنَحْوِهِمْ، وَهُمْ بَعْدَ أَنْ تَكَلَّمُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ تَرْكِهِمْ لِكَثِيرٍ مِنْ شَرَائِعِ الدِّينِ خَيْرٌ مِنْ الْمُرْتَدِّينَ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ.
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِمَّنْ كَانَ مُسْلِمَ الْأَصْلِ هُوَ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ كَانُوا كُفَّارًا، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ الْأَصْلِيَّ إذَا ارْتَدَّ عَنْ بَعْضِ شَرَائِعِهِ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ بَعْدُ فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ مِثْلُ: مَانِعِي الزَّكَاةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ قَاتَلَهُمْ الصِّدِّيقُ. وَإِنْ
كَانَ الْمُرْتَدُّ عَنْ بَعْضِ الشَّرَائِعِ مُتَفَقِّهًا، أَوْ مُتَصَوِّفًا أَوْ تَاجِرًا، أَوْ كَاتِبًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَهَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ وَأَصَرُّوا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلِهَذَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ عَلَى الدِّينِ مَا لَا يَجِدُونَهُ مِنْ ضَرَرِ أُولَئِكَ، وَيَنْقَادُونَ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَعْظَمَ مِنْ انْقِيَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِ الدِّينِ وَنَافَقُوا فِي بَعْضِهِ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ، وَغَايَةُ مَا يُوجَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ يَكُونُ مُلْحِدًا نُصَيْرِيًّا، أَوْ إسْمَاعِيلِيًّا، أَوْ رَافِضِيًّا، وَخِيَارُهُمْ يَكُونُ جَهْمِيًّا اتِّحَادِيًّا أَوْ نَحْوَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَنْضَمُّ إلَيْهِمْ طَوْعًا مِنْ الْمُظْهِرِينَ لِلْإِسْلَامِ إلَّا مُنَافِقٌ، أَوْ زِنْدِيقٌ، أَوْ فَاسِقٌ فَاجِرٌ، وَمَنْ أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ مُكْرَهًا فَإِنَّهُ يُبْعَثُ عَلَى نِيَّتِهِ، وَنَحْنُ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاتِلَ الْعَسْكَرَ جَمِيعَهُ إذْ لَا يَتَمَيَّزُ الْمُكْرَهُ مِنْ غَيْرِهِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «يَغْزُو هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ مِنْ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ إذْ خُسِفَ بِهِمْ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ فِيهِمْ الْمُكْرَهَ. فَقَالَ: يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» .
وَالْحَدِيثُ مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَخْرَجَهُ أَرْبَابُ الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ فَيُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا. قَالَ: يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ» وَفِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْت شَيْئًا فِي مَنَامِك لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقَالَ: الْعَجَبُ أَنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ لَجَأَ إلَى الْبَيْتِ حَتَّى إذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ. قَالَ: نَعَمْ، فِيهِمْ الْمُسْتَنْصِرُ وَالْمَجْنُونُ وَابْنُ السَّبِيلِ فَيَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
وَفِي لَفْظٍ لِلْبُخَارِيِّ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةِ فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ. قَالَتْ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ. قَالَ: يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنْ حَفْصَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: سَيَعُوذُ بِهَذَا الْبَيْتِ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا عَدَدٌ وَلَا عُدَّةٌ، يُبْعَثُ إلَيْهِمْ جَيْشٌ يَوْمَئِذٍ حَتَّى إذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ» . قَالَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ: وَأَهْلُ الشَّامِ يَوْمَئِذٍ يَسِيرُونَ إلَى مَكَّةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: أَمَا وَاَللَّهِ مَا هُوَ بِهَذَا الْجَيْشِ فَاَللَّهُ تَعَالَى أَهْلَكَ الْجَيْشَ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَنْتَهِكَ حُرُمَاتِهِ الْمُكْرَهَ فِيهِمْ وَغَيْرَ الْمُكْرَهِ.
مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَهُمْ مَعَ أَنَّهُ يَبْعَثُهُمْ عَلَى نِيَّاتِهِمْ. فَكَيْفَ يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَاهِدِينَ أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُكْرَهِ وَغَيْرِهِ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ بَلْ لَوْ ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّهُ خَرَجَ مُكْرَهًا لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ.
كَمَا رُوِيَ «أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَسَرَهُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي، كُنْت مُكْرَهًا. فَقَالَ: أَمَّا ظَاهِرُك فَكَانَ عَلَيْنَا وَأَمَّا سَرِيرَتُك فَإِلَى اللَّهِ» .
بَلْ لَوْ كَانَ فِيهِمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَلَمْ يُمْكِنْ قِتَالُهُمْ إلَّا بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ لَقُتِلُوا أَيْضًا فَإِنَّ الْأَئِمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ لَوْ تَتَرَّسُوا بِمُسْلِمِينَ وَخِيفَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ إذَا لَمْ يُقَاتِلُوا فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ نَرْمِيَهُمْ وَنَقْصِدَ الْكُفَّارَ، وَلَوْ لَمْ نَخَفْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَازَ وَهِيَ أُولَئِكَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ.
وَمَنْ قُتِلَ لِأَجْلِ الْجِهَادِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ هُوَ فِي الْبَاطِنِ مَظْلُومٌ كَانَ شَهِيدًا، وَبُعِثَ عَلَى نِيَّتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ قَتْلُهُ أَعْظَمَ فَسَادًا مِنْ قَتْلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَاهِدِينَ، وَإِذَا كَانَ الْجِهَادُ وَاجِبًا وَإِنْ قُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَقِيلَ مَنْ يُقْتَلُ فِي صَفِّهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لِحَاجَةِ الْجِهَادِ لَيْسَ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، بَلْ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُكْرَهَ فِي قِتَالِ الْفِتْنَةِ بِكَسْرِ سَيْفِهِ وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُقَاتِلَ، وَإِنْ قُتِلَ، كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْت مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إبِلٌ، وَلَا غَنَمٌ، وَلَا أَرْضٌ قَالَ: يَعْمِدُ إلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاةَ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْت إنْ أُكْرِهْت حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إلَى إحْدَى الصَّفَّيْنِ أَوْ إحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَيَضْرِبُنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ بِسَهْمِهِ فَيَقْتُلَنِي. قَالَ: يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِك، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» .
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ بَلْ أَمَرَ بِمَا يَتَعَذَّرُ مَعَهُ الْقِتَالُ مِنْ الِاعْتِزَالِ أَوْ إفْسَادِ السِّلَاحِ الَّذِي يُقَاتِلُ بِهِ.
وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ الْمُكْرَهُ وَغَيْرُهُ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْمُكْرَهَ إذَا قُتِلَ ظُلْمًا كَانَ الْقَاتِلُ قَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ الْمَقْتُولِ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَنْ الْمَظْلُومِ {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا صَالَ صَائِلٌ عَلَى نَفْسِهِ جَازَ لَهُ الدَّفْعُ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا هَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدَّفْعُ بِالْقِتَالِ عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ: إحْدَاهُمَا: يَجِبُ الدَّفْعُ عَنْ نَفْسِهِ وَلَوْ لَمْ يَحْضُرْ الصَّفَّ.
وَالثَّانِيَةُ: يَجُوزُ لَهُ الدَّفْعُ عَنْ نَفْسِهِ.
وَأَمَّا الِابْتِدَاءُ بِالْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ فَلَا يَجُوزُ بِلَا رَيْبٍ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ إذَا كَانَ الْمُكْرَهُ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُقَاتِلَ، بَلْ عَلَيْهِ إفْسَادُ سِلَاحِهِ، وَأَنْ يَصْبِرَ حَتَّى يُقْتَلَ مَظْلُومًا فَكَيْفَ بِالْمُكْرَهِ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الطَّائِفَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ: كَمَانِعِي الزَّكَاةِ، وَالْمُرْتَدِّينَ، وَنَحْوِهِمْ، فَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا يَجِبُ عَلَيْهِ إذَا أُكْرِهَ عَلَى الْحُضُورِ أَنْ لَا يُقَاتِلَ وَإِنْ قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ كَمَا لَوْ أَكْرَهَهُ الْكُفَّارُ عَلَى حُضُورِ صَفِّهِمْ لِيُقَاتِلَ
الْمُسْلِمِينَ، وَكَمَا لَوْ أَكْرَهَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ مَعْصُومٍ فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ قَتْلُهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ أَكْرَهَهُ بِالْقَتْلِ فَإِنَّهُ لَيْسَ حِفْظُ نَفْسِهِ بِقَتْلِ ذَلِكَ الْمَعْصُومِ أَوْلَى مِنْ الْعَكْسِ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَظْلِمَ غَيْرَهُ فَيَقْتُلَهُ، لِئَلَّا يُقْتَلَ هُوَ، بَلْ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرِهِ جَمِيعًا عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ: كَأَحْمَدَ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَفِي الْآخَرِ: يَجِبُ الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرِهِ فَقَطْ كَقَوْلِ: أَبِي حَنِيفَةَ، وَمُحَمَّدٍ، وَقِيلَ: الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرَهِ الْمُبَاشِرِ كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ زُفَرَ، وَأَبُو يُوسُفَ: يُوجِبُ الضَّمَانَ بِالدِّيَةِ بَدَلَ الْقَوَدِ وَلَمْ يُوجِبْهُ.
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ: عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِصَّةَ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَفِيهَا أَنَّ الْغُلَامَ أَمَرَ بِقَتْلِ نَفْسِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ ظُهُورِ الدِّينِ، وَلِهَذَا جَوَّزَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ أَنْ يَنْغَمِسَ الْمُسْلِمُ فِي صَفِّ الْكُفَّارِ وَإِنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَهُ إذَا كَانَ فِي ذَلِكَ
مَصْلَحَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَقَدْ بَسَطْنَا الْقَوْلَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَفْعَلُ مَا يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُقْتَلُ بِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ الْجِهَادِ مَعَ أَنَّ قَتْلَهُ نَفْسَهُ أَعْظَمُ مِنْ قَتْلِهِ لِغَيْرِهِ كَانَ مَا يُفْضِي إلَى قَتْلِ غَيْرِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ الدِّينِ الَّتِي لَا تَحْصُلُ إلَّا بِذَلِكَ وَدَفْعِ ضَرَرِ الْعَدُوِّ الْمُفْسِدِ لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا، الَّذِي لَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِذَلِكَ أَوْلَى وَإِذَا كَانَتْ السُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ مُتَّفِقَيْنِ عَلَى أَنَّ الصَّائِلَ الْمُسْلِمَ إذَا لَمْ يَنْدَفِعْ صَوْلُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ وَإِنْ كَانَ الْمَالُ الَّذِي يَأْخُذُهُ قِيرَاطًا مِنْ دِينَارٍ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ حَرَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» .
فَكَيْفَ بِقِتَالِ هَؤُلَاءِ الْخَارِجِينَ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ الْمُحَارِبِينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ الَّذِينَ صَوْلُهُمْ وَبَغْيُهُمْ أَقَلُّ مَا فِيهِمْ، فَإِنَّ قِتَالَ الْمُعْتَدِينَ الصَّائِلِينَ ثَابِتٌ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، وَهَؤُلَاءِ مُعْتَدُونَ صَائِلُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَمْوَالِهِمْ، وَحُرَمِهِمْ، وَدِينِهِمْ، وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ يُبِيحُ قِتَالَ الصَّائِلِ عَلَيْهَا، وَمَنْ قُتِلَ دُونَهَا فَهُوَ شَهِيدٌ، فَكَيْفَ بِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا كُلَّهَا وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ الظَّالِمِينَ، لَكِنْ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ يُقَاتَلُونَ كَمَا
تُقَاتَلُ الْبُغَاةُ الْمُتَأَوِّلُونَ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً قَبِيحًا وَضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِي الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ تَأْوِيلٌ سَائِغٌ خَرَجُوا بِهِ.
مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَهُمْ مَعَ أَنَّهُ يَبْعَثُهُمْ عَلَى نِيَّاتِهِمْ. فَكَيْفَ يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَاهِدِينَ أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُكْرَهِ وَغَيْرِهِ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ بَلْ لَوْ ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّهُ خَرَجَ مُكْرَهًا لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ.
كَمَا رُوِيَ «أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَسَرَهُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي، كُنْت مُكْرَهًا. فَقَالَ: أَمَّا ظَاهِرُك فَكَانَ عَلَيْنَا وَأَمَّا سَرِيرَتُك فَإِلَى اللَّهِ» .
بَلْ لَوْ كَانَ فِيهِمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَلَمْ يُمْكِنْ قِتَالُهُمْ إلَّا بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ لَقُتِلُوا أَيْضًا فَإِنَّ الْأَئِمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ لَوْ تَتَرَّسُوا بِمُسْلِمِينَ وَخِيفَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ إذَا لَمْ يُقَاتِلُوا فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ نَرْمِيَهُمْ وَنَقْصِدَ الْكُفَّارَ، وَلَوْ لَمْ نَخَفْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَازَ وَهِيَ أُولَئِكَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضًا فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ.
وَمَنْ قُتِلَ لِأَجْلِ الْجِهَادِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ هُوَ فِي الْبَاطِنِ مَظْلُومٌ كَانَ شَهِيدًا، وَبُعِثَ عَلَى نِيَّتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ قَتْلُهُ أَعْظَمَ فَسَادًا مِنْ قَتْلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجَاهِدِينَ، وَإِذَا كَانَ الْجِهَادُ وَاجِبًا وَإِنْ قُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَقِيلَ مَنْ يُقْتَلُ فِي صَفِّهِمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ لِحَاجَةِ الْجِهَادِ لَيْسَ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، بَلْ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُكْرَهَ فِي قِتَالِ الْفِتْنَةِ بِكَسْرِ سَيْفِهِ وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُقَاتِلَ، وَإِنْ قُتِلَ، كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتَنٌ أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْت مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إبِلٌ، وَلَا غَنَمٌ، وَلَا أَرْضٌ قَالَ: يَعْمِدُ إلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاةَ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْت إنْ أُكْرِهْت حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إلَى إحْدَى الصَّفَّيْنِ أَوْ إحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَيَضْرِبُنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ بِسَهْمِهِ فَيَقْتُلَنِي. قَالَ: يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِك، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» .
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ بَلْ أَمَرَ بِمَا يَتَعَذَّرُ مَعَهُ الْقِتَالُ مِنْ الِاعْتِزَالِ أَوْ إفْسَادِ السِّلَاحِ الَّذِي يُقَاتِلُ بِهِ.
وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ الْمُكْرَهُ وَغَيْرُهُ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ الْمُكْرَهَ إذَا قُتِلَ ظُلْمًا كَانَ الْقَاتِلُ قَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ الْمَقْتُولِ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَنْ الْمَظْلُومِ {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29] وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا صَالَ صَائِلٌ عَلَى نَفْسِهِ جَازَ لَهُ الدَّفْعُ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا هَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدَّفْعُ بِالْقِتَالِ عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ: إحْدَاهُمَا: يَجِبُ الدَّفْعُ عَنْ نَفْسِهِ وَلَوْ لَمْ يَحْضُرْ الصَّفَّ.
وَالثَّانِيَةُ: يَجُوزُ لَهُ الدَّفْعُ عَنْ نَفْسِهِ.
وَأَمَّا الِابْتِدَاءُ بِالْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ فَلَا يَجُوزُ بِلَا رَيْبٍ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ إذَا كَانَ الْمُكْرَهُ عَلَى الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُقَاتِلَ، بَلْ عَلَيْهِ إفْسَادُ سِلَاحِهِ، وَأَنْ يَصْبِرَ حَتَّى يُقْتَلَ مَظْلُومًا فَكَيْفَ بِالْمُكْرَهِ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الطَّائِفَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ: كَمَانِعِي الزَّكَاةِ، وَالْمُرْتَدِّينَ، وَنَحْوِهِمْ، فَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا يَجِبُ عَلَيْهِ إذَا أُكْرِهَ عَلَى الْحُضُورِ أَنْ لَا يُقَاتِلَ وَإِنْ قَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ كَمَا لَوْ أَكْرَهَهُ الْكُفَّارُ عَلَى حُضُورِ صَفِّهِمْ لِيُقَاتِلَ
الْمُسْلِمِينَ، وَكَمَا لَوْ أَكْرَهَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ مَعْصُومٍ فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ قَتْلُهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ أَكْرَهَهُ بِالْقَتْلِ فَإِنَّهُ لَيْسَ حِفْظُ نَفْسِهِ بِقَتْلِ ذَلِكَ الْمَعْصُومِ أَوْلَى مِنْ الْعَكْسِ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَظْلِمَ غَيْرَهُ فَيَقْتُلَهُ، لِئَلَّا يُقْتَلَ هُوَ، بَلْ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرِهِ جَمِيعًا عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ: كَأَحْمَدَ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَفِي الْآخَرِ: يَجِبُ الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرِهِ فَقَطْ كَقَوْلِ: أَبِي حَنِيفَةَ، وَمُحَمَّدٍ، وَقِيلَ: الْقَوَدُ عَلَى الْمُكْرَهِ الْمُبَاشِرِ كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ زُفَرَ، وَأَبُو يُوسُفَ: يُوجِبُ الضَّمَانَ بِالدِّيَةِ بَدَلَ الْقَوَدِ وَلَمْ يُوجِبْهُ.
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ: عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِصَّةَ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَفِيهَا أَنَّ الْغُلَامَ أَمَرَ بِقَتْلِ نَفْسِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ ظُهُورِ الدِّينِ، وَلِهَذَا جَوَّزَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ أَنْ يَنْغَمِسَ الْمُسْلِمُ فِي صَفِّ الْكُفَّارِ وَإِنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَهُ إذَا كَانَ فِي ذَلِكَ
مَصْلَحَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَقَدْ بَسَطْنَا الْقَوْلَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَفْعَلُ مَا يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُقْتَلُ بِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ الْجِهَادِ مَعَ أَنَّ قَتْلَهُ نَفْسَهُ أَعْظَمُ مِنْ قَتْلِهِ لِغَيْرِهِ كَانَ مَا يُفْضِي إلَى قَتْلِ غَيْرِهِ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ الدِّينِ الَّتِي لَا تَحْصُلُ إلَّا بِذَلِكَ وَدَفْعِ ضَرَرِ الْعَدُوِّ الْمُفْسِدِ لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا، الَّذِي لَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِذَلِكَ أَوْلَى وَإِذَا كَانَتْ السُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ مُتَّفِقَيْنِ عَلَى أَنَّ الصَّائِلَ الْمُسْلِمَ إذَا لَمْ يَنْدَفِعْ صَوْلُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ وَإِنْ كَانَ الْمَالُ الَّذِي يَأْخُذُهُ قِيرَاطًا مِنْ دِينَارٍ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ حَرَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» .
فَكَيْفَ بِقِتَالِ هَؤُلَاءِ الْخَارِجِينَ عَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ الْمُحَارِبِينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ الَّذِينَ صَوْلُهُمْ وَبَغْيُهُمْ أَقَلُّ مَا فِيهِمْ، فَإِنَّ قِتَالَ الْمُعْتَدِينَ الصَّائِلِينَ ثَابِتٌ بِالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، وَهَؤُلَاءِ مُعْتَدُونَ صَائِلُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَمْوَالِهِمْ، وَحُرَمِهِمْ، وَدِينِهِمْ، وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ يُبِيحُ قِتَالَ الصَّائِلِ عَلَيْهَا، وَمَنْ قُتِلَ دُونَهَا فَهُوَ شَهِيدٌ، فَكَيْفَ بِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا كُلَّهَا وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ الظَّالِمِينَ، لَكِنْ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ يُقَاتَلُونَ كَمَا
تُقَاتَلُ الْبُغَاةُ الْمُتَأَوِّلُونَ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً قَبِيحًا وَضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِي الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ تَأْوِيلٌ سَائِغٌ خَرَجُوا بِهِ.
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
تتابع
يأتي بالدليل تلو الدليل ليبيح سفك الدماء
ليجعل له حجه بينه وبين نفسه
ستسئل يوم القيامه يوم تطير العقول وتنسى الادله ويبقى الحق
عندما يأتي المقتول ممسكا بك يقول يوم القيامه ان بكر بكر هو من قتلني وهو من اطلق علي الرصاصه وهو من ظربني بالسيف
حينها اجمع الادله واعرضها على الله شف هل يقبلها ام لا
ليجعل له حجه بينه وبين نفسه
ستسئل يوم القيامه يوم تطير العقول وتنسى الادله ويبقى الحق
عندما يأتي المقتول ممسكا بك يقول يوم القيامه ان بكر بكر هو من قتلني وهو من اطلق علي الرصاصه وهو من ظربني بالسيف
حينها اجمع الادله واعرضها على الله شف هل يقبلها ام لا
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
يا جهول نقل قول العلماء الربانيين التابعيين للرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجهم السليم
وهم ورثة الانبياء وهم من يوضح لنا مراد الله عز وجل وما أمر الله به وما نهى عنه
فلما يقول هذا مرتد يقاتل فهذا ما فهمه عن الله ورسوله
أم تريد ان اتبع هواك والعياذ بالله
اللهم اكفي المسلمين شره
وهم ورثة الانبياء وهم من يوضح لنا مراد الله عز وجل وما أمر الله به وما نهى عنه
فلما يقول هذا مرتد يقاتل فهذا ما فهمه عن الله ورسوله
أم تريد ان اتبع هواك والعياذ بالله
اللهم اكفي المسلمين شره
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
تتابع
لماذا اوجبت الجهاد على نفسك
الا تعتقد انك ربمى تقتل مسلم
من الجيش الحر
او من جبهة النصرة
او بالغلط
لماذا تجعل نفسك معرض للخطر وللقتل بدون رايه وبدون بيعه
لماذا كل هذا
هل فكرت انك ربمى تقتل مسلما بالغلط او من الغضب او تقتل شخصا حسدا او بغضا او او
لماذا تؤدي بنفسك للمهالك
وانت لازلت في فسحة من دينك مالم تصب دما حراما
الا تعتقد انك ربمى تقتل مسلم
من الجيش الحر
او من جبهة النصرة
او بالغلط
لماذا تجعل نفسك معرض للخطر وللقتل بدون رايه وبدون بيعه
لماذا كل هذا
هل فكرت انك ربمى تقتل مسلما بالغلط او من الغضب او تقتل شخصا حسدا او بغضا او او
لماذا تؤدي بنفسك للمهالك
وانت لازلت في فسحة من دينك مالم تصب دما حراما
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أخي رامي بكر بكر أنت تقول أنك خرجت مجاهدا ولو كان قلبك مطمئن وذاق لذة الإيمان لما ألتفت إلينا تريد إقناعنا وحقيقة الأمر تريد إقناع نفسك التي بين جنبيك
فقد أخرج الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وهو من أحاديث الأربعين النووية ، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني ، وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734)
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم (2553) .
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ) رواه أحمد طبعة مؤسسة الرسالة ، وصححه المحققون بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط . وقال المنذري : "إسناده جيد" انتهى . "الترغيب والترهيب" (3/23) ، وكذلك قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/251) ، والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2/151) .
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
انا احمد الله-ابراهيم
نصيحه فى الله اخى ببكر
تب وانب فوالله لن ينفعك ما جمعت من ادله تبيح لك قتل مسلم
فلن تغنى عنك من الله شيئا
ساختصر لك
لو جمعت الف دليل يبيح قتل مسلم
واتيت لك بحديث ولو ضعيف ينهى عن هذا القتل
فوالله لو فى قلبك مثقال ذره من ايمان لالتمست لاخيك مخرجا من الموت به
تحتد به عند ربك ان سالك لم لم تقتله ( وهذا لن يحدث لانه الرحمن الرحيم ) فتقول يارب قرات هذا الحديث الضعيف فاحببت ان اتشبه بك يارب فى قشه اتعلق بها لانقذ رقبه مسلم
بدلا من ان تقول لربك حين يسالك لم قتلته وقد كان لك حديث مقابل الف يبرئ دمه الم يكفك قول واحد فيه رحمه وتركت الف بهم غلبه على دمه
لم لم ترحمه فارحمك انا ربك رحمتك وتركتك حين عصيتنى
وامهلتك حين طلبتنى
ورزقتك حين سالتنى
========
اخى ما كتبته تعمدت ان لااذكر فيه ايه قرانيه او حديث نبوى واستعضت عنهما بذكر الله الخالق
فان لم تخف على نفسك حين ذكرت لك ربك
فلا نغع فى قول بعده
اخى لن ينفعك جماعه او عشيره او منصب او مال او شهوه او كل البشر
كلهم سيقولو لا علاقه لنا به يوم تعرض على خالقك
والله اعلم تكفنى
والله اعلم
تب وانب فوالله لن ينفعك ما جمعت من ادله تبيح لك قتل مسلم
فلن تغنى عنك من الله شيئا
ساختصر لك
لو جمعت الف دليل يبيح قتل مسلم
واتيت لك بحديث ولو ضعيف ينهى عن هذا القتل
فوالله لو فى قلبك مثقال ذره من ايمان لالتمست لاخيك مخرجا من الموت به
تحتد به عند ربك ان سالك لم لم تقتله ( وهذا لن يحدث لانه الرحمن الرحيم ) فتقول يارب قرات هذا الحديث الضعيف فاحببت ان اتشبه بك يارب فى قشه اتعلق بها لانقذ رقبه مسلم
بدلا من ان تقول لربك حين يسالك لم قتلته وقد كان لك حديث مقابل الف يبرئ دمه الم يكفك قول واحد فيه رحمه وتركت الف بهم غلبه على دمه
لم لم ترحمه فارحمك انا ربك رحمتك وتركتك حين عصيتنى
وامهلتك حين طلبتنى
ورزقتك حين سالتنى
========
اخى ما كتبته تعمدت ان لااذكر فيه ايه قرانيه او حديث نبوى واستعضت عنهما بذكر الله الخالق
فان لم تخف على نفسك حين ذكرت لك ربك
فلا نغع فى قول بعده
اخى لن ينفعك جماعه او عشيره او منصب او مال او شهوه او كل البشر
كلهم سيقولو لا علاقه لنا به يوم تعرض على خالقك
والله اعلم تكفنى
والله اعلم
انا احمد الله-ابراهيم- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
معروف طبعا يا احمد الله ابراهيم وهل يخفى القمر
تدري انت اكتب القمر فقط كل الناس يعرفونك
تدري انت اكتب القمر فقط كل الناس يعرفونك
علاء.- زائر
انا احمد الله-ابراهيم
اخى علاء
انا موقوف بسبب مداخلتى فى هذا الموضوع لهذا احب ان اعرف عن نفسى
فانا لااقول ما اخافه او انكره
لهذا ادخل كزائر
ولكنك اخى انتهى ايقاف معرفك
فلم تدخل كزائر
امم انت شخص اخر غير حبيبى فى الله علاء
والله اعلم
انا موقوف بسبب مداخلتى فى هذا الموضوع لهذا احب ان اعرف عن نفسى
فانا لااقول ما اخافه او انكره
لهذا ادخل كزائر
ولكنك اخى انتهى ايقاف معرفك
فلم تدخل كزائر
امم انت شخص اخر غير حبيبى فى الله علاء
والله اعلم
انا احمد الله-ابراهيم- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أنتم ماذا تقولون في ابن تيمية ؟
ماذا تقولون في محمد بن عبد الوهاب ؟
وأنتم من من العلماء تتبعون ؟
انتظر الجواب على الاسئلة من الكل .
ماذا تقولون في محمد بن عبد الوهاب ؟
وأنتم من من العلماء تتبعون ؟
انتظر الجواب على الاسئلة من الكل .
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
تتابع
اخي ابن تيميه فتاويه خاصه في الامام وكذلك محمد عبدالوهاب
يعني المقصود منها الحرب مع الامير
وليس افراد يقاتلون جماعه
وليس جماعات تتقاتل
هو اصلا لايجيز الخروج على الامام الا بشروط منها القدره ومنها المئالات ومنها المصلحه والمفسده ووووووو
لذلك مايأتي من نصوص ليست مكتوبه ليؤخذ بها للخروج على الحكام من قبل افراد
بل هي خاصه للرؤساء والامراء واصحاب الحل والشأن
لذلك قد تجد نص او جمله تفيد الحرب او تجيز الخروج
اما شيوخي
انا ماطلبت العلم انا مستمع عبر الانترنت والتلفزيون للشيوخ واقرا كتبهم
ابن عثيمين الفوزان الالباني ابن باز وكثير غيرهم
يعني المقصود منها الحرب مع الامير
وليس افراد يقاتلون جماعه
وليس جماعات تتقاتل
هو اصلا لايجيز الخروج على الامام الا بشروط منها القدره ومنها المئالات ومنها المصلحه والمفسده ووووووو
لذلك مايأتي من نصوص ليست مكتوبه ليؤخذ بها للخروج على الحكام من قبل افراد
بل هي خاصه للرؤساء والامراء واصحاب الحل والشأن
لذلك قد تجد نص او جمله تفيد الحرب او تجيز الخروج
اما شيوخي
انا ماطلبت العلم انا مستمع عبر الانترنت والتلفزيون للشيوخ واقرا كتبهم
ابن عثيمين الفوزان الالباني ابن باز وكثير غيرهم
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
انا لا اتكلم على الخروج الآن انا اتكلم
هل هم حكام شرعيين بعدما قرأة الادلة ام لا ؟
هل هم حكام شرعيين بعدما قرأة الادلة ام لا ؟
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
اها
انت تعتقد بكفرهم .
طيب وش رايك بابن باز وابن عثيمين والالباني والفوزان هؤلاء ماكفروا حكام المملكه وحكام الخليج وقالوا ان غيرهم ممن يعمل بالدساتير ينظر هل حكم لمصلحه وهل هو يعتبر نفسه على خطأ
وقالوا انه كفر دون كفر
قالوا لايكفر لانه يعلم انه مخطي ويعلم ان الحق بالشريعه لاكن قالوا حكم بالدستور لاجل مصلحه دنيويه وهو يعلم انه على خطا وهو يرى ان الحكم بالشريعه اولى لذلك هو لايكفر بمعنى لايخرج من المله وان كان على خطأ وان ايمانه ناقص وقالوا كلام كثير.
انت تعتقد بكفرهم .
طيب وش رايك بابن باز وابن عثيمين والالباني والفوزان هؤلاء ماكفروا حكام المملكه وحكام الخليج وقالوا ان غيرهم ممن يعمل بالدساتير ينظر هل حكم لمصلحه وهل هو يعتبر نفسه على خطأ
وقالوا انه كفر دون كفر
قالوا لايكفر لانه يعلم انه مخطي ويعلم ان الحق بالشريعه لاكن قالوا حكم بالدستور لاجل مصلحه دنيويه وهو يعلم انه على خطا وهو يرى ان الحكم بالشريعه اولى لذلك هو لايكفر بمعنى لايخرج من المله وان كان على خطأ وان ايمانه ناقص وقالوا كلام كثير.
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
افترض جدلا ان فتاويه خاصة حسبما تقول وهي خاصة بالامام
ألا يفترض بك أن تسعى لإقامة الخلافة والجهاد مع الامير ؟
وهل تظن أن الخلافة سوف تأتي وانت جالس في بيتك ؟
وهناك قاعدة اصولية تقول ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب يعني اذا كان الجهاد واجبا
ولا نستطيع الجهاد إلا بعدًة ....فيصبح إعداد العدة واجب .
إعتبرنا اجتهدنا وأخطأنا اوليس لنا اجر بدل اجران نحن سعينا للعدة
والله عز وجل يقول :وأعدوا لهم ما إستطعتوا من قوة ومن رباط الخيل .
أي لايشترط ان تكون عدتنا مساوية لقوة العدو بل ما استطعنا ....
وجهاد الدفع اجمع علماء السنة والجماعة أنه لا يشترط له شرط فأنا أتبع علماء السنة
انت من تتبع ؟
فأنا أنقل لك إجماع أنت ماذا تنقل ؟
ألا يفترض بك أن تسعى لإقامة الخلافة والجهاد مع الامير ؟
وهل تظن أن الخلافة سوف تأتي وانت جالس في بيتك ؟
وهناك قاعدة اصولية تقول ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب يعني اذا كان الجهاد واجبا
ولا نستطيع الجهاد إلا بعدًة ....فيصبح إعداد العدة واجب .
إعتبرنا اجتهدنا وأخطأنا اوليس لنا اجر بدل اجران نحن سعينا للعدة
والله عز وجل يقول :وأعدوا لهم ما إستطعتوا من قوة ومن رباط الخيل .
أي لايشترط ان تكون عدتنا مساوية لقوة العدو بل ما استطعنا ....
وجهاد الدفع اجمع علماء السنة والجماعة أنه لا يشترط له شرط فأنا أتبع علماء السنة
انت من تتبع ؟
فأنا أنقل لك إجماع أنت ماذا تنقل ؟
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
هذا الكلام كذب و إفتراء وتدليس ابن باز و ابن عثيمين رحمها الله يكفران من لم يحكم
بما أنزل الله أما الالباني يراه كفر دون كفر وهو خالف قول جمهور العلماء أما الفوزان
لا أعلم عنه شيء.
بما أنزل الله أما الالباني يراه كفر دون كفر وهو خالف قول جمهور العلماء أما الفوزان
لا أعلم عنه شيء.
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
الحمد لله التسجيل موجود باليتيوب بلسان ابن باز
وكذلك ابن عثيمين انهم قالوا كفر دون كفر
اما السؤال الاول تقول انه واجب على الانسان اقامة الخلافه
هات دليل من القران والسنة واجب غير الاركان الخمسه
من قال لك بوجوب هذه الامور على الفرد؟
هل قرأت السنة والتاريخ
هل تعرف كم وقع معارك في التاريخ بسبب الحكم بما اننزل الله
هل تعرف كم خروج على الحاكم حدث بالتاريخ
اقرأ السنة كامله اكثر من خمسمائة الف حديث جيب لي حديث يلزم بالقتال بالفتنه
وكذلك ابن عثيمين انهم قالوا كفر دون كفر
اما السؤال الاول تقول انه واجب على الانسان اقامة الخلافه
هات دليل من القران والسنة واجب غير الاركان الخمسه
من قال لك بوجوب هذه الامور على الفرد؟
هل قرأت السنة والتاريخ
هل تعرف كم وقع معارك في التاريخ بسبب الحكم بما اننزل الله
هل تعرف كم خروج على الحاكم حدث بالتاريخ
اقرأ السنة كامله اكثر من خمسمائة الف حديث جيب لي حديث يلزم بالقتال بالفتنه
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
انت كذاب مدلس اكتب في اليوتيوب ابن عثيمين يكفر من لم يحكم بشرع الله - حكام العرب -
أتكذب على العلماء لتضي هواك يا مجرم يا كذاب وتقول انك تتبع العلماء وانت لا تتبع إلا هواك
أتكذب على العلماء لتضي هواك يا مجرم يا كذاب وتقول انك تتبع العلماء وانت لا تتبع إلا هواك
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
استمع لقول ابن عثيمين كفر دون كفر استمع للاخر
https://www.youtube.com/watch?v=jepsozGJPws&feature=youtube_gdata_player
https://www.youtube.com/watch?v=jepsozGJPws&feature=youtube_gdata_player
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
ابن باز كفر دون كفر
https://www.youtube.com/watch?v=aObka4s7JAo&feature=youtube_gdata_player
https://www.youtube.com/watch?v=aObka4s7JAo&feature=youtube_gdata_player
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
لا يوجد شيء اسمه كفر دون كفر هذا تأليف كبير
ولكن جعل الله 3 اصنافلمن لا يحكمون بما أنزل صنف ( كافر ) وصنف ( ظالم ) وصنف ( فاسق )
فالصنف الظالم : هو من لا يحكم بعدل الشرع ويحكم هواه (( رغم تحكيمه للشرع واحكامه )) ولكن يحابي هذا ويسقط الحكم عن هذا ويقبل الرشوة في الحكم وأذا سرقالشريف تركوه وفي الظتهر انه يحكم الشرع ولكنه ظالم لا يعدل
والصنف الفاسق : لا يحكم شرع الله ولا عدله ولا احكامه بحجة عدم الملائمة او لجهل منه بالشرع او لتوارثه نظام عرفي لم يكلف نفسه عناء تغييره او لتبديل احكام بلده بسبب احتلال وابقاؤه على ما كان فيها من قوانين في ظل الاحتلال كسلا او استهتارا منه او جهالة منه او لخفة في دينه ولكنه (( يؤمن بضرورة الحكم بالشرع وعدله ولا يجحده )) فيكون بذلك فاسقا لتقصيره وهو كحكم تارك الصلاة كسلا او بسبب معاقرة الخمر او دوام الجنابة فيه
اما الصنف الكافر :: فهو لا يحكم بشرع الله ولا عدله (( إنكارا له وجحودا له او يقول انه ليس من عند الله او ان هذا الشرع هو لا يؤمن به ولا يرى الخير فيه ويعلن ذلك في الناس )) فيكون بذلك كافرا اإنكاره وجوب تحكيم شريعة الله وعدله بين الناس ومنع تبليغها فالحكم بلاغ قبل ان يكون فصل , وهذا الصنف الأخير لا يجوز الخروج عليه إلا اذا منع شعيرة الصلاة او امر بكفر جلي او قاتل المسلمين لردهم عن دينهم بغير ان يبدأوه بخروج او قتال , أما غير ذلك فلا يجيز للمسلمين الخروج عليه وان ثبت كفره وعدم حكمه بما انزل الله
شاعر طيبة ياض- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
قول اخر لابن بلز
https://www.youtube.com/watch?v=KdAS9EKAIEA&feature=youtube_gdata_player
https://www.youtube.com/watch?v=KdAS9EKAIEA&feature=youtube_gdata_player
علاء.- زائر
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
شاعر طيبة ياض كتب:
لا يوجد شيء اسمه كفر دون كفر هذا تأليف كبير
هل أنت أعلم أم ابن عباس رضي الله عنه .. انصحك تبتعد عن التكفير !!!
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
وفيك بارك الرحمن اخي (الازدي 111) وانااحبك في اللهالازدي١١١ كتب:
بارك الله فيك أخي ماجد محمد فقد كفيت ووفيت في ردك على ما اوردته عاشقة السماء
بقي أن نسمع حكم الأخ جعبة الأسهم بما أنه صاحب الملتقى أن يبين أي الطريقين
هو المنهج الصحيح حتى تطمئن القلوب ويعرف اتجاه الملتقى الى أي طريق يسلك
وحتى ترتفع الغمه عن بعض الأعضاء وبين بين هذا غير نافع والقصد نصرة الدين
لا الهوى واحسب الأخ جعبة الأسهم لا تلومه في الله لومة لائم ورأيه يهمنا بكل صراحه .
وايضا احسب اخانا في الله (جعبة) كما قلت
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
بارك الله فيك اخي (جعبة الاسهم)جعبة الأسهم كتب:شاعر طيبة ياض كتب:
لا يوجد شيء اسمه كفر دون كفر هذا تأليف كبير
هل أنت أعلم أم ابن عباس رضي الله عنه .. انصحك تبتعد عن التكفير !!!
هذا هو الرد المفحم
ماجد محمد- كاتب وباحث في الفتن
- عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 22/12/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أخي ماجد محمد أحبك الله الذي أحببتني فيهماجد محمد كتب:وفيك بارك الرحمن اخي (الازدي 111) وانااحبك في اللهالازدي١١١ كتب:
بارك الله فيك أخي ماجد محمد فقد كفيت ووفيت في ردك على ما اوردته عاشقة السماء
بقي أن نسمع حكم الأخ جعبة الأسهم بما أنه صاحب الملتقى أن يبين أي الطريقين
هو المنهج الصحيح حتى تطمئن القلوب ويعرف اتجاه الملتقى الى أي طريق يسلك
وحتى ترتفع الغمه عن بعض الأعضاء وبين بين هذا غير نافع والقصد نصرة الدين
لا الهوى واحسب الأخ جعبة الأسهم لا تلومه في الله لومة لائم ورأيه يهمنا بكل صراحه .
وايضا احسب اخانا في الله (جعبة) كما قلت
وأنا كذلك أحبك في الله .
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
درس لفقه المتشابه والمحكم:
نحن نتحاور هنا من باب المناصحة في الدين، وكل يطرح حجته ودليله، والدليل الراجح هو ما يلزمنا.
وتأمل أخي هذا الكلام في المتشابه والمحكم لأهل العلم لترى ان ما بنيت عليه هو المتشابه:
حديث: (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة).
وحديث "البطاقة" الذي فيه أنّ رجلاً يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلاّ من الذنوب حتى يظن أنه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا إله إلا الله فترجح البطاقة.
وكذلك الحديث المروي عن حذيفة مرفوعاً قال: (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى فئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك يقولون هذه الكلمة "لا إله إلا الله" أدركنا آباءنا عليها فنحن نقولها)، قال صِلَة [5]: (فما تنفعهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك؟)، قال حذيفة: (تنجيهم من النار).
ونحو ذلك من الأحاديث [6].
والجواب من وجوه عدّة:
أولاً:
قد قال تعالى في كتابه: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
فبيّن الله عزّ وجلّ بأنه ابتلى عباده بأن جعل في الشريعة التي أنزلها إليهم آيات محكمات وقواعد راسيات وأوامر واضحات بيِّنات عليها مدار الشريعة وإليها يُردّ الأمر عند النزاع والخلاف.
وهناك أُخر متشابهات أو ظنِّية الدلالة تحتمل في الأذهان أكثر من معنى، وبيّن أنّ أهل الزّيغ والضلال هم الذين يتّبعون المتشابه ويذرون المحكم ابتغاء تأويله عن مراد الله الذي أنزله عليه للتلبيس وابتغاء الفتنة بين عباد الله.
أما طريقة طلاّب الحق وأهل العلم الراسخين فيه؛ فهي أن يردّوا المتشابه الذي يشكل عليهم إلى المحكم الذي هو أصل الكتاب وأمّه الذي عليه مدار التأويل وإليه يُردّ الخلاف.
وقد بيّن الشاطبي في الإعتصام أن هذه القاعدة ليست خاصة في الكتاب الكريم وحده، بل هي مطردة في السنّة النبوية والسيرة المحمدية، حيث أنّ هناك أحاديث وحوادث أعيان قيلت أو حصلت في مناسبات معينة إذا أُخذت وحدها دون مبيِّناتها كان ذلك من قبيل اتِّباع المتشابه وترك المحكم.
وكذلك أخذ العام دون مخصّصه أو المطلق دون مقيّده، أو التشبُّث بنص من بين طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به ذلك كله من اتباع المتشابه وترك المحكم وهو من التقوّل على الله بغير علم وتقويل الشرع ما لم يقل به، إذ لا بد من الإيمان بكلام الله ورسوله جميعاً وأخذه كله والدخول في السلم كافة.
أما تتبّع ما يوافق الهوى فهي طريقة أهل الزيغ والضلال وهو سبب ضلال أكثر أهل الضلالة.
فالخوارج ضلّوا لما أهملوا نصوص الوعد وركّزوا على نصوص الوعيد فأخذوا قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}، وهو نص عامّ يكون من المتشابه إن لم يُردّ إلى مقيّده ومبيّنه الذي أهملوه وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.
وكذلك المرجئة تمسّكوا ببعض النصوص المتقدِّمة التي تبشِّر من قال "لا إله إلا الله" بالجنة فأرجأوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون تحقيق مقتضياتها أو التزام لوازمها، وإن كان ذلك مستطاعاً مقدوراً عليه.
مع أن العلماء قد بيّنوا كما روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه أن: (لا إله إلا الله مفتاح الجنة، لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح، ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح)، وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها.
إذ لا يشك عاقل عارف بحقيقة دين الإسلام أن المراد من لا إله إلا الله هو معناها التي تتضمّنه من نفي وإثبات, أما أن يتلفّظ بها دون القصد إلى معناها أو دون تحقيق مقتضاها واجتناب نواقضها فهذا ليس هو مطلوب الله عزّ وجلّ.
ولذلك قال سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلأ اللَّهُ}، وقال سبحانه: {إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
والحديث المذكور؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنة)، دليل أيضاً على أنّ معرفة معنى هذه الكلمة المتضمن للتوحيد والبراءة من التنديد وقصده في الشهادة شرط لتحقيقها ولنيل موعود الله عليها.
وقد بوّب له النووي في صحيح مسلم؛ (باب؛ من مات على التوحيد دخل الجنّة).
فالمطلوب هو تحقيق التوحيد الذي تحويه هذه الكلمة، وليس مجرد التلفّظ بها دون اجتناب نواقضها والاستسلام لحقوقها.
كما في حديث معاذ المروي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه وعلّمه أسلوب الدعوة لمّا بعثه إلى اليمن فقال: (فليكن أوّل ما تدعوهم إليه "لا إله إلا الله")، وفي رواية: (إلى أن يوحِّدوا الله)، فدلّ ذلك على أنّ المراد حقيقة الكلمة ما تنفيه وما تثبته وليس فقط اللّفظ المجرّد من ذلك.
أمّا النفي؛ فهو "لا إله"، وهو الكفر بالطاغوت.
وأمّا الإثبات؛ فهو "إلا الله"، وهو عبادة الله وحده, كما بيّنه تعالى في تعريف العروة الوثقى حيث قال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
حيث جعل سبحانه شرط النجاة والاستمساك بالعروة الوثقى أمرين لا انفكاك لأحدهما عن الآخر "الكفر بالطاغوت" و "الإيمان بالله"، ولا يكفي "الكفر بالطاغوت" وحده دون "الإيمان بالله"، كما لا ينفع "الإيمان بالله" وحده دون "الكفر بالطاغوت" بل لابدّ من الجمع بين الأمرين.
فإنّ أتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله، لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة... فكيف بمن أشرك مع الله ملكاً أو أميراً أو رئيساً أو عالماً بالعبادة؛ فصرف له أي نوع من أنواع العبادة سواءً سجود أو ركوع أو تشريع؟!
وتعريف هذا الأمر أعني الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله ما هو إلا شرط من شروط عدّة لهذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله".
ولقد تكلّم العلماء في شروطها وذكروا الأدلّة على ذلك ليعرف المسلم إنّها ليست بكلمة تُلفظ باللسان وكفى، فذكروا الشرط المتقدم:
1) العلم بمقتضاها نفياً وإثباتاً.
2) الإنقياد لحقوقها.
وذكروا أيضاً...
3) الصدق المنافي للكذب.
4) الإخلاص المنافي للشرك.
5) اليقين المنافي للشك.
6) المحبة لهذه الكلمة ولما دّلت عليه.
7) القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها.
والمراد من ذكره هنا أن تعرف أنّ أمثال هذه الأحاديث المذكورة في هذه الشبهة لها ما يُبيِّنها في النصوص الأخرى من الكتاب والسنّة.
فحديث؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنّة)، لا بدّ أن يفسَّر ويُربط بقوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، ولا بدّ أن يردّ إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.
فلو أنّ مشركاً قال: "لا إله إلا الله" ألف مرّة وكان يعلم معناها لكنّه لم يترك شركه ولا تبرّأ من طاغوته الذي يعبده وينصره، فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ولن يغفر الله له ولن يدخل الجنة، قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ}.
وهكذا يجب أن يُضاف إلى ذلك كل حديث يتكلم في الموضوع نفسه لنحيط بالموضوع من كل جوانبه ولا نكون ممّن يتّبعون ما تشابه من النصوص فيُضم إليه حديث الصحيحين: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ بهما إلا دخل الجنة)، ومثله حديث: (ما من أحد شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه؛ إلا حرّم الله عليه النّار)، ونحو ذلك من الأحاديث.
وبمثل هذه الطريقة يُفهم الدين ويُنال العلم ويُعرف مراد الله كما يحب ويرضى.
ولذلك نقل النووي في "شرح مسلم" [1/219] عن بعض أهل العلم قولهم في تأويل هذه الأحاديث أنها؛ "مجملة تحتاج إلى شرح ومعناه؛ من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها، وهذا قول الحسن البصري، وقيل؛ أن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك، وهذا هو قول البخاري"... قال النووي: (هذه التأويلات إنما هي إذا حملت الأحاديث على ظاهرها وأما إذا نُزّلت منازلها فلا يشكل تأويلها على ما بينه المحققون).
ومثل ذلك يقال في حديث "البطاقة" فالمراد ببطاقة "لا إله إلا الله" كما عرفت هو تحقيق التوحيد من الإيمان بالله والكفر بالطواغيت وعدم الإتيان بشيء من نواقضها.
فبِردّ هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، تعرف أنّ السجلاّت التسعة والتسعين هي قطعاً ذنوب غير مكفِّرة أو ذنوب دون الشرك لأن الشرك الذي يناقض هذه البطاقة لا يغفره الله أبداً كما في الآية وصاحبه لا يدخل الجنة إن مات عليه, ولو أنّ في هذه السجلات ناقض من النواقض لما طاشت به البطاقة ولما نجا صاحبها لأنها ساعتئذٍ لا تكون بطاقة التوحيد الصحيح بل بطاقة كلمة ودعوى منقوضة تقال باللسان دون قصد معناها أو تحقيق لوازمها.
فلو أنّ في هذه السجلات عبادة غير الله أو التشريع مع الله أو نُصرة المشرِّعين وتولِّيهم أو سبّ الدين أو حرب أوليائه لَمَا رجحت أو نفعت أو دخل صاحبها الجنّة إذ هذه كلها موانع وقواطع تقطع وتمنع الفوز والنجاة، لكن السجلات ذنوب دون الشرك.
وفي الحديث بيان أهمية وعظم كلمة التوحيد وبيان أنّ من حقّقها فأتى بها كما يحبّ ربُّنا ويرضى فإن التوحيد بعظمته يغمر جميع الذنوب والخطايا التي هي دون الشرك ويدمغها، ويبين ذلك ويوضحه أيضاً الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي].
وكذلك حديث حذيفة المذكور؛ (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى منه في الأرض آية)، فهو إن صحّ يُحمل على أنّ هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله لأنّ الله لا يغفر أن يشرَك به.
أمّا تركهم الصلاة والصدقة والنُّسك؛ فإن كانوا موحِّدين فإنهم يعذرون بذلك لأنّ هذه الشرائع لا تُعرف إلا بالحجة الرسالية... وقد ذكر الحديث أن كتاب الله يُرفع في زمنهم فلا تبقى منه في الأرض آية.
وكتاب الله هو الحجّة التي علّق الله النّذارة بها، فقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجّة ومن لم يبلغه فإنه يُعذر بفروع الشريعة لكنه لا يُعذر بترك أصل التوحيد واتِّباع الشرك الصراح والتنديد.
لأن هذا أمر قد أقام الله عليه حجته البالغة من أبواب شتى - كما سيأتي بعد -
وحال هؤلاء إن صحّ الحديث كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم حنيفاً مسلماً من غير أن يأتيه نبي فإنه حقّق التوحيد وكان على ملة إبراهيم كما في صحيح البخاري وكان يقول كما في رواية ابن إسحاق: (اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به، ولكني لا أعلمه).
فمثل هذا يعذر بتفاصيل الشرائع التي لا تُعرف إلا عن طريق الرسل فهو لا يدري كيف الصلاة أو الزكاة ولذلك يُعذر فيهما.
أمّا التوحيد؛ فلا ينجو إلا بتحقيقه لأنه حق الله على العبيد الذي بعث من أجله كافة رسله وأقام عليه الحجج المتنوعة.
وهذا كله يُصار إليه إذا كانت لفظة "تنجيهم من النار" مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. لكنّ الصواب أنّها موقوفة مدرجة من قول حذيفة كما قرّره أهل العلم في الحديث.
بل قد ذهب بعض المحققين إلى أن الحديث برمّته لا يصحّ، لأن فيه "أبو معاوية خازم الضرير"؛ مدلِّس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف، وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش، وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء، كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره وهذا الحديث مما يتمسك ويستدل به المرجئة.
أما حديث أُسامة؛ فإنه في الكافر الذي يُسْلم للتّو ولا يُظهر ناقض من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يحل قتله لأنه دخل إلى العصمة، فوجب الكف عنه حتى يأتي بناقض.
ولذلك بوّب له النووي في "صحيح مسلم"؛ (باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله)، ولكن يجب أن يُعلم أنّ هناك فرق كبير بين ابتداء العصمة وبين استمرارها، فالعصمة تبدأ للكافر بمجرد تلفّظه بكلمة التوحيد، ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة وخلع واجتناب نواقضها.
فالكافر عندما يهمّ بالدخول للإسلام يتلفّظ بكلمة التوحيد ومجرّد تلفّظه يعني استعداده لقبول شرائع الإسلام واستسلامه لحقوقها وبراءته من نواقضها، فإن لم يحقق ذلك؛ لم تستمر العصمة التي دخل إليها بالكلمة بل انقطعت.
فالحديث إذاً لرجل أسلم للتّو ولم يُظهر شيئاً من نواقض الإسلام، وليس هو فيمن يزعم ويدعي الإسلام منذ دهر، وإذا نظرت في حاله وجدته حرباً على الإسلام وأهله سِلماً للطاغوت وأوليائه وقوانينه وباطله..
نحن نتحاور هنا من باب المناصحة في الدين، وكل يطرح حجته ودليله، والدليل الراجح هو ما يلزمنا.
وتأمل أخي هذا الكلام في المتشابه والمحكم لأهل العلم لترى ان ما بنيت عليه هو المتشابه:
حديث: (من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة).
وحديث "البطاقة" الذي فيه أنّ رجلاً يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلاّ من الذنوب حتى يظن أنه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا إله إلا الله فترجح البطاقة.
وكذلك الحديث المروي عن حذيفة مرفوعاً قال: (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى فئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك يقولون هذه الكلمة "لا إله إلا الله" أدركنا آباءنا عليها فنحن نقولها)، قال صِلَة [5]: (فما تنفعهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك؟)، قال حذيفة: (تنجيهم من النار).
ونحو ذلك من الأحاديث [6].
والجواب من وجوه عدّة:
أولاً:
قد قال تعالى في كتابه: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.
فبيّن الله عزّ وجلّ بأنه ابتلى عباده بأن جعل في الشريعة التي أنزلها إليهم آيات محكمات وقواعد راسيات وأوامر واضحات بيِّنات عليها مدار الشريعة وإليها يُردّ الأمر عند النزاع والخلاف.
وهناك أُخر متشابهات أو ظنِّية الدلالة تحتمل في الأذهان أكثر من معنى، وبيّن أنّ أهل الزّيغ والضلال هم الذين يتّبعون المتشابه ويذرون المحكم ابتغاء تأويله عن مراد الله الذي أنزله عليه للتلبيس وابتغاء الفتنة بين عباد الله.
أما طريقة طلاّب الحق وأهل العلم الراسخين فيه؛ فهي أن يردّوا المتشابه الذي يشكل عليهم إلى المحكم الذي هو أصل الكتاب وأمّه الذي عليه مدار التأويل وإليه يُردّ الخلاف.
وقد بيّن الشاطبي في الإعتصام أن هذه القاعدة ليست خاصة في الكتاب الكريم وحده، بل هي مطردة في السنّة النبوية والسيرة المحمدية، حيث أنّ هناك أحاديث وحوادث أعيان قيلت أو حصلت في مناسبات معينة إذا أُخذت وحدها دون مبيِّناتها كان ذلك من قبيل اتِّباع المتشابه وترك المحكم.
وكذلك أخذ العام دون مخصّصه أو المطلق دون مقيّده، أو التشبُّث بنص من بين طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به ذلك كله من اتباع المتشابه وترك المحكم وهو من التقوّل على الله بغير علم وتقويل الشرع ما لم يقل به، إذ لا بد من الإيمان بكلام الله ورسوله جميعاً وأخذه كله والدخول في السلم كافة.
أما تتبّع ما يوافق الهوى فهي طريقة أهل الزيغ والضلال وهو سبب ضلال أكثر أهل الضلالة.
فالخوارج ضلّوا لما أهملوا نصوص الوعد وركّزوا على نصوص الوعيد فأخذوا قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}، وهو نص عامّ يكون من المتشابه إن لم يُردّ إلى مقيّده ومبيّنه الذي أهملوه وهو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.
وكذلك المرجئة تمسّكوا ببعض النصوص المتقدِّمة التي تبشِّر من قال "لا إله إلا الله" بالجنة فأرجأوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون تحقيق مقتضياتها أو التزام لوازمها، وإن كان ذلك مستطاعاً مقدوراً عليه.
مع أن العلماء قد بيّنوا كما روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه أن: (لا إله إلا الله مفتاح الجنة، لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح، ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح)، وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها.
إذ لا يشك عاقل عارف بحقيقة دين الإسلام أن المراد من لا إله إلا الله هو معناها التي تتضمّنه من نفي وإثبات, أما أن يتلفّظ بها دون القصد إلى معناها أو دون تحقيق مقتضاها واجتناب نواقضها فهذا ليس هو مطلوب الله عزّ وجلّ.
ولذلك قال سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلأ اللَّهُ}، وقال سبحانه: {إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
والحديث المذكور؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنة)، دليل أيضاً على أنّ معرفة معنى هذه الكلمة المتضمن للتوحيد والبراءة من التنديد وقصده في الشهادة شرط لتحقيقها ولنيل موعود الله عليها.
وقد بوّب له النووي في صحيح مسلم؛ (باب؛ من مات على التوحيد دخل الجنّة).
فالمطلوب هو تحقيق التوحيد الذي تحويه هذه الكلمة، وليس مجرد التلفّظ بها دون اجتناب نواقضها والاستسلام لحقوقها.
كما في حديث معاذ المروي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه وعلّمه أسلوب الدعوة لمّا بعثه إلى اليمن فقال: (فليكن أوّل ما تدعوهم إليه "لا إله إلا الله")، وفي رواية: (إلى أن يوحِّدوا الله)، فدلّ ذلك على أنّ المراد حقيقة الكلمة ما تنفيه وما تثبته وليس فقط اللّفظ المجرّد من ذلك.
أمّا النفي؛ فهو "لا إله"، وهو الكفر بالطاغوت.
وأمّا الإثبات؛ فهو "إلا الله"، وهو عبادة الله وحده, كما بيّنه تعالى في تعريف العروة الوثقى حيث قال: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
حيث جعل سبحانه شرط النجاة والاستمساك بالعروة الوثقى أمرين لا انفكاك لأحدهما عن الآخر "الكفر بالطاغوت" و "الإيمان بالله"، ولا يكفي "الكفر بالطاغوت" وحده دون "الإيمان بالله"، كما لا ينفع "الإيمان بالله" وحده دون "الكفر بالطاغوت" بل لابدّ من الجمع بين الأمرين.
فإنّ أتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله، لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة... فكيف بمن أشرك مع الله ملكاً أو أميراً أو رئيساً أو عالماً بالعبادة؛ فصرف له أي نوع من أنواع العبادة سواءً سجود أو ركوع أو تشريع؟!
وتعريف هذا الأمر أعني الكفر بالطاغوت مع الإيمان بالله ما هو إلا شرط من شروط عدّة لهذه الكلمة العظيمة "لا إله إلا الله".
ولقد تكلّم العلماء في شروطها وذكروا الأدلّة على ذلك ليعرف المسلم إنّها ليست بكلمة تُلفظ باللسان وكفى، فذكروا الشرط المتقدم:
1) العلم بمقتضاها نفياً وإثباتاً.
2) الإنقياد لحقوقها.
وذكروا أيضاً...
3) الصدق المنافي للكذب.
4) الإخلاص المنافي للشرك.
5) اليقين المنافي للشك.
6) المحبة لهذه الكلمة ولما دّلت عليه.
7) القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها.
والمراد من ذكره هنا أن تعرف أنّ أمثال هذه الأحاديث المذكورة في هذه الشبهة لها ما يُبيِّنها في النصوص الأخرى من الكتاب والسنّة.
فحديث؛ (من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله؛ دخل الجنّة)، لا بدّ أن يفسَّر ويُربط بقوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، ولا بدّ أن يردّ إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}.
فلو أنّ مشركاً قال: "لا إله إلا الله" ألف مرّة وكان يعلم معناها لكنّه لم يترك شركه ولا تبرّأ من طاغوته الذي يعبده وينصره، فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ولن يغفر الله له ولن يدخل الجنة، قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ}.
وهكذا يجب أن يُضاف إلى ذلك كل حديث يتكلم في الموضوع نفسه لنحيط بالموضوع من كل جوانبه ولا نكون ممّن يتّبعون ما تشابه من النصوص فيُضم إليه حديث الصحيحين: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ بهما إلا دخل الجنة)، ومثله حديث: (ما من أحد شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه؛ إلا حرّم الله عليه النّار)، ونحو ذلك من الأحاديث.
وبمثل هذه الطريقة يُفهم الدين ويُنال العلم ويُعرف مراد الله كما يحب ويرضى.
ولذلك نقل النووي في "شرح مسلم" [1/219] عن بعض أهل العلم قولهم في تأويل هذه الأحاديث أنها؛ "مجملة تحتاج إلى شرح ومعناه؛ من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها، وهذا قول الحسن البصري، وقيل؛ أن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك، وهذا هو قول البخاري"... قال النووي: (هذه التأويلات إنما هي إذا حملت الأحاديث على ظاهرها وأما إذا نُزّلت منازلها فلا يشكل تأويلها على ما بينه المحققون).
ومثل ذلك يقال في حديث "البطاقة" فالمراد ببطاقة "لا إله إلا الله" كما عرفت هو تحقيق التوحيد من الإيمان بالله والكفر بالطواغيت وعدم الإتيان بشيء من نواقضها.
فبِردّ هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، تعرف أنّ السجلاّت التسعة والتسعين هي قطعاً ذنوب غير مكفِّرة أو ذنوب دون الشرك لأن الشرك الذي يناقض هذه البطاقة لا يغفره الله أبداً كما في الآية وصاحبه لا يدخل الجنة إن مات عليه, ولو أنّ في هذه السجلات ناقض من النواقض لما طاشت به البطاقة ولما نجا صاحبها لأنها ساعتئذٍ لا تكون بطاقة التوحيد الصحيح بل بطاقة كلمة ودعوى منقوضة تقال باللسان دون قصد معناها أو تحقيق لوازمها.
فلو أنّ في هذه السجلات عبادة غير الله أو التشريع مع الله أو نُصرة المشرِّعين وتولِّيهم أو سبّ الدين أو حرب أوليائه لَمَا رجحت أو نفعت أو دخل صاحبها الجنّة إذ هذه كلها موانع وقواطع تقطع وتمنع الفوز والنجاة، لكن السجلات ذنوب دون الشرك.
وفي الحديث بيان أهمية وعظم كلمة التوحيد وبيان أنّ من حقّقها فأتى بها كما يحبّ ربُّنا ويرضى فإن التوحيد بعظمته يغمر جميع الذنوب والخطايا التي هي دون الشرك ويدمغها، ويبين ذلك ويوضحه أيضاً الحديث القدسي: (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي].
وكذلك حديث حذيفة المذكور؛ (يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى منه في الأرض آية)، فهو إن صحّ يُحمل على أنّ هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله لأنّ الله لا يغفر أن يشرَك به.
أمّا تركهم الصلاة والصدقة والنُّسك؛ فإن كانوا موحِّدين فإنهم يعذرون بذلك لأنّ هذه الشرائع لا تُعرف إلا بالحجة الرسالية... وقد ذكر الحديث أن كتاب الله يُرفع في زمنهم فلا تبقى منه في الأرض آية.
وكتاب الله هو الحجّة التي علّق الله النّذارة بها، فقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجّة ومن لم يبلغه فإنه يُعذر بفروع الشريعة لكنه لا يُعذر بترك أصل التوحيد واتِّباع الشرك الصراح والتنديد.
لأن هذا أمر قد أقام الله عليه حجته البالغة من أبواب شتى - كما سيأتي بعد -
وحال هؤلاء إن صحّ الحديث كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم حنيفاً مسلماً من غير أن يأتيه نبي فإنه حقّق التوحيد وكان على ملة إبراهيم كما في صحيح البخاري وكان يقول كما في رواية ابن إسحاق: (اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به، ولكني لا أعلمه).
فمثل هذا يعذر بتفاصيل الشرائع التي لا تُعرف إلا عن طريق الرسل فهو لا يدري كيف الصلاة أو الزكاة ولذلك يُعذر فيهما.
أمّا التوحيد؛ فلا ينجو إلا بتحقيقه لأنه حق الله على العبيد الذي بعث من أجله كافة رسله وأقام عليه الحجج المتنوعة.
وهذا كله يُصار إليه إذا كانت لفظة "تنجيهم من النار" مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. لكنّ الصواب أنّها موقوفة مدرجة من قول حذيفة كما قرّره أهل العلم في الحديث.
بل قد ذهب بعض المحققين إلى أن الحديث برمّته لا يصحّ، لأن فيه "أبو معاوية خازم الضرير"؛ مدلِّس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف، وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش، وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء، كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره وهذا الحديث مما يتمسك ويستدل به المرجئة.
أما حديث أُسامة؛ فإنه في الكافر الذي يُسْلم للتّو ولا يُظهر ناقض من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يحل قتله لأنه دخل إلى العصمة، فوجب الكف عنه حتى يأتي بناقض.
ولذلك بوّب له النووي في "صحيح مسلم"؛ (باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله)، ولكن يجب أن يُعلم أنّ هناك فرق كبير بين ابتداء العصمة وبين استمرارها، فالعصمة تبدأ للكافر بمجرد تلفّظه بكلمة التوحيد، ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة وخلع واجتناب نواقضها.
فالكافر عندما يهمّ بالدخول للإسلام يتلفّظ بكلمة التوحيد ومجرّد تلفّظه يعني استعداده لقبول شرائع الإسلام واستسلامه لحقوقها وبراءته من نواقضها، فإن لم يحقق ذلك؛ لم تستمر العصمة التي دخل إليها بالكلمة بل انقطعت.
فالحديث إذاً لرجل أسلم للتّو ولم يُظهر شيئاً من نواقض الإسلام، وليس هو فيمن يزعم ويدعي الإسلام منذ دهر، وإذا نظرت في حاله وجدته حرباً على الإسلام وأهله سِلماً للطاغوت وأوليائه وقوانينه وباطله..
عاشقة السماء- إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
- عدد المساهمات : 4735
تاريخ التسجيل : 08/02/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
ماجد محمد كتب:بارك الله فيك اخي (جعبة الاسهم)جعبة الأسهم كتب:شاعر طيبة ياض كتب:
لا يوجد شيء اسمه كفر دون كفر هذا تأليف كبير
هل أنت أعلم أم ابن عباس رضي الله عنه .. انصحك تبتعد عن التكفير !!!
هذا هو الرد المفحم
وفيك بارك الرحمن أخي "ماجد محمد" ..
جعبة الأسهم- الفقير إلى عفو ربه
- عدد المساهمات : 17019
تاريخ التسجيل : 29/01/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
أختاه عاشقة السماء بارك الله فيك وزادك علما
رامي بكر بكر- وجاهدوا في الله حق جهاده
- عدد المساهمات : 229
تاريخ التسجيل : 19/11/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
لا شك ان لا اله الا الله اعظم الحسنات التي تمحو السيئات بشرط الا يتلبس صاحبها بضدها من الشرك والكفر...........لكن المشكلة هو الخلاف في نواقضها..
اختلفت الامة في بعض نواقضها .
-الخوارج قالت ترك اي جزئ من العمل يكفر صاحبها لان كل عمل هو ركن من الايمان
-المرجئة قالت لايضر ترك العمل اي عمل لان العمل شرط كمال
-اهل السنة وسط قالوا ترك جنس العمل هو ناقضها ولكن اختلف اهل السنة ما المقصود من جنس العمل ..........لان عندهم العمل ركن من الايمان ولكن خالفوا الخوارج في ماهية ركنية العمل فلو كان ترك اي عمل ناقض للايمان لاشبهوا الخوارج ولهذا قالوا ترك جنس العمل هو الناقض وليس كل عمل .
ما المقصود من جنس العمل :
*هل هو ترك الصلاة
*هل هو ترك الحاكمية
*هل هو ترك جميع الاعمال .......كل عمل
*بالطبع دون جحود لان الجحود في حد ذاته كفر مخالف للتصديق
-اما ترك الصلاة فالجمهور لا يكفرون تارك الصلاة الا بجحدها
-اما الحاكمية فالجمهور لا يكفرون الحاكم الا بجحد الشريعة وكلام الالباني وابن باز والعثيمين والوادعي واضح وكتبهم واضحة الا من اصابه العمى واكثر الدعاة والعلماء ....لايرون كفر الحكام ....وخالفهم البعض القليل ومنهم القاعدة التي تكفر الحكام قاطبة دون استثناء ...وابن لادن وعبد الله عزام وسيد قطب .......وقال ابن عباس في ترك الحاكمية : كفر دون كفر
*فلا اله الا الله لابد ان تنفع صاحبها يوما من دهره كما جاء في احاديث الشفاعة وكلام حذيفة بن اليمان .
*ففي حديث الشفاعة الطويل ,
قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين، قال فيقبض قبضة من النار أو قبضتين ناس لم يعملوا خيراً قط قد احترقوا حتى صاروا حِمماً،
-، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ، حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك ، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة ، يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله فنحن نقولها " قال صلة بن زفر لحذيفة : فما تغني عنهم لا إله إلا الله ، وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك ؟ فأعرض عنه حذيفة ، فرددها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة ، فقال : " يا صلة تنجيهم من النار " " هذا حديث صحيح على شرط مسلم
قال ابن تيمية:وحينئذٍ: فلا منافاة بين الأحاديث، فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام، لم يكن في هذا الحال مصرا على ذنب أصلا، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء، فإذا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وهذا هو الذي يحرم على النار، وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان، وهذا الإخلاص، وهذه التوبة، وهذه المحبة، وهذا اليقين لا تترك له ذنبا إلا محي عنه، كما يمحوا الليل النهار.
فإذا قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر، فهذا غير مصر على ذنب أصلا، فيغفر له، ويحرم على النار، وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر، ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك، فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات، فيرجح بها ميزان الحسنات، كما في حديث البطاقة، ، ولم يخرجاه .
*اما من مات على الكبائر ولم يتلبس بالشرك فان لا اله الا الله تنفعه عند موته اذا قالها باخلاص ......
*المشكلة نكفر تارك الصلاة وهي مسالة خلافية
نكفر الحكام وهي مسالة خلافية
ثم نبني على ذالك احكام كثيرة.............
تكفير
تفجير
ذبح
قتل
هجر
جرح
فوضى
تعصب
اختلاف
كل المساوئ
..........
اختلفت الامة في بعض نواقضها .
-الخوارج قالت ترك اي جزئ من العمل يكفر صاحبها لان كل عمل هو ركن من الايمان
-المرجئة قالت لايضر ترك العمل اي عمل لان العمل شرط كمال
-اهل السنة وسط قالوا ترك جنس العمل هو ناقضها ولكن اختلف اهل السنة ما المقصود من جنس العمل ..........لان عندهم العمل ركن من الايمان ولكن خالفوا الخوارج في ماهية ركنية العمل فلو كان ترك اي عمل ناقض للايمان لاشبهوا الخوارج ولهذا قالوا ترك جنس العمل هو الناقض وليس كل عمل .
ما المقصود من جنس العمل :
*هل هو ترك الصلاة
*هل هو ترك الحاكمية
*هل هو ترك جميع الاعمال .......كل عمل
*بالطبع دون جحود لان الجحود في حد ذاته كفر مخالف للتصديق
-اما ترك الصلاة فالجمهور لا يكفرون تارك الصلاة الا بجحدها
-اما الحاكمية فالجمهور لا يكفرون الحاكم الا بجحد الشريعة وكلام الالباني وابن باز والعثيمين والوادعي واضح وكتبهم واضحة الا من اصابه العمى واكثر الدعاة والعلماء ....لايرون كفر الحكام ....وخالفهم البعض القليل ومنهم القاعدة التي تكفر الحكام قاطبة دون استثناء ...وابن لادن وعبد الله عزام وسيد قطب .......وقال ابن عباس في ترك الحاكمية : كفر دون كفر
*فلا اله الا الله لابد ان تنفع صاحبها يوما من دهره كما جاء في احاديث الشفاعة وكلام حذيفة بن اليمان .
*ففي حديث الشفاعة الطويل ,
قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين، قال فيقبض قبضة من النار أو قبضتين ناس لم يعملوا خيراً قط قد احترقوا حتى صاروا حِمماً،
-، عن حذيفة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ، حتى لا يدرى ما صيام ولا صدقة ولا نسك ، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة ، يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله فنحن نقولها " قال صلة بن زفر لحذيفة : فما تغني عنهم لا إله إلا الله ، وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك ؟ فأعرض عنه حذيفة ، فرددها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة ، فقال : " يا صلة تنجيهم من النار " " هذا حديث صحيح على شرط مسلم
قال ابن تيمية:وحينئذٍ: فلا منافاة بين الأحاديث، فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام، لم يكن في هذا الحال مصرا على ذنب أصلا، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء، فإذا لا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله، ولا كراهة لما أمر الله، وهذا هو الذي يحرم على النار، وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان، وهذا الإخلاص، وهذه التوبة، وهذه المحبة، وهذا اليقين لا تترك له ذنبا إلا محي عنه، كما يمحوا الليل النهار.
فإذا قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الأكبر والأصغر، فهذا غير مصر على ذنب أصلا، فيغفر له، ويحرم على النار، وإن قالها على وجه خلص به من الشرك الأكبر دون الأصغر، ولم يأت بعدها بما يناقض ذلك، فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات، فيرجح بها ميزان الحسنات، كما في حديث البطاقة، ، ولم يخرجاه .
*اما من مات على الكبائر ولم يتلبس بالشرك فان لا اله الا الله تنفعه عند موته اذا قالها باخلاص ......
*المشكلة نكفر تارك الصلاة وهي مسالة خلافية
نكفر الحكام وهي مسالة خلافية
ثم نبني على ذالك احكام كثيرة.............
تكفير
تفجير
ذبح
قتل
هجر
جرح
فوضى
تعصب
اختلاف
كل المساوئ
..........
حليم- معبّر المنتدى
- عدد المساهمات : 4182
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
رد: كفى تبرير؛ إنها سنن التغيير
بارك الله فيك أخي حليم
أجدت وأفدت نفع الله بك ورفع قدرك .
الازدي333- موقوووووووف
- عدد المساهمات : 2313
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» وزير خارجية قطر: التغيير سيسود المنطقة رغم وجود مجموعات تعارضه
» الإصدار المميز || تحالف الطواغيت، إنها حرب الصليب
» يا اهل الاسلام في الامارات تفضلوا ...
» عواصف التغيير.. وذهول التفكير
» الادلة على وجوب السمع والطاعة في المعروف للحاكم المسلم وان ظلم
» الإصدار المميز || تحالف الطواغيت، إنها حرب الصليب
» يا اهل الاسلام في الامارات تفضلوا ...
» عواصف التغيير.. وذهول التفكير
» الادلة على وجوب السمع والطاعة في المعروف للحاكم المسلم وان ظلم
ملتقى صائد الرؤى :: الملتقيات العامة و الساحة السياسية والاقتصادية المفتوحة :: حوار الثغور ومنبر السياسة والاقتصاد والفتن الخاصة (عمران بيت المقدس خراب يثرب)!
صفحة 3 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى